الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    اعبد الله كأنك تراه

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2670
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    اعبد الله كأنك تراه Empty اعبد الله كأنك تراه

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الخميس أغسطس 12, 2021 11:48 pm

    كتيه فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد
    كبير أئمة شبرا الخيمةشرق
    جامعة الازهر قسم العقيدة والفلسفة

    تحت عنوان👇
    $$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$

    اعبد الله كأنك تراه
    عندما سُئِلَ الرسول – صلى الله عليه وسلم-: ما الإحسان ؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه»، فانظر إلي الدقة (كأنك) أي من شأنك أن تراه، فالكاف هنا يسمونها ( كاف التشبيه )، إذًا هذه ليست رؤية حقيقية، إنما هي رؤية تمثيلية، يعني: كأنك ترى، فهذا يشبه الرؤية لكنه ليس برؤية؛ لأن الله - ﷻ - لا يُرى في الدنيا بالأبصار، إنما تقبل عليه القلوب.
     
    أن قلوب العارفين لها عيون * ترى ما لا يراه الناظرون؛ تكون في البصيرة، فتكون أعلى مما هي عليه في البصر، فقلوب العارفين لها عيون أي بصيرة ترى بها ما لا يراه البشر، الذين اعتادوا الرؤية الحسية بعيونهم هذه؛ لأن الله- تعالى-« لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ »، فالإله لا يحيط به حد، ولا تنظر إليه العيون
     
    أن سيدنا موسى كليم الله قال فى هذا: «رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ولكن انظُر إلَى الجَبَلِ فَإنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًا وخَرَّ مُوسَى صَعِقًا»، فهذا شيء فوق طاقة البشر، وفوق طاقة الأكوان، ولا يُري بالعيون المجردة هذه، ولذلك لما أخبر عن حال المؤمنين في الآخرة قال: «وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ »؛ فذكر الوجه وليس العين.
     
    بعض العارفين بالله يقرأ الحديث « اعبد الله كأنك تراه» يعني: راقب نفسك المراقبة التامة المستمرة، لدرجة أن سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يراقب نفسه بالأنفاس، فلا يدخل نفس إلا وهو يتأمل، ويتدبر، ويستحضر عظمة الله، ولا يؤمل أن يخرج، أي أنه ينتظر الموت دائمًا، وبصفة مستمرة، ولا يخرج نفس ويأمل أن يدخل.
     فهل مثل هذا الإنسان تصدر منه المعصية ؟ هل مثل هذا الاستحضار يصدر معه التقصير؟ هل مثل هذه الحالة يصدر منها الظلم؟؛ دائما سيكون مع الله، مع هذه الفكرة الدائمة، يقول:« اعبد الله كأنك تراه »ويعني بها مقام المراقبة.

    تأتي مرحلة أخرى: «فإن لم تكن تراه فهو يراك»؛ فهذه مرتبة أقل من المرتبة الأولى، فإنك لا تستطيع أن تكون دائم الذكر له على هذه المرتبة العالية، التي وصل إليها عمر - رضي الله عنه - وأولياء الله الصالحون - رضي الله تعالى عن الجميع-، فاعلم أنه سبحانه يراك، ويعلم سرك ونجواك، فاتق وخف.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 5:33 pm