خطب ودروس وقوافل الإمام لشهر ربيع الثاني
درس الثلاثاء
29/10/2024 الموافق 26 من شهر ربيع الثاني 1446ه
تحت عنوان
الحل النبوي لمشكلة العنف
العناصر
1/خلق المراقبة
2/الرفق والعدل
3/الرحمة مع المخطئين
4/الوسطية
الموضوع
1/خلق المراقبة
بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرس خُلُق المراقبة في نفوس أصحابه؛ فبهذا الخُلُق يحرص الإنسان على أداء حقوق الله وحقوق العباد، فلا يمارِسُ عنفًا أو إرهابًا؛ لأن الله مطَّلع عليه، ورقيب على سرائره، فعن معاذ أنه قال: قلتُ: يا رسول الله، أوصني. قال: "اعْبُدِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ"[رواه احمد عن عبد الله بن عمر].
2/إشاعة رُوح الرفق والعدل بين أبنائه،
دون تفرقة بينهم بسبب الجنس أو الدين أو العِرْق؛ فيقول رسول الله r: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ"[مسلم].
وكانت سيرة رسول الله r القدوة والمَثَل في ذلك؛ حتى ولو كان الأمر متعلِّقًا به هو شخصيًّا، وأمثلة ذلك في السيرة كثيرة جدًّا؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله r، فقالوا: السَّام عليكم. فقالت عائشة: فَفَهِمْتُهَا، فقلت: وعليكم السَّام واللَّعنة. فقال رسول الله r: "مَهْلاً يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ". - وفي رواية: "وَإيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ"- فقلتُ: يا رسول الله، أَوَلَمْ تَسْمَعْ ما قالوا؟! قال رسول الله r: "قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ"[البخاري].
3/ قيمة الرحمة مع المخطئين،
وهي من أعظم القيم التي يجب أن ينشأ المجتمع المسلم في ظلِّها؛ لأنها تخلُقُ نوعًا من التعامل الرحيم البعيد كل البُعد عن العنف ،
ولننظر إلى سيرة رسول الله r لندرك عظمة هذه القيمة عنده r، فعن أنس بن مالك t أنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله r إذ جاء أعرابيٌّ فقام يَبُولُ في المسجد، فقال له أصحاب رسول الله r: مَهْ مَهْ قال: قال رسول الله r: "لاَ تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ". فتركوه حتَّى بال، ثمَّ إنَّ رسول الله r دعاه، فقال له: "إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ؛ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ". ثم أمر رجلاً من القوم فجاء بدلوٍ من ماءٍ فَشَنَّهُ عليه[البخاري].
فهو هنا رسول الله r يحلُّ الموقف برفق تامٍّ منع فيه الصحابة من العنف مع المخطئ، وعَلَّمه درسًا هادئًا رقيقًا دون تخويف ولا ترهيب.
4/ قيمة الوسطيَّة والاعتدال، وعدم الغلوِّ في الدين؛
لقول رسول الله r: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ؛ فَسَدِّدُوا، وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ[. الغدوة: سير أوَّل النهار، والروحة: السير بعد الزوال، والدلجة: سير آخر الليل]"[البخاري عن ابي هريره]. فالغلوُّ في الدين باب يقود إلى العنف والسعي إلى إلزام المخالفِ رأيه بالقوَّة.
لمتابعة الدروس اليومية والخطب الاسبوعية
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
درس الثلاثاء
29/10/2024 الموافق 26 من شهر ربيع الثاني 1446ه
تحت عنوان
الحل النبوي لمشكلة العنف
العناصر
1/خلق المراقبة
2/الرفق والعدل
3/الرحمة مع المخطئين
4/الوسطية
الموضوع
1/خلق المراقبة
بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرس خُلُق المراقبة في نفوس أصحابه؛ فبهذا الخُلُق يحرص الإنسان على أداء حقوق الله وحقوق العباد، فلا يمارِسُ عنفًا أو إرهابًا؛ لأن الله مطَّلع عليه، ورقيب على سرائره، فعن معاذ أنه قال: قلتُ: يا رسول الله، أوصني. قال: "اعْبُدِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ"[رواه احمد عن عبد الله بن عمر].
2/إشاعة رُوح الرفق والعدل بين أبنائه،
دون تفرقة بينهم بسبب الجنس أو الدين أو العِرْق؛ فيقول رسول الله r: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ"[مسلم].
وكانت سيرة رسول الله r القدوة والمَثَل في ذلك؛ حتى ولو كان الأمر متعلِّقًا به هو شخصيًّا، وأمثلة ذلك في السيرة كثيرة جدًّا؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله r، فقالوا: السَّام عليكم. فقالت عائشة: فَفَهِمْتُهَا، فقلت: وعليكم السَّام واللَّعنة. فقال رسول الله r: "مَهْلاً يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ". - وفي رواية: "وَإيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ"- فقلتُ: يا رسول الله، أَوَلَمْ تَسْمَعْ ما قالوا؟! قال رسول الله r: "قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ"[البخاري].
3/ قيمة الرحمة مع المخطئين،
وهي من أعظم القيم التي يجب أن ينشأ المجتمع المسلم في ظلِّها؛ لأنها تخلُقُ نوعًا من التعامل الرحيم البعيد كل البُعد عن العنف ،
ولننظر إلى سيرة رسول الله r لندرك عظمة هذه القيمة عنده r، فعن أنس بن مالك t أنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله r إذ جاء أعرابيٌّ فقام يَبُولُ في المسجد، فقال له أصحاب رسول الله r: مَهْ مَهْ قال: قال رسول الله r: "لاَ تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ". فتركوه حتَّى بال، ثمَّ إنَّ رسول الله r دعاه، فقال له: "إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ؛ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ". ثم أمر رجلاً من القوم فجاء بدلوٍ من ماءٍ فَشَنَّهُ عليه[البخاري].
فهو هنا رسول الله r يحلُّ الموقف برفق تامٍّ منع فيه الصحابة من العنف مع المخطئ، وعَلَّمه درسًا هادئًا رقيقًا دون تخويف ولا ترهيب.
4/ قيمة الوسطيَّة والاعتدال، وعدم الغلوِّ في الدين؛
لقول رسول الله r: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ؛ فَسَدِّدُوا، وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ[. الغدوة: سير أوَّل النهار، والروحة: السير بعد الزوال، والدلجة: سير آخر الليل]"[البخاري عن ابي هريره]. فالغلوُّ في الدين باب يقود إلى العنف والسعي إلى إلزام المخالفِ رأيه بالقوَّة.
لمتابعة الدروس اليومية والخطب الاسبوعية
رابط المنتدي ( كل ماتريده فى موقع واحد )
taher.forumegypt.net
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية وتس
https://chat.whatsapp.com/CK9ZWXu1di80oj102nQfB3
صفحة خطب ودروس وقوافل دعوية
فيسبوك
fb://profile/100064007506661
تلجرام
https://t.me/+JfE22Fr_yrQxNGE0
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة