الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    حرمة الماء والأعراض فى ضوء خطبة الوداع (خطبة الجمعة القادمة : 8ذو الحجة1445ه،14يونيه 2024م)

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2799
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    حرمة الماء والأعراض  فى ضوء خطبة الوداع     (خطبة الجمعة القادمة : 8ذو الحجة1445ه،14يونيه 2024م) Empty حرمة الماء والأعراض فى ضوء خطبة الوداع (خطبة الجمعة القادمة : 8ذو الحجة1445ه،14يونيه 2024م)

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد السبت يونيو 08, 2024 4:47 pm

    حرمة الماء والأعراض  فى ضوء خطبة الوداع 

    (خطبة الجمعة القادمة : 8ذو الحجة1445ه،14يونيه 2024م)
    العناصر :
    أولا :خطبة حجة الوداع.
    ثانياً: حرمة الدماء والأعراض فى ضوء خطبة الوداع .  
    ثالثا ً:من فضائل يوم عرفة .
    الخطبة الأولى 
    الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد ﷺ سيد الأنام وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان: 
    حرمة الماء والأعراض  فى ضوء خطبة الوداع 


    أولا ً:خطبة حجة الوداع فى عرفة:
    (1)عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ حَاجٌّ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ،وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ..........فَأَجَازَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ، فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَنَزَلَ بِهَا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ، فَرُحِلَتْ لَهُ، فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي، فَخَطَبَ النَّاسَ وَقَالَ: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ، وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ.فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟» قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ «اللهُمَّ، اشْهَدْ، اللهُمَّ، اشْهَدْ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَذَّنَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ.صحيح مسلم (1218) ،سنن أبى داود (1905)
     (2)عَنْ حِزْيَمٍ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ فِي خِطْبَتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «اعْلَمُوا أَنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَكَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا، وَكَحُرْمَةِ بَلَدِكُمْ هَذَا» السنن الكبرى للنسائي (3988) ، صحيح ابن خزيمة (2808).قال الأعظمي:إسناده حسن لغيره.


    ثانيا ً: ثانياً: حرمة الدماء والأعراض فى ضوء خطبة الوداع :-  
    -خطبة الوداع من جوامع الكلم لنبينا ﷺ فقد سبق العالم أجمع منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام فى رسم خريطة طريق السعادة للبشرية كلها إلى قيام الساعة إذا طبق هذه الخطبة العظيمة ، وبذلك نتعلم أن المسلم الذى يطبق شرع ربه عز وجل وسنة حبيبه ﷺ سابق لعصره ،سباق لكل خير ، سعيد فى الدنيا والآخرة من دروس خطبة الوداع مثلاً:
    (1)الحرمات الثلاث المؤكدة:
    قال ﷺ(إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ و أَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا وَكَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا، وَكَحُرْمَةِ بَلَدِكُمْ هَذَا) هذا ممَّا كان النَّبيُّ ﷺ  يخطب به في المجامع العظيمةِ، فإنَّه ﷺ خطب به في حَجَّة الوداع يومَ عرفةَ ويومَ النَّحر، ويوم الثاني من أيَّام التَّشريق.(جامع العلوم والحكم (3/996).
    -عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نَظَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى الْكَعْبَةَ ،قَالَ:" مَرْحَبًا بِكِ مِنْ بَيْتٍ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَلَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللهِ مِنْكِ، إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مِنْكِ وَاحِدَةً وَحَرَّمَ مِنَ الْمُؤْمِنِ ثَلَاثًا: دَمَهُ، وَمَالَهُ، وَأَنَ يُظَنَّ بِهِ ظَنَّ السَّوْءِ" شعب الإيمان (6280) ،السلسلة الصحيحة (3420) 
    لماذا يؤكد ﷺعلى حرمة الدماء والأموال والأعراض ؟
    -منها مثلاً : (1) للحفاظ على أمن وسلامة المجتمع :قال تعالى:مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَاأَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا(32)المائدة.
    -في قولهﷺ(دماءكم وأموالكم وأعراضكم) وهذه أعظم ثلاث جواهر فإذا ما انتهكت ضاع هذا المجتمع، وصار لا قيام له ولا كيان.(شرح بلوغ المرام عطيه محمد سالم (177/12) ، 
    -(2)تكريم للإنسان : قال تعالى :وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)الإسراء .
    الحرمات الثلاث  هى :
     (أ)حرمة الدماء :
     قَالَ ﷺ:«إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا"
    -دم المسلم حرام، فلا يجوز له أن يُسفك قطرة منه بغير حق، فهي حرام، لايوجد فى القرآن الكريم كله أغلظ وأشق وأشد من عقوبة قتل العمد:قال تعالى:وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) النساء.
    -وفى السنة مثلاً:عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» سنن النسائي (3987) وصحيح الجامع (5077) .عن أبى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ» سنن الترمذى (1398) وصحيح الجامع (5247)  
     (ب) تحريم الأموال:"
    قَالَ ﷺ: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا"
    -قال تعالى :يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) النساء .أي يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله لا يأكل بعضكم أموال بعض بالباطل وهو كل طريق لم تبحه الشريعة كالسرقة والخيانة والغصب والربا والقمار وما شاكل ذلك.{وَمَن يَفْعَلْ ذلك عُدْوَاناً وَظُلْماً} أي ومن يرتكب ما نهى الله عنه معتدياً ظالماً لا سهواً ولا خطأً {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً} أي ندخله ناراً عظيمة يحترف فيها {وَكَانَ ذلك عَلَى الله يَسِيراً} أي هيناً يسيراً لا عسر فيه لأنه تعالى لايعجزه شيئ.(صفوة التفاسير (1/248) 
    (ج)أعراضكم حرَام عَلَيْكُم:
     قَالَ ﷺ «اعْلَمُوا أَنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا » -العرض هُوَ بدن الْإِنْسَان وَنَفسه،ومَوضِع الْمَدْح والذم من نَفسه أَو سلفه أَو من نسب إِلَيْهِ .(فتح البارى (1/155)" وعرضه"بأن لا تنتهك عرضه، وتتكلم فيه بين الناس، سواء كنت صادقاً فيما تقول أو كاذباً "(شرح رياض الصالحين (2/574).بدون وجه حق .
    -قال تعالى:يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) الحجرات 
    -عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ،قَالَ:«أَتَدْرُونَ مَاالْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ:«إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» صحيح مسلم (2589)
     (2) إبطال الربا : 
    قَالَ ﷺ "وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ.قوله ﷺ: (وربا الجاهلية موضوع) الرِّبا: الزيادة، والكثرة لغة،ثم إنهم كانت لهم بيوعات يسمُّونها: بيع الربا. منها: أنهم كانوا إذا حل أجل الدَّين يقول الغريم لرب الدَّين: أنظرني وأزيدك. فينظره إلى وقت آخر على زيادة مقررة، فإذا حل ذلك الوقت الآخر قال له أيضًا كذلك، وربما يؤدي ذلك إلى استئصال مال الغريم نزر يسير كان أخذه أوَّل مرة. فأبطل الله ذلك، وحرَّمه، وتوعَّد عليه بقوله تعالى: {الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيطَانُ مِنَ المَسِّ} الآيات.وردهم فيه إلى رؤوس أمواله.(المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (3/333).الربا من أكبر أسباب هلاك الأمم فى كل عصر.
    (3)تقوى الله فى  النساء:
    -قوله ﷺ: فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ،وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. (صحيح مسلم (1218) ومن حقوق النساء مثلاً:-عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ؟ قَالَ:«أَنْ  يُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمَ، وَأَنْ يَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَى،وَلَا يَضْرِبِ الْوَجْهَ،وَلَا يُقَبِّحْ، وَلَا يَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ»سنن ابن ماجه(1850)،صحيح الجامع (3149)
     –لا تنسى طبيعة النساء:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ،وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا،كَسَرْتَهَاوَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا»صحيح مسلم (1468).(لَنْ تَسْتَقِيمَ):أَيْ:لَنْ تَسْتَمِرَّ وَلَنْ تَدُومَ (عَلَى طَرِيقَةٍ):أَيْ:عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ مُسْتَقِيمَةٍ بَلْ تَنْقَلِبُ عَنْ حَالِهَا مِنَ الشُّكْرِ إِلَى الْكُفْرَانِ ،وَمِنَ الْإِطَاعَةِ إِلَى الْعِصْيَانِ،وَمِنَ الْقَنَاعَةِ إِلَى الطُّغْيَانِ فِيهِ إِشْعَارٌ بِاسْتِحَالَةِ تَقْوِيمِهَا.(مرقاة المفاتيح (5/2117).


    ثالثا ً:من فضائل يوم عرفة مثلا ً:
    (1)صيام يوم عرفة :
    -عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:« صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ. مسلم (1162) -مَعْنَاهُ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ صَائِمِهِ فِي السَّنَتَيْنِ قَالُوا وَالْمُرَادُ بِهَا الصَّغَائِرُ ،إِنْ لَمْ تَكُنْ صَغَائِرُ يُرْجَى التَّخْفِيفُ مِنَ الْكَبَائِرِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُفِعْتَ دَرَجَاتٍ.شرح النووى(8/51)
     (2)يوم اتمام الحج :
    -عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْحَجُّ عَرَفَةُ، فَمَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ، فَقَدْ تَمَّ حَجهُ» سنن النسائى(3016) وصحيح الجامع (3172).الوقوف بعرفة، وهو رُكن من أركان الحج لا يتم الحج إلاّ به، ولا يجزىء ولا يصح إلّا بفعله إجماعاً .(منار القارى (3/116)
     (3) يوم اكمال الدين: 
    -قال تعالى:الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا(3) المائدة .اكمال الدين من أفضل نعم الله تعالى ولذلك فهم اليهود هذا المعنى وتمنوا هذه النعمة لو كانت عندهم لأتخذوا هذا اليوم عيدا وسعدوا به كثيرا.
    - عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ،أَنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا  مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ،لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا قَالَ:أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ:الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ  عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) المائدة ،قَالَ عُمَرُ: «قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ  فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ،وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ»رواه البخارى(45)ومسلم (3017) 
    (4)يوم العتق من النار:
    أنه يوم مغفرةالذنوب والتجاوز عنها والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف
    - عن عَائِشَة: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ صحيح مسلم (1384)
    - يوم عرفة هو يوم العتق من النار فيعتق الله من النار من وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين فلذلك صار اليوم الذي يليه عيدا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم من شهد الموسم منهم ومن لم يشهده لا شتراكهم في العتق والمغفرة. لطائف المعارف (1/276)
     (5) الدعاء مجا ب يوم عرفة :
    -عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ» صحيح الجامع (1102) 
    -قَوْلُهُ أَفْضَلُ الدُّعَاءِ يَوْمَ عَرَفَةَ يَعْنِي أَكْثَرَ الذِّكْرِ بَرَكَةًوَأَعْظَمَهُ ثَوَابًا وَأَقْرَبَهُ إجَابَةً.المنتقى (شرح الموطأ (1/358)
    -قال تعالى فى وسط آيات الحج فى سورة البقرة:وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)أي ومنهم من يطلب خيري الدنيا والآخرة وهو المؤمن العاقل، وقد جمعت هذه الدعوة كل خيرٍ وصرفت كل شر، فالحسنة في الدنيا تشمل الصحة والعافية، والدار الرحبة، والزوجة الحسنة، والرزقَ الواسع إلى غير ذلك والحسنة في الآخرة تشمل الأمن من الفزع الأكبر، وتيسير الحساب ودخول الجنة، والنظر إلى وجه الله الكريم.(صفوة التفاسير (1/116)

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد سبتمبر 22, 2024 1:53 am