الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خطبة الجمعة ٢٥ من صفر ١٤٤٦هــ الموافق ٣٠ من أغسطس ٢٠٢٤م التيسير في العبادات والنهي عن الغلو

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2797
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خطبة الجمعة  ٢٥ من صفر ١٤٤٦هــ الموافق ٣٠ من أغسطس ٢٠٢٤م              التيسير في العبادات والنهي عن الغلو                       Empty خطبة الجمعة ٢٥ من صفر ١٤٤٦هــ الموافق ٣٠ من أغسطس ٢٠٢٤م التيسير في العبادات والنهي عن الغلو

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأربعاء أغسطس 28, 2024 12:06 am

    خطبة الجمعة ٢٥ من صفر ١٤٤٦هــ الموافق ٣٠ من أغسطس ٢٠٢٤م
    التيسير في العبادات والنهي عن الغلو

    الموضوع
    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ، "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا"، وبعد

    فإن الدين الإسلامي دين توسّط واعتدال، لا إفراط فيه ولا تفريط، ولا غلو فيه ولا جفاء، وشريعته خاتمة الأديان، قائم على اليسر ورفع الحرج ابتداء من العقيدة وانتهاء بأصغر أمور الأحكام والعبادات بشكل يتوافق مع الفطرة الإنسانية، وهذا في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} الحج٧٨
    وقد أشار ﷺ إلى أن من أهم ما تميزت به رسالة الإسلام هو السماحة واليسر كما في قوله ﷺ: «إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة» (البخاري) .
    والمتمعن في السيرة النبوية يجد أن سلوك النبي ﷺ وتعامله مع صحابته مبني على منهج التيسير والسماحة، والشواهد أكثر من أن تعد أو تحصى،
    وحتى لا يتشعب بنا الموضوع سوف نتحدث عن:

    #مفهوم_اليسر
    اليسر هو: "تطبيق الأحكام الشرعية بصورة معتدلة كما جاءت في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، من غير تشدُّد يُحرِّم الحلال، ولا تميُّع يُحلِّل الحرام".
    ويدخل تحته السماحة والسعة ورفع الحرج والرخصة
    يقول ﷺ: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته» (مسند أحمد ورواته ثقات) ومن ذلك:

    - الرخصة في السفر؛
    وذلك بقصر الصلاة الرباعية المفروضة، والجمع بين صلاتي الظهر والعصر وكذا المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير.
    - كذلك الإفطار فيه، لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة).، وقوله ﷺ: «ليس من البر الصوم في السفر» (متفق عليه).

    ب- التيمم بالتراب عند عدم وجود الماء أو عند تعذر استعماله.

    #النهي_عن_الغلو_في_الدين
    ودين الله -تعالى- يحمل في تطبيقه السعادة والعدالة للناس، والذي يشادّ فيه ويتشدد في غير موضع التشدد، ويحرم الحلال والمباح، فإنه ينال الشقاء والعذاب في الدنيا والآخرة، فيقول ﷺ: «هلك المتنطعون» قالها ثلاثا (مسلم). والمتنطعون كما فسره النووي رحمه الله: المتعمقون المشدِّدون في غير موضع التشديد (رياض الصالحين، ص٥٤)
    فقبول الطاعة غير مرتبط بمدى التعب، لأن الله لا يحب أن يطاع بغير ما أنزله على عباده،

    #مظاهر_التيسير_في_العقيدة
    تميز الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والعقائد بوضوح العقيدة وسهولة الإيمان بالله تعالى؛ حيث
    * أمر الناس بعبادة الله وحده، وأنه الإله الواحد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، وهو خالقهم، ولا شركاء معه،

    * ليس في العقيدة الإسلامية ألغاز لا يعرفها إلا فئة مخصوصة،
    * ليس فيها غموض وغبش كما في العقائد الأخرى.
    * ليس فيها استهانة بالعقل الإنساني، وإنما هي عقيدة في غاية من اليسر والسماحة، فَهِمَها الأعرابي الذي يعيش في الصحراء حينما قال: "البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فليل داج، وسماء ذات أبراج، ألا يدل على الواحد القهار".

    #مظاهر_التيسير_في_العبادات
    ويظهر هذا المبدأ جليًّا في العبادات أكثر من غيرها من أمور الدين؛ حيث إنها سلوك ظاهر، فجميع العبادات قائمة على هذا المبدأ. يقول ﷺ: «عليكم بما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا» (البخاري) .
    ونشير إلى بعض هذه المظاهر في العبادات الآتية:

    أ- تخفيف الصلاة وعدم الإطالة فيها، لأن صلاة الجماعة تجمع بين الصغير والكبير والمريض، فينبغي مراعاة ذلك، وهذا ما كان الرسول ﷺ يحذر أصحابه منه، يشكو تطويل الإمام فى الصلاة أكثر من اللازم
    فى الحقيقة أن الإسلام دين الوسطية والعدل ولا يُحابى أحدا على حساب أحد ، وهو يدعو إلى النمط الأوسط فى كل شئ
    والتطويل الزائد عن الحد أو اللازم منهى عنه، ولقد ترجم البخارى -ذكر عنوانا- في صحيحة "باب تخفيف الإمام"
    وذكر حديث أبى مسعود أن رجلا قال: "والله يا رسول الله إنى لأتأخر عن الصلاة من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيتُ رسول الله ﷺ فى موعظة أشد غضبًا منه يومئذ ثم قال: "إن منكم مُنفّرين فأيكم يُصلى بالناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة"
    ففى هذا الحديث يُخبر هذا الرجل أنه يتأخر عن الصلاة فلا يحضرها مع الجماعة لأجل التطويل وكأنه يعتمد على تطويله فيتشاغل ببعض شغله ثم يتوجه فيصادف أن يدرك أو لا يدرك، فلذلك أظهر النبى ﷺ الغضب؛ لئلا يعود من فعل ذلك إلى مثله فقال: "إن منكم مُنفّرين" وعاتب معاذًا لما كان يؤم قومه لما صلى العشاء بالبقرة فانصرف الرجل من صلاته ...
    فبلغ النبى فقال النبى ﷺ "أفتان أنت يا معاذ ثلاث مرات ومعنى ذلك أن التطويل قد يكون سببًا لخروجهم من الصلاة وعدم حضور الجماعة وكما روى البيهقي فى الشعب بسند صحيح "لا تُبغضوا إلى الله عباده يكون أحدكم إمامًا فيطوّل على القوم الصلاة حتى يبغض إليهم ما هم فيه"
    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع النبي -ﷺ- ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، فتجوّز رجل فصلى صلاة خفيفة فبلغ ذلك معاذاً فقال: إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل فأتى النبي -ﷺ- فقال: يا رسول الله، إنا قوم نعمل بأيدينا ونسقي بنواضحنا، وإن معاذًا صلّى بنا البارحة فقرأ البقرة، فتجوّزت فزعم أني منافق، فقال النبي -ﷺ-: ( يا معاذ أفتّان أنت؟ - قالها ثلاثاً -، اقرأ {والشمس وضحاها} و { سبّح اسم ربك الأعلى } . ونحوها) متفق عليه واللفظ للبخاري .
    وفي رواية أخرى: ( فلولا صليت بسبح اسم ربك والشمس وضحاها والليل إذا يغشى، فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة) .

    الصلاة بالمسلمين، وقراءة سورة البقرة، والوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى، أمورٌ ثلاثةٌ تبوّأت مكانة عظيمة في قلوب أصحاب النبي -ﷺ-، فالإمامة مسؤوليّة عظيمة دعا النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابها، وسورة البقرة من أكبر سور القرآن وتتضمّن أعظم آية فيه، والوقوف بين يدي الله والاستغراق في ذكره وإطالة الوقوف بين يديه عبادة لا يضاهيها عمل.
    وهذه الشعب الإيمانية اجتمعت في شخص أفقه الصحابة وأعلمهم بالحلال والحرام، ومحبوب رسول الله -ﷺ- كما صَرّح له، وأحد النفر الستّة الذين جمعوا القرآن الكريم في العهد النبوي، ومن القلّة القليلة التي امتازت بحدّة الذكاء وسعة الدراية وقوّة الفطنة، ذلكم هو معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه.

    من هنا نستطيع أن نفهم سرّ العادة التي اكتسبها معاذ رضي الله عنه، وهي أنه كان يصلّي مع النبي -ﷺ- صلاة الفريضة، ثم ينطلق مسرعًا إلى مسجدٍ في نواحي المدينة ليصلّي بهم تلك الصلاة إمامًا، غير مبالٍ بمشقّة الذهاب والإياب كلّ يوم.

    ويبدو أن الدعاء الذي علّمه النبي -ﷺ- لمعاذ أن يقوله دبر كلّ صلاة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) قد ترك فيه أثراً ظاهرًا، فكانت صلاته بالناس طويلة وكثيرة القراءة، وما ذاك إلا إحسانًا لعبادته وإتقاناً لعمله.

    لكن حدثًا بعينه غيّر وتيرة النمط الذي كان ينتهجه معاذ بن جبل رضي الله عنه ويسير عليه في إمامته، ففي إحدى الليالي وبعد أن فرغ رضي الله عنه من صلاته مع النبي -ﷺ-، انطلق إلى المسجد الآخر كعادته ليؤم المسلمين، وشرع في قراءة سورة البقرة، واستطرد في قراءتها، وفي القوم رجلٌ من عوام المسلمين الذين يكدّون طوال اليوم بالأعمال الحِرَفيّة الشاقة، والتي تتطلّب منهم جهدًا ووقتًا؛ ولذلك استثقل الرجل طول الصلاة ورأى أنها ستؤخّره عن أعماله وستُربِك جدول مهامّه، فانفرد الرجل فأتمّ الصلاة لوحده ثم انصرف.

    ويصل الخبر إلى إمام القوم معاذ بن جبل رضي الله عنه أن أحد المصلّين ترك الصلاة خلفه فأنكر فعله؛ إذ أن صلاة الجماعة تصهر المؤمنين جميعاً فتجعلهم كالجسد الواحد، وهذا الصنيع قد يُفسّر بالمعارضة والرغبة في إثارة الفتن وإشاعتها بين المسلمين، ومثل هذه التصرّفات مشهورةٌ عن جماعة المنافقين الحريصين على كسر وحدة الصفّ الإسلامي والتاريخ يشهد؛ ولذلك لم يتردّد معاذ رضي الله عنه في الحكم على الرجل بأنه من المنافقين.
    ويُصدم الرجل بمقولة معاذ رضي الله عنه، ويحاول أن يدفع التهمة عن نفسه، لكن دفاعه لم يجد له صدىً، وهنا: اشدّ عليه الكرب، وحلّ به الهمّ، فانطلق إلى رسول الله -ﷺ- يُخبره بما دار، ويعتذر مما صنع، محتجّاً بما يتطلّبه العمل في الزراعة من أوقات كثيرة لا يمكن معها الاسترسال في الصلاة والتطويل فيها، فلماذا إذن يصدر عليه معاذ ذلك الحكم الجائر بالنفاق؟!.

    ولا تسل عن غضب النبي -ﷺ- واستيائه من موقف معاذ، والذي يُنبئ عن التسرّع في الحكم، وعدم تقدير ظروف الآخرين، فيُعاتبه لذلك أشدّ عتاب: (يا معاذ أفتّان أنت؟ - قالها ثلاثاً -) ثم يوجّهه إلى قراءة السور القصار كالشمس والليل والأعلى ونحوها مما يتناسب مع كبار السنّ والضعفة من المسلمين وأصحاب الحاجات، وكان الجواب العمليّ لمعاذ رضي الله عنه السمع والطاعة، وسرعة الرجوع إلى الحق والتزامه، وهذا هو شأن النفوس الكريمة، فرضي الله عن ذلك الجيل العظيم.
    وهكذا نرى النبى ﷺ وهو يوصى ويوجه الأمه إلى مراعاه ظروف من يقفون خلف الإمام إذ أنهم ذوى ظروف مختلفة وقد لا يكون للإنسان عذرٌ عند بدايه الصلاة ولكن تطرأ عليه حاجة أثنائها لذلك نبه النبى ﷺ من أنه ينبغى أن يراعى الإمام ذلك كما قال النبى ﷺ: "إنى لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبى فأتجوز؛ كراهية أن أشق على أمه" ولكن #ما_هو_التخفيف المطلوب؟
    يقول ابن دقيق العيد: "التطويل والتخفيف من الأمور الإضافية فقد يكون الشئ خفيفا بالنسبة إلى عادة قوم طويلا بالنسبة لعادة آخرين" أى أن يختلف من قوم لقوم بل وحسب حالة الشخص نفسه فهو أمر نسبى فإذا كان الإمام يقرأ بجزء في الركعة فإذا قرأها فى ركعتين كان ذلك تخفيفا والمطلوب صلاة لا تطويل فيها يشق بها على الناس ويكرههم فيها
    أيضًا صلاة لا تُنقر نقر الديكة لا يذوق المرء حلاوتها..... ثم أيهاالمسلم الكريم
    لماذا تشكو تطويل الإمام وتحسبها بالدقيقة والثانية
    ولا تشكو طول المبارة والمسلسلات والجلوس أمام الفيس
    أخبرنى بربك كم تظل صامتًا صامدًا قابعًا أمام...... لا تحرك ساكنا ألا تشعر بتطويل
    #فلماذا_نقوم على خدمة شهواتنا كأننا على أشواق، وفى خدمة مولانا كأننا أشواك؟
    #لماذا_صارت أحاديث الرخص شُبهه أثارت شهوة؟ يؤسفنا
    أن نقول لمن يشعرون هذا الشعور تجاه الصلاة إن هذه صفة المنافقين الذين .."إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى"
    والشيطان لا يمل من الوسوسة والتحريض على التثاقل عن أداء الصلاة وشغل الناس بأمور تافهه لإفسادها وأخيرًا
    نقول للإمام خفف ولكن لا تُنقر وتضيع حلاوة الصلاة
    ونقول لك: اصطبر "كما أمرك الله" وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها" وقال عنها إنها "لكبيرة إلا على الخاشعين"

    #آثار_الابتعاد_عن_منهج_التيسير
    للابتعاد عن منهج التيسير آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، ومنها:
    ١- التكليف بما لا يطاق:
    إن أي تشدد زائد في تطبيق أحكام هذا الدين وتكاليفه، سيعرض صاحبه للوقوع في الحرج والمعصية، وقد بيّن ذلك رسول الله ﷺ لأولئك النفر الذين حاولوا أن يكلفوا أنفسهم ما لا تطيق، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: «جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ﷺ يسألون عن عبادة النبي ﷺ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا: وأين نحن من النبي ﷺ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا. وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا. فجاء رسول الله ﷺ إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»
    (متفق عليه).

    أيها الإخوة المؤمنين: إن الدنيا عرَضٌ حاضر، يأكل منه البر والفاجر، وإن الآخرة لوعد صادقٌ يحكم فيها ملك عادل، فطوبى لعبدٍ عمِل لآخرته وحبله ممدود على غاربه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فتوبوا إلى الله واستغفروه وادعوه وأنتم موقونون بالإجابة.

    الخطبة الثانية
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. قاد سفينة العالم الحائرة في خضم المحيط، ومعترك الأمواج حتى وصل بها إلى شاطئ السلامة، ومرفأ الأمان، فاللهم صل وسلم وزد بارك عليك سيدي يا رسول الله وآلك وصحبك قادة الحق، وسادة الخلق إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين. وبعد
    فمن آثار الابتعاد عن منهج التيسير

    ٢- الفهم الخاطئ لهذا الدين:
    إن الذي يتجاهل منهج التيسير والمسامحة في الإسلام يولد لديه قصور في فهم هذا الدين، لأنه لم يفهم هذا الدين كما أراده الله -تعالى- لعباده، وكما بيّنه لهم رسوله ﷺ، وهذا الفهم الخاطئ مع مرور الزمن يمتد ليغوص في مجمل أمور الدين ومجالاته،

    ٣- الأثر السلبي على الدعوة إلى الله:
    تميل النفس البشرية دائمًا إلى السماحة والسعة في كل شيء، وتضيق ذرعًا بالمشقة والعنت في كل شيء أيضًا، كما تميل هذه النفس إلى أولئك الناس الذين ينتهجون السماحة في حياتهم وتتعلق بهم أكثر من الذين ينتهجون خلاف ذلك.
    فالتشدد الذي في غير موضع التشدد ينفّر الناس من الدين، ويجعلهم يسلكون مناهج أخرى في الحياة غير منهج الله، وهذه هي طبيعة البشر، تريد اليسر والسعة والسماحة ولا تطيق غيرها. يقول أبو هريرة رضي الله عنه: «بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه فقال النبي ﷺ: دعوه وهريقوا على بوله سَجْلا من ماء أو ذَنوبًا من ماء، فإنما بُعثتم ميسِّرين ولم تُبعثوا معسِّرين» (البخاري)

    ٤- ومن الآثار الخطيرة القول على الله تعالى، وعلى رسوله ﷺ ما لم يقل، وتحميل الشرع ما لا يحتمل وفي هذا جناية أيما جناية، جعلت النبي ﷺ يقول: «فمن رغب عن سنتي فليس مني»، ومن ثمَّ يوصف الدين بما ليس فيه.
    أيها الشاب .... أيها المتدينون ..... أيها الإخوة المسلمون
    إن هذا الدين يُسر فلا تعقّدوه
    إن هذا الدين رحب -واسع- فلا تًضيّقوه
    ما بال بعضهم إذا صلى ركعتين في المسجد قطّب حاجبيه، وإذا أطلق لحيته أمسك قلبه
    وإذا قصّر ثوبه أطال لسانه
    وإذا فتح كتابًا أغلق باب ابتسامته
    ما بالنا أعزة على المؤمنين
    وننسى أنه -ﷺ- لو كان فظا غليظ القلب لانفضّ الناس من حوله
    هذا سُليمان عليه السلام يبتسم لقول نملة، وقد ملك الأرض ومن عليها
    وهذا النبي -ﷺ- يحضن جذعًا اشتاق له وقد صعد إلى السماء السابعة.
    والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 10:50 am