خطب ودروس وقوافل الإمام لشهر ربيع الاول
درس الاثنين
30/9/2024 م الموافق 27 من شهر ربيع الأول 1446ه
تحت عنوان
كتاب الشمائل المحمدية للترمذي
مَا جَاءَ فِي قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الطَّعَامِ، وَبَعْدَمَا يَفْرُغُ مِنْهُ
العناصر
1/هل الشيطان يأكل ويشرب
2/ثلاثة آداب من آداب الأكل،
3/الذكر بعد الطعام وفضله
الموضوع
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المستضعفين ( الاعراف 31)
هل الشيطان يأكل ويشرب
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقُرِّبَ إليه طَعَام. فَلَمْ أَرَ طَعَامًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، أَوَّلَ مَا أَكَلْنَا، وَلا أَقَلَّ بَرَكَةً فِي آخِرِهِ. فقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هَذَا؟ قَالَ: ((إِنَّا ذَكَرْنَا اسْمَ اللهِ حِينَ أَكَلْنَا، ثُمَّ قَعَدَ مَنْ أَكَلَ، وَلَمْ يُسَمِّ اللَّهَ تَعَالَى، فَأَكَلَ مَعَهُ الشَّيْطَانُ))؛ [وهو ضعيف].
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَنَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى طَعَامِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ، وَآخِرَهُ))؛ [رواه أبو داود، والنسائي، والترمذي].
والحكمة من التسمية قبل الطعام: هي منع الشيطان من أن يأكل مع الإنسان فتنزع البركة منه، فيكون الطعام الذي يظن أنه يكفيه لا يكفيه؛ ويدل على هذا حديث حذيفة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه)) فإذا لم يذكر اسم الله عليه استطاع الشيطان أن ينال منه.
ومعنى هذا: أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح؛ كما قال تعالى: ﴿ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾ [الإسراء: 64]؛ أي: يشاركهم في وطء زوجاتهم إلا إذا سمَّى فإنه إذا سمَّى الله إذا أتى أهله قال: بسم الله، فقُدِّر بينهما شيء لم يضره الشيطان، ومعنى "يستحل الطعام" يعني: يتمكن من أكله، وهذا الحديث ونحوه في أكل الشيطان محمول على ظاهره، وأنه يأكل حقيقة.
ثلاثة آداب من آداب الأكل،
في الصحيحين عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ طَعَامٌ، فَقَالَ: ((ادْنُ يَا بُنَيَّ، فَسَمِّ اللَّهَ تَعَالَى، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ)).
أولًا: التسمية: وحكمها
• أما أهل الظاهر فقالوا: هي على الوجوب؛ لظاهر الأمر في هذا الحديث.
وعند الجمهور: أن التسمية سنة وليست واجبة، قالوا: لأن هذا من باب الآداب، وهذه قاعدة عند الجمهور، وهي: (الأوامر والنواهي إن كانت من باب الآداب فهي تصرف الأوامر من الوجوب إلى الاستحباب، وتصرف النواهي من التحريم إلى الكراهة).
ثانيًا: الأكل باليمين:
• كما في صحيح مسلم عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ)).
• وفي صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، أن رجلًا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بِشِمَالِهِ، فَقَالَ له: ((كُلْ بِيَمِينِكَ)) قَالَ: لا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: ((لا اسْتَطَعْتَ، مَا مَنَعَهُ إِلا الْكِبْرُ))، قَالَ الراوي: فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيه.
ثالثًا: الأكل مما يليه: ((وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ)):
• وقد حمل العلماء هذا الأمر على الطعام الذي يكون من جنس واحد، أما إذا كان الطعام من أجناس مختلفة؛ كالتمر والفاكهة، فللمرء أن يأكل من أي موضع من الطبق، وينتقي ما تشتهيه نفسه.
الذكر بعد الطعام
في صحيح البخاري عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، يَقُولُ: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مُوَدَّعٍ، وَلا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا))، وفي رواية بزيادة: ((الحَمْدُ لِلَّهِ الذي كَفَانَا وأَرْوَانَا، غيرَ مَكْفِيٍّ ولَا مَكْفُورٍ)).
• ((غيرَ مودَّع))؛ أي: إن ذلك الحمد غير متروك، بل يجب الاشتغال به على الدوام، حتى لا تنقطع النعم.
• ((وَلا مُسْتَغْنًى عَنْهُ))؛ أي: إنَّ اللهَ تعالى لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَستَغنِيَ عنه سبحانه؛ فهو المُنعِمُ المتفضِّلُ الَّذي له الحمدُ على كلِّ حالٍ، أو أنَّ هذا الطَّعامَ لا يُستَغنى عنه ونَطلُبُ منك يا ربَّنا أن تَرزُقَنا وتَكفِيَنا منه.
• ((غير مَكْفِيٍّ))؛ أي: إن هذا الحمد لا يُكتفى به، بل يجب المزيد منه.
• ((ولا مكفور))؛ أي: لا يُجحد فضله ولا تُنكر نعمته.
• دل الحديث على فضل هذا الذكر، وأن من السنة الإتيان به بعد الفراغ من الطعام تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
• والطعام من أجلِّ النعم التي بها قوام الحياة. فإذا اقترن بذكر الله في أوَّله، وشكره في آخره، أدى إلى دوام النعم واستمرارها، كما قال تعالى: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7].
في صحيح مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأُكْلَةَ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا)).
فضل الذكر بعد الطعام
• فسل نفسك أيها الحبيب: كم مرة نأكل في اليوم؟ وكم مرة نشرب شرابًا في اليوم؟ وكم مرة قلنا: الحمد لله؟!
• فإن الذي يلهم الحمد إنما يلهم طريق الرضا؛ فينال بهذا الحمد على الأكل والشراب رضا ربه ومولاه الكريم جل جلاله.
• بل وينال بهذا الحمد مغفرة ما تقدم من ذنبه؛ فعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقال: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَطْعَمَني هَذَا وَرَزَقْنِيهِ مِنْ غيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))؛ [رواه أَبُو داود، والترمذي، وحسنه الألباني].
• وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من الطعام عند قوم يقول: ((اللهم بارك لهم في ما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم))؛ [صحيح مسلم، من حديث عبدالله بن بسر].
• وأحيانًا كان يقول: ((أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامَكم الأبرارُ، وصلَّت عليكم الملائكة)).
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
درس الاثنين
30/9/2024 م الموافق 27 من شهر ربيع الأول 1446ه
تحت عنوان
كتاب الشمائل المحمدية للترمذي
مَا جَاءَ فِي قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الطَّعَامِ، وَبَعْدَمَا يَفْرُغُ مِنْهُ
العناصر
1/هل الشيطان يأكل ويشرب
2/ثلاثة آداب من آداب الأكل،
3/الذكر بعد الطعام وفضله
الموضوع
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المستضعفين ( الاعراف 31)
هل الشيطان يأكل ويشرب
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقُرِّبَ إليه طَعَام. فَلَمْ أَرَ طَعَامًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، أَوَّلَ مَا أَكَلْنَا، وَلا أَقَلَّ بَرَكَةً فِي آخِرِهِ. فقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هَذَا؟ قَالَ: ((إِنَّا ذَكَرْنَا اسْمَ اللهِ حِينَ أَكَلْنَا، ثُمَّ قَعَدَ مَنْ أَكَلَ، وَلَمْ يُسَمِّ اللَّهَ تَعَالَى، فَأَكَلَ مَعَهُ الشَّيْطَانُ))؛ [وهو ضعيف].
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَنَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى طَعَامِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ، وَآخِرَهُ))؛ [رواه أبو داود، والنسائي، والترمذي].
والحكمة من التسمية قبل الطعام: هي منع الشيطان من أن يأكل مع الإنسان فتنزع البركة منه، فيكون الطعام الذي يظن أنه يكفيه لا يكفيه؛ ويدل على هذا حديث حذيفة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه)) فإذا لم يذكر اسم الله عليه استطاع الشيطان أن ينال منه.
ومعنى هذا: أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح؛ كما قال تعالى: ﴿ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾ [الإسراء: 64]؛ أي: يشاركهم في وطء زوجاتهم إلا إذا سمَّى فإنه إذا سمَّى الله إذا أتى أهله قال: بسم الله، فقُدِّر بينهما شيء لم يضره الشيطان، ومعنى "يستحل الطعام" يعني: يتمكن من أكله، وهذا الحديث ونحوه في أكل الشيطان محمول على ظاهره، وأنه يأكل حقيقة.
ثلاثة آداب من آداب الأكل،
في الصحيحين عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ طَعَامٌ، فَقَالَ: ((ادْنُ يَا بُنَيَّ، فَسَمِّ اللَّهَ تَعَالَى، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ)).
أولًا: التسمية: وحكمها
• أما أهل الظاهر فقالوا: هي على الوجوب؛ لظاهر الأمر في هذا الحديث.
وعند الجمهور: أن التسمية سنة وليست واجبة، قالوا: لأن هذا من باب الآداب، وهذه قاعدة عند الجمهور، وهي: (الأوامر والنواهي إن كانت من باب الآداب فهي تصرف الأوامر من الوجوب إلى الاستحباب، وتصرف النواهي من التحريم إلى الكراهة).
ثانيًا: الأكل باليمين:
• كما في صحيح مسلم عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ)).
• وفي صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، أن رجلًا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بِشِمَالِهِ، فَقَالَ له: ((كُلْ بِيَمِينِكَ)) قَالَ: لا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: ((لا اسْتَطَعْتَ، مَا مَنَعَهُ إِلا الْكِبْرُ))، قَالَ الراوي: فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيه.
ثالثًا: الأكل مما يليه: ((وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ)):
• وقد حمل العلماء هذا الأمر على الطعام الذي يكون من جنس واحد، أما إذا كان الطعام من أجناس مختلفة؛ كالتمر والفاكهة، فللمرء أن يأكل من أي موضع من الطبق، وينتقي ما تشتهيه نفسه.
الذكر بعد الطعام
في صحيح البخاري عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، يَقُولُ: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مُوَدَّعٍ، وَلا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا))، وفي رواية بزيادة: ((الحَمْدُ لِلَّهِ الذي كَفَانَا وأَرْوَانَا، غيرَ مَكْفِيٍّ ولَا مَكْفُورٍ)).
• ((غيرَ مودَّع))؛ أي: إن ذلك الحمد غير متروك، بل يجب الاشتغال به على الدوام، حتى لا تنقطع النعم.
• ((وَلا مُسْتَغْنًى عَنْهُ))؛ أي: إنَّ اللهَ تعالى لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَستَغنِيَ عنه سبحانه؛ فهو المُنعِمُ المتفضِّلُ الَّذي له الحمدُ على كلِّ حالٍ، أو أنَّ هذا الطَّعامَ لا يُستَغنى عنه ونَطلُبُ منك يا ربَّنا أن تَرزُقَنا وتَكفِيَنا منه.
• ((غير مَكْفِيٍّ))؛ أي: إن هذا الحمد لا يُكتفى به، بل يجب المزيد منه.
• ((ولا مكفور))؛ أي: لا يُجحد فضله ولا تُنكر نعمته.
• دل الحديث على فضل هذا الذكر، وأن من السنة الإتيان به بعد الفراغ من الطعام تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
• والطعام من أجلِّ النعم التي بها قوام الحياة. فإذا اقترن بذكر الله في أوَّله، وشكره في آخره، أدى إلى دوام النعم واستمرارها، كما قال تعالى: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7].
في صحيح مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأُكْلَةَ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا)).
فضل الذكر بعد الطعام
• فسل نفسك أيها الحبيب: كم مرة نأكل في اليوم؟ وكم مرة نشرب شرابًا في اليوم؟ وكم مرة قلنا: الحمد لله؟!
• فإن الذي يلهم الحمد إنما يلهم طريق الرضا؛ فينال بهذا الحمد على الأكل والشراب رضا ربه ومولاه الكريم جل جلاله.
• بل وينال بهذا الحمد مغفرة ما تقدم من ذنبه؛ فعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقال: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَطْعَمَني هَذَا وَرَزَقْنِيهِ مِنْ غيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))؛ [رواه أَبُو داود، والترمذي، وحسنه الألباني].
• وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من الطعام عند قوم يقول: ((اللهم بارك لهم في ما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم))؛ [صحيح مسلم، من حديث عبدالله بن بسر].
• وأحيانًا كان يقول: ((أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامَكم الأبرارُ، وصلَّت عليكم الملائكة)).
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة