الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    تحت عنوان ???????????? =============================== استقبال العام الجديد

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2672
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    تحت عنوان ???????????? ===============================                استقبال العام الجديد Empty تحت عنوان ???????????? =============================== استقبال العام الجديد

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد السبت ديسمبر 30, 2023 3:46 pm

    درس الاحد 31/12/2023
    تحت عنوان 👇👇👇
    ===============================
    استقبال العام الجديد
    مع بداية عام جديد يحسُن التذكير في أن يكون لنا منهجٌ رشيد وخطوات مدروسة فيما يتعين علينا فعله
    أولًا: "الاعتبار بمرور الأيام"
    فهذا عام قد مضى فإن عجلة الزمن تدور، وقطار العمر يمضي، وأيام الحياة تمر،
    فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2 الحشر)

    تفكروا في هذه الأيام والليالي التي مرت فإنها مراحل تقطعونها إلى الدار الآخرة حتى تنتهوا إلى آخر سفركم وإنّ كل يوم يمر بكم، بل كل لحظة تمر بكم فإنها تبعدكم من الدنيا وتقربكم من الآخرة، وإن هذه الأيام والليالي خزائن لأعمالكم محفوظة لكم شاهدة بما فيها من خير أو شر،

    يقول تعالى: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ )
    فمن يعمل في الدنيا وزن ذرة من خير, يرى ثوابه في الآخرة ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ): ومن كان عمل في الدنيا وزن ذرة من شر يرى جزاءه يوم القيامة

    ثانيا ، إغتنام الوقت
    فطوبى لعبد اغتنم فرصها فيما يقربه إلى الله، وطوبى لعبد شغلها بالطاعات واجتناب العصيان وطوبى لعبد اتعظ بما فيها من تقلبات الأمور والأحوال قال تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ} [النور:44]. 

    قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك". نسير إلى نهاية الآجل في كل لحظةٍ ***

    ألم تروا إلى هذه الشمس تطلع كل يوم من مشرقها وتغرب في مغربها، فإن في ذلك أعظم اعتبار في أن طلوعها ثم غروبها إيذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار وإنما هي طلوع ثم غروب وزوال، ألم تروا إلى القمر يطلع هلالًا صغيرًا في أول الشهر كما يولد الأطفال ثم ينموا رويدًا رويدًا كما تنموا الأجسام حتى إذا تكامل في النمو أخذ في النقص والاضمحلال
    يقول تعالى ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ( يس39) 
    وهكذا عمر الإنسان سواء بسواء {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}. إن العقلاء والحكماء من الناس ليتبصرون في مضي الدقائق والساعات والليالي والأيام، ويعتبرون بما فيها من مواعظ وأحداث وفوات، فيقررون استغلالها فيما ينفعهم،

    قال الفضيل بن عياض لرجل: "كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة، قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ، فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، قال الفضيل: أتعرف تفسير قولك: إنا لله وإنا إليه راجعون! إن من علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسئول، فليعد للسؤال جوابًا، فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة، قال: ما هي؟ قال: تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخذت بما مضى وما بقي والأعمال بالخواتيم".

    ثالثا ، التفائل بالخير
    ما أجمل ونحن في بداية هذا العام أن نتفاءل بالخير، ونستبشر بأن قادم الأيام أفضل، وأن ننطلق بروحٍ جديدة، روح التفاؤل

    عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان يعجبه عليه الصلاة والسلام الفأل الحسن ويكره الطيرة" (رواه ابن ماجة والحاكم)، 

    بل ذهب عليه الصلاة والسلام إلى أبعد من ذلك فقال كما في حديث  أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) مسلم

    كانت نظرته عليه الصلاة والسلام للمستقبل نظرة تفاؤل، نظرة تبعث الأمل في النفوس، مع أنه مّر به من المحن والمصائب والنكبات والآلام الشيء الكثير، فلم يُعرف أن الظروف غيّرته أو أصابته بالملل، بل كلما استحكمت حلقاتها ازداد تفاؤلًا
    ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) الشرح

    وها هو صلى الله عليه وسلم يغضب عند غياب التفاؤل عن بعض أصحابه في وقت اشتداد الأزمة، فعن خباب بن الأرّت رضي الله عنه قال: شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلنا: ألا تدعو الله؟! فقعد وهو محمر وجهه وقال: «كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بمنشار فيوضع فوق رأسه فيشق باثنين فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمنّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون» (رواه البخاري).

    لقد كان صلى الله عليه وسلم يستصحب التفاؤل في كل أحواله، ويستشرف المستقبل جيدًا بروح طموحة متفائلة، كارهًا للتشاؤم، ناظرًا لقادم الأيام بنظرةٍ ثاقبة، عن عائشة أنها قالت للرسول عليه الصلاة والسلام: "هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: «لقد لقيت من قومك فكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أفق إلا في قرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم». قال: «فناداني ملك الجبال فسلّم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك إن شئت أطبق عليهم الأخشبين» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا». (متفق عليه).
    =================================
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 7:21 pm