الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خطبة الجمعة 19/3/2021 الحق في القرآن الكريم وتطبيقاته في حياتنا

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2671
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

     خطبة الجمعة 19/3/2021 الحق في القرآن الكريم وتطبيقاته في حياتنا  Empty خطبة الجمعة 19/3/2021 الحق في القرآن الكريم وتطبيقاته في حياتنا

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الثلاثاء مارس 16, 2021 9:22 pm

    خطبة الجمعة القادمة 19 مارس 2021م
    الحق في القرآن الكريم وتطبيقاته في حياتنا:

    العنصر الأول: دلالات الحق في القرآن الكريم

    العنصر الثاني: صور ونماذج من الحقوق الإسلامية

    العنصر الثالث : تطبيقات الحق في حياتنا المعاصرة

    الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ }(النساء: 170).وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد:

    العنصر الأول: دلالات الحق في القرآن الكريم

    عباد الله: لقد حفل القرآن الكريم بالحديث عن الحق؛ وذلك لأهميته في جميع مجالات الحياة حتى يقوم الناس به في جميع شئونهم؛ ولقد أمرنا الله بالحق؛ وبين في كتابه أن الحق قامت به السموات والأرض .

    ولفظ (الحق) ورد في القرآن الكريم بجميع مشتقاته في أكثر من 285 موضعًا ؛ وكل موضع له معنى ودلالة خاصة ؛ وفيما يلي عرضٌ لبعض دلالات لفظ (الحق) في القرآن الكريم على سبيل المثال لا الحصر :
    فقد جاء بمعنى الله سبحانه: من ذلك قوله تعالى: { فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ } (طه: 114).
    وجاء بمعنى القرآن الكريم: كقوله تعالى: { فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ } (الأنعام:5). قال البغوي وغيره: القرآن. ونحوه قوله سبحانه: { حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ } (الزخرف:29). يعني: القرآن، كما قال الشوكاني وغيره.
    وجاء بمعنى الإسلام: من ذلك قوله تعالى: { وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ } (الإسراء:81). قال القرطبي: يعني دين الله الإسلام. ونحوه قوله سبحانه: { لِيُحِقَّ الْحَقَّ } (الأنفال:Cool. قال القرطبي: أي: يظهر دين الإسلام ويعزه.
    وجاء بمعنى العدل: كقوله تعالى: { وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } . (النور:25). قال ابن كثير: أي: وعده ووعيده وحسابه هو العدل: الذي لا جور فيه. ونحوه قوله سبحانه: { فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ } (ص:22). قال الطبري: فاقض بيننا بالعدل.
    وجاء بمعنى التوحيد: من ذلك قوله تعالى: { فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ } (القصص:75). قال ابن كثير: أي: لا إله غيره. ونحوه قوله سبحانه: { لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ } (الرعد:14). قال ابن عباس رضي الله عنهما: {دعوة الحق} لا إله إلا الله. وقال الطبري: عنى بالدعوة الحق، توحيد الله، وشهادة أن لا إله إلا الله.
    وجاء بمعنى وجوب العذاب على الكافرين: من ذلك قوله تعالى: { وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي } (السجدة:13). أي: وجب العذاب مني لهم.
    وجاء بمعنى الدَّين في الذمة: كقوله تعالى: { وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ } (البقرة:282). قال ابن كثير: وليملل المدين على الكاتب ما في ذمته من الدَّين. وكقوله: {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا} (البقرة:282).
    وجاء بمعنى الحظ والنصيب: من ذلك قوله تعالى: { وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } (الذاريات:19). أي: نصيب مقسوم. ونحوه قوله سبحانه: {وَالَّذِينَ فِي أمْوَالِهم حَقٌّ مَعلُومٌ} (المعارج:24). قال ابن كثير: أي: في أموالهم نصيب مقرر لذوي الحاجات.
    وجاء بمعنى الحاجة: من ذلك قوله تعالى: {قَالُوا لَقَدْ عَلمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنَ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعلَمُ مَا نُرِيدُ}.( هود: ٧٩). (هود:79). أي: ليس لنا فيهن حاجة.
    وجاء بمعنى يوم القيامة بأهواله: كقوله تعالى: { ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} (النبأ: 39).

    هذه أهم المعاني التي جاء عليها لفظ (الحق) في القرآن الكريم؛ وبالوقوف على مدلولات هذا اللفظ يتبين لنا سعة دلالته، وسبب اعتناء القرآن به؛ تبيانًا لمفاهيم الإيمان، وتثبيتًا لأحكام الإسلام.

    العنصر الثاني: صور ونماذج من الحقوق الإسلامية

    عباد الله: تعالوا أسوق لكم صورًا ونماذج من الحقوق الإسلامية بين أفراد الأمة ؛ وفي الحقيقة هذه الحقوق كثيرة ؛ نأخذ بعضًا منها على سبيل المثال لا الحصر ؛ وأهم هذه الحقوق على الإطلاق:
    حق الله تعالى: فحق الله على عباده أن يعبدوه ؛ وفي المقابل إذا حققوا العبودية كانوا بمأمن من عذاب رب العالمين، فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : ” كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ ، يُقَالُ لَهُ : عُفَيْرٌ ، قَالَ : فَقَالَ : يَا مُعَاذُ ، تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، قَالَ: قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ ، قَالَ: لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا ” . [متفق عليه].

    فالعبد إذا عبد الله وأدى حقه المفروض عليه؛ أدخله الله الجنة؛ فعنْ عُبَادَةَ بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ.” [البخاري] .وفي رواية زاد “مِنْ أيّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ” .

    وعَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ” يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَوْ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ لَوَسِعَتْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ لِمَنْ يَزِنُ هَذَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: لِمَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ مِثْلَ حَدِّ الْمُوسَى، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: مَنْ تُجِيزُ عَلَى هَذَا؟ فَيَقُولُ: مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِي، فَيَقُولُ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ” . ( الحاكم وصححه ) .

    فإذا كانت الملائكة مفطورة على العبادة وتقول ذلك !! فماذا نقول نحن لله رب العالمين ؟!!

    ومنها: حق الطريق: فعن أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ ” .(متفق عليه).

    ومنها: حقوق المسلم العامة على أخيه: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :” حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ، قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ”(متفق عليه).

    ومنها: حق الموت والدار الآخرة: فالموت حق؛ والقبر حق؛ ويوم القيامة حق؛ والجنة حق؛ والنار حق….إلخ

    فهل نحن أعددنا الزاد لهذه الحقوق؟! وهل كل واحد منكم على أتم الاستعداد للورود على هذه الحقوق؟!

    أحبتي في الله: اعلموا أن إهمال هذه الحقوق وعدم أدائها منعٌ من إجابة الدعاء ؛ ” فقد مر التابعي الجليل إبراهيم بن أدهم رحمه الله في سوق البصرة ذات يوم، فقال له الناس: يا أبا إسحاق، ما لنا ندعو الله فلا يستجيب لنا! فقال: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء: عرفتم الله ولم تؤدوا حقه، وقرأتم القرآن ولم تعملوا به، وزعمتم حب نبيكم وتركتم سنته، وقلتم إن الشيطان لكم عدو ووافقتموه، وقلتم إنكم مشتاقون إلى الجنة ولم تعملوا لها، وقلتم إنكم تخافون النار ولم تهربوا منها، وقلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له، واشتغلتم بعيوب الناس وتركتم عيوبكم، وأكلتم نعم الله ولم تؤدوا شكرها، ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم ، فكيف يستجاب لكم؟!”. (الحلية لأبي نعيم) .

    العنصر الثالث : تطبيقات الحق في حياتنا المعاصرة

    عباد الله: يجب علينا أن نسعى جاهدين إلى تطبيق مبدأ الحق في حياتنا العملية ؛ في أقوالنا وأفعالنا وجميع حركاتنا وسكناتنا ؛ ففي القول لا نقول إلا الحق؛ كما قال تعالى : { وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ } ( النساء : 171). ولا نشهد إلا بالحق ففيه النجاة في الدنيا والآخرة ؛ قال تعالى : { وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }. (الزخرف: 86) .

    كما لا يفوتنا في هذا المقام التركيز والتأكيد على حق الفقير، فلو منع الغني حق الفقير – المقرر شرعًا ليس منحة ولا تفضلًا- لازداد الغني غنيً والفقير فقرًا، واختل التوازن في المجتمع. فعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم ، ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا وعروا إلا بما يضيع أغنياؤهم، ألا وإن الله عز وجل يحاسبهم يوم القيامة حسابًا شديدًا ، ثم يعذبهم عذابًا أليمًا » ( الطبراني)، وقال على رضي الله عنه – أيضاً-: “ما رأيت نعمة موفورة إلا وإلى جانبها حق مضيّع”، وكما قال الشيخ الشعراوى رحمه الله: ” إذا رأيت فقيرًا في بلاد المسلمين .. فاعلم أن هناك غنيًا سرق ماله”، وقال الفاروق عمر – رضي الله عنه – : “ما تمتع غنيٌّ إلا من جوع فقير” .
    فضياع الحقوق وإهمال الواجبات حرمان في الدنيا فضلاً عن حرمان الآخرة.
    كما يجب على كل فرد من أفراد الأمة ؛ أن يراجع نفسه ويبرئ ذمته من حقوق العباد من قبل يأتي يوم لا درهم فيه ولا متاع . فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ” أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ”(مسلم) .

    وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، قَالَ:” لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} .[الزمر : 30 ؛31 ]. قَالَ الزُّبَيْرُ: أَيُكَرَّرُ عَلَيْنَا مَا كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ:”نَعَمْ، لَيُكَرَّرُ عَلَيْكُمْ ذَلِكَ، حَتَّى يُرَدَّ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ”. قَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ، إِنَّ الأَمْرَ لَشَدِيدٌ “. ( البيهقي في السنن الكبرى ؛ والطبراني في الكبير بسند صحيح ) .وفي ذلك أيضًا يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم:” لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ” (مسلم) .

    وعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” سَتَكُونُ أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ؛ وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ” . (متفق عليه) .

    أحبتي في الله: والله الذي لا إله غيره، لو أدى كل إنسان واجبه على أكمل وجه دون نقصان، وأخذ كل واحد حقه دون زيادة؛ لصلح حال البلاد والعباد، والراعي والرعية، وما صرنا إلى ما نحن فيه. أختم حديثي معكم بهذه القصة التي بينت صفات المجتمع المسلم في عصر الخلافة الراشدة؛ ومالهم من حقوق وما عليهم من واجبات. روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضياً على المدينة، فمكث عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة كاملة لم يختصم إليه اثنان، لم يعقد جلسة قضاء واحدة، وعندها طلب من أبي بكر إعفاءه من القضاء، فقال أبو بكر لعمر: أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ قال عمر: لا يا خليفة رسول الله، ولكن لا حاجة لي عند قوم مؤمنين عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه، وما عليه من واجب فلم يقصر في أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه، وإذا أصيب عزوه وواسوه، دينهم النصيحة، وخلتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففيم يختصمون؟!!

    فعلينا أن نرجع إلى تعاليم ديننا ونعطي كل ذي حق حقه دون نقصان، ونتقن أعمالنا ونقوم بواجباتنا دون تقصير.

    إننا إن فعلنا ذلك عشنا في أمن وأمان، وسعادة ورخاء، وحب وثقة واستقرار.

    أسأل الله أن يردنا إلى دينه وإلى الحق ردًا جميلًا؛؛

    الدعاء…….. وأقم الصلاة،،،،

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 2:40 am