الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    درس الخميس. 28/12/2023 تحت عنوان ???????????? ======================= من أسباب السعة في الرزق فمن هذه الأسباب ( التوكل على الله: )

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2671
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    درس الخميس. 28/12/2023 تحت عنوان ???????????? =======================               من أسباب السعة في الرزق  فمن هذه الأسباب                ( التوكل على الله: ) Empty درس الخميس. 28/12/2023 تحت عنوان ???????????? ======================= من أسباب السعة في الرزق فمن هذه الأسباب ( التوكل على الله: )

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأربعاء ديسمبر 27, 2023 9:55 pm

    درس الخميس. 28/12/2023
    تحت عنوان 👇👇👇
    =======================
    من أسباب السعة في الرزق
    فمن هذه الأسباب
    ( التوكل على الله: )

    من عقيدة المسلم الصحيحة أن الله هو المعطي والمانع، ولا يستطيع أي مخلوق أن يَنزع من أي إنسان ما كتَبه الله له، فيكفي الإنسانَ أن يأتي بالأسباب المشروعة، ويتوكل على الله فيما يريد، ويكون موقنًا أنه الوحيد سبحانه القادر على رزقه

    وليس أحد يقطع رزق أحد، فإن الله تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين، وما قدَّره الله لك من رزق، فهو مدركك لا محالة، قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا {هود:6}.

    وعلينا أن تتوكل على الله تعالى، فإن التوكل من أعظم أسباب جلب الرزق، والتوفيق للخير.

    ولنعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وثق بما في يد الله تعالى، وسله فضله العظيم، واجتهد في الدعاء، فإنه من أعظم أسباب تحصيل المطلوب، ودفع المرهوب.

    واجتهد في الأخذ بأسباب البحث عن عمل ، فإن هذا من كمال التوكل على الله، أن يتعلق قلبك بالله، وتبذل وسعك في الأخذ بالأسباب الظاهرة.

    توكل على الله، واعلم أن الرزق مضمون، وأن الأجل محدود، وصدق الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي أنّهُ لنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتّى تَسْتَوْفِي رِزْقَها وَأَجَلَهَا" (رواه ابن حبان في صحيحه).

     جاء في الصحيح عند البخاري وغيره عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «ذكر رجلاً من بني إِسرائيل، سألَ بعضَ بني إِسرائيل أن يُسلِفَه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أُشهدهم، فقال: كفى بالله شهيدا، قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلا، قال: صدقتَ، فدفعها إِليه إِلى أجل مسمَّى، فخرج في البحر، فقضى حاجته، ثم التمس مركَبا يركبه يقدُم عليه للأَجل الذي أَجّله، فلم يجد مَرْكَبا، فاتخذ خَشَبَة فنقَرها، فأدخلَ فيها أَلفَ دينار، وصحيفة منه إِلى صاحبه، ثم زجَّج موضعها، ثم أَتى بها البحر، فقال: اللهم إِنك تعلم أَنِّي تَسَلَّفْتُ فلانا أَلف دينار، فسألني كفيلا، فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضيَ بك، وسألني شهيدا، فقلتُ: كفى بالله شهيدا، فرضي بك، وإِني جَهِدت أن أَجِدَ مركبا أبعث إِليه الذي له، فلم أَقْدِرْ، وإِني أستودعتُكَها، فرمى بها في البحر حتى وَلَجَتْ فيه، ثم انصرف، وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرجُ إِلى بلده.

    فخرج الرجل الذي كان أَسلَفَهُ ينظر لَعَلَّ مركبا قد جاء بماله، فإِذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهلِهِ حطبا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قَدِمَ الذي كان أسلفه، وأتى بألف دينار، فقال: واللهِ ما زلتُ جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدتُ مركبًا قبل الذي جئت به، قال: فإن الله قد أَدَّى عنكَ الذي بعثته في الخشبة، فانصرف بالألف دينار راشدًا» (أخرجه البخاري).
     

    انظر رعاك الله! إلى هذين الرجلين المقرض والمقترض كيف توكلا على الله -جل وعلا-، كيف رضيا به سبحانه كيف اعتمدا عليه, الله -جلا وعلا- رزقهما، عوَّض المقرض خيراً، ورد عن المقترض قرضه، مع أن الأصل هلكة المال في هذا البحر؛ لأن هذه خشبة تجريها الأمواج، لكن الله -جل وعلا- حفظها.

    وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله، لرزَقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا، وتَروح بطانًا))؛ فالتوكُّل سبب عظيمٌ لجلب الرزق!


    ولله درُّ ابنة حاتم الأصم حينما حنَّ أبوها للحج، ولكنه لا يجد نفقة الحج، ولا يجد نفقة أولاده وقت غيبته، فجاءت إليه ابنته، وقالت: يا أبتاه أراك حزيناً، أراك باكياً، أراك علاك الهمّ، أراك كثير الإطراق لرأسك، فقال: يا بنية إني أتوق إلى الحج، لكني لا أجد نفقته. فقالت: يا أبتاه يرزقك الله -جل وعلا-.

    فقال: لكن الأمر لأمك، لا بد أن تأذن لي؛ لظروفها وظروف إخوانك وأخواتك. فأقنعت البنت التقية الصالحة أمها وإخوانها وأخواتها، وقالت لأبيها: أنت لست رزاقاً وإنما أنت آكل رزق، فاذهب إلى الحج، والله -جل وعلا- يرزقنا فذهب، ولم يترك عندهم إلا ما يكفيهم ثلاثة أيام، ولم يكن معه شيء، فكان في ذيل القافلة، يعني في آخر القافلة.

    وبعد خروجهم من البلد لُدغ قائد القافلة، فقال: هل من راقٍ؟ فقيل: معنا حاتم الأصم كان تقياً صالحاً، فرقاه فشفاه الله، فقال صاحب القافلة: عليَّ مؤنته ذهابًا وإيابًا، فقال حاتم: "اللهم هذا تدبيرك يا ربي لي؛ فقد رزقتني، فأرني يا حكيم يا عليم يا رزاق يا كريم تدبيرك لأهلي".

    ثم إنه بعد ثلاث ليال نفذ ما عندهم، فضجوا على البنت، يقولون لها: أنت السبب فيما نحن فيه، وهي تضحك وتقول: أبي رزّاق أم آكل رزق؟ قالوا: بل آكل رزق. قالت: ذهب آكل الرزق، والرزاق حي لا يموت.

    ثم ما لبثوا أن طرق الباب، وإذا الخليفة بالباب جاء من رحلته فقال الطارق بالباب: "إن الخليفة يستسقيكم الماء، فملأوا القربة وأعطوه إياها، فشرب منه، فوجده ماءً حلواً عذباً فقال: من أين هذا؟ فقالوا: من بيت حاتم. فقال: ادعوه لي من أجل أن أكافأه. فقالوا: في الحج فخلع حزامه، وكان مرصعاً بالجواهر، وقال: من يحبني فليخلع عليهم ما عنده، فخلع الوزراء والأمراء فاجتمع مال كثير فاشتراه أحد التجار بمال وفير حتى ملأ بيتهم، ثم أعاد الخليفة منطقة حزامه، وأعاد إلى الأمراء ما أخذه؛ لأنه اشتراه بماله.

     بكت البنت فقالت لها أمها: ما خبرك نجوع ونبكى وتضحكين ونفرح، ونُسرّ فتبكين فقالت: أبكي لأن هذا المخلوق الضعيف نظر إلينا نظرة عطف، فملأ بيتنا فكيف بالخالق العظيم الرزاق الكريم.

     ==============================
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 5:35 pm