درس الأحد ( آداب وأخلاق وسلوك ) ٢٧ ١٩ ٢٠١٩
تحت عنوان
==============٦٦
فضل إماطة الأذى عن الطريق
لقد حثَّ الإسلامُ على الإحسان، قال تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[البقرة: 195]، ونهى عن الأذيَّة، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)[الأحزاب: “تَضَمَّنَت… النُّصُوصُ كُلُّهَا أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَحِلُّ إِيصَالُ الْأَذَى إِلَيْهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ بِغَيْرِ حَقٍّ”
إنَّ الإحسان عمل صالح وخُلق من أفضل الأخلاق الإسلامية، أمَّا الأذية فإنَّه خلُق مذموم، يأثم عليه صاحبُه، وأمَّا الأذى فهو: ما يصل إلى الغير مِنْ ضَرَر أو مكروه في نفسه أو بدنه أو ما اكتسبه دنيويًّا أو أخرويا.
============٦٦
وإنَّ من الأذى ما يؤذي الناسَ في طرقاتهم وأماكن جلوسهم، فتجدون من الناس مَنْ يؤذون غيرَهم عند جلوسهم في الطرقات؛ لعدم إعطائهم حقَّ الطريق الذي بيَّنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: “إيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ“، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: “فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا” قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: “غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ” (أخرجه البخاري
فعلى الجالس في الطريق ألَّا ينظر إلى النساء إذا مَرَرْنَ، ولا ينظر إلى ما يُثير الفتنة، وكذلك عليه أن يَكُفَّ أذاه عن سالكي الطريق من أي نوع من أنواع الأذى كان، فلا يتعرض لهم بأي قول أو فعل يؤذي، وكذلك يردُّ السلامَ على مَنْ سلَّم عليه، ومن الحقوق عند الجلوس في الطريق: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا رأى منكرًا نهى عنه، وإن لم يكن كذلك، فلا يجلس في الطرقات.
===============٦٦
ومن الأذى في الطريق كلُّ شيء يؤذي من النجاسة والقذر، أو مما يُعيق السيرَ، مثل طَفْح ما يُنجِّس البدن والملابس، ومثل أن يعترض الطريق عائق من شجر أو حجر، أو القاء القمامه علي رؤس الطرقات فالمتعمد لوضع الأذى في الطريق آثِم فَعَلَ محرَّمًا، وأما مَنْ يزيل ذلك الأذى ويجتهد في إزالته، فإنَّه يُؤجَرُ على حُسْن صنيعه، ويَلْقى ثمرةَ عمله الصالح في الآخرة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ“( أخرجه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم: “لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ“( أخرجه مسلم
وهذا عمل يسير ثوابُه عظيمٌ، فلا تحرموا أنفسَكم من هذا العمل الصالح.
: إنَّ للإيمان شُعَبًا، منها إماطة الأذى عن الطريق، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ” (أخرجه مسلم
إماطة الأذى: “أَيْ: تَنْحِيَتُهُ وَإِبْعَادُهُ، وَالْمُرَادُ بِالْأَذَى كُلُّ مَا يُؤْذِي مِنْ حَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ أَوْ شَوْكٍ أَوْ غَيْرِهِ“( شرح النووي على مسلم
: ومن الأذى في الطريق أن يسقط فيه شيء من الأغراض المحمولة في السيارة؛ مما يكون فيه إيذاء، والأدهى أن يترك ذلك الغرضَ لا ينحيِّه عن الطريق، فتجدون من الناس مَنْ لا يُحسن ربطَ ما يحمله من أغراض في سيارته، فيسقط شيء منها، يؤذي مَنْ خلفَه، وقد يتسبب في حادث، والواجب على سالِك الطريق الالتزامُ بأنظمة المرور، وأن يحرص أشدَّ الحرص على تثبيت أغراضه ومتاعه تثبيتا متقنًا، وإذا سقط شيء منها نحَّاه في الحال.
============٦٦
من أبواب الخير واماطة الأذي عن الطريق
اشتراك أهل الخير في عمل غطاء لبالوعة صرف مفتوحه أو عمل باب لكابينة كهرباء مكشوفه أو إصلاح طريق يمر به الناس
: إنَّ تعمُّد الأذى من الأخلاق السيئة، وهو من أسباب سخط الله -تعالى-، وكذلك فإنَّ المؤذي يُبغضه الناس ويكرهونه وينبذونه؛ لإيذائه لهم، وقد يسبب العداوة والبغضاء والتفرق والشحناء.
==============
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد
مدير عام أوقاف شبرا الخيمة
إمام مسجد المصطفى
تحت عنوان
==============٦٦
فضل إماطة الأذى عن الطريق
لقد حثَّ الإسلامُ على الإحسان، قال تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[البقرة: 195]، ونهى عن الأذيَّة، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)[الأحزاب: “تَضَمَّنَت… النُّصُوصُ كُلُّهَا أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَحِلُّ إِيصَالُ الْأَذَى إِلَيْهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ بِغَيْرِ حَقٍّ”
إنَّ الإحسان عمل صالح وخُلق من أفضل الأخلاق الإسلامية، أمَّا الأذية فإنَّه خلُق مذموم، يأثم عليه صاحبُه، وأمَّا الأذى فهو: ما يصل إلى الغير مِنْ ضَرَر أو مكروه في نفسه أو بدنه أو ما اكتسبه دنيويًّا أو أخرويا.
============٦٦
وإنَّ من الأذى ما يؤذي الناسَ في طرقاتهم وأماكن جلوسهم، فتجدون من الناس مَنْ يؤذون غيرَهم عند جلوسهم في الطرقات؛ لعدم إعطائهم حقَّ الطريق الذي بيَّنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: “إيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ“، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: “فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا” قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: “غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ” (أخرجه البخاري
فعلى الجالس في الطريق ألَّا ينظر إلى النساء إذا مَرَرْنَ، ولا ينظر إلى ما يُثير الفتنة، وكذلك عليه أن يَكُفَّ أذاه عن سالكي الطريق من أي نوع من أنواع الأذى كان، فلا يتعرض لهم بأي قول أو فعل يؤذي، وكذلك يردُّ السلامَ على مَنْ سلَّم عليه، ومن الحقوق عند الجلوس في الطريق: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا رأى منكرًا نهى عنه، وإن لم يكن كذلك، فلا يجلس في الطرقات.
===============٦٦
ومن الأذى في الطريق كلُّ شيء يؤذي من النجاسة والقذر، أو مما يُعيق السيرَ، مثل طَفْح ما يُنجِّس البدن والملابس، ومثل أن يعترض الطريق عائق من شجر أو حجر، أو القاء القمامه علي رؤس الطرقات فالمتعمد لوضع الأذى في الطريق آثِم فَعَلَ محرَّمًا، وأما مَنْ يزيل ذلك الأذى ويجتهد في إزالته، فإنَّه يُؤجَرُ على حُسْن صنيعه، ويَلْقى ثمرةَ عمله الصالح في الآخرة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ“( أخرجه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم: “لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ“( أخرجه مسلم
وهذا عمل يسير ثوابُه عظيمٌ، فلا تحرموا أنفسَكم من هذا العمل الصالح.
: إنَّ للإيمان شُعَبًا، منها إماطة الأذى عن الطريق، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ” (أخرجه مسلم
إماطة الأذى: “أَيْ: تَنْحِيَتُهُ وَإِبْعَادُهُ، وَالْمُرَادُ بِالْأَذَى كُلُّ مَا يُؤْذِي مِنْ حَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ أَوْ شَوْكٍ أَوْ غَيْرِهِ“( شرح النووي على مسلم
: ومن الأذى في الطريق أن يسقط فيه شيء من الأغراض المحمولة في السيارة؛ مما يكون فيه إيذاء، والأدهى أن يترك ذلك الغرضَ لا ينحيِّه عن الطريق، فتجدون من الناس مَنْ لا يُحسن ربطَ ما يحمله من أغراض في سيارته، فيسقط شيء منها، يؤذي مَنْ خلفَه، وقد يتسبب في حادث، والواجب على سالِك الطريق الالتزامُ بأنظمة المرور، وأن يحرص أشدَّ الحرص على تثبيت أغراضه ومتاعه تثبيتا متقنًا، وإذا سقط شيء منها نحَّاه في الحال.
============٦٦
من أبواب الخير واماطة الأذي عن الطريق
اشتراك أهل الخير في عمل غطاء لبالوعة صرف مفتوحه أو عمل باب لكابينة كهرباء مكشوفه أو إصلاح طريق يمر به الناس
: إنَّ تعمُّد الأذى من الأخلاق السيئة، وهو من أسباب سخط الله -تعالى-، وكذلك فإنَّ المؤذي يُبغضه الناس ويكرهونه وينبذونه؛ لإيذائه لهم، وقد يسبب العداوة والبغضاء والتفرق والشحناء.
==============
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد
مدير عام أوقاف شبرا الخيمة
إمام مسجد المصطفى