خطبة الجمعة القادمة
ش طاهر ابو المجد احمد
1/11/2024 م الموافق 29من شهر ربيع الثاني 1446ه
تحت عنوان
وأعدو لهم ما استطعتم
العناصر
1/حياة الإنسان مليئة بالابتلاءات والتحديات
2/كيف نواجه تحديات اليوم
3(مواجة الرسل والأنبياء للتحديات
4/المؤمن القوي خير واحب إلي أنه
الخطبة الأولي
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
حياة الإنسان مليئة بالابتلاءات والتحديات
أيها المسلمون، لقد عَلمنا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، أن حياة الإنسان مليئة بالابتلاءات والتحديات، % الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ( 155 ) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ( 156 ) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ( 157 ) سورة البقرة )
ويقول تعالى
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" [البقرة: 214].
أيها المؤمنون، إن التحديات التي نواجهها ليست مجرد مصاعب أو عوائق، بل هي دروس تربوية ومنح إلهية تُمكننا من تحقيق الخير والنمو الروحي.
لقد واجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام صعوبات شديدة، ومع ذلك لم يتراجعوا عن الحق، ولم يتخاذلوا في مواجهة المحن. ففي مكة تعرض المسلمون للتعذيب والحصار، ومع ذلك، ثبتوا على إيمانهم وصبروا على البلاء. وفي غزوة بدر، خرجوا لقتال يفوقهم عددًا وعتادًا، لكنهم ثبتوا بتوكلهم على الله فحققوا النصر العظيم.
كيف نواجه تحديات اليوم؟
إن التحديات التي نواجهها اليوم متعددة ومتنوعة، منها التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ومنها الفكرية والأخلاقية، لكن الإسلام يوجهنا ويعطينا المنهج الصحيح لمواجهتها.
أولاً، علينا بالتوكل على الله تعالى حق توكله. فالتوكل يعني أن نأخذ بالأسباب ونفوض أمرنا إلى الله، كما قال تعالى: "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ" [الطلاق: 3].
ثانياً، علينا بالصبر والتحمل. فالصبر هو أساس الثبات أمام المصائب والشدائد،
عن صهيب بن سنان الرومي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عَجِبْتُ لأمرِ المؤمنِ ، إنَّ أمرَهُ كُلَّهُ خيرٌ ، إن أصابَهُ ما يحبُّ حمدَ اللَّهَ وَكانَ لَهُ خيرٌ ، وإن أصابَهُ ما يَكْرَهُ فصبرَ كانَ لَهُ خيرٌ ، وليسَ كلُّ أحدٍ أمرُهُ كلُّهُ خيرٌ إلَّا المؤمنُ مسلم
ثالثاً، علينا بالسعي للعلم والتعلم، ومعرفة أسباب التحديات وكيفية التعامل معها، وأن نكون على دراية بما يجري حولنا، لكي نستطيع التفكير واتخاذ القرارات السليمة.
أيها المؤمنون، إن الإسلام يدعونا للوحدة والتكافل، فهذا الدين العظيم جعلنا أمة واحدة لا فرق بيننا إلا بالتقوى.
التحديات الخارجية التي تواجهنا تتطلب منا أن نكون كالبنيان المرصوص، نتكاتف ونتعاون فيما بيننا. فقد قال الله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" [آل عمران: 103].
مواجة الرسل والأنبياء للتحديات
لقد واجه الرسل والأنبياء عليهم السلام تحديات عظيمة وصعوبات شديدة أثناء دعوتهم لأقوامهم إلى عبادة الله وتوحيده. كانوا قدوة في الصبر والثبات، وعلمونا كيف نواجه التحديات مهما بلغت صعوبتها. نستعرض بعض الأمثلة على مواجهتهم لهذه التحديات:
1. سيدنا نوح عليه السلام
دعا قومه إلى التوحيد لمدة طويلة جدًا، حوالي 950 سنة، لكنهم كانوا يسخرون منه ويعاندونه، ورفضوا دعوته إلا قليل منهم. صبر نوح عليه السلام وثبت على دعوته رغم استهزاء قومه وتعذيبهم له، حتى أمره الله بصنع السفينة ونجّاه والمؤمنين معه، وأهلك الظالمين بالطوفان. قال تعالى: "وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ" (هود: 40).
2. سيدنا إبراهيم عليه السلام
كان إبراهيم عليه السلام نموذجًا في الثبات والصبر، فقد واجه والده وقومه الذين كانوا يعبدون الأصنام، وحطم الأصنام لإظهار بطلان عبادتها. لكن قومه غضبوا وحاولوا إحراقه بالنار. رغم ذلك، صبر واحتسب وتوكل على الله، فأنجاه الله من النار بقدرته، فقال تعالى: "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ" (الأنبياء: 69).
3.سيدنا موسى عليه السلام
واجه موسى عليه السلام طغيان فرعون الذي ادعى الألوهية واستعبد بني إسرائيل. تحدى موسى فرعون وواجهه بآيات الله، وقدم له المعجزات، لكنه واجه عنادًا وظلمًا شديدين. تحمل موسى وأصر على رسالته، وقاد بني إسرائيل للنجاة عبر البحر بعد أن شقّه الله لهم، وأغرق فرعون وجنوده، ليكون درسًا في قدرة الله ونصره للمظلومين.
5. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
واجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحديات عظيمة من قريش وأعداء الإسلام، وقد عُذِّب أصحابه، وقوطع، وحورب، وخرج مهاجرًا من مكة. لكنّه صبر على الأذى، واستمر في دعوته حتى أتم الله عليه النصر. لقد واجه صلى الله عليه وسلم أيضًا التحديات الداخلية لتقويم الأخلاق وتوحيد الأمة، فكان رفيقًا بأصحابه، قويًا في الحق، حتى أتمّ رسالته.
الدروس المستفادة من مواجهة الأنبياء للتحديات
تجارب الأنبياء تعلمنا الصبر والثقة في الله، والتوكل عليه في مواجهة أي تحدٍّ. كما تعلمنا أن النصر قد يتأخر لكنه آتٍ لا محالة، وأن المؤمن يجب أن يتحلى بالصبر والقوة في الحق، وأن يعتمد على الله، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
الخطبة الثانية
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
المؤمن القوي خير واحب إلي الله
عن أبي هريره رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضَّعيف، وفي كلٍّ خيرٌ، ثم يقول ﷺ: احرص على ما ينفعُك، واستعنْ بالله، ولا تعجز، وإن أصابَك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان. (رواه مسلم)
هذا الحديث يحمل معاني عميقة حول مفهوم القوة في الإسلام.
القوة هنا ليست فقط القوة الجسدية، بل تشمل القوة في الإيمان، العزيمة، الصبر، والعقل. فالمؤمن القوي هو الذي يمتلك عزيمة قوية في مواجهة التحديات، وثباتًا في العبادة والطاعة، وقوةً في الصبر على المحن والابتلاءات. وهو أيضًا يسعى إلى تحقيق النفع لنفسه ولغيره، ويعتمد على الله في أموره، فلا يتكاسل أو يستسلم.
معاني ودلالات الحديث:
1. القوة في الإيمان: المؤمن القوي هو الذي يتسم بإيمانٍ راسخ ويقين قوي بالله، فيثق بأن الله معه في كل موقف.
2. السعي لما ينفع: الحث على السعي للأمور النافعة للنفس والمجتمع، والابتعاد عن التواكل. الإسلام يشجع المسلم على العمل والإنتاجية، سواءً في الدنيا أو في العبادة.
3. التوكل على الله: السعي وحده ليس كافيًا، بل يجب أن يترافق مع التوكل على الله، لأن التوكل يعين المؤمن ويزيده قوةً وإصرارًا على الاستمرار.
4. التغلب على العجز: الحديث ينبه على ضرورة اجتناب العجز والتسويف، فالضعف ليس محببًا في الإسلام، بل القوة والإرادة هما السبيل لتغيير الواقع والتغلب على التحديات.
والحديث يشجع المسلم على التحلي بالقوة في كل شيء، سواء كانت قوة الإيمان، الأخلاق، العلم، أو الجسد، فبهذه الصفات يكون قوياً في مواجهة التحديات ويستطيع أن يكون مفيدًا لنفسه ومجتمعه، وأن يكون قريبًا من الله، محققًا لرضاه وحبه.
لمتابعة الدروس اليومية والخطب الأسبوعية
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
ش طاهر ابو المجد احمد
1/11/2024 م الموافق 29من شهر ربيع الثاني 1446ه
تحت عنوان
وأعدو لهم ما استطعتم العناصر
1/حياة الإنسان مليئة بالابتلاءات والتحديات
2/كيف نواجه تحديات اليوم
3(مواجة الرسل والأنبياء للتحديات
4/المؤمن القوي خير واحب إلي أنه
الخطبة الأولي
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
حياة الإنسان مليئة بالابتلاءات والتحدياتأيها المسلمون، لقد عَلمنا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، أن حياة الإنسان مليئة بالابتلاءات والتحديات، % الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ( 155 ) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ( 156 ) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ( 157 ) سورة البقرة )
ويقول تعالى
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" [البقرة: 214].
أيها المؤمنون، إن التحديات التي نواجهها ليست مجرد مصاعب أو عوائق، بل هي دروس تربوية ومنح إلهية تُمكننا من تحقيق الخير والنمو الروحي.
لقد واجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام صعوبات شديدة، ومع ذلك لم يتراجعوا عن الحق، ولم يتخاذلوا في مواجهة المحن. ففي مكة تعرض المسلمون للتعذيب والحصار، ومع ذلك، ثبتوا على إيمانهم وصبروا على البلاء. وفي غزوة بدر، خرجوا لقتال يفوقهم عددًا وعتادًا، لكنهم ثبتوا بتوكلهم على الله فحققوا النصر العظيم.
كيف نواجه تحديات اليوم؟إن التحديات التي نواجهها اليوم متعددة ومتنوعة، منها التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ومنها الفكرية والأخلاقية، لكن الإسلام يوجهنا ويعطينا المنهج الصحيح لمواجهتها.
أولاً، علينا بالتوكل على الله تعالى حق توكله. فالتوكل يعني أن نأخذ بالأسباب ونفوض أمرنا إلى الله، كما قال تعالى: "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ" [الطلاق: 3].
ثانياً، علينا بالصبر والتحمل. فالصبر هو أساس الثبات أمام المصائب والشدائد،
عن صهيب بن سنان الرومي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عَجِبْتُ لأمرِ المؤمنِ ، إنَّ أمرَهُ كُلَّهُ خيرٌ ، إن أصابَهُ ما يحبُّ حمدَ اللَّهَ وَكانَ لَهُ خيرٌ ، وإن أصابَهُ ما يَكْرَهُ فصبرَ كانَ لَهُ خيرٌ ، وليسَ كلُّ أحدٍ أمرُهُ كلُّهُ خيرٌ إلَّا المؤمنُ مسلم
ثالثاً، علينا بالسعي للعلم والتعلم، ومعرفة أسباب التحديات وكيفية التعامل معها، وأن نكون على دراية بما يجري حولنا، لكي نستطيع التفكير واتخاذ القرارات السليمة.
أيها المؤمنون، إن الإسلام يدعونا للوحدة والتكافل، فهذا الدين العظيم جعلنا أمة واحدة لا فرق بيننا إلا بالتقوى.
التحديات الخارجية التي تواجهنا تتطلب منا أن نكون كالبنيان المرصوص، نتكاتف ونتعاون فيما بيننا. فقد قال الله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" [آل عمران: 103].
مواجة الرسل والأنبياء للتحديات لقد واجه الرسل والأنبياء عليهم السلام تحديات عظيمة وصعوبات شديدة أثناء دعوتهم لأقوامهم إلى عبادة الله وتوحيده. كانوا قدوة في الصبر والثبات، وعلمونا كيف نواجه التحديات مهما بلغت صعوبتها. نستعرض بعض الأمثلة على مواجهتهم لهذه التحديات:
1. سيدنا نوح عليه السلام
دعا قومه إلى التوحيد لمدة طويلة جدًا، حوالي 950 سنة، لكنهم كانوا يسخرون منه ويعاندونه، ورفضوا دعوته إلا قليل منهم. صبر نوح عليه السلام وثبت على دعوته رغم استهزاء قومه وتعذيبهم له، حتى أمره الله بصنع السفينة ونجّاه والمؤمنين معه، وأهلك الظالمين بالطوفان. قال تعالى: "وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ" (هود: 40).
2. سيدنا إبراهيم عليه السلام
كان إبراهيم عليه السلام نموذجًا في الثبات والصبر، فقد واجه والده وقومه الذين كانوا يعبدون الأصنام، وحطم الأصنام لإظهار بطلان عبادتها. لكن قومه غضبوا وحاولوا إحراقه بالنار. رغم ذلك، صبر واحتسب وتوكل على الله، فأنجاه الله من النار بقدرته، فقال تعالى: "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ" (الأنبياء: 69).
3.سيدنا موسى عليه السلام
واجه موسى عليه السلام طغيان فرعون الذي ادعى الألوهية واستعبد بني إسرائيل. تحدى موسى فرعون وواجهه بآيات الله، وقدم له المعجزات، لكنه واجه عنادًا وظلمًا شديدين. تحمل موسى وأصر على رسالته، وقاد بني إسرائيل للنجاة عبر البحر بعد أن شقّه الله لهم، وأغرق فرعون وجنوده، ليكون درسًا في قدرة الله ونصره للمظلومين.
5. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
واجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحديات عظيمة من قريش وأعداء الإسلام، وقد عُذِّب أصحابه، وقوطع، وحورب، وخرج مهاجرًا من مكة. لكنّه صبر على الأذى، واستمر في دعوته حتى أتم الله عليه النصر. لقد واجه صلى الله عليه وسلم أيضًا التحديات الداخلية لتقويم الأخلاق وتوحيد الأمة، فكان رفيقًا بأصحابه، قويًا في الحق، حتى أتمّ رسالته.
الدروس المستفادة من مواجهة الأنبياء للتحديات
تجارب الأنبياء تعلمنا الصبر والثقة في الله، والتوكل عليه في مواجهة أي تحدٍّ. كما تعلمنا أن النصر قد يتأخر لكنه آتٍ لا محالة، وأن المؤمن يجب أن يتحلى بالصبر والقوة في الحق، وأن يعتمد على الله، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
الخطبة الثانية
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
المؤمن القوي خير واحب إلي الله عن أبي هريره رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضَّعيف، وفي كلٍّ خيرٌ، ثم يقول ﷺ: احرص على ما ينفعُك، واستعنْ بالله، ولا تعجز، وإن أصابَك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان. (رواه مسلم)
هذا الحديث يحمل معاني عميقة حول مفهوم القوة في الإسلام.
القوة هنا ليست فقط القوة الجسدية، بل تشمل القوة في الإيمان، العزيمة، الصبر، والعقل. فالمؤمن القوي هو الذي يمتلك عزيمة قوية في مواجهة التحديات، وثباتًا في العبادة والطاعة، وقوةً في الصبر على المحن والابتلاءات. وهو أيضًا يسعى إلى تحقيق النفع لنفسه ولغيره، ويعتمد على الله في أموره، فلا يتكاسل أو يستسلم.
معاني ودلالات الحديث:
1. القوة في الإيمان: المؤمن القوي هو الذي يتسم بإيمانٍ راسخ ويقين قوي بالله، فيثق بأن الله معه في كل موقف.
2. السعي لما ينفع: الحث على السعي للأمور النافعة للنفس والمجتمع، والابتعاد عن التواكل. الإسلام يشجع المسلم على العمل والإنتاجية، سواءً في الدنيا أو في العبادة.
3. التوكل على الله: السعي وحده ليس كافيًا، بل يجب أن يترافق مع التوكل على الله، لأن التوكل يعين المؤمن ويزيده قوةً وإصرارًا على الاستمرار.
4. التغلب على العجز: الحديث ينبه على ضرورة اجتناب العجز والتسويف، فالضعف ليس محببًا في الإسلام، بل القوة والإرادة هما السبيل لتغيير الواقع والتغلب على التحديات.
والحديث يشجع المسلم على التحلي بالقوة في كل شيء، سواء كانت قوة الإيمان، الأخلاق، العلم، أو الجسد، فبهذه الصفات يكون قوياً في مواجهة التحديات ويستطيع أن يكون مفيدًا لنفسه ومجتمعه، وأن يكون قريبًا من الله، محققًا لرضاه وحبه.
لمتابعة الدروس اليومية والخطب الأسبوعية
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
