الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    كرامة الطفل في الإسلام

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2670
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    كرامة الطفل في الإسلام  Empty كرامة الطفل في الإسلام

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين فبراير 15, 2021 6:48 pm

    كتبه فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد
    مدير عام وكبير أئمة شبرا الخيمة شرق
    تحت عنوان
    ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

    كرامة الطفل في الإسلام
    أنَّ تَعالِيمَ الأديانِ وما تَعارَفَتْ عليهِ البشريَّةُ قَدِيماً وحديثاً أنَّ الأطفالَ هم شَبابُ الغَدِ وقادةُ المُستقبَلِ وحمَلَةُ المسئوليَّةِ فى كُلِّ أُمَّةٍ وكلِّ شَعبٍ يَتطلَّعُ إلى القُوَّةِ والتقدُّم.

    من الصَّعبِ الحديثُ عن الطِّفلِ حقوقاً وحمايةً ورعايةً دُونَ التذكيرِ بسَبْقِ الإسلامِ فى هذا المجالِ بتَشرِيعاتٍ، جاءَتْ فى أكثرِها أشمَلَ وأَوْفَى بمَصلحةِ الطِّفلِ وحقوقه، من قَبْلِ أن يَكونوا أَجِنَّةً فى بُطُونِ أُمَّهاتِهم، وحتى بُلُوغِهم مَبْلَغَ الرِّجالِ والنِّساءِ،

    أنَّ التشريعات الحديثة رُغم ما بُذِلَ بها من جُهدٍ مَشكورٍ إلَّا أنَّها لا تزالُ فى حاجةٍ إلى الاهتِداءِ بما جاء فى هذا الدِّين الحَنِيفِ، وفى الأديانِ عامَّةً فى شَأنِ حمايةِ هذا المخلوق الضَّعيف.

    يُحسَب لشريعةِ الإسلام أنَّها التفتَتْ لقضيَّةِ حُقوقِ الطفلِ فى أزمانٍ مُوغِلةٍ فى الماضى، لم يَكُن الوعيُ البشريُّ فيها جاهزاً لمُجرَّدِ التفكير فى موضوعٍ كهذا، بل كانت الوحشيَّة تَدفَعُ الآباءَ دفعاً إلى وَأْدِ بَناتِهم ودَفنِهنَّ فى التُّرابِ، وَهُم يَحْسَبُونَ أنَّهُم يُحْسِنُونَ صُنْعاً..

    مراعاة الإسلام لمصلحةِ الطفل وهو فى عالَم الغَيْبِ حيث يجعلُ له حَقاً على والدِه أن يختارَ أُمه من وسطٍ لا يُعيَّر به فى طفولته بينَ أقرانِه، فإذا وُلِدَ الطفل كان حقاً على والدِه أن يختارَ له اسماً لا يجعله مثار سُخرية واستِهزاء بين الأطفال، وَيُصابَ بأمراضِ العُزلةِ والانطِواء وقد فطن نبيُّ الإسلام صلى الله عليه وسلم لخطرِ تَسْمِيَةِ الأطفال، وما يترتَّب عليها من آثارٍ سلبيَّةٍ على الطفلِ، فكان يَتدخَّل بشخصِه الكريم لتعديلِ أسماء الأطفال وتغييرها إذا كانت تُؤذى مشاعر الطفل: ولداً كان أو بنتاً، وقد وَرَد أنَّ عُمر بن الخطَّاب، كانت له ابنة تُسمَّى: «عاصية» فسمَّاها النبيّ صلى الله عليه وسلم «جميلة»، وغيَّر اســم: «حـرب» إلى «سِــلْم» و«المضطجع» إلى «المنبعث»، بل غيَّر اسم قبيلة كاملة من «بنى مُغوية» إلى «بنى رِشدة».

    من رعايةِ الإسلام لحقوقِ الطفلِ أنْ حَفِظَ له نصيبَه فى الميراثِ وهو جنينٌ فى بَطْنِ أُمِّه، وحَرَّمَ الاعتِداءَ على حياةِ الأَجِنَّةِ والمساسَ بها تحتَ أى ظرفٍ من الظُّرُوفِ، اللَّهُمَّ إلَّا ظَرْفاً واحداً فقط هو أن يُمثِّلَ بَقاءُ الجنينِ خَطراً مُحقَّقاً على حياةِ الأمِّ، ففى هذه الحالةِ يجوزُ الإجهاضُ؛ عَمَلاً بالقاعدةِ الشرعيَّة التى تنصُّ على وُجُوبِ ارتكابِ أخَفِّ الضَّررَيْن، وإزالةِ الضَّررِ الأكبرِ بالضَّررِ الأصغر، وفيما عدا ذلك لا يجوزُ إجهاضُ الطفلِ متى حلَّت فيه الحياةُ مهما كانت الظُّروفُ والملابسات؛ لأنَّ حُرْمَةَ حياة الطفل وهو فى بَطْنِ أُمِّه تُعادِلُ حُرْمَةَ حياتِه بعدَ ولادتِه، فإذا جَوَّزْنا التَّخلُّصَ منه حَياً قبلَ ولادتِه من أجل التشوُّه فعلينا أن نجوِّزَ قتلَه حين يُصابُ بهذه التشوُّهات بعدَ ولادتِه نتيجةَ الحوادثِ أو اشتداد العِلَل والأمراض. وما أظنُّ أنَّ عاقلاً يَقبَلُ قتلَ الأطفال - أو الكبار - مِمَّن شاءَت لهم أقدارُهم أن يُصابوا بهذه العِلَل.أن القولُ بإباحةِ إجهاضِ الجنينِ المُشوَّهِ تَفادياً لما قد تتَعرَّض له أُسرتُه فى المستقبل من ألمٍ نفسيٍّ قولٌ غيرُ صحيحٍ؛ لأنَّ من المعلوم أنَّ هذه الحياةَ لا تخلو من الآلام بحالٍ من الأحوال، والذين يُريدونها خاليةً من الآلام والدُّموعِ يطلبون وهماً أو يَركُضون خلفَ سَرابٍ خادعٍ، وليـس الحـلُّ هو فى إباحةِ إجهاض الأجِنَّةِ المشوَّهةِ، وإنَّما هو فى إنشاءِ مُؤسَّساتٍ حديثةٍ لإيواءِ الذين يُولَدون بعاهاتٍ وتَشوُّهاتٍ، وتوفير حياةٍ كريمةٍ تُناسِبُ ظروفهم، وتُسْعِدُ أُسَرَهم وأهليهم. يقولِ النبيِّ صلي الله عليه وسلم: «مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا، فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، أنَّ النبيَّ الكريمَ كان يَنهَى عن التفريقِ بين الأُمِّ ووَلَدِها حتى فى عالَم الحيوانِ والطُّيورِ؛ فقد وَرَدَ أنَّه كان فى سفرٍ مع أصحابِه ورأى أحدُهم عصفورةً، ومعها فرخُها الصغير فأخذه منها بعض أصحابه ودخل به إلى عريشه، فجعلت العصفورة تُرفرف بجناحَيْها وتحوم فوق العريش، فعلم النبى صلى الله عليه وسلم بالأمر وقال وهو غاضب: «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا».. وكأنها استجارت به فأجارها.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 3:40 pm