خطبة الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى
15/11/2024م الموافق 13من شهر جمادى الأولى 1446ه
طاهر ابو المجد احمد
تحت عنوان
المال العام وحرمة التعدى علية
العناصر
t تعريف المال العام t
t المال العام في القران والسنه t
t حرمة المال العام t
tاسباب حرمة المال العام وعواقبه t
الخطبة الثانية
t كيفية التخلص من المال الحرام t
الخطبة الأولي
الحمدَ لله، قال وهو أصدق القائلين ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلو أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) النساء 2٩
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.
أما بعد
أيها الإخوة المؤمنون نتحدث اليوم عن المال العام وحرمة التعدى علية
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناسُ، إن الله طيِّبٌ لا يقبَلُ إلا طيبًا، وإن الله أمرَ المؤمنين بما أمرَ به المرسلين، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، وَقَالَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة:
t تعريف المال العام t
هو المال المملوك للأمة كلها، كالموارد والشركات والمؤسسات والطرق والمدارس والجامعات ووسائل المواصلات، وما يشمل النقود والمصانع، والانتفاع بهذه الأموال والممتلكات حق للأمة كلها
tالمال العام في القران والسنه t
سورة البقرة، الآية 188: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل"
ويقول الحق سبحانه: (... وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى? كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)، «سورة آل عمران: الآية 161»،
* سورة النساء، الآية 29: "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلو أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً"
الأحاديث الشريفة:
* عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا المال حلوة، وإن هذا المال حرام، وإن هذا المال يذهب ببعضكم كما ذهبت السيول بالذي يبني عليه" (رواه البخاري ومسلم)
* عن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة" (رواه البخاري)
معنى الآيات والأحاديث:
tحرمة المال العام t
تبيّن الآيات والأحاديث بشكل واضح حرمة أخذ المال العام بغير حق، سواء كان ذلك عن طريق السرقة أو الاختلاس أو الرشوة أوأي وسيلة أخرى.
يدخل في ذلك سرقة المال العام ؛ كسرقة التيار الكهربائي والمياه والغاز الطبيعي وخطوط الهاتف، والإسراف في استخدام المرافق العامة؛ كمياه المساجد وأنوارها، والأشد من ذلك تخريب الممتلكات العامة أو الاستيلاء عليها، أو إهمالها من الموكلين بها إلى أن تتلف وتعطب...
والواجب على كل من وجد من يخون الأمانة ويختلس من المال العام ، أن ينهاه ويزجره ويأخذ على يده ويمنعه من فعله، فإن لم يرتدع المعتدي أو لم يستطع الناهي منعه، فعليه أن يرفع أمره إلى السلطات ويبلِّغ عنه المختصين
والتعدي على المال العام أخطر وأشنع وأشد إثمًا من التعدي على المال الخاص، وقد حدد القرآن عقوبة المتعدي على المال الخاص بقوله: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[المائدة: ٣٨]،
المال العام هو مال جميع أفراد المجتمع، وأخذه بغير حق هو اعتداء على حقوق الجميع.
حرمة المال العام في حياة أبي بكر الصديق
رفض أخذ راتب من بيت المال: عندما تولى الخلافة، رفض أبو بكر الصديق أن يأخذ لنفسه راتباً من بيت المال، واكتفى بما يملكه من مال خاص. وهذا يدل على زهدة وتقوى أبي بكر، وحسه العالي بالمسؤولية تجاه مال المسلمين.
* التعامل مع المال العام كمال يتيم: كان أبو بكر ينظر إلى مال المسلمين كمال يتيم، أي مال لا يملك أحد التصرف فيه إلا بحذر شديد وفي حدود الضرورة.
الحسن بن علي يقول: لما احتضر أبو بكر قال: "يا عائشة انظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها، والجفنة التي كنا نصطبح فيها، والقطيفة التي كنا نلبسها، فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين، فإذا مت فاردديه إلى عمر"، فلما مات أبو بكر أرسلت به إلى عمر، فقال عمر: "رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك"(الطبراني في الكبير).
وهذا عمر بن الخطاب:
يحكي عبد الرحمن بن نجيح فيقول: نزلت على عمر بن الخطاب فكانت له ناقة يحلبها، فانطلق غلامه ذات يوم فسقاه لبنًا أنكره، فقال: ويحك! من أين هذا اللبن لك؟ قال: يا أمير المؤمنين إن الناقة انفلت عليها ولدها فشربها، فخليت لك ناقة من مال الله، فقال: ويحك تسقيني نارًا! (موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق لياسر عبد الرحمن).
وعن قتادة قال: "كان معيقب على بيت مال عمر، فكسح بيت المال يومًا فوجد فيه درهمًا، فدفعه الى ابن لعمر، قال معيقيب: ثم انصرفت إلى بيتي فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني، فإذا الدرهم في يده، فقال: "ويحك يا معيقيب! أوجدت علي في نفسك شيئًا، أو مالي ولك؟!"، قلت: وما ذاك؟ قال: "أردت أن خاصمتني أمة محمد -صلى الله عليه وسلـم- في هذا الدرهم يوم القيامة؟!"(مسند الفاروق، لابن كثير).
عمر بن عبد العزيز:
يروي عنه فرات بن مسلم فيقول: اشتهى عمر بن عبد العزيز التفاح فلم يجد في بيته شيئًا يشتري به، فركبنا معه فتلقاه غلمان الدير بأطباق تفاح، فتناول واحدة فشمها ثم رد الأطباق، فقلت له في ذلك فقال: "لا حاجة لي فيه"، فقلت: ألم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- وأبو بكر وعمر يقبلون الهدية؟! فقال: "إنها لأولئك هدية، وهي للعمال بعدهم رشوة"(فتح الباري لابن حجر).
وروى الشوكاني عن أحمد بن الحسين بن هارون أنه كان ينظر في بعض الأمور المتعلقة ببيت المال في ضوء الشمعة، فجاءت امرأته في تلك الحال فأطفأ الشمعة، فظنت المرأة أنه كره النظر إليها، فأخبرها أن الشمعة لبيت المال، وأنه ينظر بضوئها ما كان من الأشغال يختص ببيت المال، ولا يجوز له أن ينظر بها إلى وجه امرأته (الفتح الرباني للشوكاني).
t أسباب حرمة المال العام وعواقبه t
المال العام هو حق لكل فرد في المجتمع، وأخذه بغير حق هو ظلم كبير لهذا المجتمع.
العواقب المترتبة على أخذ المال العام بغير حق:
العقاب في الدنيا والآخرة: وعد الله تعالى العادلين بالجنة والظالمين بالنار.
فساد المجتمع: يؤدي أخذ المال العام إلى انتشار الفساد والظلم في المجتمع.
الخطبة الثانية
الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه
أما بعد
يقول تعالى {إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم} (آل عمران:89)
t كيفية التخلص من المال الحرام t
وذلك يكون بإرجاعه إلى بيت مال الدولة
أو يصرف في مصالح المسلمين العامة، كالقناطر والمساجد ومصالح الطريق ونحو ذلك مما يشترك المجتمع فيه،
أو يتصدق به الشخص على فقراء ولو كانوا من الأقارب بشرط أن يكونوا ممن لا تجب عليه نفقتهم،
حكم أرباح المال المأخوذ بغير حق،
إن الربح الناشئ عن استثمار المال المسروق، راجع إلى مسألة: هل الربح يتبع المال فيفعل به ما يفعل بالمال؟ أم يتبع الجهد المبذول فيبقى مع آخذه؟
اختلف الفقهاء في هذه المسألة على قولين:
الأول: أن الربح يتبع رأس المال، ولا يتبع الجهد المبذول إذا كان أخذ بغير إذن مالكه، وليس لآخذه منه شيء، وهذا قول أبي حنيفة وأحمد في ظاهر المذهب، وهو مذهب ابن حزم أيضاً.
فعلى هذا المذهب يلزم التخلص من كل المال (رأس المال والربح)
الثاني: أن الربح تبع للجهد المبذول لا لرأس المال، ومن ثم يكون الربح الناشيء من استثمار المال الحرام للآخذ وليس لرب المال، وهذا قول المالكية والشافعية مستدلين بقوله صلى الله عليه وسلم: الخراج بالضمان. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن القطان.
وعلى هذا المذهب يلزم التخلص من رأس المال فقط دون الربح، وهذا القول الأخير هو الأقرب إلى الصواب والأنسب بالقواعد والمقاصد الشرعية، وإذا لم يستطع الشخص التحلل مما أخذ لعدم قدرته على ذلك، فإنه يبقى في ذمته حتى يستطيع. والله اعلم
لمتابعة الدروس اليومية والخطب الاسبوعية
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
15/11/2024م الموافق 13من شهر جمادى الأولى 1446ه
طاهر ابو المجد احمد
تحت عنوان
المال العام وحرمة التعدى علية
العناصر
t تعريف المال العام t
t المال العام في القران والسنه t
t حرمة المال العام t
tاسباب حرمة المال العام وعواقبه t
الخطبة الثانية
t كيفية التخلص من المال الحرام t
الخطبة الأولي
الحمدَ لله، قال وهو أصدق القائلين ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلو أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) النساء 2٩
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.
أما بعد
أيها الإخوة المؤمنون نتحدث اليوم عن المال العام وحرمة التعدى علية
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناسُ، إن الله طيِّبٌ لا يقبَلُ إلا طيبًا، وإن الله أمرَ المؤمنين بما أمرَ به المرسلين، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، وَقَالَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة:
t تعريف المال العام t
هو المال المملوك للأمة كلها، كالموارد والشركات والمؤسسات والطرق والمدارس والجامعات ووسائل المواصلات، وما يشمل النقود والمصانع، والانتفاع بهذه الأموال والممتلكات حق للأمة كلها
tالمال العام في القران والسنه t
سورة البقرة، الآية 188: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل"
ويقول الحق سبحانه: (... وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى? كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)، «سورة آل عمران: الآية 161»،
* سورة النساء، الآية 29: "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلو أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً"
الأحاديث الشريفة:
* عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا المال حلوة، وإن هذا المال حرام، وإن هذا المال يذهب ببعضكم كما ذهبت السيول بالذي يبني عليه" (رواه البخاري ومسلم)
* عن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة" (رواه البخاري)
معنى الآيات والأحاديث:
tحرمة المال العام t
تبيّن الآيات والأحاديث بشكل واضح حرمة أخذ المال العام بغير حق، سواء كان ذلك عن طريق السرقة أو الاختلاس أو الرشوة أوأي وسيلة أخرى.
يدخل في ذلك سرقة المال العام ؛ كسرقة التيار الكهربائي والمياه والغاز الطبيعي وخطوط الهاتف، والإسراف في استخدام المرافق العامة؛ كمياه المساجد وأنوارها، والأشد من ذلك تخريب الممتلكات العامة أو الاستيلاء عليها، أو إهمالها من الموكلين بها إلى أن تتلف وتعطب...
والواجب على كل من وجد من يخون الأمانة ويختلس من المال العام ، أن ينهاه ويزجره ويأخذ على يده ويمنعه من فعله، فإن لم يرتدع المعتدي أو لم يستطع الناهي منعه، فعليه أن يرفع أمره إلى السلطات ويبلِّغ عنه المختصين
والتعدي على المال العام أخطر وأشنع وأشد إثمًا من التعدي على المال الخاص، وقد حدد القرآن عقوبة المتعدي على المال الخاص بقوله: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[المائدة: ٣٨]،
المال العام هو مال جميع أفراد المجتمع، وأخذه بغير حق هو اعتداء على حقوق الجميع.
حرمة المال العام في حياة أبي بكر الصديق
رفض أخذ راتب من بيت المال: عندما تولى الخلافة، رفض أبو بكر الصديق أن يأخذ لنفسه راتباً من بيت المال، واكتفى بما يملكه من مال خاص. وهذا يدل على زهدة وتقوى أبي بكر، وحسه العالي بالمسؤولية تجاه مال المسلمين.
* التعامل مع المال العام كمال يتيم: كان أبو بكر ينظر إلى مال المسلمين كمال يتيم، أي مال لا يملك أحد التصرف فيه إلا بحذر شديد وفي حدود الضرورة.
الحسن بن علي يقول: لما احتضر أبو بكر قال: "يا عائشة انظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها، والجفنة التي كنا نصطبح فيها، والقطيفة التي كنا نلبسها، فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين، فإذا مت فاردديه إلى عمر"، فلما مات أبو بكر أرسلت به إلى عمر، فقال عمر: "رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك"(الطبراني في الكبير).
وهذا عمر بن الخطاب:
يحكي عبد الرحمن بن نجيح فيقول: نزلت على عمر بن الخطاب فكانت له ناقة يحلبها، فانطلق غلامه ذات يوم فسقاه لبنًا أنكره، فقال: ويحك! من أين هذا اللبن لك؟ قال: يا أمير المؤمنين إن الناقة انفلت عليها ولدها فشربها، فخليت لك ناقة من مال الله، فقال: ويحك تسقيني نارًا! (موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق لياسر عبد الرحمن).
وعن قتادة قال: "كان معيقب على بيت مال عمر، فكسح بيت المال يومًا فوجد فيه درهمًا، فدفعه الى ابن لعمر، قال معيقيب: ثم انصرفت إلى بيتي فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني، فإذا الدرهم في يده، فقال: "ويحك يا معيقيب! أوجدت علي في نفسك شيئًا، أو مالي ولك؟!"، قلت: وما ذاك؟ قال: "أردت أن خاصمتني أمة محمد -صلى الله عليه وسلـم- في هذا الدرهم يوم القيامة؟!"(مسند الفاروق، لابن كثير).
عمر بن عبد العزيز:
يروي عنه فرات بن مسلم فيقول: اشتهى عمر بن عبد العزيز التفاح فلم يجد في بيته شيئًا يشتري به، فركبنا معه فتلقاه غلمان الدير بأطباق تفاح، فتناول واحدة فشمها ثم رد الأطباق، فقلت له في ذلك فقال: "لا حاجة لي فيه"، فقلت: ألم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- وأبو بكر وعمر يقبلون الهدية؟! فقال: "إنها لأولئك هدية، وهي للعمال بعدهم رشوة"(فتح الباري لابن حجر).
وروى الشوكاني عن أحمد بن الحسين بن هارون أنه كان ينظر في بعض الأمور المتعلقة ببيت المال في ضوء الشمعة، فجاءت امرأته في تلك الحال فأطفأ الشمعة، فظنت المرأة أنه كره النظر إليها، فأخبرها أن الشمعة لبيت المال، وأنه ينظر بضوئها ما كان من الأشغال يختص ببيت المال، ولا يجوز له أن ينظر بها إلى وجه امرأته (الفتح الرباني للشوكاني).
t أسباب حرمة المال العام وعواقبه t
المال العام هو حق لكل فرد في المجتمع، وأخذه بغير حق هو ظلم كبير لهذا المجتمع.
العواقب المترتبة على أخذ المال العام بغير حق:
العقاب في الدنيا والآخرة: وعد الله تعالى العادلين بالجنة والظالمين بالنار.
فساد المجتمع: يؤدي أخذ المال العام إلى انتشار الفساد والظلم في المجتمع.
الخطبة الثانية
الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه
أما بعد
يقول تعالى {إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم} (آل عمران:89)
t كيفية التخلص من المال الحرام t
وذلك يكون بإرجاعه إلى بيت مال الدولة
أو يصرف في مصالح المسلمين العامة، كالقناطر والمساجد ومصالح الطريق ونحو ذلك مما يشترك المجتمع فيه،
أو يتصدق به الشخص على فقراء ولو كانوا من الأقارب بشرط أن يكونوا ممن لا تجب عليه نفقتهم،
حكم أرباح المال المأخوذ بغير حق،
إن الربح الناشئ عن استثمار المال المسروق، راجع إلى مسألة: هل الربح يتبع المال فيفعل به ما يفعل بالمال؟ أم يتبع الجهد المبذول فيبقى مع آخذه؟
اختلف الفقهاء في هذه المسألة على قولين:
الأول: أن الربح يتبع رأس المال، ولا يتبع الجهد المبذول إذا كان أخذ بغير إذن مالكه، وليس لآخذه منه شيء، وهذا قول أبي حنيفة وأحمد في ظاهر المذهب، وهو مذهب ابن حزم أيضاً.
فعلى هذا المذهب يلزم التخلص من كل المال (رأس المال والربح)
الثاني: أن الربح تبع للجهد المبذول لا لرأس المال، ومن ثم يكون الربح الناشيء من استثمار المال الحرام للآخذ وليس لرب المال، وهذا قول المالكية والشافعية مستدلين بقوله صلى الله عليه وسلم: الخراج بالضمان. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن القطان.
وعلى هذا المذهب يلزم التخلص من رأس المال فقط دون الربح، وهذا القول الأخير هو الأقرب إلى الصواب والأنسب بالقواعد والمقاصد الشرعية، وإذا لم يستطع الشخص التحلل مما أخذ لعدم قدرته على ذلك، فإنه يبقى في ذمته حتى يستطيع. والله اعلم
لمتابعة الدروس اليومية والخطب الاسبوعية
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة