الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    درس الخميس 16/11/2023 تحت عنوان ???????????? ========================= مواساة المسلمين لغير المسلمين

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2674
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    درس الخميس  16/11/2023         تحت عنوان ???????????? =========================  مواساة المسلمين لغير المسلمين Empty درس الخميس 16/11/2023 تحت عنوان ???????????? ========================= مواساة المسلمين لغير المسلمين

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأربعاء نوفمبر 15, 2023 9:23 pm

    درس الخميس 16/11/2023
    تحت عنوان 👇👇👇
    =========================

    مواساة المسلمين لغير المسلمين

    إن الذين يسعون إلى تقرير المواساة والتكافل الاجتماعي لن يجدوا تكافلًا اجتماعيًّا أعظم من كفالة الإسلام لغير المسلمين، الذين يعيشون على أرضه، وفي ظل عدل الإسلام وسماحته الإسلام يتسامى بمن يعيشون في جواره – أيًّا كانت ديانتهم وجنسياتهم -، ويحوطهم برحمته وإحسانه عندما يحتاجون إلى مواساة لأي سبب من الأسباب، بل يجعل لهم مرتبات من بيت مال المسلمين.
    إن التكافل الاجتماعي في الإسلام لا يرضى أن يذل رجلًا من غير المسلمين، وهو يحيا في رحاب الإسلام، فيعيش على صدقات الناس، ولكن الإسلام يحميه ويكرمه، ويوجب على الدولة أن تتولى رعاية أسرته.
    قال الله تعالى: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). (سورة الممتحنة:Cool
    قال الإمام ابن جرير الطبري: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) من جميع أصناف الملل والأديان أن تبَرُّوهم وتصِلوهم، وتقسطوا إليهم، إن الله عز وجل عم بقوله: (الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ) جميعَ مَن كان ذلك صفتَه، فلم يخصص به بعضًا دون بعضٍ. (تفسير ابن جرير الطبري جـ 25 صـ 611)
    وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) يقول: إن الله يحب المُنصِفين الذين يُنصِفون الناس، ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم، فيَبَرُّون من بَرَّهم، ويحسنون إلى من أحسن إليهم. (تفسير ابن جرير الطبري جـ 25 صـ 612)
    قال الإمام القرطبي (رحمه الله): دخل ذمي (رجل من غير المسلمين) على إسماعيل بن إسحاق القاضي فأكرمه، فأخذ عليه الحاضرون في ذلك، فتلا هذه الآية عليهم؛ (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). (تفسير القرطبي جـ: 18 صـ 59: 58)

    صور مشرقة لمواساة غير المسلمين

    (١) روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكرٍ رضي الله عنهما، قالت: قدِمَتْ علَيَّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال: (نَعم، صِلِي أمَّكِ). (صحيح البخاري:2620)
    قال الإمام ابن حجر العسقلاني (رحمه الله): (وهي راغبة)؛ أي: طالبةً في بر ابنتها لها، خائفة من ردها إياها خائبة. (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ 5 صـ 277)
    (٢) روى البخاري عن أنسٍ رضي الله عنه قال: كان غلام يهودي يخدُمُ النبي صلى الله عليه وسلم، فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعُوده، فقعد عند رأسه، فقال له: (أسْلِمْ)، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطِعْ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلَم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (الحمد لله الذي أنقذه من النار). (صحيح البخاري:1356)
    (٣) روى البخاري في الأدب المفرد عن مجاهد بن جبرٍ قال: كنت عند عبدالله بن عمرٍو بن العاص – وغلامه يسلخ شاةً – فقال: يا غلام، إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي، فقال رجل من القوم: اليهوديُّ، أصلحك الله؟ قال: إني سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار، حتى خشينا أو رُئِينا أنه سيورِّثُه. (صحيح الأدب المفرد للألباني حديث 95)
    (٤) قال عبدالله بن أبي حدرد: لما قدمنا مع عمر بن الخطاب الجابية – مكان -، إذا هو بشيخ من أهل الذمة يستطعم، فسأل عنه فقلنا: يا أمير المؤمنين، هذا رجل من أهل الذمة كبر وضعف، فوضع عنه عمر الجزية التي في رقبته، وقال: كلفتموه الجزية حتى إذا ضعف تركتموه يستطعم، فأجرى عليه من بيت المال عشرة دراهم، وكان له عيال. (تاريخ دمشق – لابن عساكر – جـ 27 صـ 334)
    (٥) كتب خالد بن الوليد رضي الله عنه (في عقد الذمة لأهل الحيرة بالعراق، زمن خلافة أبي بكرٍ الصديق): وجعلت لهم أيما شيخٍ ضعف عن العمل، أو أصابته آفة، أو كان غنيًّا فافتقر وصار أهل دِينه يتصدقون عليه، طرحت جزيته، وعِيلَ من بيت مال المسلمين وعياله ما أقام بدار الهجرة ودار الإسلام. (الخراج لأبي يوسف صـ 144)
    (٦) كتب عمر بن عبدالعزيز إلى عدي بن أرطاة (أمير البصرة): انظر من عندك من أهل الذمة قد كبِرَت سنُّه، وضعفت قوته، وولَّتْ عنه المكاسب، فأَجْرِ عليه من بيت مال المسلمين ما يُصلِحُه، فلو أن رجلًا من المسلمين كان له مملوك كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب كان من الحق عليه أن يقُوتَه حتى يفرِّق بينهما موت أو عتق، وذلك أنه بلغني أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مرَّ بشيخٍ من أهل الذمة يسأل على أبواب الناس، فقال: (ما أنصفناك، أن كنا أخذنا منك الجزية في شبيبتك ثم ضيعناك في كبرك)، قال: ثم أجرى عليه من بيت المال ما يصلحه. (الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام صـ 50)
    ======================
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 8:01 pm