خطب ودروس وقوافل الإمام لشهر ربيع الثاني
درس الاربعاء
9/10/2024م الموافق 6من شهر ربيع الثاني 1446ه
تحت عنوان
الانتصار على الشهوات
العناصر
1/زين للناس
2/حجبت النار بالشهوات وحبجبت الجنة المكارة
3/كيف ننتصر على الشهوات
الموضوع
زين للناس
إن الحياة الدنيا مليئة بالفتن والشهوات التي قد تُغري الإنسان وتُبعده عن طريق الحق والاستقامة. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (آل عمران: 14).
فالإنسان بطبعه مخلوق يتعرض للشهوات والمغريات، لكن المؤمن الحق هو من يقاوم هذه الشهوات ولا يقع في حبائلها. وهذه الشهوات تشمل مختلف جوانب الحياة، مثل شهوة المال، وشهوة النساء، وشهوة الطعام، وشهوة السلطة وغيرها.
إن الشهوات التي تواجهنا في حياتنا اليومية تُعتبر من أكبر التحديات التي يواجهها الإنسان. ولكن الإسلام جعل الصبر والمجاهدة على هذه الشهوات
حجبت النار بالشهوات وحبجبت الجنة المكارة
عن ابى هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حُجِبَتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ، وحُجِبَتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ. مسلم والبخاري
المعنى: أنه جعل بين النار وبين الإنسان ارتكاب الشهوات المحرمة فإن ارتكبها صار إلى النار وانتهك الحجاب، وإن امتنع منها سلم، فالنفس قد تشتهي الزنا أو الخمر فإن طاوعها صار إلى النار، قد تشتهي ترك الصلاة والكسل ولا يصلي فإن طاوع النفس صار إلى النار نعوذ بالله، قد تشتهي سب الدين والاستهزاء فإن طاوع نفسه كفر وصار إلى النار، قد تشتهي الربا فإن طاوع نفسه وفعل الربا صار إلى النار، قد تشتهي النفس قطيعة الرحم والعقوق للوالدين فإن طاوعها هلك وصار إلى النار، فالنار حفت بالشهوات المحرمة. والجنة حفت بالمكاره بما تكرهه النفوس، النفوس قد تكره الصدقة، قد تكره الجهاد، لكن إذا خالفها وجاهد في سبيل الله وتصدق صار إلى الجنة، قد تكره المحافظة على الصلوات في الجماعة قد تكسل يكون ما عندها نشاط عندها كسل عندها كراهة للتقدم إلى الصلوات الخمس فإذا طاوعها هلك، وإن خالفها وصلى في الجماعة وحافظ على الصلاة في المساجد صار إلى الجنة، النفس أيضًا قد تكره صلة الرحم، بر الوالدين، إكرام الجار فإن طاوعها هلك وإن خالفها وبر والديه ووصل أرحامه وأكرم جيرانه فاز بالسعادة
كيف ننتصر على الشهوات
1. تقوى الله والخوف من عقابه:
قال الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ} (النازعات: 40-41). فالخوف من الله عز وجل والرغبة في مرضاته تدفع الإنسان إلى اجتناب المعاصي والشهوات.
2. مجاهدة النفس:
جهاد النفس من أعظم أنواع الجهاد، فهو جهاد مستمر لا ينتهي، وقد قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت: 69).
3. الصحبة الصالحة:
الصحبة الصالحة من أهم الأمور التي تساعد على الثبات على الحق. فالمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
4. الدعاء والاستعانة بالله:
كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الدعاء، وكان من دعائه: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" (رواه مسلم). والدعاء سلاح المؤمن في مواجهة الشهوات والفتن.
5. الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن:
فالقرآن شفاء للصدور، ومن أعظم الوسائل التي تُعين الإنسان على تقوية إرادته والثبات على الحق.
علينا أن نُدرك أن السعادة الحقيقية ليست في اتباع الشهوات والمتع الزائلة، وإنما في طاعة الله ومخالفة الهوى. قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام: 162).
أيها المؤمنون، اعلموا أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأن الشهوات والمغريات جزء من هذا الابتلاء. ولكن بالاعتصام بحبل الله والالتزام بشرعه نستطيع أن ننتصر على أنفسنا وشهواتنا.
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد كبير
أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
درس الاربعاء
9/10/2024م الموافق 6من شهر ربيع الثاني 1446ه
تحت عنوان
الانتصار على الشهوات
العناصر
1/زين للناس
2/حجبت النار بالشهوات وحبجبت الجنة المكارة
3/كيف ننتصر على الشهوات
الموضوع
زين للناس
إن الحياة الدنيا مليئة بالفتن والشهوات التي قد تُغري الإنسان وتُبعده عن طريق الحق والاستقامة. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (آل عمران: 14).
فالإنسان بطبعه مخلوق يتعرض للشهوات والمغريات، لكن المؤمن الحق هو من يقاوم هذه الشهوات ولا يقع في حبائلها. وهذه الشهوات تشمل مختلف جوانب الحياة، مثل شهوة المال، وشهوة النساء، وشهوة الطعام، وشهوة السلطة وغيرها.
إن الشهوات التي تواجهنا في حياتنا اليومية تُعتبر من أكبر التحديات التي يواجهها الإنسان. ولكن الإسلام جعل الصبر والمجاهدة على هذه الشهوات
حجبت النار بالشهوات وحبجبت الجنة المكارة
عن ابى هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حُجِبَتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ، وحُجِبَتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ. مسلم والبخاري
المعنى: أنه جعل بين النار وبين الإنسان ارتكاب الشهوات المحرمة فإن ارتكبها صار إلى النار وانتهك الحجاب، وإن امتنع منها سلم، فالنفس قد تشتهي الزنا أو الخمر فإن طاوعها صار إلى النار، قد تشتهي ترك الصلاة والكسل ولا يصلي فإن طاوع النفس صار إلى النار نعوذ بالله، قد تشتهي سب الدين والاستهزاء فإن طاوع نفسه كفر وصار إلى النار، قد تشتهي الربا فإن طاوع نفسه وفعل الربا صار إلى النار، قد تشتهي النفس قطيعة الرحم والعقوق للوالدين فإن طاوعها هلك وصار إلى النار، فالنار حفت بالشهوات المحرمة. والجنة حفت بالمكاره بما تكرهه النفوس، النفوس قد تكره الصدقة، قد تكره الجهاد، لكن إذا خالفها وجاهد في سبيل الله وتصدق صار إلى الجنة، قد تكره المحافظة على الصلوات في الجماعة قد تكسل يكون ما عندها نشاط عندها كسل عندها كراهة للتقدم إلى الصلوات الخمس فإذا طاوعها هلك، وإن خالفها وصلى في الجماعة وحافظ على الصلاة في المساجد صار إلى الجنة، النفس أيضًا قد تكره صلة الرحم، بر الوالدين، إكرام الجار فإن طاوعها هلك وإن خالفها وبر والديه ووصل أرحامه وأكرم جيرانه فاز بالسعادة
كيف ننتصر على الشهوات
1. تقوى الله والخوف من عقابه:
قال الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ} (النازعات: 40-41). فالخوف من الله عز وجل والرغبة في مرضاته تدفع الإنسان إلى اجتناب المعاصي والشهوات.
2. مجاهدة النفس:
جهاد النفس من أعظم أنواع الجهاد، فهو جهاد مستمر لا ينتهي، وقد قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت: 69).
3. الصحبة الصالحة:
الصحبة الصالحة من أهم الأمور التي تساعد على الثبات على الحق. فالمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
4. الدعاء والاستعانة بالله:
كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الدعاء، وكان من دعائه: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" (رواه مسلم). والدعاء سلاح المؤمن في مواجهة الشهوات والفتن.
5. الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن:
فالقرآن شفاء للصدور، ومن أعظم الوسائل التي تُعين الإنسان على تقوية إرادته والثبات على الحق.
علينا أن نُدرك أن السعادة الحقيقية ليست في اتباع الشهوات والمتع الزائلة، وإنما في طاعة الله ومخالفة الهوى. قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام: 162).
أيها المؤمنون، اعلموا أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأن الشهوات والمغريات جزء من هذا الابتلاء. ولكن بالاعتصام بحبل الله والالتزام بشرعه نستطيع أن ننتصر على أنفسنا وشهواتنا.
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد كبير
أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة