الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    درس الاحد. 19/11/2023 تحت عنوان???????????? ====================== وأني فضلتكم على العالمين"

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2674
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    درس الاحد.  19/11/2023      تحت عنوان???????????? ======================            وأني فضلتكم على العالمين" Empty درس الاحد. 19/11/2023 تحت عنوان???????????? ====================== وأني فضلتكم على العالمين"

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد السبت نوفمبر 18, 2023 2:56 pm

    درس الاحد. 19/11/2023
    تحت عنوان👇👇👇
    ======================
    وأني فضلتكم على العالمين"

    يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴿٤٠ البقرة﴾


    يَنبغي لنا أن نقف على حقيقة آيات القرآن الكريم، والتي تَلفِت النَّظَر إلى العديد مِن الآيات التي تتحدَّث عن اليهود أو "بني إسرائيل"،

    فالقرآن الكريم تناول "بني إسرائيل" في آيات كثيرة، حتى قيل: إن أحدًا لم يُذكَر في كتاب الله لا مِن الأنبياء ولا مِن المُرسَلين ولا من الملائكة المقرَّبين،

    كما ذُكر موسى - عليه السلام - في كتاب الله، فقد ذُكر نحو مائة وثلاثين مرةً، كما أن قصة بني إسرائيل تكرَّرت في القرآن الكريم كما لم تتكرَّر قصة أخرى عن الأمم الأولى، عن الأقوام الذين تلقَّوا الوحْي واستمَعوا إليه، إما استماع طاعة أو استِماع مَعصِيَة،

    لا بدَّ أن يكون لهذا التَّكرارِ المُستمِر مِن حِكمَة قصَد إليها الشارعُ الحكيم.
     
    مَن هو إسرائيل؟ ومَن هم بنو إسرائيل؟ ولماذا خاطَبهم الله بهذا الاسم؟

    يقول ابن كثير في تفسيره: إن إسرائيل هو نبي الله يعقوب، ويُناديهم الله بأبيهم كأنه يقول لهم: يا بني العبد الصالح المُطيع لله، كونوا مثل أبيكم في متابعة الحق، كما تقول: يا بن الكريم، افعل كذا، يا بن الشُّجاع، بارِز الأبطال، يا بنَ العالِم، اطلب العِلم ونحو ذلك، ومِن ذلك أيضًا قوله تعالى: ﴿ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3]، فإسرائيل هو يعقوب، والدليل على ذلك ما رواه ابن عباس قال: حضرتْ عِصابة مِن اليهود نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لهم: ((هل تعلمون أنَّ "إسرائيل" يعقوب؟))، قالوا: اللهم نعم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اللهم اشهد))، وقال ابن عباس: إن إسرائيل كقولك: "عبدالله" مختصر تفسير بن كثير الصابوني

    ما هي العبرة مِن تكرار هذه القصة في القرآن؟

    يجيب عن ذلك السؤالِ الشيخُ محمد الغزالي - رحمه الله - فيقول: لا بدَّ أن يكون لهذا التَّكرار سبب، ولا بدَّ أن يكون لهذا التكرار المُستمِر مِن حِكمة قصَد إليها هذا الشارع الكريم، ولقد اجتهَدْنا في معرفة الحِكمَة وتَلمُّسِها مِن مظانها الكثيرة، فوجدنا أن القرآن تحدَّث عن بني إسرائيل في مراحلِ تاريخِهم؛ فمرة يَتناولهم بالمدح وإعلاء الشأن والتنويه بالمكانة، ففي سورة الدخان يقول ربُّ العِزَّة: ﴿ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ * وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [الدخان: 30 - 32]، فقد كانوا ذات يومٍ الشَّعبَ المُختار، وأن اختيارَهم لم يكن عن مُجازَفة أو عن إيثار فيه محاباة، بل اخترناهم على عِلم، وفي سورة الجاثية يقول - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [الجاثية: 16، 17].
     
    وفي آيات أخرى يذمُّهم المولى - تبارك وتعالى - فقال - جلَّ شأنه -: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأعراف: 167].

    يقول تعالى عن بني إسرائيل: "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (48)".

    بخصوص هذه الآية سؤالين هامين

    أولهما: كيف وجه الخطاب إلى المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم وهم لم يشهدوا تلك النعم التي كانت على آبائهم في عهد موسى عليه السلام ؟
    والثاني: هل يلزم من ذلك تفضيلهم على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟

    ما قاله الآلوسي رحمه الله تعالى : قوله تعالى ( وأني فضلتكم على العالمين ) ﻋﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻣﻦ ﻋﻄﻒ اﻟﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻫﻮ ﻣﻤﺎ اﻧﻔﺮﺩﺕ ﺑﻪ- اﻟﻮاﻭ- ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ، ﻭﻳﺴﻤﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻣﻦ اﻟﻌﻄﻒ- ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﻳﺪ- ﻛﺄﻧﻪ ﺟﺮﺩ اﻟﻤﻌﻄﻮﻑ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻠﺔ، ﻭﺃﻓﺮﺩ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ اﻋﺘﻨﺎء ﺑﻪ، وأشار مرزوق إلى خلاصة جواب الآلوسي عن السؤال الأول :

    ( ١ ) اﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺬﻑ ﻣﻀﺎﻑ، ﺃﻱ ﻓﻀﻠﺖ ﺁﺑﺎءﻛﻢ- ﻭﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ،

    ( ٢ ) ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﺔ اﻵﺑﺎء ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻗﺎﻝ اﻟﺰﺟﺎﺝ: ﻭاﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
    ﻭﺇﺫ ﻧﺠﻴﻨﺎﻛﻢ ﺇﻟﺦ، ﻭاﻟﻤﺨﺎﻃﺒﻮﻥ ﻟﻢ ﻳﺮﻭا ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻻ ﺁﻟﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺫﻛﺮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻣﻨﻌﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ،

    أما تفضيلهم عن أمة محمد بتفضيلهم عن العالمين،

    إن اﻟﻤﺮاﺩ ﺑ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ، وحسبما ذكر الآلوسي فإن ﺗﻔﻀﻴﻠﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻣﻨﺤﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( ﻭﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻘﻮﻣﻪ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ اﺫﻛﺮﻭا ﻧﻌﻤﺖ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺇﺫ ﺟﻌﻞ ﻓﻴﻜﻢ ﺃﻧﺒﻴﺎء ﻭﺟﻌﻠﻜﻢ ﻣﻠﻮﻛﺎ )
    [ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ: 20]، ﻓﻼ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ اﻵﻳﺔ ﺗﻔﻀﻴﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻪ، اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺧﻴﺮ ﺃﻣﺔ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ.

    كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ( آل عمران 110)
    =======================
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 9:29 pm