خطب ودروس وقوافل الإمام لشهر ربيع الثاني
درس الأربعاء 16710/2024م الموافق13ربيع الثاني 1446ه
تحت عنوان
4/ من أسباب التفكك الأسري
العناصر
1/الهروب من المسؤلية
2/التدخُّل في شؤون الأسرة،
3/الغضب
الموضوع
الهروب من المسؤلية
فكل واحد ربما ألقى بالمسؤوليةِ على الآخر، فالأب ربما اعتَقَد أن دورَه هو تأمينُ السكن، وإحضار الأكل، وبعد ذلك ربما زعم أنه لا دَور عليه، وليس له وظيفةٌ إيجابية سوى ذلك، والأم ربما ظنَّت أن دورَها يقف عند إصلاح الطعام، وعند تهيئة بعض الأمور المتعلقة بالبيت، ثم لا يتفطنون جميعًا لرعاية الأولاد، لتربية الأولاد، لتوجيه الأولاد، فالدور بينهما دورٌ تكاملي، وليس دور الهروب من المسؤولية،
التدخُّل في شؤون الأسرة،
ربما كانت الأسرة مستقرة، فوجدت مَن يتدخل فيها، سواء كان ذلك من الآباء، أو من الأمهات، أو من الأقارب، أو من غيرهم، وربما تدخَّل أحد أبوَي الزوج وشحنوا صدر ولدهم على زوجته، وأخذوا يحرِّضونه على بُغْضها، أو على التصرف معها تصرفًا غير لائق، فأدى ذلك إلى أذيَّتها، وأدى إلى هزِّ كِيان الأسرة المسلمة، وربما كان ذلك أيضًا من الزوجة، فيقوم أحد الأبوين فيها بإغرائها بقطيعة زوجها، وبعدم القيام بحقوقه، وبتكريهها فيه، وربما حدَث ذلك من بعض الأقارب، أو من بعض الناس، ولا شك أن هذا عملٌ فاسد، وفاعله آثم، سواء كان ذلك من الأبوين، أو من غيرهما.
والواجب النصح للأسرة المسلمة ومساعدتها، وحث كل واحدٍ من الزوجين على القيام بحقوق صاحبه، وترغيبه في ذلك، لا أن نقوم بدور معاكسٍ لهدم الأسرة المسلمة، ولا شك - كما قلتُ - أن مَن فعل ذلك بأن تدخل في شؤون الأسرة بِما يسبب هدمها، أو ضعفها، أو تفككها، فإنه آثمٌ عند الله عز وجل.
الغضبُ،
ولا شك أن الغضب منهيٌّ عنه، فربما حدَث لأحد الزوجين موقف أغضبه،
فالواجب ترك الغضب، جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني، قال: ((لا تغضب))، فكرر ذلك ثلاثًا، وردَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك، مما يدلُ على أن المرء المسلم يجبُ أن يتصرَّف برويَّة، وأن يدع الغضب؛ لأن الغضب مَهْلَكة للمرء، مفسدةٌ لعَلاقاته بين الناس، مفسدةٌ لعلاقاته مع أسرته؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: ((ليس الشديد بالصرعة؛ وإنما الشديد الذي يملِكُ نفسه عند الغضب)).
نعم، ليس الشديد هو الذي يصرع الناسَ بقوة عضلاته وقوة بنائه الجسمي، لا، الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب، حينما تقوم دواعي الغضب وتعصف به، عليه أن يكون قويًّا شديدًا، قادرًا على إمساك زمام المبادرة لهذا الغضب، وصده عن أن يفتك به، أو أن يُورِده ويوقعه في الرَّدى؛ ذلك أن الإنسان إذا استسلم للغضب، لا شك أنه يفعل به الأفاعيل؛ ولذلك جاء التوجيه النبوي بأن الإنسان إذا غضِب يُغيِّر حاله؛ إن كان قائمًا فليقعد، وإن كان قاعدًا فليرقُد، وليقم يتوضأ، وهكذا مما يحرك نفسه ويزيل عنه طيش هذا الغضب؛ لأن الغضب ولا شك مُهلِك، فعلى المسلم أن يعي أن الغضب الذي يسبب الحزازة وسوء المعاملة بينه وبين أهله وبين أهل بيته، أمرٌ - ولا شك - يجب التصرف نحوه بحكمةٍ وبرويَّة؛ حتى يستطيع أن يتغلَّب عليه؛ لأنه إذا استسلم له وانساق وراءه، لا شك أنه سوف يكون سببًا في تشتت الأسرة وفي تفككها، وفي فسادها، فليكن كل واحدٍ من الزوجين من الرجل والمرأة حكيمًا صبورًا في مواجهة الغضب، وتلافي ما قد يُحدِثه من تغيرات، وأن يسعى إلى صدها من أن تفعل فيه الأفاعيل.
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
يتبع
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
درس الأربعاء 16710/2024م الموافق13ربيع الثاني 1446ه
تحت عنوان
4/ من أسباب التفكك الأسري
العناصر
1/الهروب من المسؤلية
2/التدخُّل في شؤون الأسرة،
3/الغضب
الموضوع
الهروب من المسؤلية
فكل واحد ربما ألقى بالمسؤوليةِ على الآخر، فالأب ربما اعتَقَد أن دورَه هو تأمينُ السكن، وإحضار الأكل، وبعد ذلك ربما زعم أنه لا دَور عليه، وليس له وظيفةٌ إيجابية سوى ذلك، والأم ربما ظنَّت أن دورَها يقف عند إصلاح الطعام، وعند تهيئة بعض الأمور المتعلقة بالبيت، ثم لا يتفطنون جميعًا لرعاية الأولاد، لتربية الأولاد، لتوجيه الأولاد، فالدور بينهما دورٌ تكاملي، وليس دور الهروب من المسؤولية،
التدخُّل في شؤون الأسرة،
ربما كانت الأسرة مستقرة، فوجدت مَن يتدخل فيها، سواء كان ذلك من الآباء، أو من الأمهات، أو من الأقارب، أو من غيرهم، وربما تدخَّل أحد أبوَي الزوج وشحنوا صدر ولدهم على زوجته، وأخذوا يحرِّضونه على بُغْضها، أو على التصرف معها تصرفًا غير لائق، فأدى ذلك إلى أذيَّتها، وأدى إلى هزِّ كِيان الأسرة المسلمة، وربما كان ذلك أيضًا من الزوجة، فيقوم أحد الأبوين فيها بإغرائها بقطيعة زوجها، وبعدم القيام بحقوقه، وبتكريهها فيه، وربما حدَث ذلك من بعض الأقارب، أو من بعض الناس، ولا شك أن هذا عملٌ فاسد، وفاعله آثم، سواء كان ذلك من الأبوين، أو من غيرهما.
والواجب النصح للأسرة المسلمة ومساعدتها، وحث كل واحدٍ من الزوجين على القيام بحقوق صاحبه، وترغيبه في ذلك، لا أن نقوم بدور معاكسٍ لهدم الأسرة المسلمة، ولا شك - كما قلتُ - أن مَن فعل ذلك بأن تدخل في شؤون الأسرة بِما يسبب هدمها، أو ضعفها، أو تفككها، فإنه آثمٌ عند الله عز وجل.
الغضبُ،
ولا شك أن الغضب منهيٌّ عنه، فربما حدَث لأحد الزوجين موقف أغضبه،
فالواجب ترك الغضب، جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني، قال: ((لا تغضب))، فكرر ذلك ثلاثًا، وردَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك، مما يدلُ على أن المرء المسلم يجبُ أن يتصرَّف برويَّة، وأن يدع الغضب؛ لأن الغضب مَهْلَكة للمرء، مفسدةٌ لعَلاقاته بين الناس، مفسدةٌ لعلاقاته مع أسرته؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: ((ليس الشديد بالصرعة؛ وإنما الشديد الذي يملِكُ نفسه عند الغضب)).
نعم، ليس الشديد هو الذي يصرع الناسَ بقوة عضلاته وقوة بنائه الجسمي، لا، الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب، حينما تقوم دواعي الغضب وتعصف به، عليه أن يكون قويًّا شديدًا، قادرًا على إمساك زمام المبادرة لهذا الغضب، وصده عن أن يفتك به، أو أن يُورِده ويوقعه في الرَّدى؛ ذلك أن الإنسان إذا استسلم للغضب، لا شك أنه يفعل به الأفاعيل؛ ولذلك جاء التوجيه النبوي بأن الإنسان إذا غضِب يُغيِّر حاله؛ إن كان قائمًا فليقعد، وإن كان قاعدًا فليرقُد، وليقم يتوضأ، وهكذا مما يحرك نفسه ويزيل عنه طيش هذا الغضب؛ لأن الغضب ولا شك مُهلِك، فعلى المسلم أن يعي أن الغضب الذي يسبب الحزازة وسوء المعاملة بينه وبين أهله وبين أهل بيته، أمرٌ - ولا شك - يجب التصرف نحوه بحكمةٍ وبرويَّة؛ حتى يستطيع أن يتغلَّب عليه؛ لأنه إذا استسلم له وانساق وراءه، لا شك أنه سوف يكون سببًا في تشتت الأسرة وفي تفككها، وفي فسادها، فليكن كل واحدٍ من الزوجين من الرجل والمرأة حكيمًا صبورًا في مواجهة الغضب، وتلافي ما قد يُحدِثه من تغيرات، وأن يسعى إلى صدها من أن تفعل فيه الأفاعيل.
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
يتبع
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة