الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    الوقار والسكينة

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2689
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    الوقار والسكينة  Empty الوقار والسكينة

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الثلاثاء أكتوبر 29, 2019 10:20 pm

    درس الأربعاء ،( درس الراحة ) ٣٠ ١٠ ٢٠١٩
    تحت عنوان 👇
    ==//////////////////66

    الوقار والسَّكينة
    قَالَ الله تَعَالَى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا [الفرقان:63].

    الهون: السيكنة والوقار، أي: يمشون متواضعين غير مرحين، ولا متكبرين.
    هم أصحاب وقار وعفة لا يسفهون، وإن سفه عليهم حلمواالهون: السيكنة والوقار، أي: يمشون متواضعين لا مرحين، ولا متكبرين. هم أصحاب وقار وعفة لا يسفهون، وإن سفه عليهم حلموا

    والوقار: هو هيئة يتصف بها العبد يكون وقورا بحيث إذا رآه من رآه يحترمه ويعظمه والسكينة هي عدم الحركة الكثيرة وعدم الطيش بل يكون ساكنا في قلبه وفي جوارحه وفي مقاله ولاشك أن هذين الوصفين الوقار والسكينة من خير الخصال التي يمن الله بها على العبد لأن ضد ذلك أن يكون الإنسان لا شخصية له ولا هيبة له وليس وقورا ذا هيبة بل هو مهين قد وضع نفسه ونزلها وكذلك السكينة ضدها أن يكون الإنسان كثير الحركات كثير التلفت لا يرى عليه أثر سكينة قلبه ولا قوله ولا فعله فإذا من الله على العبد بذلك فإنه ينال بذلك خلقين كريمين وضد ذلك أيضا العجلة أن يكون الإنسان عجولا لا يتحرى ولا يتأنى ليس له هم إلا القيل والقال اللذان نهى عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان ينهى عن القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال فإذا كان الإنسان ليس متأنيا ولا متثبتا في الأمور حصل منه زلل كثير وأصبح الناس لا يثقون في قوله وصار عند الناس من القوم الذين يرد حديثهم ولا ينتفع به
    ///////===========66
    - وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "مَا رَأَيْتُ رسولَ اللَّه ﷺ مُسْتَجْمِعًا قَطُّ ضَاحِكًا حتَّى تُرَى مِنه لَهَوَاتُه، إِنَّما كانَ يَتَبَسَّمُ" متفقٌ عَلَيْهِ.
    اللهوات جمع لهاة: وهي اللحمة التي في أقصى سقف الفم
    كان رسول الله لا يضحك ضَحِكًا فاحشًا بقهقهة، يفتح فمه حتى تبدو لَهاته ولكنَّه صلى الله عليه وسلم كان يبتسم أو يضحك حتى تبدو نواجِذه، أو تبدو أنيابه، وهذا من وَقَار النَّبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا تجد الرَّجل كثير الكَرْكَرة -الذي إذا ضحك، قهقه وفتح فاه- يكون هيِّنًا عند النَّاس، وضيعًا عندهم، ليس له وقار، وأمَّا الذي يُكثر التَّبسُّم في محله، فإنَّه محبوبٌ، تنشرح برؤيته الصُّدور، وتطمئنُّ به القلوب)
    ================66
    إتيان الصلاة والعلم ونحوهما من العبادات بالسَّكينة والوقار قَالَ الله تَعَالَى: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].
    - وعن أَبي هريرة  قالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقول: إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا تَأْتُوهَا وأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وأْتُوهَا وَأَنُتمْ تَمْشُونَ وعَلَيكم السَّكِينَة، فَما أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا متفقٌ عليه.
    زاد مسلِمٌ في روايةٍ لَهُ: فَإنَّ أحدَكُمْ إِذَا كانَ يَعْمِدُ إِلَى الصلاةِ فَهُوَ في صلاةٍ.
    - وعن ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما: أَنَّهُ دَفَعَ مَعَ النَّبيِّ ﷺ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَسَمِعَ النبيُّ ﷺ وَرَاءَه زَجْرًا شَديدًا وَضَرْبًا وَصوْتًا للإِبلِ، فَأَشار بِسَوْطِهِ إِلَيْهِمْ وقال: أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِالإِيضَاعِ رواه البخاري،
    ==============66

    فهذه الآيات مع الأحاديث كلها تدل على الحثِّ على السَّكينة والوقار في أداء العبادات وبين المسلمين وعدم العجلة، بل ينبغي للمؤمن أن يتحرَّى الرفقَ والسَّكينة والوقار، ولا سيما عند اجتماع الناس، وعند كثرة الزِّحام؛ حتى لا يضرَّ أحدًا، قال الله جلَّ وعلا: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32]، فالمؤمن يُعظِّم شعائر الله: كالدَّفع من مُزدلفة ومن عرفات ومن منًى، والخروج إلى الصلاة، والرجوع منها، وغير هذا من الأعمال التي تجمع الناس.
    فالمؤمن ينبغي له الرفق والوقار والسَّكينة حتى لا يضرَّ أحدًا، وحتى يستحضر أنه خرج لأمر الله ولطاعة الله بوقارٍ وحضور قلبٍ ورغبةٍ بما عند الله وخشوعٍ؛ ولهذا قال الله جلَّ وعلا: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].
    وقال ﷺ: إذا أُقِيمَت الصلاةُ فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وعليكم السَّكينة والوقار، فما أدركتُم فصلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا، وفي اللفظ الآخر: فإنَّ أحدكم ما دام يعمد إلى الصلاة فهو في صلاةٍ، وهكذا لما رأى الناسَ قد ضربوا الإبل وارتفعت الأصوات أشار بسوطه، وقال: أيها الناس، السَّكينة، السَّكينة؛ فإنَّ البِرَّ ليس بالإيضاع يعني: ليس بالإسراع.
    والمقصود أن المسلمين فيما بينهم عليهم التواضع، والرفق، والوقار، والسَّكينة في اجتماعاتهم، وفي سيرهم، وفي خروجهم للعبادة، وفي انصرافهم من العبادة؛ لئلَّا يضرَّ بعضُهم بعضًا
    ===============66
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد
    مدير عام أوقاف شبرا الخيمة شرق

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 6:44 am