دروس وخواطر الإمام لشهر ربيع الثاني
درس الاثنين
7/10/2024 م الموافق 4 من شهر ربيع الثاني 1446ه
تحت عنوان
عناية الإسلام بصحة الإنسان
العناصر
ولقد كرمنا بني ادم
ولا تسرفو
كيف نحمد الله على نعمة الصحة
كيف كان الرسول يحافظ على صحته؟
تحريم الخبائث الضارة بالعقل أو البدن
الموضوع
ولقد كرمنا بني ادم
الإسلام ينظر للإنسان أنه ذلك المخلوق المكرم،
۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ( سورة أية 70)
والمتأمل في هذه الآية الكريمة يرى أنها سيقت مساق الامتنان، فبينت ما خصَّ الله به بني آدم من المناقب، وفضلهم به من الفضائل، التي ليست لغيرهم من أنواع المخلوقات، ولا تحجبهم النعم عن المنعم، فيشتغلوا بها عن عبادة ربهم،
اعتنى الاسلام، بصحة الإنسان وشرع من الأحكامِ ما يحفظ حياته، وكرامته، ويقيه مما يؤذيه ويؤذي صحته.
وقد اهتمَّ الإسلامُ بصِحَّةِ الإنسان أيَّما اهتمام، تُلكم النعمة العظيمة التي وهبها الله للإنسان، فاعتنى بها، وذَّكر الإنسان بـأهميتها وعظيم شأنها، فيقول -صلى الله عليه وسلم-:
روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ.
وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أن من مُنح تلك الصحة والعافية فإنه في نعمةٍ عظيمة تعدل الدنيا بأكملها، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "من أصبح أمناً في سربه، مُعافىً في بدنه، فكأنما حيزت له الدنيا".
وأمر -صلى الله عليه وسلم- المسلم أن يغتنم هذه النعمة قبل فوات وقتها، وأن يستغلها فيما يُصلح دينه ودنياه فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "اغتنم خمساً قبل خمس، اغتنم شبابكَ قبل هرمكِ، وصحتكَ قبل سقمكٍ، وغناكَ قبل فقركِ، وفراغك قبل شُغلك، وحياتك قبل موتك
حكم الأكل والشرب في قوله تعالى: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا؟
قال القرطبي رحمه الله في تفسير آية آل عمران : "قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا) قال ابن عباس : أحل الله في هذه الآية الأكل والشرب ما لم يكن سرفا أو مخيلة .
كيف نحمد الله على نعمة الصحة؟
على المسلم أن يستشعر عظيم نعمة الصحة والعافية عليه قولا وفعلا، وأن لا يستخدمها إلا بما يرضي الله -سبحانه وتعالى-، وأن يشكره بالدعاء، ومن دعاء الشكر على نعمة الصحة: "الحمدُ للهِ الذي سَوَّى خَلْقِي فَعَدَلهُ، وكَرَّمَ صُورَةَ وجْهِي وحَسَّنَها، وجعلَنِي مِنَ المسلمينَ
كيف كان الرسول يحافظ على صحته؟
كان صلى الله عليه وسلم يحب هذه الثلاثة : اللحم والعسل والحلواء من أفضل الأغذية، وأنفعها للبدن والكبد والأعضاء، وللاغتذاء بها نفع عظيم في حفظ الصحة والقوة، ولا ينفر منها إلا من به علة وآفة. وكان يأكل الخبز مأدوما ما وجد له إداما، فتارة يأدمه باللحم ويقول: هو سيد طعام أهل الدنيا والآخرة. رواه ابن ماجه وغيره
تحريم الخبائث الضارة بالعقل أو البدن
بين الله تعالى أن من مهام النبي صلى الله عليه وسلم أن يحل لأمته الطيب من المطاعم والمشارب وأن يحرم عليهم الخبيث الضار فقال الله تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ }( من الآية 157 الأعراف).
وحرم الله تعالى الخمر لأنها تذهب العقول وتضر بالأبدان فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (المائدة:90-91).
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
درس الاثنين
7/10/2024 م الموافق 4 من شهر ربيع الثاني 1446ه
تحت عنوان
عناية الإسلام بصحة الإنسان
العناصر
ولقد كرمنا بني ادم
ولا تسرفو
كيف نحمد الله على نعمة الصحة
كيف كان الرسول يحافظ على صحته؟
تحريم الخبائث الضارة بالعقل أو البدن
الموضوع
ولقد كرمنا بني ادم
الإسلام ينظر للإنسان أنه ذلك المخلوق المكرم،
۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ( سورة أية 70)
والمتأمل في هذه الآية الكريمة يرى أنها سيقت مساق الامتنان، فبينت ما خصَّ الله به بني آدم من المناقب، وفضلهم به من الفضائل، التي ليست لغيرهم من أنواع المخلوقات، ولا تحجبهم النعم عن المنعم، فيشتغلوا بها عن عبادة ربهم،
اعتنى الاسلام، بصحة الإنسان وشرع من الأحكامِ ما يحفظ حياته، وكرامته، ويقيه مما يؤذيه ويؤذي صحته.
وقد اهتمَّ الإسلامُ بصِحَّةِ الإنسان أيَّما اهتمام، تُلكم النعمة العظيمة التي وهبها الله للإنسان، فاعتنى بها، وذَّكر الإنسان بـأهميتها وعظيم شأنها، فيقول -صلى الله عليه وسلم-:
روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ.
وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أن من مُنح تلك الصحة والعافية فإنه في نعمةٍ عظيمة تعدل الدنيا بأكملها، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "من أصبح أمناً في سربه، مُعافىً في بدنه، فكأنما حيزت له الدنيا".
وأمر -صلى الله عليه وسلم- المسلم أن يغتنم هذه النعمة قبل فوات وقتها، وأن يستغلها فيما يُصلح دينه ودنياه فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "اغتنم خمساً قبل خمس، اغتنم شبابكَ قبل هرمكِ، وصحتكَ قبل سقمكٍ، وغناكَ قبل فقركِ، وفراغك قبل شُغلك، وحياتك قبل موتك
حكم الأكل والشرب في قوله تعالى: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا؟
قال القرطبي رحمه الله في تفسير آية آل عمران : "قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا) قال ابن عباس : أحل الله في هذه الآية الأكل والشرب ما لم يكن سرفا أو مخيلة .
كيف نحمد الله على نعمة الصحة؟
على المسلم أن يستشعر عظيم نعمة الصحة والعافية عليه قولا وفعلا، وأن لا يستخدمها إلا بما يرضي الله -سبحانه وتعالى-، وأن يشكره بالدعاء، ومن دعاء الشكر على نعمة الصحة: "الحمدُ للهِ الذي سَوَّى خَلْقِي فَعَدَلهُ، وكَرَّمَ صُورَةَ وجْهِي وحَسَّنَها، وجعلَنِي مِنَ المسلمينَ
كيف كان الرسول يحافظ على صحته؟
كان صلى الله عليه وسلم يحب هذه الثلاثة : اللحم والعسل والحلواء من أفضل الأغذية، وأنفعها للبدن والكبد والأعضاء، وللاغتذاء بها نفع عظيم في حفظ الصحة والقوة، ولا ينفر منها إلا من به علة وآفة. وكان يأكل الخبز مأدوما ما وجد له إداما، فتارة يأدمه باللحم ويقول: هو سيد طعام أهل الدنيا والآخرة. رواه ابن ماجه وغيره
تحريم الخبائث الضارة بالعقل أو البدن
بين الله تعالى أن من مهام النبي صلى الله عليه وسلم أن يحل لأمته الطيب من المطاعم والمشارب وأن يحرم عليهم الخبيث الضار فقال الله تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ }( من الآية 157 الأعراف).
وحرم الله تعالى الخمر لأنها تذهب العقول وتضر بالأبدان فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (المائدة:90-91).
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة