خطبة الجمعة القادمة
ش طاهر ابو المجد احمد
8/11/2024 م الموافق 6 جماد الاول 1446ه
تحت عنوان
وجعلنا من الماء كل شيء حي
الخطبة الأولي
العناصر
t نعمة الماء
t قدرة الله في خلق الماء
t دعوة الإسلام للمحافظة على الماء
الخطبة الثانية
العناصر
t أهمية الماء في حياة الانبياء والمرسلين
الخطبة الأولي
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين.
t نعمة الماء t
يقول تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنبياء: 30).
يستطيع الإنسان الحياة بدون طعام إلى مدَّة تبلغ الشهر، بينما لا يستطيع الحياة بدون الماء أكثر من أسبوع في الحدِّ الأقصى.
الماء حقٌّ لكلِّ مسلم، جعلت الشريعة الماء من الأشياء المشتركة بين المسلمين، التي يحرم أن يتملَّكها أحدٌّ بما يُسبِّب ضررًا وحرمانًا لغيره من المحتاجين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاَثٍ: الْمَاءِ، والكلأ، وَالنَّارِ".
الماء في الإسلام نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، وله مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية. يرتبط الماء بالعديد من العبادات والأحكام الشرعية، كما أنه ذُكر في القرآن الكريم في العديد من الآيات،ذكر الماء في كتاب الله ثلاثًا وستين مرَّةً،
مما يدل على أهميته البالغة في حياة المسلم.
ويروي أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ الْقِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً -قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً- فَقُلْتُ (أبو هريرة): بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: "أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ".
وبهذا كان يدعو للميت فيقول –كما عند مسلم-: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ".
قال ابن حجر: "وحكمة العدول عن الماء الحارِّ إلى الثلج والبرد -مع أنَّ الحارَّ في العادة أبلغ في إزالة الوسخ- الإشارة إلى أن الثلج والبرد ماءان طاهران لم تمسهما الأيدي، ولم يمتهنهما الاستعمال، فكان ذكرهما آكد في هذا المقام". وكون البرد أكثر طهارة ونقاوة من المطر؛ ذلك أنه قد تجمَّد، فيقلُّ تأثُّره بتلوُّث الهواء أثناء نزوله.
t قدرة الله في خلق الماء t
ولهذا تحدَّث الله سبحانه وتعالى عن نعمته وقدرته في الماء وخَلْقِه وعمله، وكيف أنه حيوي لكل كائن حيٍّ، فقال سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} [الأنعام: 99]. وبالماء كانت حياة الأرض وحياة الكائنات عليها، وبغير الماء تموت الأرض وتموت الكائنات عليها، وتلك آية لكلِّ عاقل. قال سبحانه وتعالى: {وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164]، وقال عز وجل:{وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [النحل: 65].
وبالماء الواحد تخرج الثمرات المتنوِّعة المتكاثرة، تلك الحقيقة التي كرَّرها القرآن كثيرًا، وبعدَّة أساليب: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 10، 11]، وقال سبحانه وتعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد: 4]، وقال عز وجل:{وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} [طه: 53، 54].
t دعوة الإسلام للمحافظة على الماء t
النهي عن الإفساد في الأرض،
وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ( الأعراف 56)
ومعلوم أن تلويث الماء بمختلف الطرق يعدّ صورةً من صور الإفساد في الأرض. إقرار مبدأ لا ضرر ولا ضرار،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار ,/ ابن ماجة
فكلّ ما يضرّ المسلمين في مأكلهم ومشربهم وملبسهم محرّمٌ في الإسلام،
عدم تلويث الماء.
قال تعالى: (وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) البقرة/ 211.
ونهى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن التبوّل في الماء الراكد،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: "لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ
سنن النسائي
ولقد حث الإسلام على الحفاظ على الماء وتخزينه وحسن استغلاله، وحرَّم هدره وإفساده والتفريط فيه أياً كان مصدره ومنبعه، سواء في البحار أو الأنهار أو الآبار الجوفية أو حتى في المنازل قليلاً كان أو كثيراً؛ لأنه نعمة كبرى تتوقف الحياة عليه في كل صورها وأشكالها، فالماء من أكثر النعم انتشاراً على سطح الأرض، قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء:30].
عدم الاسراف في المياه
ولأهمية ترشيد المياه والمحافظة عليه في الحياة، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسراف فيه، ولو كان للعبادة كالوضوء أو الغسل، فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم على سعدٍ وهو يتوضأ، ورآه عليه الصلاة والسلام قد أسرف في الوضوء، فقال عليه الصلاة والسلام: (مَا هَذا السَّرَف) ؟! فقَالَ: يا رسُول الله، أفي الوضوءِ إسرافٌ؟! فقال: (نَعَمْ، ولو كنتَ على نهرٍ جارٍ) رواه ابن ماجه.
التحذير من عصيان الله
ذَكَّر الله عز وجل أقوامًا كفروا به بنعمه؛ ليُعِيدَ إليهم تلك الحقيقة التي غابت عنهم، فيقول عز وجل: ماذا لو غاص الماء في أعماق الأرض، من يأتيكم بماء يجري بين أيديكم؛ { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30]
الخطبة الثانية
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين.
t همية الماء في حياة الأنبياء والمرسلين :t
الماء عنصر أساسي في قصص الأنبياء والمرسلين، ودائماً ما يحمل دلالات ومعاني عميقة.
أهمية الماء في قصة سيدنا نوح عليه السلام
۞ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14) سورة القمر
الطوفان والعقاب: كان الماء أداة العقاب الإلهي على قوم نوح بسبب كفرهم وعصيانهم. فقد غطى الماء الأرض دليلاً على عظمة الله وقدرته.
النجاة والخلاص: في الوقت نفسه، كان الماء وسيلة للنجاة والخلاص للمؤمنين الذين آمنوا بنوح ودعوته. فالسفينة التي أمر الله نوحاً ببنائها كانت ملاذاً آمناً لهم وسط الطوفان.
قصة الماء في حياة سيدنا إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر.
في قلب الصحراء القاحلة، كان الماء هو رمز الحياة والبقاء. عندما نفد الماء من السقاء، واجه إسماعيل وأمه خطر الموت عطشاً.
معجزة إلهية: ظهور بئر زمزم كان معجزة إلهية أنقذت حياة إسماعيل وأمه. فجأة، ظهر الماء من باطن الأرض، ليكون مصدراً دائماً للماء في ذلك المكان القاحل.
أساس الحضارة: حول بئر زمزم، نشأت مكة المكرمة، قلب العالم الإسلامي. فبفضل هذا الماء، استوطنت المنطقة وازدهرت الحضارة.
أهمية الماء في قصة سيدنا أيوب
وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ( 42) سورة ص
للماء دور بالغ الأهمية، حيث كان رمزاً للشفاء والبركة.
رمزية الماء في قصة سيدنا أيوب:
* الشفاء: بعد أن ابتُلي أيوب بمرض شديد، أمره الله أن يضرب الأرض برجله، ففجر الله له ينبوعاً من الماء، واغتسل منه فشفي من مرضه.
قصة سيدنا يونس عليه السلام:
وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ 88 الانبياء
ابتلعه الحوت ثم إخرجه الله سالماً، يدل على قدرة الله على النجاة والخلاص، ورمزية الماء للحياة الجديدة والبداية.
قصة سيدنا موسى عليه السلام:
القائه فى اليم وهو طفل صغير للهروب من بطش فرعون
وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) القصص
ضرب العصا على الصخرة فخرج منها 12 عيناً من الماء، ليشرب منها هو وقومه ومواشيهم، مما يدل على قدرة الله وعنايته بعباده.
۞ وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) البقرة
* تحول عصاه إلى ثعبان، ثم عادت عصا، ثم فجر بها البحر، كلها معجزات مرتبطة بالماء وتدل على قدرة الله وعظيم سلطانه.
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) الشعراء
المياه فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
وكان رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أشد الناس حرصا في استعماله للماء؛ فعن أنس -رضي الله عنه- قال: "كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَغسِلُ، أو كانَ يَغتسِلُ بِالصَّاعِ، إلى خَمسةِ أَمدادٍ، ويتوضَّأُ بالمُدِّ"(رواه البخاري ومسلم)، وعن عائشة -رضي الله عنها-: "أنها كانت تغتسل هي والنبي -صلى الله عليه وسلم- في إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريباً من ذلك"(رواه مسلم)، وروي عن أبي الدَّرْدَاء -رضي الله عنه- أنه قال: "اقْتَصِدْ فِي الْوُضُوءِ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَاطِئِ نَهَرٍ"؛ فإذا كانَ الإسرافُ في استعمالِ الماءِ لِلشُّربِ مَنْهيّاً عنهُ، فإِنَّ استعمالَه بإِسْرافٍ في مجالاتٍ أُخْرَى أَكْثَرُ مَنْعاً، وأشدُّ خَطَراً.
الدعاء
لمتابعة الدروس اليومية والخطب الأسبوعية
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
ش طاهر ابو المجد احمد
8/11/2024 م الموافق 6 جماد الاول 1446ه
تحت عنوان
وجعلنا من الماء كل شيء حي
الخطبة الأولي
العناصر
t نعمة الماء
t قدرة الله في خلق الماء
t دعوة الإسلام للمحافظة على الماء
الخطبة الثانية
العناصر
t أهمية الماء في حياة الانبياء والمرسلين
الخطبة الأولي
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين.
t نعمة الماء t
يقول تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنبياء: 30).
يستطيع الإنسان الحياة بدون طعام إلى مدَّة تبلغ الشهر، بينما لا يستطيع الحياة بدون الماء أكثر من أسبوع في الحدِّ الأقصى.
الماء حقٌّ لكلِّ مسلم، جعلت الشريعة الماء من الأشياء المشتركة بين المسلمين، التي يحرم أن يتملَّكها أحدٌّ بما يُسبِّب ضررًا وحرمانًا لغيره من المحتاجين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاَثٍ: الْمَاءِ، والكلأ، وَالنَّارِ".
الماء في الإسلام نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، وله مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية. يرتبط الماء بالعديد من العبادات والأحكام الشرعية، كما أنه ذُكر في القرآن الكريم في العديد من الآيات،ذكر الماء في كتاب الله ثلاثًا وستين مرَّةً،
مما يدل على أهميته البالغة في حياة المسلم.
ويروي أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ الْقِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً -قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً- فَقُلْتُ (أبو هريرة): بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: "أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ".
وبهذا كان يدعو للميت فيقول –كما عند مسلم-: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ".
قال ابن حجر: "وحكمة العدول عن الماء الحارِّ إلى الثلج والبرد -مع أنَّ الحارَّ في العادة أبلغ في إزالة الوسخ- الإشارة إلى أن الثلج والبرد ماءان طاهران لم تمسهما الأيدي، ولم يمتهنهما الاستعمال، فكان ذكرهما آكد في هذا المقام". وكون البرد أكثر طهارة ونقاوة من المطر؛ ذلك أنه قد تجمَّد، فيقلُّ تأثُّره بتلوُّث الهواء أثناء نزوله.
t قدرة الله في خلق الماء t
ولهذا تحدَّث الله سبحانه وتعالى عن نعمته وقدرته في الماء وخَلْقِه وعمله، وكيف أنه حيوي لكل كائن حيٍّ، فقال سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} [الأنعام: 99]. وبالماء كانت حياة الأرض وحياة الكائنات عليها، وبغير الماء تموت الأرض وتموت الكائنات عليها، وتلك آية لكلِّ عاقل. قال سبحانه وتعالى: {وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164]، وقال عز وجل:{وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [النحل: 65].
وبالماء الواحد تخرج الثمرات المتنوِّعة المتكاثرة، تلك الحقيقة التي كرَّرها القرآن كثيرًا، وبعدَّة أساليب: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 10، 11]، وقال سبحانه وتعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد: 4]، وقال عز وجل:{وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} [طه: 53، 54].
t دعوة الإسلام للمحافظة على الماء t
النهي عن الإفساد في الأرض،
وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ( الأعراف 56)
ومعلوم أن تلويث الماء بمختلف الطرق يعدّ صورةً من صور الإفساد في الأرض. إقرار مبدأ لا ضرر ولا ضرار،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار ,/ ابن ماجة
فكلّ ما يضرّ المسلمين في مأكلهم ومشربهم وملبسهم محرّمٌ في الإسلام،
عدم تلويث الماء.
قال تعالى: (وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) البقرة/ 211.
ونهى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن التبوّل في الماء الراكد،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: "لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ
سنن النسائي
ولقد حث الإسلام على الحفاظ على الماء وتخزينه وحسن استغلاله، وحرَّم هدره وإفساده والتفريط فيه أياً كان مصدره ومنبعه، سواء في البحار أو الأنهار أو الآبار الجوفية أو حتى في المنازل قليلاً كان أو كثيراً؛ لأنه نعمة كبرى تتوقف الحياة عليه في كل صورها وأشكالها، فالماء من أكثر النعم انتشاراً على سطح الأرض، قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء:30].
عدم الاسراف في المياه
ولأهمية ترشيد المياه والمحافظة عليه في الحياة، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسراف فيه، ولو كان للعبادة كالوضوء أو الغسل، فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم على سعدٍ وهو يتوضأ، ورآه عليه الصلاة والسلام قد أسرف في الوضوء، فقال عليه الصلاة والسلام: (مَا هَذا السَّرَف) ؟! فقَالَ: يا رسُول الله، أفي الوضوءِ إسرافٌ؟! فقال: (نَعَمْ، ولو كنتَ على نهرٍ جارٍ) رواه ابن ماجه.
التحذير من عصيان الله
ذَكَّر الله عز وجل أقوامًا كفروا به بنعمه؛ ليُعِيدَ إليهم تلك الحقيقة التي غابت عنهم، فيقول عز وجل: ماذا لو غاص الماء في أعماق الأرض، من يأتيكم بماء يجري بين أيديكم؛ { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30]
الخطبة الثانية
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين.
t همية الماء في حياة الأنبياء والمرسلين :t
الماء عنصر أساسي في قصص الأنبياء والمرسلين، ودائماً ما يحمل دلالات ومعاني عميقة.
أهمية الماء في قصة سيدنا نوح عليه السلام
۞ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14) سورة القمر
الطوفان والعقاب: كان الماء أداة العقاب الإلهي على قوم نوح بسبب كفرهم وعصيانهم. فقد غطى الماء الأرض دليلاً على عظمة الله وقدرته.
النجاة والخلاص: في الوقت نفسه، كان الماء وسيلة للنجاة والخلاص للمؤمنين الذين آمنوا بنوح ودعوته. فالسفينة التي أمر الله نوحاً ببنائها كانت ملاذاً آمناً لهم وسط الطوفان.
قصة الماء في حياة سيدنا إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر.
في قلب الصحراء القاحلة، كان الماء هو رمز الحياة والبقاء. عندما نفد الماء من السقاء، واجه إسماعيل وأمه خطر الموت عطشاً.
معجزة إلهية: ظهور بئر زمزم كان معجزة إلهية أنقذت حياة إسماعيل وأمه. فجأة، ظهر الماء من باطن الأرض، ليكون مصدراً دائماً للماء في ذلك المكان القاحل.
أساس الحضارة: حول بئر زمزم، نشأت مكة المكرمة، قلب العالم الإسلامي. فبفضل هذا الماء، استوطنت المنطقة وازدهرت الحضارة.
أهمية الماء في قصة سيدنا أيوب
وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ( 42) سورة ص
للماء دور بالغ الأهمية، حيث كان رمزاً للشفاء والبركة.
رمزية الماء في قصة سيدنا أيوب:
* الشفاء: بعد أن ابتُلي أيوب بمرض شديد، أمره الله أن يضرب الأرض برجله، ففجر الله له ينبوعاً من الماء، واغتسل منه فشفي من مرضه.
قصة سيدنا يونس عليه السلام:
وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ 88 الانبياء
ابتلعه الحوت ثم إخرجه الله سالماً، يدل على قدرة الله على النجاة والخلاص، ورمزية الماء للحياة الجديدة والبداية.
قصة سيدنا موسى عليه السلام:
القائه فى اليم وهو طفل صغير للهروب من بطش فرعون
وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) القصص
ضرب العصا على الصخرة فخرج منها 12 عيناً من الماء، ليشرب منها هو وقومه ومواشيهم، مما يدل على قدرة الله وعنايته بعباده.
۞ وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) البقرة
* تحول عصاه إلى ثعبان، ثم عادت عصا، ثم فجر بها البحر، كلها معجزات مرتبطة بالماء وتدل على قدرة الله وعظيم سلطانه.
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) الشعراء
المياه فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
وكان رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أشد الناس حرصا في استعماله للماء؛ فعن أنس -رضي الله عنه- قال: "كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَغسِلُ، أو كانَ يَغتسِلُ بِالصَّاعِ، إلى خَمسةِ أَمدادٍ، ويتوضَّأُ بالمُدِّ"(رواه البخاري ومسلم)، وعن عائشة -رضي الله عنها-: "أنها كانت تغتسل هي والنبي -صلى الله عليه وسلم- في إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريباً من ذلك"(رواه مسلم)، وروي عن أبي الدَّرْدَاء -رضي الله عنه- أنه قال: "اقْتَصِدْ فِي الْوُضُوءِ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَاطِئِ نَهَرٍ"؛ فإذا كانَ الإسرافُ في استعمالِ الماءِ لِلشُّربِ مَنْهيّاً عنهُ، فإِنَّ استعمالَه بإِسْرافٍ في مجالاتٍ أُخْرَى أَكْثَرُ مَنْعاً، وأشدُّ خَطَراً.
الدعاء
لمتابعة الدروس اليومية والخطب الأسبوعية
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة