خطبة الجمعة القادمة
25/10/2024م الموافق 23 من شهر ربيع الثاني 1446ه. ش طاهر ابو المجد احمد
تحت عنوان
وقولو للناس حسنا
العناصر
1/الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة
2/القول الحسن في حياة الرسل والأنبياء
3ثمرات الكلام الطيب؟
4(أمثلة على الكلام الطيب في الدعوة النبوية:
5/كيف نطبق الكلام الطيب في حياتنا اليومية؟
الخطبة الأولي
االحمد لله الذي بيده الخير والشر، والذي علَّمنا الحلال والحرام، وأرشدنا إلى الصراط المستقيم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد،
الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة،
ما أعظم الفرق بينهما! فالكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة، كما وصفها الله تعالى في القرآن الكريم: "ألم ترَ كيف ضرب الله مثلًا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها" (إبراهيم: 24-25).
الكلمة الطيبة هي التي تسعد القلوب وتزرع المحبة وتنشر الخير بين الناس. الكلمة الطيبة قد تكون سلامًا، قد تكون نصيحة، قد تكون دعوة إلى الخير أو دعاء للمؤمنين. الكلمة الطيبة لها أثر عظيم في الدنيا والآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الكلمة الطيبة صدقة". فهي صدقة جارية، تدخل السرور إلى قلب المؤمن وتفتح له أبواب الرحمة والفضل.
أما الكلمة الخبيثة، فهي التي تجرح وتؤذي، والتي تكون سببًا في الفتن والشحناء. قال الله تعالى: "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" (إبراهيم: 26). الكلمة الخبيثة مثل الشتائم، الغيبة، النميمة، والافتراء، فهي تهدم العلاقات وتفسد المجتمعات، وتُلقى بالإنسان في نار جهنم.
أيها الأحبة، علينا أن نكون حريصين في اختيار كلماتنا، فلا نقول إلا ما يرضي الله، وما ينفع الناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".
القول الحسن في حياة الرسل والأنبياء
كان جزءًا أساسيًا من رسالتهم وتوجيههم للبشرية نحو الصواب. الرسل جميعًا تميزوا بأخلاقهم العالية واختيارهم للكلمات التي تُصلح ولا تُفسد، وهذه بعض الأمثلة:
1. النبي نوح عليه السلام: ظل يدعو قومه إلى الله بالكلمة الطيبة والصبر لأكثر من 950 عامًا، يقول القرآن: "قال رب إني دعوت قومي ليلًا ونهارًا" (سورة نوح: 5). كان نوح يُحسن القول رغم عناد قومه واستكبارهم.
2. النبي إبراهيم عليه السلام: حين واجه قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام، تحدث معهم بالمنطق والرفق، وحاورهم بأسلوب عقلاني لطيف: "قال أتعبدون ما تنحتون" (سورة الصافات: 95). هذا يظهر كيف استخدم إبراهيم الكلمة الطيبة ليدعو قومه إلى التوحيد.
3. النبي يوسف عليه السلام: رغم كل ما تعرض له من ظلم وإيذاء، كان يوسف يختار الكلام الطيب، حتى مع إخوته الذين ألقوه في البئر، قال لهم بعد أن كشف لهم عن هويته: "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين" (سورة يوسف: 92).
4. النبي شعيب عليه السلام: كان يخاطب قومه بكلام حسن ويدعوهم إلى عدم الغش والفساد في المعاملات، قال تعالى: "فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" (سورة الأعراف: 85).
القول الحسن كان دائمًا وسيلة الرسل للوصول إلى قلوب الناس، حيث كانوا يختارون الكلمات التي تدعو إلى الهداية بالحكمة والموعظة الحسنة.
ثمرات الكلام الطيب
* الجاذبية الإلهية: الكلام الطيب يجذب القلوب ويقربها من الله، فهو كالنور الذي يضيء الدروب المظلمة.
* الاحترام المتبادل: يزرع الكلام الطيب الاحترام المتبادل بين الداعية والمستمع، ويخلق جوًا من الثقة والود.
* الابتعاد عن الجدل: يجنب الكلام الطيب الداعية الوقوع في جدل عقيم، ويترك المجال للحوار البناء.
* الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في حسن الخلق والقول، وقد أمرنا باتباع سنته.
أمثلة على الكلام الطيب في الدعوة النبوية :
* الدعوة بلطف وحكمة: قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
* البدء بالحديث عن الله تعالى: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ خطبه بالحمد والثناء على الله تعالى، ثم يتحدث عن نعم الله على عباده.
* التأكيد على الأخلاق الحميدة: حث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق والبر والإحسان، وجعل ذلك من أهم أركان الإسلام.
* الاجابة عن أسئلة الناس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيب على أسئلة الناس بصبر وحكمة، ويقدم لهم الشرح والتوضيح.
* التسامح مع المخالفين: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسامح مع المخالفين، ويدعوهم إلى الإسلام بلطف وحكمة.
.
الخطبة الثانية
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
أما بعد
كيف نطبق الكلام الطيب في حياتنا اليومية
* الابتسامة: الابتسامة هي مفتاح القلوب، فهي تعبر عن الود والترحيب.
* الكلمة الطيبة: نختار الكلمات الطيبة التي تسعد الآخرين وتدفعهم إلى الخير.
* الاستماع الجيد: نستمع إلى الآخرين باهتمام، ونحاول فهم وجهة نظرهم.
* التفكير قبل الكلام: نتأكد من أن كلامنا مفيد وبناء، ولا يؤذي أحدًا.
* الدعوة بالخير: ندعو للناس بالخير والهداية، حتى وإن كانوا مخالفين لنا.
ختامًا: إن الكلام الطيب هو سلاح المؤمن القوي، وهو السبيل الأمثل لنشر الخير والفضيلة في المجتمع. علينا جميعًا أن نسعى جاهدين لتطبيق هذه السُنة النبوية في حياتنا اليومية، وأن نكون قدوة حسنة لأبنائنا وأحفادنا.
الدعاء ،،،،،،،،،،،،،،،،
للإطلاع على الدروس اليومية والخطب الاسبوعية
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
25/10/2024م الموافق 23 من شهر ربيع الثاني 1446ه. ش طاهر ابو المجد احمد
تحت عنوان
وقولو للناس حسنا
العناصر
1/الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة
2/القول الحسن في حياة الرسل والأنبياء
3ثمرات الكلام الطيب؟
4(أمثلة على الكلام الطيب في الدعوة النبوية:
5/كيف نطبق الكلام الطيب في حياتنا اليومية؟
الخطبة الأولي
االحمد لله الذي بيده الخير والشر، والذي علَّمنا الحلال والحرام، وأرشدنا إلى الصراط المستقيم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد،
الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة،
ما أعظم الفرق بينهما! فالكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة، كما وصفها الله تعالى في القرآن الكريم: "ألم ترَ كيف ضرب الله مثلًا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها" (إبراهيم: 24-25).
الكلمة الطيبة هي التي تسعد القلوب وتزرع المحبة وتنشر الخير بين الناس. الكلمة الطيبة قد تكون سلامًا، قد تكون نصيحة، قد تكون دعوة إلى الخير أو دعاء للمؤمنين. الكلمة الطيبة لها أثر عظيم في الدنيا والآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الكلمة الطيبة صدقة". فهي صدقة جارية، تدخل السرور إلى قلب المؤمن وتفتح له أبواب الرحمة والفضل.
أما الكلمة الخبيثة، فهي التي تجرح وتؤذي، والتي تكون سببًا في الفتن والشحناء. قال الله تعالى: "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" (إبراهيم: 26). الكلمة الخبيثة مثل الشتائم، الغيبة، النميمة، والافتراء، فهي تهدم العلاقات وتفسد المجتمعات، وتُلقى بالإنسان في نار جهنم.
أيها الأحبة، علينا أن نكون حريصين في اختيار كلماتنا، فلا نقول إلا ما يرضي الله، وما ينفع الناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".
القول الحسن في حياة الرسل والأنبياء
كان جزءًا أساسيًا من رسالتهم وتوجيههم للبشرية نحو الصواب. الرسل جميعًا تميزوا بأخلاقهم العالية واختيارهم للكلمات التي تُصلح ولا تُفسد، وهذه بعض الأمثلة:
1. النبي نوح عليه السلام: ظل يدعو قومه إلى الله بالكلمة الطيبة والصبر لأكثر من 950 عامًا، يقول القرآن: "قال رب إني دعوت قومي ليلًا ونهارًا" (سورة نوح: 5). كان نوح يُحسن القول رغم عناد قومه واستكبارهم.
2. النبي إبراهيم عليه السلام: حين واجه قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام، تحدث معهم بالمنطق والرفق، وحاورهم بأسلوب عقلاني لطيف: "قال أتعبدون ما تنحتون" (سورة الصافات: 95). هذا يظهر كيف استخدم إبراهيم الكلمة الطيبة ليدعو قومه إلى التوحيد.
3. النبي يوسف عليه السلام: رغم كل ما تعرض له من ظلم وإيذاء، كان يوسف يختار الكلام الطيب، حتى مع إخوته الذين ألقوه في البئر، قال لهم بعد أن كشف لهم عن هويته: "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين" (سورة يوسف: 92).
4. النبي شعيب عليه السلام: كان يخاطب قومه بكلام حسن ويدعوهم إلى عدم الغش والفساد في المعاملات، قال تعالى: "فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" (سورة الأعراف: 85).
القول الحسن كان دائمًا وسيلة الرسل للوصول إلى قلوب الناس، حيث كانوا يختارون الكلمات التي تدعو إلى الهداية بالحكمة والموعظة الحسنة.
ثمرات الكلام الطيب
* الجاذبية الإلهية: الكلام الطيب يجذب القلوب ويقربها من الله، فهو كالنور الذي يضيء الدروب المظلمة.
* الاحترام المتبادل: يزرع الكلام الطيب الاحترام المتبادل بين الداعية والمستمع، ويخلق جوًا من الثقة والود.
* الابتعاد عن الجدل: يجنب الكلام الطيب الداعية الوقوع في جدل عقيم، ويترك المجال للحوار البناء.
* الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في حسن الخلق والقول، وقد أمرنا باتباع سنته.
أمثلة على الكلام الطيب في الدعوة النبوية :
* الدعوة بلطف وحكمة: قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
* البدء بالحديث عن الله تعالى: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ خطبه بالحمد والثناء على الله تعالى، ثم يتحدث عن نعم الله على عباده.
* التأكيد على الأخلاق الحميدة: حث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق والبر والإحسان، وجعل ذلك من أهم أركان الإسلام.
* الاجابة عن أسئلة الناس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيب على أسئلة الناس بصبر وحكمة، ويقدم لهم الشرح والتوضيح.
* التسامح مع المخالفين: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسامح مع المخالفين، ويدعوهم إلى الإسلام بلطف وحكمة.
.
الخطبة الثانية
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
أما بعد
كيف نطبق الكلام الطيب في حياتنا اليومية
* الابتسامة: الابتسامة هي مفتاح القلوب، فهي تعبر عن الود والترحيب.
* الكلمة الطيبة: نختار الكلمات الطيبة التي تسعد الآخرين وتدفعهم إلى الخير.
* الاستماع الجيد: نستمع إلى الآخرين باهتمام، ونحاول فهم وجهة نظرهم.
* التفكير قبل الكلام: نتأكد من أن كلامنا مفيد وبناء، ولا يؤذي أحدًا.
* الدعوة بالخير: ندعو للناس بالخير والهداية، حتى وإن كانوا مخالفين لنا.
ختامًا: إن الكلام الطيب هو سلاح المؤمن القوي، وهو السبيل الأمثل لنشر الخير والفضيلة في المجتمع. علينا جميعًا أن نسعى جاهدين لتطبيق هذه السُنة النبوية في حياتنا اليومية، وأن نكون قدوة حسنة لأبنائنا وأحفادنا.
الدعاء ،،،،،،،،،،،،،،،،
للإطلاع على الدروس اليومية والخطب الاسبوعية
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة