الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    التقوى من أسباب الرزق الخفيه خطبة الجمعة ٢٧ من المحــــــــرم ١٤٤٦هــ الموافق ٢ من أغسطس ٢٠٢٤م

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2797
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    التقوى من  أسباب الرزق الخفيه  خطبة الجمعة  ٢٧ من المحــــــــرم ١٤٤٦هــ  الموافق ٢ من أغسطس ٢٠٢٤م  Empty التقوى من أسباب الرزق الخفيه خطبة الجمعة ٢٧ من المحــــــــرم ١٤٤٦هــ الموافق ٢ من أغسطس ٢٠٢٤م

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الثلاثاء يوليو 30, 2024 9:33 pm

    التقوى من  أسباب الرزق الخفيه
    خطبة الجمعة  ٢٧ من المحــــــــرم ١٤٤٦هــ
    الموافق ٢ من أغسطس ٢٠٢٤م 
                    
                          إعداد الشيخ/ أحمد عزت حسن 


                                الموضوع 
     الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ، "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا"، وبعد  
    فهناك أسبابٌ ومفاتيح إن اتبعها الإنسان وسلك مسالكها، نال وحظي بالرزق الخفي، ولما كان بعض الناس يشكون ضيق الرزق وقلة البركة، فنحب أن نذكر أنفسنا وإخواننا بأسباب جعلها الله تبارك وتعالى من أسباب زيادة الأرزاق، ونزول وحلول البركات، دلت عليها آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي الأمين -ﷺ- سائلين الله أن يفتح لنا أبواب الرزق، ويوفقنا لما يوجب حلول البركة فيه.. فمن ذلك:
     أولا: تقوى الله عز وجل، وصدق التوكل عليه: فقد جمعهما الله تعالى في نسقٍ واحدٍ، فقال تعالى في سورة الطلاق: (وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ الله بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)، يقول ابن كثير: "يرزقه من جهة لا تخطر بباله"، وقال ابن عباس: "من حيث لا يرجو ولا يأمل".


    أما التقوى التي تستجلب بها الأرزاق، وتتنزل بها البركات فهي التي عرفها علي رضي الله عنه بأنها: "الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".


    . وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "تقوى الله: أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر".


    وهي في عموم الكلام "أن تجعل بينك وبين غضب الله ومساخطه وعقابه وقاية". قال تبارك وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف:٩٦].
    فتقوى الله خير ما يعين المسلم على تحصيل الرزق الخفي، ولله در القائل:
    خل الذنوب صغيرها             وكبيرها ذاك التقى
    واصنع كماشٍ فوق أرض ال   شوك يحذر ما يرى
    لا تحقرن صغيرة             إن الجبال من الحصى


     ومما يروى عن الشافعي قوله:
    عليك بتقوى الله إن كنت غافلا
                          يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري


    فكيف تخاف الفقر والله رازق
                         فقد رزق الطير والحوت في البحر


    ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة
                            ما أكل العصفور شيئًا مع النسر


    "احذر المكان مُراقب بالكاميرا"
    عبارة أصبحنا نقرؤها على واجه كل محل أو صيدلية أو ... وباتت هذه الكاميرا وسيلة من وسائل الكشف عن الجناه والعديد من الجرائم، بل إنها أصبحت من شروط الحصول على الترخيص، ومجرد وجود هذه العبارة يضفي جوًّا من الأمان على المكان، وتجعل المجرم يفكر طويلًا قبل الإقدام على جريمته، والسؤال: إذا كان العاصي يمتنع عن معصيته خوف افتضاح أمره، فهل استحضر مراقبة الله الذي يرى ويسمع ولا يغيب عنه شئ و(يَعْلَم خَائِنَة الْأَعْيُن وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) غافر ١٩ 


    إن التقوى تتفجّر ينابيعُها، فتتعدّد مُعْطَيَاتُها، وتشمل انتصاراتُها، وتكثر خيراتُها، فتضع النفسَ في مواجهة أكيدة أمام تبعاتها ومسؤوليّاتها.


    التقوى تحارب الازدواجية في السلوك وتباعد بين المُتصف بها وبين النفاق والرياء؛ لأنه في مراقبةٍ دائمة ومستمرة لله تعالى، فلا يغش ولا يخادع ولا يحتال؛ لأنه صاحب ضمير حي.


    ومراقبة الله لا تطول غفلته عن الله ولا يسترسل في المعاصي "إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائفٌ من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون" الأعراف ٢٠١
    إنه سريع التذكر قريب الرجوع بالتوبة الصحيحة "والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم" آل عمران ١٣٥
    إنّ بناءَ العزيمة الحديديّة، والإرادة الصلبةِ الفولاذيةِ لدى الإنسان المسلم، وتثبيت المعنويّات التي لاتُقْهَر في ضميره، إنّها إذا نشأت لدى المسلم، وتمكّنت منه، انتصر على النفس وشهواتها، كلَّ الانتصار؛ فيهون عليه الانتصارُ على كلّ عدوّ من الجنّ والإنس، ويهون عليه كسبُ كل معركة في الحياة يخوضها مع نفسه الأمارة بالسوء أو مع غيره أيًّا كان.


    التقوى حين يتّصف بها المسلم، تتحوّل إلى الوقاية الذاتية الدائمة، والمتابعة الأمينة المتصلة، والمحاسبة الدقيقة الدائبة، والمراجعة الصادقة المتواصلة لكل ما يصدر منه من قول أو فعل.
    إنّها تجعل المسلم يتّقي كلَّ ما يضرَّه هو، أو يضرّ أسرتَه، أو يضرّ مجتمعَه،  


    إنّها تجعل المسلم يتّقي كلَّ ما يضرَّه هو، أو يضرّ أسرتَه، أو يضرّ مجتمعَه، وتلك هي التقوى الحقيقية التي جعلها الله تبارك وتعالى غايةَ الصيام؛ لأنها حالة تتكوّن في النفس نتيجة للإيمان الراسخ بالله.


    هل سألنا أنفسنا هذا السؤال يومًا من الأيام، أين الله في حياتنا؟ أين مراقبة الله في سلوكنا؟
    عندما نرتكب الذنوب والمعاصي بعيدًا عن أعين الخلق، أين الله في حياتنا؟ ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ الله وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً﴾ [النساء: ١٠٨].
    عندما ننتهك حرمات الله في الظلمات.. في الخلوات.. في الفلوات، أين الله؟
    عندما نضيع أوقاتنا وشبابنا في معصية الله، أين الله؟
    عندما نطلق أعيننا، ونفسح لها المجال لأن تنظر إلى ما حرم الله، أين الله؟
    عندما نُسخّر النعم التي أنعمها الله علينا في معصيته، أين الله؟
    أين الله في تصرفاتنا؟ أين الله حينما نضغط على أزرار التلفون لنبحث عن حرام؟
    أين الله حينما ننشر الفاحشة في الذين آمنوا؟
    أين الله ومراقبته حينما ننظر بأعيننا إلى ما حرم الله؟
    أين الله ومراقبته عندما نسمع بآذاننا ما يسخط الله؟
    أين الله ومراقبته عند أولئك الذين يسرقون المال المعصوم.


    - التقوى ومراقبة الله  
    احفظ الله تجده تُجاهك ومعناه: أن من حفِظ حدود الله وراعى حقوقه وجد الله معه في جميع الأحوال يحوطه وينصره ويحفظه ويسدده فهو "قائمٌ على كل نفسٍ بما كسبت" وهو "مع الذين اتقوا والذي هم محسنون"                                    
    إنه تعالى يريديك ويناديك فأيناك وأين ردّك على الله؟                            
    قال قتادة: "من يتق الله يكن معه، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تُغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل"، وهذه "معية خاصة" بالمتقين غير المعية العامة المذكورة في قوله تعالى: "وهو معكم أينما كنتم" الحديد ، "وهو معهم إذ يُبيّتون من القول" النساء، وقوله تعالى: "ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم" المجادلة ٧ 


    فهذه المعية العامة شاملة طائع وعاص، مؤمن وكافر. وهذه المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة كما قال الله تعالى لموسى وهارون: "إنني معكما أسمع وأرى" طه 
     وكما قال ﷺ لأبي بكر الصديق في الغار: "ما ظنّك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا". 
    وفي هذا المعنى قوله تعالى في الحديث القدسي: "ولا يزال عبدي يتقرّبُ إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يسعى بها" البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه،
     فمن حفِظ الله، وراعى حقوقه وجد الله أمامه وتجاهه على كل حالٍ فاستأنس به، واستغنى به عن خلقه. 


    وهذه المعية الخاصة تضفي عليك من صفات رب العزة سبحانه وتعالى، فإنك حينما تكون محتاجًا إلى سِتْرٍ فالله تعالى سِتّير يسترك، وإذا احتجك إعانة أعانك، وإذا قوةٍ أمدّك بقوةٍ، فهو "ذو القوة المتين"،
     وإذا احتجت التخفّي عن أعين الناس غيّبك فلم يروْك؛ لأنه غيبٌ لا يراه أحد، وذلك كما خرج النبي ﷺ من بين أيدي المشركين ليلة الهجرة فلم يروْه.
     قال أبو جعفر السائح: أتى الحسن إلى حبيب أبى محمد هاربًا من الحجاج بن يوسف، فقال: يا أبا محمد احفظني من الشُرط وهم على أثري -أي رجال شرطة الحجاج يجرون وراءه ويتعقبونه، فقال حبيب: استحييتُ لك يا أبا سعيد! أليس بينك وبين ربك من الثقة ما تدعوه فيسترك من هؤلاء؟! ادخل البيت، فدخل الشُرط على أثره -وراءه مسرعين- فلم يروْه، فذكروا ذلك للحجاج، فقال: بل كان في البيت، إلا أن الله طمس أعينهم فلم يروْه "وجعلنا من بين أيديهم سدًّا ومن خلفهم سدًّا أغشيناهم فهم لا يبصرون"، 


    وهذه المعية تجعلك تأنس بالله سبحانه، فهو جليس من ذكره، فإذا حفِظتَ حدود الله فكنتَ حيث أمرك، وابتعدتَ حيث نهاك، ولزِمتَ بابه، وأدّيتَ فرائضه، وتقرّبتَ بالنوافل، فتظل هكذا، فيُحبك الله تعالى، فإذا أحبك أفاض عليك من جوده وبِره "ولا يزال عبدي يتقرّبُ إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يسعى بها، ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأُعيذنّه"                                        


    فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقطع خطبته يوم الجمعة، وينادي على سارية -قائد جيش المسلمين في الشام- يا سارية الجبل يا سارية الجبل، فتعجب الحاضرون معه، فلما نزل من على المنبر سألوه عن سر قوله، فقال: لقد رأيتُ العدو يأتي من خلف سارية يريد الهجوم عليه، فنادتُ عليه أن تحصن بالجبل، فتحصن سارية ومن معه بالجبل فنجوْا وانتصروا، ولما جاء البشير يزّف بشرى النصر قال له: والله يا أمير المؤمنين لقد سمِعنا صوتك، فتحصّنا بالجبل فنجوْنا، ونصرنا الله، فبأي عينٍ رأى عمر؟!، وبأي أذنٍ سمِع سارية؟! لقد رأى بعين الله، وسمع بأذن الله "فبي يرى، وبي يسمع" 


    والمسلمون في غزوة بدر كانوا قلة، فلما تراءتِ الفئتان أخذ النبي ﷺ حفنة من حصى ورمى بها وجوه القوم -الكافرين-، فما من عينٍ إلا وقد أصابها من هذه الرمية قذى، فمن الذي أوصلها؟ "فبي يبطش"، فالله سبحانه وتعالى يسدد رميته "وما رميتَ إذ رميتَ ولكنّ الله رمى" الأنفال                                                                          
    وخالد بن الوليد قطع بادية السماوي من العراق إلى الشام في عشرة أيام، وهي مسافة لا يقطعها الراكب إلا في شهرين، فكيف قطعها؟ "ورجله التي يمشي بها"                                                                                  
    وهذا هو المُشار إليه في الحديث القدسي الجليل السابق: "ولا يزال عبدي يتقرّبُ إليّ بالنوافل حتى أحبه
    فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني، لأعيذنه" ، وفي رواية: "ولئن دعاني لأجيبنه"
     وهذا التّعرف إلى الله يوجب الأنس به، والحياء منه، ويوجب طمأنينة العبد بربه وثقته به في إنجائه من كل شدة وكرب، ويوجب استجابة الله تعالى دعاءه -كما رأينا سابقًا- وقد قال رجلٌ لمعروف الكرخي: "ما الذي هيّجك -جعلك- على الانقطاع والعبادة، وذكر الموت والبرزخ والجنة والنار؟
     فقال معروف: إن ملِكًا هذا كله بيده إن كانت بينك وبينه معرفةً كفاك جميع هذا"
     ويبيّن هذا حديث الترمذي عن أبي هريرة رضي الله                                                             
     وقال رجلٌ لأبي الدرداء: أوصني، فقال له: "اذكر الله في  السراء يذكرك في الشدة".


    أيها الإخوة المؤمنين: إن الدنيا عرَضٌ حاضر، يأكل منه البر والفاجر، وإن الآخرة لوعد صادقٌ يحكم فيها ملك عادل، فطوبى لعبدٍ عمِل لآخرته وحبله ممدود على غاربه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فتوبوا إلى الله واستغفروه وادعوه وأنتم موقونون بالإجابة.


    الخطبة الثانية
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. قاد سفينة العالم الحائرة في خضم المحيط، ومعترك الأمواج حتى وصل بها إلى شاطئ السلامة، ومرفأ الأمان، فاللهم صل وسلم وزد بارك عليك سيدي يا رسول الله وآلك وصحبك قادة الحق، وسادة الخلق إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين. 
    وبعد 
    إذا اضطرب البحرُ، وهاج الموجُ، وهبَّتِ الريحُ، نادى أصحابُ السفينةِ: يا الله.


    إذا ضلَّ الحادي في الصحراءِ ومال الركبُ عن الطريقِ، وحارتِ القافلةُ في السيرِ، نادوا: يا الله.


    إذا وقعت المصيبةُ، وحلّتِ النكبةُ وجثمتِ الكارثةُ، نادى المصابُ المنكوبُ: يا الله.


    إذا أُوصدتِ الأبوابُ أمام الطالبين، وأُسدِلتِ الستورُ في وجوهِ السائلين، صاحوا: يا الله.


    إذا بارتِ الحيلُ وضاقتِ السُّبُلُ وانتهتِ الآمالُ وتقطَّعتِ الحبالُ، نادوا: يا الله.


    إذا ضاقتْ عليك الأرضُ بما رحُبتْ وضاقتْ عليك نفسُك بما حملتْ، فاهتفْ: يا الله. 


    قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/ ٩٧ .
    والمقصود بالحياة الطيبة التي يحياها المؤمن في دنياه: حياة قلبه بالإيمان، وانشراح صدره، وسعادته بإيمانه بربه.
    كما أنها تشمل الرزق الطيب الواسع الحلال، ولكن سعة الرزق ليست شرطًا لحصول الحياة الطيبة، فقد يكون العبد فقيرًا ويرزقه الله القناعة والرضى بما هو فيه، ويبارك له في القليل، فيكون قد أحياه الله حياة طيبة وانتفع برزقه أكثر من انتفاع كثير من الأغنياء بأموالهم.
    وتقوى الله -على سبيل العموم- سبب من أسباب الرزق .
    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "هَذَا وَعْدٌ مِنَ الله تَعَالَى لِمَنْ عَمِلَ صَالِحًا، وَهُوَ الْعَمَلُ المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، مِنْ بَنِي آدَمَ ، وَقَلْبُهُ مُؤْمِنٌ بالله وَرَسُولِه بِأَنْ يُحْيِيَهُ اللَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً فِي الدُّنْيَا، وَأَنْ يَجْزِيَهُ بِأَحْسَنِ مَا عَمِلَهُ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ.
    وَالْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ تَشْمَلُ وُجُوهَ الرَّاحَةِ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ كَانَتْ.
    #أحمد_عزت

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 8:19 am