الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    أنواع الذكر ط

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2670
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    أنواع الذكر ط Empty أنواع الذكر ط

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأربعاء مارس 24, 2021 6:47 pm

    كتبه فضيلة الشيخ طاهرابوالمجد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق
    تحت عنوان
    ٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪

    أنواع الذكر
    أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".. في هذه الآية الكريمة يبين لنا الحق عز وجل المصدر الرئيسي لاطمئنان القلب وهدوء النفس وراحة البال، فإن القلب إذا بلغته الطمأنينة هدأت النفس وخلت من الأمراض النفسية والعصبية، وإنشرح الصدر واستراح البال، وشعر الإنسان بالهدوء والسكينة، وتحلى بالحلم وتقبل ابتلاءات الله عز وجل برضاء نفس وصبر جميل، واتزن العقل ورشد وظهر نوره، وأصبح له القدرة على دفع أهواء النفس وزيغها وميلها.

    وللذكر صور متعددة وكثيرة،
    1/ ذكر اللسان وذلك بقراءة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل.. وقول لا إله إلا الله، والاستغفار، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وأذكار الصباح والمساء، والكلمة الطيبة فهي صدقة.
    وهذا النوع من الذكر رغم يسره وخفته على اللسان إلا وفيه المثوبة والأجر العظيم. ومن أسراره أن الملائكة الكرام الكاتبين والحفظة الذين يتناوبون حفظ الإنسان تحب العبد الذاكر، وتذكر الله تعالى معه، ويكتب ذلك في صحيفة العبد، هذا وبمجرد أن يتحرك لسان العبد بذكر الله يقام العبد في معية الله جل جلاله لقوله جل وعلا: "أنا مع عبدي ما تحركت شفتاه بذكري". 

    2/ ذكر القلب، وهو ذكر السر في باطن العبد، ولا يتأتى ذلك إلا بعد خلو القلب من حب الدنيا وطرح العلائق، والأغيار، وعدم تعلقه بشيء سوى محبة الله تعالى،

    وهذا كان حال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله كما أخبرت أم المؤمنين السيدة "عائشة" رضي الله عنها، حيث قالت: "كان رسول الله إذا نامت عيناه فالقلب لا ينام". فقد كانت تسمع صوت قلبه الطاهر الشريف يذكر الله وهو نائم. 

    3/ ذكر العقل وهو نظره في الآيات الكونية والتفكر والتأمل فيما تحمله من مظاهر العظمة والقدرة والأبداع الإلهي، وهيمنته وإحاطته بعوالم الكون وإدارته لها بإتقان وانتظام وحكمة..
    إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ". 
    "لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ".. وهذا الذكر يسمى بذكر المشاهدة والتأمل..

    4/ ذكر الجوارح ذكر العين.. بالغض عن المحارم.. وذكر الأذن.. باجتناب سماع الغيبة والنميمة والتصنت والتجسس. وذكر اللسان الابتعاد عن شهادة الزور، والقول الفاحش البذيء.
    ذكر الصدر وذلك بتطهيره وخلوه من الغل والحقد والكراهية والحسد،

    وللبطن ذكر وهو الإمتناع والإمساك عن المطعم الحرام والذي فيه شبهة وتحري ما يدخل فيها من طعام وشراب..

    ذكر للفرج بتجنب الزنا واللواط.. وذكر الأيدي بتجنب السرقة والبطش وأن لا تمتد إلى ما حرم الله ولا تبطش.. وللقدم ذكر وهو إمساكها عن خطوات السوء والمعصية.

    يقول عز وجل في الحديث القدسي: "من شغله ذكري عن مسألتي.. أي عن الطلب مني.. أعطيته أفضل ما أعطي السائلين".. وقد جاء في السيرة النبوية العطرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله كان في مجلس أصحابه رضي الله عنهم فقال لهم: "ألا أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها وأحبها إلى مليككم عز وجل وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الورق والذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربون أعناقهم ويضربون أعناقكم.. أي الجهاد في سبيل الله تعالى.. قالوا: بلى يا رسول الله.. قال: ذكر الله".
    وعنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال: "أحب الأعمال إلى الله أن تلقى الله ولسانك رطب بذكره"...
    وفي الختام الذكر هو غذاء القلب والروح، وبه يحيا الإنسان ويسعد في الدنيا والآخرة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 7:17 pm