الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خاطرة الاثنين 11/12/2023 تحت عنوان ???????????? ======================= الدعاء وقدرته في تغيير القدر

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2674
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خاطرة الاثنين 11/12/2023 تحت عنوان ???????????? ======================= الدعاء وقدرته في تغيير القدر  Empty خاطرة الاثنين 11/12/2023 تحت عنوان ???????????? ======================= الدعاء وقدرته في تغيير القدر

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأحد ديسمبر 10, 2023 8:09 pm

    خاطرة الاثنين 11/12/2023
    تحت عنوان 👇👇👇
    =======================
    الدعاء وقدرته في تغيير القدر
    كل شيء مُقدّر من قبل المولى تبارك وتعالى. 

    يقول تعالى: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر: 49)
    قدر الله كل شيء في الأزل وكتبه سبحانه.

    وقوله تعالى: "سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا" (الأحزاب، آية 38). أي قضاء مقضيا،

    ﴿ وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ويعلم مسنقرها ومستودعها كل في كتاب مبين﴾ [هود: 6]

    هل الدعاء يغير القدر..
    نعم.. هذا صحيح، بالدعاء يرد القدر المعلق أي أن الله سبحانه وتعالى كتب على فلان كذا، فإن دعا هذا الشخص لن يصبه فيكون الدعاء سبباً في عدم وقوع الشر وسبيلاً للخير والرزق، ومثال ذلك أن الله قد يكتب لعلي مثلاً إن دعا رزقاً فإن دعا رُزق وإن لم يدعُ مُنع".

    القضاء نوعان:

    «المُعَلَّق والمُبرَم»،
    «أما القَضَاءُ الْمُبْرَمُ أي المحتوم فلا يَرُدُّهُ شَىْءٌ، لا دَعْوَةُ دَاعٍ وَلا صَدَقَةُ مُتَصَدِّقٍ ولا صِلَةُ رَحِمٍ»،

    وَالْمُعَلَّقُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ مُعَلَّقٌ في صُحُفِ الْمَلائِكَةِ الَّتي نَقَلُوهَا مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ. مَثلًا يَكُونُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُم فُلانٌ إِنْ دَعَا بِكَذَا يُعْطَى كَذَا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لا يُعْطَى. وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ مَاذَا سَيَكُونُ مِنْهُ. فَإِنْ دَعَا حَصَلَ ذَلِكَ. وَيَكُونُ دُعاؤُهُ رَدَّ القَضَاءَ الثَّانِيَ الْمُعَلَّقَ.

    وَهَذَا مَعْنى الْقَضَاءِ الْمُعَلَّقِ أَوِ الْقَدَرِ الْمُعَلَّقِ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ تَقْدِيرَ اللهِ الأَزَلِيِّ الَّذي هُوَ صِفَتُهُ مُعَلَّقٌ عَلَى فِعْلِ هَذَا الشَّخْصِ أَوْ دُعَائِهِ. فَاللهُ يَعْلَمُ كُلَّ شَىْءٍ بِعِلْمِهِ الأَزَلِيِّ. يَعْلَمُ أَيَّ الأَمْرَيْنِ سَيَخْتَارُ هَذَا الشَّخْصُ وَمَا الَّذي سَيُصِيبُهُ. وَكُتِبَ ذَلِكَ في اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَيْضًا.

    الدعاء سبب من الأسباب،
    كما أن السعي في طلب الرزق سبب للرزق، وكما أن الزواج سبب للولد، بل وكما أن الاستقامة كلها على الطاعة سبب لدخول الجنة.
    وكون هذه الأمور أسبابًا يعني أن الله عز وجل جعلها طريقًا للوصول إلى المُسبب، فمن لم يسلك هذا الطريق لم يحصل له مراده، وذلك لا يتعارض مع إيمان المسلم بقضاء الله وقدره.
    ومَثَلُ ذلك كمثل الأستاذ الذي يطالب تلاميذه بالجد والاجتهاد واجتياز الاختبار للحصول على الشهادة، والأستاذ يعلم مَن المفلح مِن غير المفلح مِن طلابه،

    يقول الإمام الغزالي: "

    فإن قيل: فما فائدة الدعاء مع أن القضاءَ لا مَرَدَّ له؟، فاعلم أن من جملة القضاء رد البلاء بالدعاء، فالدعاءُ سببٌ لردّ البلاء، ووجود الرحمة، كما أن الترسَ سبب لدفع السلاح، والماءُ سببٌ لخروج النبات من الأرض، فكما أن الترسَ يدفع السهمَ فيتدافعان فكذلك الدعاءُ والبلاء، فقدَّرَ اللّه تعالى الأمرَ وقدَّرَ سبَبه، وفيه من الفوائد ما ذكرناه وهو حضور القلب والافتقار، وهما نهاية العبادة والمعرفة واللّه أعلم." انتهى. "إحياء علوم الدين" (1/327)

    وحينئذ فالدعاء من أقوى الأسباب، فإذا قدر وقوع المدعو به بالدعاء لم يصح أن يقال: لا فائدة في الدعاء، كما لا يقال: لا فائدة في الأكل والشرب وجميع الحركات والأعمال, وليس شيء من الأسباب أنفع من الدعاء, ولا أبلغ في حصول المطلوب" "الجواب الكافي" (ص/9). 

    إن الله دعاك إلى منهجه فاستجب له أنت أولاً إن كنت تحب أن يستجيب الله لك، وإذا استجبت إلى منهج الله ولم يستجب الله لك، فما أدراك أن دعوتك فيها الخير لك، فلعل الخير لك ألا يستجيب الله لك هذه الدعوة، ولعل الله أن يكون قد استجاب لك، ولكنه نحى عنك حمق الدعوة.
    يقول الله تعالى: {وَيَدْعُ الإنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإنْسَانُ عَجُولا} [النحل 11]، ففي لحظة ضيق قد يسارع اللسان بما لا يستسيغه العقل ولا يقره القلب، فيسارع اللسان بالدعاء على النفس أو الولد أو المال، ثم يندم و يتألم على ما فعل بسبب عجلته وضعف عقله.

    الله تعالى خلق الإنسان وهو أعلم بضعفه لذا قال: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ)، فما أرحم الله وألطفه بعباده، وما أعجل العبد وأضعف عقله.
    =========================
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 3:40 am