الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    مجالس العلم والذكر والاستعداد لرمضان. ١مارس 2024

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    مجالس العلم والذكر والاستعداد لرمضان.                          ١مارس 2024 Empty مجالس العلم والذكر والاستعداد لرمضان. ١مارس 2024

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد السبت فبراير 24, 2024 1:11 pm

    مجالس العلم والذكر والاستعداد لرمضان.
    ١مارس 2024
    الحمد لله رب العالمين الذي جازى عباده عن ذكره بذكرهم فقال: "اذكروني أذكركم" ورغّبهم في السؤال والدعاء بأمره "ادعوني أستجب لكم" فأطمع المطيع والعاصي والداني والقاصي في الانبساط إلى حضرة جلاله برفع الحاجات والأماني "فإني قريبٌ أجيب دعوة الداعي إذا دعان"
    وبعد
    فسوف نتحدث عن موضوعٍ في غاية الأهمية في حياة المسلم، هذا الموضوع به ترتبط بالله وبه يذكرك وبه تكون من الأحياء وبه يعد الله لك مغفرةً وأجرًا عظيمًا، وبه يقوى قلبك وبه يزداد وجهك وقلبك نورًا، ولا أمتحن صبركم أيها الأخوة الأحباب فسوف نتحدث عن ذكر الله تعالى، والاستعداد لرمضان، وحتى لا نخرج عن حديثنا وتتشعب بنا الموضوعات وسوف نتحدث عن:-
    * مفهوم الذكر
    * فضل الذكر ومجالس الذكر ومعناها
    * أنواع الذكر.
    * لقطات في استقبال رمضان. فنقول وبالله التوفيق:

    إن ذكر الله تعالى عظيم الأهمية في حياة المسلم؛ فهو يربطك بالله عز وجل، ومن أجله خلقك الله عز وجل فقال في حديثه القدسي الجليل: "يا عبادي إني لم أخلقكم لأستكثر بكم من قلة أو لأستأنس بكم من وحشة، ولكن لتعبدوني طويلًا وتذكروني كثيرًا وتسبحوني بكرةً وأصيلًا". وهذا حديثٌ معناه صحيح، فإن الله سبحانه وتعالى إنما خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له، فقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}. [الذاريات:٥٦]
    وقد أمرنا الله تعالى بذكره فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا . وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ الأحزاب: ٤١ – ٤٢.
    ونهانا أن تشغلنا الدنيا وتلهينا الأموال والأولاد عن ذكره فقال:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [المنافقون: ٩]

    الذِكر: هو من أنواع العبادات الإسلامية والتي تعتمد على ذِكر الله فيما أتى، والذِّكر مفهومه شامل، وله معنيان: أ) معنًى عام:
    ويشمل كل أنواع العبادات من صلاة، وصـيام، وحج، وقراءة قرآن، ....، وغير ذلك من أنواع الطاعات؛ لأنها إنما تقام لذكر الله تعالى، وطاعته، وعبادته.

    ب) معنًى خاص:
    وهو ذكر الله -عزَّ وجل- بالألفاظ التي وردت عن الله من تلاوة كتابه، أو الألفاظ التي وردت على لسان رسوله ﷺ، وفيها تمجيد الله، وتنزيه، وتقديس وتوحيد لله، والمقصود في هذه السُّنَّة هو: المعنى الخاص. وأعظمه: تلاوة كتاب الله تعالى، فإذا قصُر الليل على المحبين وطال على المكروبين فالذكر عبادتهم "وسبّحه ليلًا طويلًا"

    ▪︎ وَذِكْرُ اللهِ -تَعَالَى- لَيْسَ لَهُ حَدٌّ مَحْدُودٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا-: (إِنَّ اللهَ -تَعَالَى- لَمْ يَفْرِضْ عَلَى عِبَادِهِ فَرِيضَةً إِلَّا جَعَلَ لَهَا حَدًّا مَعْلُومًا، ثُمَّ عَذَرَ أَهْلَهَا فِي حَالِ الْعُذْرِ، غَيْرَ الذِّكْرِ؛ فَإِنَّ اللهَ -تَعَالَى- لَمْ يَجْعَلْ لِلذِّكْرِ حَدًّا يَنْتَهِي إِلَيْهِ، وَلَمْ يَعْذُرْ أَحَدًا فِي تَرْكِهِ إِلَّا مَغْلُوبًا عَلَى تَرْكِهِ فَقَالَ تَعَالَى: {فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} النساء: ١٠٣، بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، فِي السُّقْمِ وَالصِّحَّةِ، فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ؛ فَالذِّكْرُ هُوَ الْعِبَادَةُ الْمَطْلُوبَةُ بِلَا حَدٍّ تَنْتَهِي إِلَيْهِ. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: ٤١]
    وَبِلَا وَقْتٍ تَخْتَصُّ بِهِ، {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ} [طه: ١٣٠]، وَبِلَا حَالٍ تُسْتَثْنَى مِنْهُ، {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: ١٩١]

    ▪︎ ويُعد الذِكر من أيسر العبادات، فعَلَى كُلِّ جَارِحَةٍ مِنَ الْجَوَارِحِ عُبُودِيَّةٌ مُؤَقَّتَةٌ، وَالذِّكْرُ عُبُودِيَّةُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَهِيَ غَيْرُ مُؤَقَّتَةٍ، بَلْ هُمْ مَأْمُورُونَ بِذِكْرِ مَعْبُودِهِمْ وَمَحْبُوبِهِمْ فِي كُلِّ حَالٍ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ، وَكَمَا أَنَّ الْجَنَّةَ قِيعَانٌ وَهُوَ غِرَاسُهَا، فَكَذَلِكَ الْقُلُوبُ بُورٌ خَرَابٌ وَهُوَ عِمَارَتُهَا وَأَسَاسُهَا.

    ▪︎ فذِكْرُ اللهِ وَظِيفَةُ الْحَيَاةِ
    عِبَادَ اللهِ! إِنَّ مِنَ الْأُصُولِ الْأَصِيلَةِ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ، وشُمُولِيَّةَ الذِّكْرِ جَاءَت لِأُمُورِ الْإِنْسَانِ الْعَارِضَةِ؛ مِنْ فَرَحٍ وَحُزْنٍ وَمُوَاسَاةٍ. قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي ذِكْرِهِ لِهَذَا المَعْنَى: (وَأَمَّا مَا يَفْعَلُهُ الْإِنْسَانُ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَأَطْرَافِ النَّهَارِ مِنْ مَصَالِحِ دِينِهِ وَبَدَنِهِ وَدُنْيَاهُ؛ فَعَامَّةُ ذَلِكَ يُشْرَعُ ذِكْرُ اسْمِ اللَّهِ عَلَيْهِ فَيُشْرَعُ لَهُ ذِكْرُ اسْمِ اللَّهِ وَحَمْدِهِ عَلَى أَكْلِهِ، وَشُرْبِهِ، ..... فَمَنْ حَافَظَ عَلَى ذَلِكَ لَمْ يَزَلْ لِسَانُهُ رَطْبًا بِذِكْرِ الله".
    وَشُمُولِيَّةُ الذِّكْرِ هَذِهِ هِيَ الَّتِي حَدَتْ بِكَثِيرٍ مِمَّنْ أَلَّفُوا فِي الْأَذْكَارِ إِلَى تَسْمِيَةِ كُتُبِهِم بِـ (عَمَلُ اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ)؛ وَذَلِكَ لِلتَّدْلِيلِ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ وَقْتٌ لِلْمُسْلِمِ وَلَا حَالٌ فِي لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ لَمْ يَأْتِهِ فِيهَا مِنْ هَدْيِ الشَّارِعِ ذِكْرُهُ؛ فَالحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي شَرَعَ لِعِبَادِهِ وَسِيلَةً وَصِلَةً بَيْنَهُم وَبَيْنَهُ لَيْسَ لَهَا انْقِطَاعٌ.
    وَآخِرُ شَيْءٍ أَنْتَ فِي كُلِّ هَجْعَةٍ
    وَأَوَّلُ شَيْءٍ أَنْتَ حِينَ هُبُوبِي

    وَلهذَا شَرَعَ الْإِسْلَامُ لِلْمُسْلِمِ أَذْكَارًا كَثِيرَةً مُسْتَغْرِقَةً كُلَّ أَوْقَاتِهِ فِي لَيْلِهِ وَنَهَارِهِ؛ ليَبْقَى مُرْتَبِطًا فِي كُلِّ لَحْظَةٍ بِخَالِقِهِ يَحْتَمِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ بِحِمَاهُ وَيَتَحَصَّنُ بِعَظَمَتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَيَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى أُمُورِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ. فتأمل عمل المسلم فى يومه تجد أن ذكر الله يستحوذ على جميع أوقاته وحالاته، وصفهم الله تعالى بأجل وصف "الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم"
    * فعندما يأوى إلى فراشه وينام هناك ذكر، وإذا تقلب في فراشه، وإذا أصابه قلق أو لا يستطيع النوم، إذا رأى ما يكره، إذا قام للوضوء والصلاة، إذا خلع ملابسه وإذا ارتداها، إذا أكل أو شرب، إذا خرج من البيت وركب وسيلة المواصلات .... ذكر الله لا يفارقك في جميع أحوالك؛ لقوله تعالى: {واذكرْ ربَّك في نفسِكَ تضرعًا وخفيةً ودون الجهر من القولِ} [الأعراف: ٢٠٥].
    • وتأمل أوقات اليوم تجدها تشتمل على الذكر
    "وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمسِ وقبل غروبها ومن آناءِ الليل فسبّح وأطرافَ النهار لعلّك ترضى" طه
    لاحظ كيف استوعب التسبيح اليوم على امتداد ساعاته قبل الشروق وقبل الغروب وآناء الليل وأول النهار وآخره، ماذا بقي من اليوم لم تشمله هذه الآية؟ والرضا في هذه الآية عام في الدنيا والآخرة .

    • تأمل كل حالاتك ذكر الله لا يُفارقك فقل لى أخى الحبيب بالله عليك إذا كان العامل في مصنعه ذاكرًا لله، والمزارع في حقله، والموظف فى وظيفته، والمدرس في فصله، والطبيب فى مستشفاه والصيدلانى والتاجر والحرفي، والمهندس ... الجميع ذاكرٌ لله .. الجميع يلهج لسانه بذكر الله الجميع يراقب الله هل سيغش؟ هل سيخادع؟ هل سيتهرب من عمله أو لا يتقنه؟ هل يعتدي على أموال الغير أو الدولة ظلمًا وعدوانًا؟ المجتمع كله ذاكرٌ لله يخيم عليه الأمانة والسلام الإجتماعي عكس مجتمع المنافقين الذين "لا يذكرون الله إلا قليلًا" فالذكر غذاء الروح، وَالذِّكْرُ بَابُ الله الْأَعْظَمُ الْمَفْتُوحُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِهِ مَا لَمْ يُغْلِقْهُ الْعَبْدُ بِغَفْلَتِهِ. قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: (تَفَقَّدُوا الْحَلَاوَةَ فِي ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: فِي الصَّلَاةِ، وَفِي الذِّكْرِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ .... فَإِنْ وَجَدْتُمْ، وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّ الْبَابَ مُغْلَقٌ).

    ● فضل الذكر
    للذكرفضلٌ عظيمٌ وثوابٌ جزيلٌ لا نستطيع له حصرًا ولا عدًا فيكفي أن ذكر الله:
    • حياة للقلب
    فكثيرٌ منَّا -لا سيما- في هذه الأزمان، وكثرة الانشغال يشكو صدأ قلبه وغفلته، وحياة القلب تكون بالذِّكر، ففي البخاري من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبيُّ ﷺ: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ»، وفي لفظ مسلم قال النَّبيُّ ﷺ: «مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ الله فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ الله فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ» متفق عليه
    فَالذِّكْرُ رُوحُ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، فَإِذَا خَلَا الْعَمَلُ عَنِ الذِّكْرِ كَانَ كَالْجَسَدِ الَّذِي لَا رُوحَ فِيه.

    • خير الأعمال
    قال ﷺ: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم ،وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا بلى. قال ﷺ: "ذكر الله"
    • وهو يستوجب ذكر الله لك؛ قال رسول الله ﷺ: "يقول الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتهُ في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلى شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتهُ هرولة".

    • وَبِالذِّكْرِ يَصْرَعُ الْعَبْدُ الشَّيْطَانَ كَمَا يَصْرَعُ الشَّيْطَانُ أَهْلَ الْغَفْلَةِ وَالنِّسْيَانِ. قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: (إِذَا تَمَكَّنَ الذِّكْرُ مِنَ الْقَلْبِ؛ فَإِذِا دَنَا مِنْهُ الشَّيْطَانُ صُرِعَ كَمَا يُصْرَعُ الْإِنْسَانُ إِذَا دَنَا مِنْهُ الشَّيْطَانُ، فَتَجْتَمِعُ الشَّيَاطِينُ عَلَى الْمَصرُوعِ مِنَ الشَّيَاطِين فَيَقُولُونَ: مَا لِهَذَا؟ فَيُقَالُ: قَدْ مَسَّهُ الْإِنْسِيُّ)؛
    • فالذكر حصنٌ حصينٌ من الشيطان، ففي حديث يحيى الذي رواه الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: "إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فكأنه أبطأ بهن، فأتاه عيسى -عليه السلام- فقال: "إن الله أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تخبرهم وأما أن أخبرهم"، فقال: يا أخي لا تفعل فإني أخاف إن سبقتني بهن أن يُخسف بي أو أُعذب، قال: فجمع بني إسرائيل ببيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعدوا على الشرفات ثم خطبهم فقال: "إن الله أوحى إلي بخمس كلماتٍ أن أعمل بهن وآمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن أولاهن: لا تشركوا بالله شيئا فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهبٍ أو ورق ثم أسكنه دارًا فقال اعمل وارفع إلي، فجعل يعمل ويرفع إلى غير سيده! فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك! فإن الله خلقكم ورقكم فلا تشركوا به شيئًا،
    ٢ وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت،
    ٣ وأمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك كلهم يحب أن يجد ريحها وإن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك،
    ٤ وأمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول: هل لكم أن أفدي نفسي منكم؟ وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه،
    ٥ وأمركم بذكر الله كثيرًا، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعًا في أثره حتى أتى حصنًا فأحرز نفسه فيه، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله." رواه الترمذي والنسائي بعضه وابن خزيمة في صحيحة واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم، وصححه الألباني

    • كثرة الذكر من علامات رضا الله ومن علامات محبة الله؛ فهذا سيدنا موسى يسأل ربه ذكرًا يتفرد به دون الناس -كما روى الحاكم فى المستدرك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه- عن رسول الله ﷺ قال: "قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئًا أذكرك به وأدعوك به قال: يا موسى قل: لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك، يقول هذا. قال: قل: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا أنت يا رب، إنما أريد شيئًا تخصني به قال: يا موسى لو كان السماوات السبع، وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله" قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وما حديث البطاقة بخافٍ عن الأذهان.

    ▪︎ الذكر يستحوذ على جميع العبادات، وانظر إلى
    * الصلاة كلها ذكرٌ ودعاءٌ لله عز وجل من قراءة للقرآن وتسبيح وتحميدٍ وتهليلٍ "وأقم الصلاة لذكري"
    - الصيام فبعد إكمال العدة شُرع التكبير "ولِتكبّروا الله"
    - وأما الحج فمبناه كله على الذكر
    فبعد الإفاضة من عرفات شُرع الاستغفار والذكر "فإذا أفضتم من عرفاتٍ فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم"،
    - وبعد قضاء المناسك "فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم ءاباءكم أو أشد ذكرًا"،
    - وفى أيام التشريق "واذكروا الله فى أيامٍ معدودات"

    - بل وفى أصعب المواقف التى يواجهها الإنسان فى وقت الحرب ذكر الله لا يُفارقك أبدًا: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون" وأنت مُطالبٌ بأداء صلاة الخوف في هذا الوقت وبعد الانتهاء منها ذكر الله رفيقك "فإذا أمنتم فاذكروا الله"

    - والله تعالى يطلب منا ذكره عقب عبادته ففيه الفلاح فقال تعالى: "يا أيها الذين ءامنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله".
    - فإذا انتهت الصلاة فعليك أن لا تنسى ذكر الله "فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون" الجمعة: ١٠

    • وذكر الله سببٌ في جلب الرزق والأموال والأولاد واستنزال المطر وإنبات الزرع: قال الله تعالى:"فقلتُ استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا . يُرسل السماء عليكم مدرارًا ويُمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهارًا." نوح: ٩

    • بالذكر تكون من الذين أعد الله لهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا. فقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٣٥]. وَالذَّاكِرُ اللهَ كَثِيرًا هو مَنْ لَا يَكَادُ يَخْلُو مِنْ ذِكْرِ اللهِ بِقَلْبِهِ أَوْ لِسَانِهِ أَوْ بِهِمَا، وَقِراءَةُ الْقُرْآنِ وَالِاشْتِغَالُ بِالْعِلْمِ مِنَ الذِّكْرِ. وعرفه لنا النبي ﷺ فقال: (مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ وَصَلَّيَا جَمِيعًا رَكْعَتَيْنِ؛ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ). أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ.
    قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: (يَذْكُرُونَ اللهَ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ، وَغُدُوًّا وَعَشِيًّا، وَفِي الْمَضَاجِعِ، وَكُلَّمَا اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ، وَكُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَكَرَ اللهَ تَعَالَى).
    وَسُئِلَ الشَّيْخُ أَبُوْ عَمْرٍو ابْنُ الصَّلَاحِ عَنِ الْقَدْرِ الَّذِي بِهِ يَصِيرُ الْمَرْءُ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا، فَقَالَ: (إِذَا وَاظَبَ عَلَى الْأَذْكَارِ الْمَأْثُورَةِ الْمُثْبَتَةِ صَبَاحًا وَمَسَاءً، وَفِي الْأَوْقَاتِ وَالْأَحْوَالِ الْمُخْتَلِفَةِ لَيْلًا وَنَهَارًا؛ إِذَا وَاظَبَ عَلَى ذَلِكَ كَانَ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا.)

    • بالذكر تكون قد أوجبتَ لنفسك ذكر الله تعالى لك. قال الله:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} البقرة

    • بالذِّكر يكون العبد من السابقين المتفردين المتميزين:
    فمن يعوِّد نفسه الطاعة، ويأخذ من سُنَّة النَّبيّ ﷺ نوعًا، ويحافظ عليه استمكن منه وصار هذا الذِّكر من عمله في يومه وليلته، حمل نفسه على الذكر فإنها تشتاق وتتوق لذكرٍ آخر، حتى يكون من (المُفَرِّدين)، وهم: الذاكرون الله تعالى كثيرًا والذاكرات فيكون من الذين سبقوا بقول النَّبيّ ﷺ، -كما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه- قال: كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يَسـيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ(جُمْدَانُ)، فَقَالَ: «سيرُوا، هَـذَا جُمْدَانُ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ الله كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ» مسلم.
    والمُفرِّدون عرَّفهم النَّبيّ ﷺ بالذاكرين الله تعالى كثيرًا والذاكرات، فكأنهم انفردوا عن غيرهم بذكر الله تعالى
    فلم يصل إلى ما وصلوا إليه كثير من أقرانهم، كما ذكر بعض أهل العلم، وقبيح أن يكون القلب خاليًا من ذكر الله، واللسان يابسًا من ذلك.
    وقد قال النَّبيّ ﷺ لرجل جاءه قال له: «إِنَّ شرائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْنَا فَبَابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جَامِعٌ، قَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ الله عَزَّ وَجَلَّ» أحمد والترمذي.

    ▪︎ ولللذكر شأنٌ عظيمٌ وأثرٌ بالغٌ لدرجة أنّ اللهَ تعالى غيّر به القدر كما في قصة سيدنا يونس عليه السلام قال تعالى: "فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون" فقد كان -عليه السلام- يقول في تسبيحه: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"

    ▪︎ وهو وظيفة الأنبياء
    * فهو الذكر الذي كانت تردّده الجبالُ والطير مع نبيّ الله داود عليه السلام قال تعالى: "وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير"

    * وسيدنا موسى عليه السلام دعا ربه أن يجعل أخاه هارون وزيرًا له يعينه على التسبيح والذكر قال: "واجعل لي وزيرًا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرًا ونذكرك كثيرًا" طه

    * ولما خرج نبيّ الله زكريا عليه السلام من محرابه أمر قومه بالتسبيح والذكر فقال: "فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرةً وعشيّا". مريم

    * هو ذكر جميع المخلوقات قال تعالى: "ألم تر أنّ الله يسبح له من في السماوات والأرض" النور: ٤١

    * وهو ذكرُ أهلِ الجنةِ قال تعالى: "دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام" يونس

    * وهو ذكر الملائكة قال تعالى: "والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في اﻷرض" غافر

    * وهو مرتبط بالاطمئنان القلبى "الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" الرعد

    * ومن أعجب المعلومات التي زودنا بها القرآن أننا نعيش في عالم يعجّ بالتسبيح: "ويسبح الرعد بحمده"
    "تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"

    ▪︎ أنواع الذكر:
    للذكر أنواع كثيرة بحسب ما يعرض لها فمنها:
    ذكر السر والجهر
    إن ذكر الله مشروع سرًا وجهرًا، وقد رغَّب رسول الله ﷺ في الذكر بنوعيه: السري والجهري، إلاَّ أن العلماء قرروا أفضلية الجهر بالذكر إذا خلا من الرياء، أو إيذاء مُصَلٌّ أو قارئ أو نائم، مستدلين ببعض الأحاديث النبوية، منها: قول رسول الله ﷺ: يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خير منهم. والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر.

    الذكر المنفرد والذكر مع الجماعة
    العبادات مع الجماعة -وفيها ذكر الله- تزيد في الفضل على العبادة في حالة الانفراد؛ ففي الجماعة تلتقي القلوب، ويكون التعاون والتجاوب، ويستقي الضعيف من القوي، والمُظْلِم من المُنَوَّر، والجاهل من العالم ....
    وقد وردت أحاديث في جواز الذكر الجماعي، منها حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: (إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الجَنَّةِ فَارْتَعُوا). قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: (حِلَقُ الذِّكْرِ). أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرمِذِيُّ وَأَبُو يَعْلَى وَالبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ.

    * ويحذرنا النبي ﷺ من هذه المجالس التي تخلو من ذكر فقال ﷺ: -كما في رياض الصالحين للنووي- "من قعد مقعدًا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة ومن اضطجع مضجعًا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة" وقال ﷺ: "ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم"

    أيها الإخوة المؤمنين: إن الدنيا عرَضٌ حاضر، يأكل منه البار والفاجر، وإن الآخرة لوعد صادقٌ يحكم فيها ملك عادل، فطوبى لعبدٍ عمِل لآخرته وحبله ممدود على غاربه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فتوبوا إلى الله واستغفروه وادعوه وأنتم موقونون بالإجابة.

    الخطبة الثانية
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. قاد سفينة العالم الحائرة في خضم المحيط، ومعترك الأمواج حتى وصل بها إلى شاطئ السلامة، ومرفأ الأمان، فاللهم صل وسلم وزد بارك عليك سيدي يا رسول الله وآلك وصحبك قادة الحق، وسادة الخلق إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين.
    وبعد

    لقطات في استقبال رمضان
    أيامٌ قلائل -إن شاء الله- أخي المسلم ونستقبل شهر رمضان فهل هيَّأت نفسك للتزودِ من الطاعاتِ قبل مجيء رمضان أخي الكريم؟ وماذا ستفعل للفوز بفضله؟
    لماذا نحن فى الدنيا طموحين وفى الآخرة زاهدين؟
    لماذا فى الدنيا نريد المزيد، وفى الأخرة لا نريد أن نزيد من حسناتنا؟
    قل لي بالله عليك أخي الكريم متى تستعد لشهر رمضان؟
    أحينما يأتي الشهر الفضيل وأنت مشغول باللهو واللعب؟
    الكل استعد لشهر رمضان القنوات رفعت حالة الطوارئ القصوى لهذا الشهر المبارك مسلسلات برامج ترفيهية، والمقاهى استعدت للسهر واللعب وشرب الشيشة، حتى
    إبليس استعد لك فى رمضان، فماذا أنت فاعل؟
    فيا أخي الحبيب استعد للفوز برمضان قبل أن يستعد إبليس لإضاعته عليك. فإياك أن تضيع أعظم موسم للعبادة فى رمضان

    نقاط بسيطة في عُجيّل نستقبل بها هذا الضيف العزيز

    ١- الاستعانة بالله والدعاء بإخلاص أن نرزق التوفيق وعلو الهمة فى شعبان
    ٢- تجديد التوبة والاكثار من الاستغفار والعفو عن الناس ورد المظالم واطلب من الناس ان تعفو عنك حتى لا نحرم مغفرة ليلة النصف من شعبان

    ٣- الإكثار من الأعمال الصالحة: قيام ، قرآن، صلة رحم، صدقات، زيارة مرضى، طلب علم، صحبة صالحة

    ٤- والمبادرة إلى أن تخرج ما استطعت من صدقات، وإذا كان عندك مال فيه زكاة واجبة في هذا الشهر فعجّل بإخراجها، ولا تؤخرها.

    ٥- ابدأ في صحبة ختمة القرآن منذ الليلة، فشهر القرآن يفجر نوره الأخلاق في رمضان يقبل الناس على تلاوة القرآن وختمه ولكن لتكن تلاوته سلسة وختمته عليك يسيرة فابدأ في شعبان أن تكثف من وقت التلاوة؛ فإن كانت عادتك أن تتلو جزءًا يوميًا فلتجعلها جزئين أو ثلاثًا بل حاول أن تجعل لك في كل عشرة أيام منه ختمة بتدبر، والتدبر أولى من الاسراع في الختم.

    قال سلمة بن كهيل: كان يقال: شهر شعبان شهر القراء.
    وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء.
    وكان عمرو ابن قيس المُلائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته، وتفرغ لقراءة القرآن.

    ٤- الحرص على الإكثار من الصيام في هذا -إن استطعت-؛ لتُرفع الأعمال وأنت فى عبادة الصوم التى لا يعلم أجرها إلا الله، فحاول أن تصوم ما استطعت من هذا الشهر، فشعبان صيامه مفتوح أمامك.
    ٥- تهيَّة نفسك للتزودِ من الطاعاتِ قبل مجيء رمضان،
    ٦- أن تزيدَ في وردِكَ يومًا بعد يوم، فتبدأ في قراءة القرآن حتى إذا ما أقبل رمضان تكون قد ختمت القرآن مرة أو أوشكت على ختمه.

    ٧- احرص على قيام ما تيسر من الليل، والإكثار من قراءة القرآن الكريم ، وأن تقومَ من الليلَ ساعةً تلو الساعة، حتى إذا أتى رمضان تفعل العبادة بشكلٍ يسيرٍ، وَروحٍ أخف، وقلبٍ مليء بالحبِّ لربه خاضعًا خاشعًا متذللًا. وحاول أن تجعل لنفسك جدولًا تسير عليه في قيام الليل إذا كنت تستكثر ذلك، وابدأ من الآن ولمدة أسبوع في صلاة ركعتين بنية قيام الليل، ثم أضف إليهما ركعتين أخرتين؛ لتصبح أربع ركعات، ولمدة أسبوع آخر، وفي الأسبوع الثالث تكون ست ركعات، وبعد ذلك تصبح ثمان ركعات في نهاية الشهر، وبعد ذلك تجد نفسك -كل عام وأنت بخير- في قلب رمضان مصليًا التراويح كاملةً بدون أي مشقة أو عناء أو ثقل على النفس. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

    نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبلغنا رمضان في صحة وسلامة وعافية وأن يكشف عنا ما نحن فيه فهو ولي ذلك والقادر عليه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 03, 2024 12:04 am