دروس وخواطر الإمام لشهر ذي الحجة
درس الاحد
7/7/2024 م 30 ذي الحجة 1445ه
تحت عنوان
مظاهر النصر في الهجرة النبوية
1/مقدمة
2/الهجرة كانت إنقاذا من قتل محقق
3خياران أمام الرسول
4/الهجرة الخطوة الأولى في إنشاء الدولة الإسلامية
الموضوع
خرج رسول الله ﷺ من مكة مستخفيا من القوة الباطشة بمكة، تاركًا هو وأصحابه ديارهم وأموالهم وممتلكاتهم ،وسمَّى الله عز وجل هذا الخروج نصرًا، فقال : ” إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ [التوبة/40] فكيف يكون الخروج على هذا الوجه انتصارًا!
الهجرة كانت إنقاذا من قتل محقق
إن الهجرة كانت إنقاذًا من قتل محقق، فقد اتخذت قريش قرارها بأن تُجهز على هذه الدعوة الوليدة وعلى أتباعها واحدًا تلو الآخر.
فلم يكن أمام رسول الله ﷺ إلا خياران:
الخيار الأول : أن يبقى هو وصحابته في مكة، تتصيدهم قريش واحدا تلو الآخر، حتى يفنوا جميعا، تأخذهم كما يأخذ الإعصار القاصف أعجاز النخل الخاوية.
ومن المهم هنا أن نستحضر شيئا قد يغيب عن البال، وهو أن هذا المصير كان محتوما لو بقوا في مكة لسبببن اثنين:
السبب الأول : انعدام التكافؤ، فمع قريش العدد والعدة والنفوذ والسلطان والإعلام ، وكل أسباب القوى المادية الأرضية، وليس مع أصحاب رسول الله ﷺ منها شيء، فلا عدد ولا عدة ولا إعلام ولا سلطان ولا مال. فكانت المواجهة ليست إلا قرارا بالانتحار.
السبب الثاني : لأن القوم كانوا مكفوفين عن الجهاد في مكة، فلم يكونوا بعدُ قد أمروا بالجهاد، حتى جهاد الدفع، فكانت هذه هي المرحلة التي قال الله عز وجل فيها : ” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ [النساء/77]
حتى شرع الله عز وجل لهم الجهاد بعد في قوله : ” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ [الحج/39، 40]. وقال فيها : ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43]؛ حيث الكفُّ والإعراض والصَّفْح.
الهجرة كانت احتفاظا للقوة النامية
الخيار الثاني : التفكير في حلٍّ، يمكن معه الاحتفاظ بهذه القوة النامية بعيدا عن قوة البطش حتى يشتد أزارها، ويقوى أوارها فتتكافأ القوى أو تتقارب. فكانت الهجرة، حيث الاحتفاظ بهذه القوة بعيدًا عن أماكن نفوذ قريش، هناك في المدينة، حيث كان ﷺ قد مهّد مع الأنصار على أن ينصروه ويمنعوه من أي عدو يتهددهم.
فلم يكن يوم الهجرة إلا يومًا من أيام النصر والعزة في الإسلام، ولم لا يكون كذلك ، وهو اليوم الذي بدأت فيه الخطوة الأولى لبناء دولة الإسلام،
رابط المنتدي
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
درس الاحد
7/7/2024 م 30 ذي الحجة 1445ه
تحت عنوان
مظاهر النصر في الهجرة النبوية
1/مقدمة
2/الهجرة كانت إنقاذا من قتل محقق
3خياران أمام الرسول
4/الهجرة الخطوة الأولى في إنشاء الدولة الإسلامية
الموضوع
خرج رسول الله ﷺ من مكة مستخفيا من القوة الباطشة بمكة، تاركًا هو وأصحابه ديارهم وأموالهم وممتلكاتهم ،وسمَّى الله عز وجل هذا الخروج نصرًا، فقال : ” إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ [التوبة/40] فكيف يكون الخروج على هذا الوجه انتصارًا!
الهجرة كانت إنقاذا من قتل محقق
إن الهجرة كانت إنقاذًا من قتل محقق، فقد اتخذت قريش قرارها بأن تُجهز على هذه الدعوة الوليدة وعلى أتباعها واحدًا تلو الآخر.
فلم يكن أمام رسول الله ﷺ إلا خياران:
الخيار الأول : أن يبقى هو وصحابته في مكة، تتصيدهم قريش واحدا تلو الآخر، حتى يفنوا جميعا، تأخذهم كما يأخذ الإعصار القاصف أعجاز النخل الخاوية.
ومن المهم هنا أن نستحضر شيئا قد يغيب عن البال، وهو أن هذا المصير كان محتوما لو بقوا في مكة لسبببن اثنين:
السبب الأول : انعدام التكافؤ، فمع قريش العدد والعدة والنفوذ والسلطان والإعلام ، وكل أسباب القوى المادية الأرضية، وليس مع أصحاب رسول الله ﷺ منها شيء، فلا عدد ولا عدة ولا إعلام ولا سلطان ولا مال. فكانت المواجهة ليست إلا قرارا بالانتحار.
السبب الثاني : لأن القوم كانوا مكفوفين عن الجهاد في مكة، فلم يكونوا بعدُ قد أمروا بالجهاد، حتى جهاد الدفع، فكانت هذه هي المرحلة التي قال الله عز وجل فيها : ” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ [النساء/77]
حتى شرع الله عز وجل لهم الجهاد بعد في قوله : ” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ [الحج/39، 40]. وقال فيها : ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43]؛ حيث الكفُّ والإعراض والصَّفْح.
الهجرة كانت احتفاظا للقوة النامية
الخيار الثاني : التفكير في حلٍّ، يمكن معه الاحتفاظ بهذه القوة النامية بعيدا عن قوة البطش حتى يشتد أزارها، ويقوى أوارها فتتكافأ القوى أو تتقارب. فكانت الهجرة، حيث الاحتفاظ بهذه القوة بعيدًا عن أماكن نفوذ قريش، هناك في المدينة، حيث كان ﷺ قد مهّد مع الأنصار على أن ينصروه ويمنعوه من أي عدو يتهددهم.
فلم يكن يوم الهجرة إلا يومًا من أيام النصر والعزة في الإسلام، ولم لا يكون كذلك ، وهو اليوم الذي بدأت فيه الخطوة الأولى لبناء دولة الإسلام،
رابط المنتدي
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة