درس الاحد 14/1/2024
تحت عنوان
شهر رجب
لماذا سمي بشهر رجب
وسمى شهر رجب بهذا الاسم حيث أن كلمة رجب أي الرجوب ومعناها التعظيم، وسمي برجب مضر لأن قبيلة مضر كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليها ،
كما أطلق العديد على شهر رجب أنه رجب الفرد، لأنه واحدا من الأشهر الحرم الفردية عن الشهور الثلاثة الأخرى المتوالية (ذو القعدة ـ ذو الحجة ـ محرم).
ويعد شهر رجب من الأشهر الحرم قال الله تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم) [التوبة: 36].
فضل شهر رجب
وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوال كثيرة عن شهر رجب وفضله وردت في الأحاديث النبوية ففي الصحيحين عن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ حديث: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ رواه الطبراني.
معجزة كبيرة وقعت في شهر رجب
وهي معجزة الإسراء والمعراج، اختص الله بها نبيه محمدًا عليه ـ الصلاة والسلام ـ قال تعالى ـ: (سُبْحَانَ الَّذي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء:1) كما أشار إلى المعراج في قوله ـ تعالى ـ سورة النجم (الآيات:7 ـ 18).
هل إعتمر رسول الله في رجب
دلت الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب كما ورد عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة رضي الله عنها فسئل: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربعا إحداهن في رجب. فكرهنا أن نرد عليه قال: وسمعنا إستنان عائشة أم المؤمنين (أي صوت السواك) في الحجرة فقال عروة: يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قال: يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهنّ في رجب. قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد (أي حاضر معه) وما اعتمر في رجب قط. متفق عليه وجاء عند مسلم: وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم.
وروى عنه أيضا قال إن الله اصطفى صفايا من خلقه؛ اصطفى من الملائكة رسلا، ومن الناس رسلا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل.
ملخّصا من تفسير ابن كثير رحمه الله : تفسير سورة التوبة آية 36
أفضل الاعمال في الأشهر الحرم
تشترك الأشهر الحرم مع غيرها من الأشهر في بعض أفضل الأعمال الصالحات، والقربات، وتختص عن غيرها ببعض الطاعات والقربات.
وأفضل هذه الأعمال كلها:
1- أداء الفرائض والتطوعات:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله تعالى قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مِمَّا افترضته، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحبَبْتُه كنتُ سمعَه الذي يَسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يَبطشُ بها، ورِجلَه التي يَمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه). رواه البخاري
2- اجتناب المعاصي والسيئات:
إن ترك المعاصي هو الشق الثاني من حقيقة التقوى التي أمر الله بها عباده، فالتقوى هي فعل الأوامر، واجتناب النواهي، امتثالا لأمر الله، واجتنابا لنهيه، رغبة في ثوابه، ورهبة من عقابه.
التحذبر من صغائر الذنوب
قال النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من محقَّرات الذنوب وهي صغائرها: (إياكم ومحقَّرات الذنوب، فإنما مثل محقَّرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطنَ وادٍ، فجاء ذا بعُود وذا بعود، حتى أنضجوا خبزَهم، وإن محقَّرات الذنوب متى يؤخذْ بها صاحبها تهلِكْه) أخرجه أحمد في المسند وصححه الشيخ شعيب الأرناؤوط.
هذا شأن المحقرات من الصغائر، فكيف بالموبقات والكبائر!!
3- التوبة إلى الله تعالى:
التوبة فريضة على كل أحد وفي كل وقت.
(وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
وتتأكد التوبة عند استقبال مواسم الطاعات، وأوقات القربات، فبالتوبة تكون التخلية من الذنوب، قبل التحلية للقلوب.
4- الصيام:
الصيام من أفضل الأعمال، و في الحديث القدسي: (كلُّ عَملِ ابنِ آدم له، إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به) متفق عليه.
5- الإكثار من الأعمال الصالحة عامة:
يستحب الإكثار من الأعمال الصالحة عامة، وهذا مطلوب في كل وقت ولكنه يتأكد في الأزمنة والأمكنة الفاضلة.
والأعمال الصالحة كثيرة، وطرقها يسيرة، والموفق من وفقه الله تعالى.
ومن أمثلة هذا الأعمال الصالحة اليسيرة الكثيرة التي ينبغي الحرص عليها، ويغفل عن فضلها كثير من الناس، ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عند بيانه للأعمال المكفرة للسيئات، الرافعة للدرجات، فبين ذلك بقوله ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط) حسن صحيح.
أدعية شهر رجب،
يستحب للمسلم الإكثار من الطاعات صيام الاثنين والخميس والحرص على سنن الصلوات، والدعاء عند الإفطار،
اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى، اللهم لك الحمد عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك.
اللهم لك الحمد على الإسلام، اللهم لك الحمد على أن هديتنا، اللهم لك الحمد والشكر على جميع النعم التي أنعمت بها علينا.
-اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد صلاة نستوجب بها رضاك ولا تحوجنا لاحد سواك.
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
-
تحت عنوان
شهر رجب
لماذا سمي بشهر رجب
وسمى شهر رجب بهذا الاسم حيث أن كلمة رجب أي الرجوب ومعناها التعظيم، وسمي برجب مضر لأن قبيلة مضر كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليها ،
كما أطلق العديد على شهر رجب أنه رجب الفرد، لأنه واحدا من الأشهر الحرم الفردية عن الشهور الثلاثة الأخرى المتوالية (ذو القعدة ـ ذو الحجة ـ محرم).
ويعد شهر رجب من الأشهر الحرم قال الله تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم) [التوبة: 36].
فضل شهر رجب
وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوال كثيرة عن شهر رجب وفضله وردت في الأحاديث النبوية ففي الصحيحين عن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ حديث: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ رواه الطبراني.
معجزة كبيرة وقعت في شهر رجب
وهي معجزة الإسراء والمعراج، اختص الله بها نبيه محمدًا عليه ـ الصلاة والسلام ـ قال تعالى ـ: (سُبْحَانَ الَّذي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء:1) كما أشار إلى المعراج في قوله ـ تعالى ـ سورة النجم (الآيات:7 ـ 18).
هل إعتمر رسول الله في رجب
دلت الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب كما ورد عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة رضي الله عنها فسئل: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربعا إحداهن في رجب. فكرهنا أن نرد عليه قال: وسمعنا إستنان عائشة أم المؤمنين (أي صوت السواك) في الحجرة فقال عروة: يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قال: يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهنّ في رجب. قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد (أي حاضر معه) وما اعتمر في رجب قط. متفق عليه وجاء عند مسلم: وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم.
وروى عنه أيضا قال إن الله اصطفى صفايا من خلقه؛ اصطفى من الملائكة رسلا، ومن الناس رسلا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل.
ملخّصا من تفسير ابن كثير رحمه الله : تفسير سورة التوبة آية 36
أفضل الاعمال في الأشهر الحرم
تشترك الأشهر الحرم مع غيرها من الأشهر في بعض أفضل الأعمال الصالحات، والقربات، وتختص عن غيرها ببعض الطاعات والقربات.
وأفضل هذه الأعمال كلها:
1- أداء الفرائض والتطوعات:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله تعالى قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مِمَّا افترضته، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحبَبْتُه كنتُ سمعَه الذي يَسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يَبطشُ بها، ورِجلَه التي يَمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه). رواه البخاري
2- اجتناب المعاصي والسيئات:
إن ترك المعاصي هو الشق الثاني من حقيقة التقوى التي أمر الله بها عباده، فالتقوى هي فعل الأوامر، واجتناب النواهي، امتثالا لأمر الله، واجتنابا لنهيه، رغبة في ثوابه، ورهبة من عقابه.
التحذبر من صغائر الذنوب
قال النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من محقَّرات الذنوب وهي صغائرها: (إياكم ومحقَّرات الذنوب، فإنما مثل محقَّرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطنَ وادٍ، فجاء ذا بعُود وذا بعود، حتى أنضجوا خبزَهم، وإن محقَّرات الذنوب متى يؤخذْ بها صاحبها تهلِكْه) أخرجه أحمد في المسند وصححه الشيخ شعيب الأرناؤوط.
هذا شأن المحقرات من الصغائر، فكيف بالموبقات والكبائر!!
3- التوبة إلى الله تعالى:
التوبة فريضة على كل أحد وفي كل وقت.
(وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
وتتأكد التوبة عند استقبال مواسم الطاعات، وأوقات القربات، فبالتوبة تكون التخلية من الذنوب، قبل التحلية للقلوب.
4- الصيام:
الصيام من أفضل الأعمال، و في الحديث القدسي: (كلُّ عَملِ ابنِ آدم له، إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به) متفق عليه.
5- الإكثار من الأعمال الصالحة عامة:
يستحب الإكثار من الأعمال الصالحة عامة، وهذا مطلوب في كل وقت ولكنه يتأكد في الأزمنة والأمكنة الفاضلة.
والأعمال الصالحة كثيرة، وطرقها يسيرة، والموفق من وفقه الله تعالى.
ومن أمثلة هذا الأعمال الصالحة اليسيرة الكثيرة التي ينبغي الحرص عليها، ويغفل عن فضلها كثير من الناس، ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عند بيانه للأعمال المكفرة للسيئات، الرافعة للدرجات، فبين ذلك بقوله ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط) حسن صحيح.
أدعية شهر رجب،
يستحب للمسلم الإكثار من الطاعات صيام الاثنين والخميس والحرص على سنن الصلوات، والدعاء عند الإفطار،
اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى، اللهم لك الحمد عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك.
اللهم لك الحمد على الإسلام، اللهم لك الحمد على أن هديتنا، اللهم لك الحمد والشكر على جميع النعم التي أنعمت بها علينا.
-اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد صلاة نستوجب بها رضاك ولا تحوجنا لاحد سواك.
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
-