الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    ✍تقوى الله والسعة في الأرزاق✍ ============================ ✍الشيخ السيد مراد سلامة ============================ ✍الخطبة الأولى ============================ أما بعد: أحبتي في الله حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عن سبب أخر من أسباب الرزق الخفية و هي التقوى

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2797
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    ✍تقوى الله والسعة في الأرزاق✍ ============================ ✍الشيخ السيد مراد سلامة ============================ ✍الخطبة الأولى  ============================ أما بعد: أحبتي في الله حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عن سبب أخر من أسباب الرزق الخفية و هي التقوى Empty ✍تقوى الله والسعة في الأرزاق✍ ============================ ✍الشيخ السيد مراد سلامة ============================ ✍الخطبة الأولى ============================ أما بعد: أحبتي في الله حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عن سبب أخر من أسباب الرزق الخفية و هي التقوى

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الثلاثاء يوليو 30, 2024 9:34 pm

    ✍تقوى الله والسعة في الأرزاق✍
    ============================
    ✍الشيخ السيد مراد سلامة
    ============================
    ✍الخطبة الأولى 
    ============================
    أما بعد: أحبتي في الله حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عن سبب أخر من أسباب الرزق الخفية و هي التقوى و تلكم عباد الله هي الغاية المنشودة و الدرة المفقودة ....................................
    التقوى أيها الأحباب هي من أعظم الأسباب الفاتحة للأرزاق المنزلة للبركات فالتقوى مفتاح الرزق و هي مفتاح السعة و هي مفتاح البركة و هي مفتاح المغفرة و هي مفتاح القلوب...................... 
    وأصل التقوى أن يعلم العبد ما يتقى ثم يتقى.........................ز
    ✍هي الخوف من الجليل، والرضا بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل.
    ✍وقيل: هي أن لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك .
    ✍ذكر معروف الكرخى عن بكر بن خنيس قال : كيف يكون متقياً من لا يدرى ما يتقى ؟ ثم قال معروف الكرخى : إذا كنت لا تحسن تتقى أكلت الربا ، وإذا كنت لا تحسن تتقى لقيتك امرأة فلم تغض بصرك ، وإذا كنت لا تحسن تتقى وضعت سيفك على عاتقك..............................
    التقوى هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقايةً، وهي عمل الواجب وترك المحرَّم، فتقوى الله في المال أن يؤدي المسلم الحقَّ الذي عليه فيه، ويبتعد عن إنفاقه في الحرام، وتقوى الله في العلم أن يبذله ولا يستخدمه في حرام، وتقوى الله في الزوج أن تؤدى واجباته ولا يُتجاوز حدود الله فيه، وتقوى الله في الأولاد أن يؤدي الوالد الواجبات تجاههم ولا يظلمهم فهو السند لهم، فإن كان السند سوطًا عليهم، فحينها ليتذكر الوالد أن الناصر لهم هو الله فليخشَ سوطه، وتقوى الله في الوالدين أن يؤدي الولد حقوقهما ولا يعقَّهما، وتقوى الله في الوظيفة أن يؤدي الموظف واجباتِه فيها، ولا يستغلها في محرَّم من رشوة وسوء استخدام سلطة وغيرها، وتقوى الله في نعمه كلِّها شكرُها وعدم وضعها فيما يغضب الله، وكلما أدى المرء واجباته نال ثمرات التقوى.
    التقوى من الأسرار الخفية لسعة الأرزاق والبركة فيها:
    قال الله عز وجل: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأْرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].
    يفتح سبحانه بركات السماء مطراً، وبركات الأرض ثمراً، وذلك متى ما حقق العبد تقوى الله تعالى ظاهرًا وباطنًا؛ بترك جميع ما حرَّم الله، فإنَّ الأرزاق تأتيه من غير عناء ولا تعب؛ لأنه في حفظ الله وتوفيقه، محاطاً بالعون والنصر والتأييد، قال الله عز وجل: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194] ومن كان الله معه فسوف تتفتح أمامه للرزق الأبواب، وتتيسر له في ذلك الأسباب، قال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4].
    وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ» .
    عليك بتقوى الله إن كنت غافلًا      يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
    قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2، 3]، أي: ومن يتق الله فيما أمره به، وتَرَك ما نهاه عنه، يجعل له من أمره مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، أي: ويسوق الله الرزق للمتقي من وجه لا يحتسبه ولا يشعر به ولا يخطر بباله ولا يرجوه ولا يأمله.
    قالَ عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الصَّدَفِيُّ : " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ ، فَيَقِفُ عِنْدَ حُدُودِهِ ، وَيَجْتَنِبُ مَعَاصِيَهُ : يُخْرِجْهُ مِنَ الْحَرَامِ إِلَى الْحَلَالِ ، وَمِنَ الضِّيقِ إِلَى السَّعَةِ ، وَمِنَ النَّارِ إِلَى الْجَنَّةِ.
    وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ : مِنْ حَيْثُ لَا يَرْجُو.
    وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: " هُوَ الْبَرَكَةُ فِي الرِّزْقِ " . 
    وقال السعدي رحمه الله : " أي: يسوق الله الرزق للمتقي ، من وجه لا يحتسبه ، ولا يشعر به " . 
    وهذا كقوله تعالى عن أهل الكتاب : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) المائدة/ 66 .
    وكقوله عز وجل : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) الأعراف/ 96 .
    فأقصى ما يمكن أن يغدق عليك أغنى أغنياء الأرض، هو أن يفتح عليك خزائنه وممتلكاته، لكن الله بيده خزائن وممتلكات الأرض جميعًا. فإن قال بأنه يفتح للمؤمنين المتّقين {بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}، فذلك من أعظم ما يمكن للإنسان أن يَحْظى به من نعيم، فلا شيء بوُسْعه أن ينال قيد شعرة من بركة الله في بَدَنك، أو رزقك، أو أهلك، وشرط كل ذلك أن تكون مؤمنًا، وتقيًّا في إيمانك. ثم جاء قوله -تبارك وتعالى-، كفاصل للجملة السابقة، {وَلَـكِنْ}، أي بدل أن يؤمنوا ويتّقوا لنفتح {عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}، {كَذَّبُوا} بآياتنا ورسلنا، ولبثوا في عصيانهم وفسادهم، {فَأَخَذْنَاهُمْ} عاقبناهم {بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. والعبارة دقيقة، أي يكون العِقاب مِن جنس المعصية، فلكل شيء نتاج، فإن زرعتَ وردًا، جنيتَ وردًا تنتعش به، وإن زرعتَ شوكًا، جنيتَ شوكًا تُشاك به. والمسلم بتمام توكله ويقينه ، وحسن ظنه بالله : يسعد في الدارين ، ويكون له فيهما الحياة الطيبة ، فيرزق الرزق الواسع ، ويهنأ عيشه ، وتطيب أيامه ، وذلك أن التوكل واليقين وحسن الظن بالله، من أهم أعمال القلوب التي تطهر القلب ، وتملؤه إيمانا .
    ✍أخي المسلم أذا كنت موظفا أو مسؤولا فاتق الله و لا تمد يدك إلى الحرام فسوف يحفظك الله تعالى و يحفظ ولدك من بعدك و يغنيهم الله تعالى من فضله 
    ✍دخل "مقاتل بن سليمان" رحمه الله، على "المنصور" يوم بُويعَ بالخلافة. فقال له المنصور: عِظني يا مقاتل! فقال: أعظُك بما رأيت أم بما سمعت؟ قال: بما رأيت.. قال: يا أمير المؤمنين.. إن عمر بن عبد العزيز أنجب أحد عشر ولدًا وترك ثمانية عشر دينارًا، كُفِّنَ بخمسة دنانير، واشتُريَ له قبر بأربعة دنانير وَوزّع الباقي على أبنائه. وهشام بن عبد الملك أنجب أحد عشر ولدًا، وكان نصيب كلّ ولدٍ من التركة مليون دينار. والله... يا أمير المؤمين: لقد رأيت في يومٍ واحد أحد أبناء عمر بن عبد العزيز يتصدَّق بمائة فرس للجهاد في سبيل الله، وأحد أبناء هشام يتسوَّل في الأسواق! وقد سأل الناس عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو على فراش الموت: ماذا تركت لأبنائك يا عمر؟ قال: تركت لهم تقوى الله، فإن كانوا صالحين فالله تعالى يتولَّى الصالحين، وإن كانوا غير ذلك فلن أترك لهم ما يُعينهم على معصية الله تعالى. فتأمَّل... كثير من الناس يسعى ويكد ويتعب ليؤمن مستقبل أولاده ظنًا منه أن وجود المال في أيديهم بعد موته أمان لهم، وغفل عن الأمان العظيم الذي ذكره الله في كتابه: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء:9].
    ✍إذا كنت مؤتمنا على مال أو عقار أو مزارع فاتق الله ولا تمد يدك إلى الحرام فسوف يغنيك الله من فضله 
    إلى الذين يخونون الأمانات ويسرقون ويختلسون اعلموا أن ذلك كله سحت ولا ينفع صاحبه ...... اعلموا أن الغنى في الحلال الذي احله الله فكم من إنسان خان الأمانة وجمع الأموال وكان عاقبة أمره خسرا ....... وعلى الجانب الأخر كم من إنسان خاف الله تعالى وحافظ على الأمانة فرزقه الله وأغناه ومنحه وأعطاه 
    مر عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-على غلام يرعى أغناما لسيده، فأراد ابن عمر أن يختبر الغلام، فقال له: بع لي شاة. 
    فقال الصبي: إنها ليست لي، ولكنها ملك لسيدي، وأنا عبد مملوك له.
    فقال ابن عمر: إننا بموضع لا يرانا فيه سيدك، فبعني واحدة منها، وقل لسيدك: أكلها الذئب. فاستشعر الصبي مراقبة الله، وصاح: إذا كان سيدي لا يرانا، فأين الله؟! فسر منه عبد الله بن عمر، ثم ذهب إلى سيده، فاشتراه منه وأعتقه.)( )
    ✍وذكر أهل التاريخ أنه كان بمرو قاض اسمه نوح بن مريم، وكان رئيساً أيضاً وكانت له بنت ذات جمال خطبها جماعة من الأعيان والأكابر، وكان له غلام هندي ينطر بساتينه فذهب يوماً إلى البستان فطلب من غلامه شيئاً من العنب فأتى بعنب حامض فقال له: هات عنباً حلواً فأتى بحامض فقال القاضي: ويحك ما تعرف الحلو من الحامض. فقال: بلى ولكنك امرتني بحفظها وما امرتني بالأكل منها، ومن لا يأكل لا يعرف فتعجب القاضي من كلامه وقال: حفظ الله عليك أمانتك. وزوج منه ابنته فولدت عبد الله بن المبارك المشهور بالعلم والورع، وكان يحج سنة ويغزو في سنة أخرى، ( )
    ✍أخي المسلم إذا كنت طالب على وكنت فقيرا فاتق الله ولا تطعم نفسك من حرام لأن العلم نور و نور الله لا يهدى لعاص واعلموا انه من اتق الله و ترك ما حرم الله عوضه الله خيرا منه ......
    قـدم شاب فجلس في حلقة الشيخ وتأخرت نفقته من الصعيد ففـارق حلقة الشيخ عساه يحصل كسيـرات من الخبز ولقيمات يقتات بها ويتقوى عليهـا.
    فبينما هو يسيـر إذ دخل في شارع ضيق فوجد باباً مفتوحاً ووجـد خزانة من طعام فمد يده إلى الطعام وكان من المحشي ثـم بعد أن تناول قطعة منه ووضعها في فمـه.
    تـذكر أنه جاء ليطلب العلم، والعلم نـور، والأكل من هذا الطعام دون أن يستحل صاحبه يظلـم القلب ولا يـمكن أن يجتمع النور والظلمة وسيطرد أحدهما الآخـر.
    فتـرك هذا الطعام وعاد لحلقة شيخة وبـه من الجوع ما لا يعلمه إلا الله، وبعد أن انتهى الدرس إذا بامـرأة تأتي وتكلم الشيخ كلاماً لم يفهمه الحاضرون.
    ثـم قال الشيخ لطالب العلم هـذا: يـا عبدالله ألك رغبة في الزواج؟ فقال: أتـهزأ بي، والله من ثلاثة أيـام ما دخل جوفي طعام فيكف أتـزوج؟؟
    قـال الشيخ: إن هذه المرأة تذكر أن زوجها تـوفي وترك بنتاً واحدة وكان ذا ثروة ومال كثيـر وتريد أن يتزوج ابنتها رجل صالح يعيـش معها ومع ابنتها وينمي المال ويرعـاه.
    فقـال: إن كان كذلك فلا بأس فخرج الشيـخ والتلميذ والمرأة والحاضرون يسيـرون حتى دخلوا البيت الذي دخله هذا الشاب من قبـل فلما وضع الطعام بكى هذا الشـاب.
    فقـال له الشيخ: لم تبكـي؟ هل أكرهناك على الـزواج؟ 
    قـال: لا.
    ولكـني قبل سويعات دخلت هذا البيـت لأكل من هذا الطعام الذي وضع بين أيدينا فتذكـرت أنه حرام فتركته لله فأعاده الله إلي ومعه غيـره عن طريق الحـلال.( )
    ✍وأنت أيها البائع اتق الله وتعامل مع خلق الله بالتقوى تأتيك الأرزاق ويبارك لك في القليل فمن خاف الجليل منحه الله الكثير .... وكثيرا ما نرى أناسا ممن يبيعون اللبن يخلطون بالماء رجا الغنى والثراء فيعاقبهم الله تعالى بنقيض عملهم ويبتليهم بالفقر والفاقة 
    ✍وتأملوا يا رعاكم الله إلى عاقبة التقوى في تلك القصة ...... عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أسلم قال: بينا أنا مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-وهو يعس بالمدينة إذ أعيا فاتكأ على جانب جدار في جوف الليل فإذا امرأة تقول لابنتها قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء فقالت يا أمتاه وما علمت ما كان من عزمه أمير المؤمنين اليوم؟ 
    قالت وما كان من عزمته؟ 
    قالت إنه أمر مناديا فنادى لا يشاب اللبن بالماء فقالت لها: يا ابنتاه قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء فإنك في موضع لا يراك عمر ولا منادي عمر!
     فقالت الصبية والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء ،وعمر يسمع كل ذلك فقال يا أسلم علم الباب واعرف الموضع ثم مضى في عسه فلما أصبح قال يا أسلم امض إلى الموضع فانظر من القائلة ومن المقول لها وهل لهم من بعل فأتيت الموضع فإذا أيم لا بعل لها وإذا تيك أمها وإذا ليس لهم رجل فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته فدعا عمر ولده فجمعهم فقال هل فيكم من يحتاج إلى امرأة أزوجه ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه الجارية فقال عبد الله لي زوجة وقال عبد الرحمن لي زوجة وقال عاصم يا أبتاه لا زوجة لي فزوجني فبعث إلى الجارية فزوجها من عاصم فولدت لعاصم بنتا وولدت الابنة ابنة وولدت الابنة عمر بن عبد العزيز.( )
    ✍ و أنت أيها الأخ المزارع الكريم متى اتقيت الله تعالى فأخرجت زكاة محصولك كما أمرك الله فإن الله تعالى يرزقك من حيث لا تحتسب و تأملوا يا رعاكم الله في تلك القصة التي يروها لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ ‌حَدِيقَةَ ‌فُلَانٍ. فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ. لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ. فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ ‌حَدِيقَةَ ‌فُلَانٍ لِاسْمِكَ، فَمَا
    تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ .»( )
    ✍الخطبة الثانية
    أما بعد: ......................................
    ✍أيها الأحباب الكرام: الذي نعيشه اليوم، بسبب ضعف الإيمان، وبسبب قلة التقوى، فلهذا محقت البركات، وحرم الناس من الخيرات، واسمع -أيها الأخ الحبيب- إلى هذا الحديث الذي رواه الإمام ابن ماجة -رحمه الله- في سننه عَنِ ابْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: " أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ:
    لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا.
    وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ.
    وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا.
    وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ.
    وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ 
    إخوة الإيمان من أسباب الغلاء والبلاء عدم تقوى الله تعالى في البيع و الشراء فقد ظهر تطفيف الكيل و الميزان: "ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين -أي بالقحط والجفاف وقلة الخيرات إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة-قلة الطعام وصعوبة الوصول إليه-وجور السلطان" هذا إذا أنقصوا المكيال والميزان فكيف إذا ضيع المكيال والميزان؟
    ومن أسباب قلة البركة و عدم سقوط الغيث عدم تقوى الأغنياء و ضنهم بالزكاة التي افترضها الله عليهم  "ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء -أي المطر-ولولا البهائم لم يمطروا" سبحان الله! حين يصل الناس إلى هذا المستوى تصير البهائم أعز إلى الله منهم، حين يصلون إلى تضييع حرمات الله تصير البهائم أعز على الله منهم، فيمطرون بفضل البهائم، ويرزقهم الله -سبحانه وتعالى-رفقا بالبهائم، وأما هم فإنهم قد ضاعت مكانتهم عند الله -سبحانه-.
    الدعاء....................................................

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 6:28 am