خطبة الجمعة القادمة
18/10/2024/م الموافق 15من شهر ربيع الثاني 1446ه
تحت عنوان
قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ" (الحجرات: 11)
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله سبحانه وتعالى، فهي النجاة في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى في محكم التنزيل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا". فالتقوى هي ما نحتاجه لنزكي أنفسنا ونرتفع بقلوبنا عن السيئات، ومنها سخرية الناس بعضهم ببعض.
أيها المسلمون:
إن من أعظم الأخلاق التي يحرص عليها الإسلام هو احترام الآخرين وتقديرهم، والنهي عن السخرية والاستهزاء. فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ".
هذه الآية الكريمة تتناول موضوعًا عظيمًا له أثر كبير في المجتمع المسلم، ألا وهو النهي عن السخرية. فالآية تبدأ بنداء الإيمان "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا"، وكأن الله سبحانه وتعالى يوجه الخطاب لكل مؤمن حقًا، لأن السخرية والاستهزاء ليست من شيم أهل الإيمان.
أسباب السخرية وأشكالها:
إن السخرية قد تكون بسبب لون البشرة، أو الفقر، أو الجهل، أو الشكل، أو النسب، أو المكانة الاجتماعية، وهذه كلها أمورٌ لا ينظر إليها الله بقدر ما ينظر إلى قلوب العباد وأعمالهم. وكثيراً ما يسخر الإنسان من الآخرين لاعتقاده بأنه أفضل منهم، إما في مال، أو علم، أو جاه، فينسى أنه لا يدري ما قدر الآخر عند الله.
وفي الحديث الصحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم". فهذا تحذير من الاستخفاف بأي مسلم، لأن التقليل من شأن الآخرين لا يجلب إلا الشر والفساد في القلوب.
السخرية تفسد العلاقات بين الناس:
أيها الإخوة، إن السخرية والاستهزاء من أبرز أسباب التفكك الاجتماعي، فهي تهدم المحبة وتزرع العداوة بين الناس. حين يسخر الإنسان من أخيه المسلم، فإنه يجرحه ويهينه، وربما كان هذا الجرح أعمق من أن يُشفى بسهولة. ولذلك، حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر فقال: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه".
السخرية والاستهزاء ليسا من خلق المسلم الحقيقي، بل هما من صفات الجهلاء وأصحاب القلوب القاسية. إن الإسلام يدعو إلى الاحترام والتقدير، وإلى أن ينظر الإنسان إلى أخيه المسلم بعين الحب والتعاطف، لا بعين السخرية والاستهزاء.
عواقب السخرية في الدنيا والآخرة:
أيها المؤمنون، إن السخرية قد تبدو للبعض أمراً صغيراً، لكنها عند الله أمر عظيم. قد يضحك الإنسان على آخر، لكنه لا يدري أن الله قد رفع ذلك الشخص درجات عالية عنده. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره". فكم من إنسان يستهين به الناس ويحتقرونه، وهو عند الله ذو شأن عظيم.
ومن عواقب السخرية في الدنيا، أنها تجلب الغضب والعداوة بين الناس. فالإنسان الذي يتعرض للسخرية يشعر بالإهانة والنقص، وقد يدفعه ذلك إلى الرد بطرق غير مقبولة، مما يزيد الفتنة بين الناس.
أما في الآخرة، فإن من استهزأ بالناس سيكون عرضة لحساب شديد. يقول الله تعالى في سورة المطففين: "إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ". فهؤلاء المجرمون الذين يسخرون من المؤمنين سيحاسبهم الله على ذلك في يوم القيامة، ولن يكون لهم إلا الخزي والندم.
علاج السخرية والتخلص منها:
أيها المسلمون، إن علاج هذه الآفة يبدأ من تقوى الله والتفكر في عواقب الأمور. فعلى الإنسان أن يدرك أنه مهما بلغت مكانته في الدنيا، فإن الله وحده هو الذي يعلم من هو الأفضل والأقرب إليه. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر، متواضعاً لا يستهين بأحد، بل كان يعامل الناس جميعاً باحترام.
كما أن علينا أن نحرص على مراقبة كلامنا وأفعالنا، فربما كلمة نقولها في لحظة غفلة تجرح مشاعر إنسان وتُغضب الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم". فلنحرص على أن يكون كلامنا طيباً ولا يضر بالآخرين.
أيها الأحبة: علينا أن نربي أنفسنا وأبناءنا على احترام الآخرين، وأن نبتعد عن السخرية بأي شكل من الأشكال. ونتذكر دائماً أن الإنسان لا يعرف قيمته عند الله، ولا يعرف كيف يختم الله له حياته. فلنعامل الناس بما نحب أن يعاملنا الله به، ولنكن من المتواضعين الذين يحبهم الله ورسوله.
نسأل الله أن يطهر قلوبنا من الكبر والحقد، وأن يجعلنا من أهل التواضع والإحسان. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
أما بعد
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"، رواه مسلم في صحيحه.
1. معنى الحديث: النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف يوضح أن مجرد احتقار الإنسان لأخيه المسلم كافٍ لأن يجعله يقع في الشر. أي أن التقليل من شأن الآخرين وازدراءهم من أعظم الذنوب التي تجلب الإثم، حتى وإن لم يكن هذا الازدراء مصحوباً بأفعال أخرى. فهذا التحذير يدل على خطورة احتقار الناس والاستهانة بهم.
2. "بحسب امرئ": كلمة "بحسب" هنا تعني "يكفي"، أي يكفي الإنسان من الشر أن يحتقر أخاه المسلم، أي أن هذا العمل وحده يعتبر شراً عظيماً وكبيراً في ميزان الإسلام.
3. "أن يحقر أخاه المسلم": احتقار المسلم لأخيه يعني التقليل من قيمته أو النظر إليه نظرة دونية. قد يكون ذلك بسبب لون البشرة، أو المكانة الاجتماعية، أو المال، أو العلم، أو غيرها من الأمور. والنبي صلى الله عليه وسلم يحذرنا من هذا السلوك، لأن كل مسلم له مكانته وكرامته عند الله، والتفاضل بين الناس ليس بالمظاهر الدنيوية، بل بالتقوى.
4. دلالة الحديث: الحديث يدل على أهمية احترام المسلمين بعضهم لبعض، ويعلمنا أن الإسلام جاء ليرفع من شأن الإنسان ويكرمه. فقد قال الله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" (الإسراء: 70). لذلك، لا يجوز لأي مسلم أن يقلل من شأن أخيه مهما كان حاله في الدنيا، لأن التفاضل الحقيقي عند الله يكون بالتقوى والعمل الصالح.
5. خطر الاحتقار: الاحتقار يؤدي إلى زرع الكراهية والبغضاء في قلوب الناس، ويؤدي إلى تدمير العلاقات الاجتماعية. الشخص الذي يشعر بأنه محقّر قد يحمل في قلبه ضغينة تؤدي إلى الفتن والخلافات. لذلك، الإسلام يحث على الأخلاق الفاضلة ويأمر بالتواضع والاحترام المتبادل.
الدعاء
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
18/10/2024/م الموافق 15من شهر ربيع الثاني 1446ه
تحت عنوان
قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ" (الحجرات: 11)
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله سبحانه وتعالى، فهي النجاة في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى في محكم التنزيل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا". فالتقوى هي ما نحتاجه لنزكي أنفسنا ونرتفع بقلوبنا عن السيئات، ومنها سخرية الناس بعضهم ببعض.
أيها المسلمون:
إن من أعظم الأخلاق التي يحرص عليها الإسلام هو احترام الآخرين وتقديرهم، والنهي عن السخرية والاستهزاء. فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ".
هذه الآية الكريمة تتناول موضوعًا عظيمًا له أثر كبير في المجتمع المسلم، ألا وهو النهي عن السخرية. فالآية تبدأ بنداء الإيمان "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا"، وكأن الله سبحانه وتعالى يوجه الخطاب لكل مؤمن حقًا، لأن السخرية والاستهزاء ليست من شيم أهل الإيمان.
أسباب السخرية وأشكالها:
إن السخرية قد تكون بسبب لون البشرة، أو الفقر، أو الجهل، أو الشكل، أو النسب، أو المكانة الاجتماعية، وهذه كلها أمورٌ لا ينظر إليها الله بقدر ما ينظر إلى قلوب العباد وأعمالهم. وكثيراً ما يسخر الإنسان من الآخرين لاعتقاده بأنه أفضل منهم، إما في مال، أو علم، أو جاه، فينسى أنه لا يدري ما قدر الآخر عند الله.
وفي الحديث الصحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم". فهذا تحذير من الاستخفاف بأي مسلم، لأن التقليل من شأن الآخرين لا يجلب إلا الشر والفساد في القلوب.
السخرية تفسد العلاقات بين الناس:
أيها الإخوة، إن السخرية والاستهزاء من أبرز أسباب التفكك الاجتماعي، فهي تهدم المحبة وتزرع العداوة بين الناس. حين يسخر الإنسان من أخيه المسلم، فإنه يجرحه ويهينه، وربما كان هذا الجرح أعمق من أن يُشفى بسهولة. ولذلك، حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر فقال: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه".
السخرية والاستهزاء ليسا من خلق المسلم الحقيقي، بل هما من صفات الجهلاء وأصحاب القلوب القاسية. إن الإسلام يدعو إلى الاحترام والتقدير، وإلى أن ينظر الإنسان إلى أخيه المسلم بعين الحب والتعاطف، لا بعين السخرية والاستهزاء.
عواقب السخرية في الدنيا والآخرة:
أيها المؤمنون، إن السخرية قد تبدو للبعض أمراً صغيراً، لكنها عند الله أمر عظيم. قد يضحك الإنسان على آخر، لكنه لا يدري أن الله قد رفع ذلك الشخص درجات عالية عنده. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره". فكم من إنسان يستهين به الناس ويحتقرونه، وهو عند الله ذو شأن عظيم.
ومن عواقب السخرية في الدنيا، أنها تجلب الغضب والعداوة بين الناس. فالإنسان الذي يتعرض للسخرية يشعر بالإهانة والنقص، وقد يدفعه ذلك إلى الرد بطرق غير مقبولة، مما يزيد الفتنة بين الناس.
أما في الآخرة، فإن من استهزأ بالناس سيكون عرضة لحساب شديد. يقول الله تعالى في سورة المطففين: "إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ". فهؤلاء المجرمون الذين يسخرون من المؤمنين سيحاسبهم الله على ذلك في يوم القيامة، ولن يكون لهم إلا الخزي والندم.
علاج السخرية والتخلص منها:
أيها المسلمون، إن علاج هذه الآفة يبدأ من تقوى الله والتفكر في عواقب الأمور. فعلى الإنسان أن يدرك أنه مهما بلغت مكانته في الدنيا، فإن الله وحده هو الذي يعلم من هو الأفضل والأقرب إليه. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر، متواضعاً لا يستهين بأحد، بل كان يعامل الناس جميعاً باحترام.
كما أن علينا أن نحرص على مراقبة كلامنا وأفعالنا، فربما كلمة نقولها في لحظة غفلة تجرح مشاعر إنسان وتُغضب الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم". فلنحرص على أن يكون كلامنا طيباً ولا يضر بالآخرين.
أيها الأحبة: علينا أن نربي أنفسنا وأبناءنا على احترام الآخرين، وأن نبتعد عن السخرية بأي شكل من الأشكال. ونتذكر دائماً أن الإنسان لا يعرف قيمته عند الله، ولا يعرف كيف يختم الله له حياته. فلنعامل الناس بما نحب أن يعاملنا الله به، ولنكن من المتواضعين الذين يحبهم الله ورسوله.
نسأل الله أن يطهر قلوبنا من الكبر والحقد، وأن يجعلنا من أهل التواضع والإحسان. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
أما بعد
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"، رواه مسلم في صحيحه.
1. معنى الحديث: النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف يوضح أن مجرد احتقار الإنسان لأخيه المسلم كافٍ لأن يجعله يقع في الشر. أي أن التقليل من شأن الآخرين وازدراءهم من أعظم الذنوب التي تجلب الإثم، حتى وإن لم يكن هذا الازدراء مصحوباً بأفعال أخرى. فهذا التحذير يدل على خطورة احتقار الناس والاستهانة بهم.
2. "بحسب امرئ": كلمة "بحسب" هنا تعني "يكفي"، أي يكفي الإنسان من الشر أن يحتقر أخاه المسلم، أي أن هذا العمل وحده يعتبر شراً عظيماً وكبيراً في ميزان الإسلام.
3. "أن يحقر أخاه المسلم": احتقار المسلم لأخيه يعني التقليل من قيمته أو النظر إليه نظرة دونية. قد يكون ذلك بسبب لون البشرة، أو المكانة الاجتماعية، أو المال، أو العلم، أو غيرها من الأمور. والنبي صلى الله عليه وسلم يحذرنا من هذا السلوك، لأن كل مسلم له مكانته وكرامته عند الله، والتفاضل بين الناس ليس بالمظاهر الدنيوية، بل بالتقوى.
4. دلالة الحديث: الحديث يدل على أهمية احترام المسلمين بعضهم لبعض، ويعلمنا أن الإسلام جاء ليرفع من شأن الإنسان ويكرمه. فقد قال الله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" (الإسراء: 70). لذلك، لا يجوز لأي مسلم أن يقلل من شأن أخيه مهما كان حاله في الدنيا، لأن التفاضل الحقيقي عند الله يكون بالتقوى والعمل الصالح.
5. خطر الاحتقار: الاحتقار يؤدي إلى زرع الكراهية والبغضاء في قلوب الناس، ويؤدي إلى تدمير العلاقات الاجتماعية. الشخص الذي يشعر بأنه محقّر قد يحمل في قلبه ضغينة تؤدي إلى الفتن والخلافات. لذلك، الإسلام يحث على الأخلاق الفاضلة ويأمر بالتواضع والاحترام المتبادل.
الدعاء
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة