الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    السلوكيات السيئة التي يجب علينا أن نلاحظها في أبنائنا ( السرقة )

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    السلوكيات السيئة  التي يجب علينا أن نلاحظها في أبنائنا     (   السرقة   ) Empty السلوكيات السيئة التي يجب علينا أن نلاحظها في أبنائنا ( السرقة )

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأحد نوفمبر 17, 2019 9:48 pm

    درس الإثنين ( قافلة الدعوه ) ١٨ ١١ ٢٠١٩
    تحت عنوان 👇
    ======================٦٦
    السلوكيات السيئة التي يجب علينا أن نلاحظها في أبنائنا
    ( السرقة )
    وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) [متفق عليه].
    ==================٦٦

    تعريف السرقه
    تعرف السرقة بأنها أخذ شييء من شخص ما دون الحصول على تفويض أو إذن مسبق منه، أو أخذه دون أن يكون لمالك هذا الشيء معرفة مسبقة بأنّه قد أُخذ، وعادة ما تصاحب هذه السرقة حالةً من العنف أو التهديد، والتي قد تحدث في الشارع أو في أحد الأماكن العامة، كما أنّها تعتبر من الجرائم المنتشرة في العالم، والتي يمكن أن ترتبط بجرائم أخرى كعنف العصابات أو جرائم الكراهية،كما يمكن أن تشمل عمليات السطو التي تحدث عندما يخترق شخص ما مكاناً ما بغرض السرقة.

    ==/==============٦٦
    تحذير من السرقه
    أراد الله لمجتمعات المسلمين أن تحيا حياة الأمن والأمان، يأمن كل من يعيش في هذه المجتمعات على نفسه وعرضه وماله، ولأجل هذا الغرض حرَّم الشرع الاعتداء على الأنفس والأعراض والأموال، بل جعلها من الضرورات الخمس التي أتى الإسلام بحفظها وهي: الدين، والعقل، والأنفس، والنسل، والأموال. إن السرقة آفة من الآفات التي تعرِّض أمن الأفراد والمجتمعات للخطر، ولهذا جاءت أدلة الشرع تحذر المسلم من السرقة و تزجر من تسول له نفسه سرقة أموال الآخرين ومن ذلك:

    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ البيعة على من أراد الدخول في الإسلام على أمور عظيمة منها تجنب العدوان على أموال الناس بالسرقة: «بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا ولا تزنوا» (صحيح البخاري
    ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن المؤمن الصادق القوي في إيمانه لا يجرؤ على السرقة: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن» (رواه البخاري ومسلم).
    ومن هذه الزواجر ما (رواه البخاري ومسلم) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده»، أي يسرق البيضة أولاً فيعتاد حتى يسرق ما قيمته ربع دينار فأكثر فتقطع يده إذا انكشف أمره، ورفع إلى حكم الإسلام.

    فانظر كيف يرهب الإسلام من السرقة لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يلعن السارق؟! ومن الأدلة التي تبين قبح هذه الجريمة ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عما رآه من أصناف تُعذَّب في النار فقال صلى الله عليه وسلم: «لقد جيء بالنار، وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها (أي لهيبها)، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن (عصا ثني طرفها) يجرُّ قُصْبَه ( أمعاءه) في النار؛ كان يسرق الحاج بمحجنه، فإن فطن له قال: إنما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به» (صحيح الجامع [7866]

    ==================٦٦
    أسباب انتشار هذه الصفة:
    1- عدم اتباع الحكمة في تلبية رغبات الأبناء: إن الطفل بطبيعة عقله يميل دائماً إلى ما في أيدي الآخرين سواء كانت حلوى أو لعباً أو غير ذلك، وسرعان ما يطلب الطفل من والديه كل ما يراه أو يرغب فيه. وهناك بعض الآباء يعتقدون أن الطفل الذي يلبى له كل ما يطلب يتعود العفة عما في أيدى الآخرين، وهناك فريق آخر يعتقد خلاف ذلك، وهو عدم تلبية رغبات الطفل، تجعله متعففاً عما في أيدي الآخرين، وتكون النتيجة في الحالة الأولى نشأة الطفل على الطمع، والإسراف، وحب الذات، والتطلع الدائم إلى ما في أيدي الناس وأخذه بأي وسيلة، لأنه تعود على نيل كل مطالبه، والنتيجة في الحالة الثانية نشأة الطفل على الحرمان من معظم احتياجاته سواء الأساسية أو غير ذلك، فيضطر إلى أخذ ما في أيدي زملائه سواء كانت أدوات مدرسية أو طعاماً أو لعباً؛ وبهذه الأسباب ينمو عند الطفل سلوك السرقة، والذي إن لم ندركه في الوقت المناسب كان صعباً علينا علاجه.
    2- عدم رقابة الأهل: كثيراً من الآباء والأمهات لا يراقبون أبناءهم ولا يحاسبونهم فيما يجدونه معهم من أشياء جديدة مثل بعض اللعب والنقود، من أين لهم ذلك، فأحيانا يدعي الولد أنه التقطها من الطريق أو أعطاها له أحد أصدقائه، فتصدقه الأم دون أن تتحقق من صدق قوله وخاصة إذا كان الولد كثيراً ما يكذب، وإن اكتشفت الأم السرقة كان أمراً عادياً وكأنه مزحة كاذبة فهي لا تعطى الأمر اهتماماً، بل لا تخبر الوالد بهذا الأمر خوفاً عليه من العقاب، وبهذا يتجرأ الولد على هذه العادة السيئة مرة بعد أخرى، فتنمو هذه العادة السيئة في دمه ويصير محترفاً، وحينها لا ينفع تغيير ولا ندم إلا أن يتوب الله عليه.
    3- رفقاء السوء
    يقول تعالي الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين : كثيراً ما يقوم الأبناء برفقة أصدقائهم باللعب بجانب حدائق الجيران المليئة بالفواكه في غياب صاحب الحديقة، فيلتقطون بعض الفاكهة خفية، وهذا الشيء البسيط مع تكراره يولد في الأبناء حب أخذ متاع الآخرين بغير إذنهم، وللأسف الشديد أحياناً يجد الأبناء تشجيعاً من آبائهم على ذلك، فحينما يعود الولد من الخارج وفي يده فاكهة من حديقة الجيران، فعوضاً عن توبيخ الولد وأمره برد الفاكهة، نجد الأم تشاركه في أكلها وكأن شيئاً لم يحدث. ولا شك أن الولد حينما يرى من حوله من أصدقاء وأهل لا يعيرون لهذا الأمر اهتماماً بل مشاركة وتشجيعاً، يتمادى في ذلك، والشيء البسيط يكبر مع الأيام وتصير حرفة نعوذ بالله منها.

    ==========================٦٦
    وعلاجاً لهذا السلوك يجب اتباع ما يلي:
    1- الاعتدال في تلبية رغبات الطفل: يجب علينا أن نوفر ما يحتاج إليه أبناؤنا بالقدر المعقول الذي يجعلهم لا يتطلعون إلى الآخرين بحرمان أو بأنانية وتحكم، وإذا طلب الطفل شيئاً مثل أصدقائه نفهمه أنه لا يليق أن نطلب كل ما نرى في أيدي الآخرين، وأن هذه صفة ذميمة، ثم بعد فترة نحضرها له بغير إشعاره أننا لبينا رغبته، وهذا لكي نشبع رغبة الطفل ولا نشعره بالحرمان، وليكن ذلك أيضاً بالقدر المعقول وحسب إمكانيات الوالدين.
    2- امتثال القدوة الصالحة:
    يجب دائماً على الوالدين تحري الحلال والحرام في المأكل والمشرب ورد الأمانات إلى أهلها. لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟". ومثالاً على ذلك إذا اكتشفنا بعد شرائنا لبعض المتطلبات أن الحساب زاد لصالحنا، فوراً نرده إلى البائع مع إظهار أهمية هذه الأمر لحرمته... وهكذا ينشأ أبناؤنا على صفة الأمانة التي هي من صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم -
    .وتقول زوجة صالحة توصي زوجها: "يا هذا اتق الله في رزقنا فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار".
    3- المراقبة الدائمة والتوجيه السليم:
    عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " مَن رأى منكم منكراً فليغيِّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان " .
    دائماً يجب علينا مراقبة أبنائنا في كل تصرفاتهم وفيما معهم، ونسألهم عن كل جديد في أيديهم وندقق المسألة وإذا ما اكتشفنا فعلاً قبيحاً أعظمنا هذا الفعل وبينا عاقبته في الدنيا والآخرة، وأمرناهم بإعادة الحقوق إلى أصحابها،كما يجب علينا تعويد الطفل على الاستئذان في كل ما يرغب أخذه سواء كان من البيت أو خارجه، هذا مع تحفيزهم على أمر الأمانة عن طريق القصص الصالح للسلف، كقصة الراعي الذي رفض بيع الشاة لعمر خوفاً من الله - عز وجل - رغم غياب صاحب الغنم، والفتاة التي رفضت سماع نصيحة أمها وغش اللبن بالماء خوفاً من الله - عز وجل -. والقصص في هذا المجال كثير.
    4- اجتناب خروج الأولاد في الشارع واختلاطهم بالصحبة السيئة: فاللعب الكثير خارج البيت يؤدي إلى سوء الأخلاق والاجتماع برفقاء السوء والانشغال عن العبادة والدراسة، فحرصاً على تحلى أبنائنا بالأخلاق الحسنة يجب علينا أن نجنبهم الخروج الكثير واللعب يقول الرسول صلى الله عليه وسلم المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 12:23 pm