الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    درس الخميس 9/11/2023 تحت عنوان ???????????? ******************************** الحب والإحسان هما الأساس

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2674
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    درس الخميس 9/11/2023               تحت عنوان ???????????? ********************************              الحب  والإحسان هما الأساس  Empty درس الخميس 9/11/2023 تحت عنوان ???????????? ******************************** الحب والإحسان هما الأساس

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأربعاء نوفمبر 08, 2023 8:30 pm

    درس الخميس 9/11/2023
    تحت عنوان 👇👇👇
    ********************************
    الحب والإحسان هما الأساس
    إن الله تعالى جعل أسس علاقته بنا قائمة على الحب، أحبنا فخلقنا وأحبنا فأسجد لنا الملائكة، وأحبنا فسخر لنا الكون، وأحبنا فقال لنا "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"، وقال "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ".
     
    إن سبب تسمية الخالق نفسه بالودود وليس الحبيب، لأن الودود هو الذي يظهر حبه لعباده فكل ودود محب، وليس كل محب ودودًا. 

    الحب هو الدافع
    سبحانه جعل العلاقة قائمة على الحب لا الخوف لذلك، قال "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، وجعل الحب هو الدافع، وقال "وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ"، ولم يقل من خاف عذاب ربه، حتى يكون الخوف نابعًا من الحب.
     
    "الله تعالى جعل الحب هو الأساس في العلاقات، فلا يمكن أن تبدع في شيء من غير حب"، وحبب قلوب الناس في بعض، "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
    .إن كل حب في الحياة يرتبط بمصدر الحب يدوم، وهذا الحب (مع الله) يستمر ويدوم".
     
    إن الحب في الله يدوم، "فما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انفصل وانقطع"،
    إن كل حب يرتبط بمصدر الحب يدوم وكل حب ينقطع عن مصدر الحب لايدوم.
     

    " إن أية فكرة في الوجود لو توافر فيها الحب ،ستظهر أحسن ما عندك تجاهها، بذلًا وتضحية وعرقًا وعطاءً واختيارًا وتصميمًا وإبداعًا، إحسان في كل شيء".
     
    وإنه لابد أن يتحول الحب لإحسان، من خلال البذل والعطاء والتضحية والنفس الطويل والتخطيط والإتقان والابداع، وربط الهدف بالله سيجعله سيتحقق إن شاء الله، لأن ربنا وعد بأن الذي ستحقق فيه هذه الصفات، سيحقق له حلمه، "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا".
     
    عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن تصدق الله يصدق"، مصداقًا لقول الله تبارك وتعالى "وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا".
     
    هذا الحب تجسد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أموت في سبيله".
     
    قيمة الإحسان
    أما الإحسان تجسد في قوله تعالى "فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا"، والمعنى: فعلك يا محمد قاتلٌ نفسك ومهلكها على آثار قومك الذين قالوا لك لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا تمردًا منهم على ربهم.
     
    إن الكون أسس على الحب فلن تنجح الأفكار إلا على الحب، والكون أسس على الإحسان، ودليل الحب الإحسان، فلابد من إحسان حتى يدل على الحب.


    من انواع الحب
    منه ما هو مشروع ومنه ما هو مذموم، ومنه الجبلي الفطري، والاختياري المكتسب.
    - فمحبة الله ورسوله فرض على كل مسلم ومسلمة، بل إن تلك المحبة شرط من شروط الإيمان. قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ {البقرة:165}،  وقال صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين متفق عليه. وهذه المحبة تستلزم طاعة المحبوب، إذ من أحب أحداً سارع في رضاه، ومن زعم أنه يحب الله ورسوله ثم خالف أمرهما أو اتبع سبيلاً لم يشرعاه فقد أقام البرهان على بطلان دعواه.
    - وحب المؤمنين والعلماء والصالحين: وذلك من أفضل القرب وأجل العبادات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل. قال صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار متفق عليه.

    ومن أنواع الحب:
    محبة الزوجة والأولاد: فحب الزوجة أمر جبلي مكتسب، إذ يميل المرء إلى زوجته بالفطرة ويسكن إليها، ويزيد في حبه لها إن كانت جميلة، أو ذات خلق ودين، أو لديها من الصفات ما يجعل قلب زوجها يميل إليها، وكذا محبة الولد أمر فطري، ولا يؤاخذ المرء إذا أحب أحد أولاده أكثر من الآخر، ولا إحدى زوجتيه ـ إن كان له زوجتان- أكثر من الزوجة الأخرى لأن المحبة من الأمور القلبية التي ليس للإنسان فيها اختيار، ولا قدرة له على التحكم فيها، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنسائه ويقول: اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك رواه الترمذي. وإنما يحرم أن يفضل المحبوب على غيره بالعطايا أو بغيرها مما يملك من غير مسوغ ، قال تعالى: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا {النساء:129}،  وعنه صلى الله عليه وسلم قال: من كان له امرأتان يميل لإحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل رواه النسائي والحاكم. وعنه أيضاً قال: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم متفق عليه، والمراد بالميل: الميل في القسم والإنفاق، لا في المحبة.

    محبة الوالدين وسائر القرابات: فكل إنسان مفطور على حب أبويه، إذ هما من أحسن إليه صغيراً وسهر عليه وتعب من أجله، وهذه الأنواع من الحب مندوب إليها مأمور بها،

    علاج الحب
    لقد بين الشارع الحكيم علاج الحب بصورة عملية، وحدد مصارف الشهوة التي تذكي جذوته ، بدءاً بغض البصر، والبعد عن المثيرات، ودوام المراقبة، وكسر الشهوة بالصيام

    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجَاءٌ».  
    [صحيح] - [متفق عليه
    *************************************
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 3:18 pm