الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    الخطبة القادمة الإيمان والعلم 4/9/2020

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2671
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    الخطبة القادمة الإيمان والعلم 4/9/2020 Empty الخطبة القادمة الإيمان والعلم 4/9/2020

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأربعاء سبتمبر 02, 2020 11:52 pm


    الإيمـــــان والعلـــم

    =====================
    العناصــــر:
    - الايمان والعلم بينهما علاقة وطيدة.
    - دعوة الايمان والعلم الى الأخذ بالأسباب.
    - فضل الإيمان والعلم.
    - اهتمام الاسلام ودعوته الى العلم النافع في جميع المجالات .
    ==============
    الموضــوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)المجادلة11) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف " منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ..." رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ) اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
    =====================
    إن خير ما تفوز به القلوب، وترقى به النفوس ويسمو به العبد في الدنيا والآخرة "الإيمان والعلم"؛ فهما نور في الدنيا والآخرة؛ وبهذا كان تعبير القرآن الكريم عن الايمان؛ قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) البقرة275).
    ان الايمان والعلم بينهما علاقة وطيدة، ومن هذا قُرن بينهما في مواضع كثيرة في كتاب الله جل وعلا، منها قوله تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) المجادلة11)، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: "يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُؤْتَوُا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" مستدرك الحاكم).
    فكل منهما يرسخ للآخر، فكما أن الإيمان يدعو إلى العلم ويرغب فيه، فإن العلم يهدى إلى الإيمان ويقويه، وكما أن في الإيمان جمال القلب، ففي العلم جمال العقل، وكلاهما طريق جمال الفعل والقول، وكما أن الايمان يدعو الى التقدم، فان العلم هو أحد أهم مقومات التقدم والنجاح، وكما أن الإيمان يدعو الى الحفاظ على العقل، فإن العلم يحرص على الحفاظ على العقل من الأفكار الهدامة من جانب، ومن آخر إعماله فيما ينفع، وكما أن العلم قائم على الأخذ بالأسباب، فإن الإيمان يدعونا إلى الأخذ بالأسباب، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم):" لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا " مستدرك الحاكم) فلقد وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه الى الأخذ بالأسباب للوصول إلى حياة كريمة مشمسة بالخير والتقدم والرقى حتى في اقل الأشياء فعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ (رضي الله عنه) قال: قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ ( يعنى ناقته، وكأنه كان يفهم أن الأخذ بالأسباب ينافي التوكل على الله تعالى، فوجهه النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى أن الأخذ بالأسباب أمر مطلوب ولا ينافي التوكل على الله تعالى، بل إن الأخذ بالأسباب من التوكل على الله) فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) " اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ " وعن رَبِيعَة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي: "سَلْ" فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: "أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ" قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: "فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ" رواه مسلم).
    وهذا كان منهج الصحابة والصالحين، فلما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعض الكسالى قابعين في المسجد ينتظرون الرزق قال:" لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضةً، وإن الله تعالى يقول(فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)الجمعة:10) يروى أن شقيقاً البلخي، ذهب في رحلة تجارية، وقبل سفره ودع صديقه إبراهيم بن أدهم، حيث يتوقع أن يمكث في رحلته مدة طويلة، ولكن لم يمض إلا أيام قليلة حتى عاد شقيق ورآه إبراهيم في المسجد، فقال له متعجباً: ما الذي عجّل بعودتك؟ قال شقيق: رأيت في سفري عجباً، فعدلت عن الرحلة، قال إبراهيم: خيراً ماذا رأيت؟ قال شقيق: أويت إلى مكان خرب لأستريح فيه، فوجدت به طائراً كسيحاً أعمى، وعجبت وقلت في نفسي: كيف يعيش هذا الطائر في هذا المكان النائي، وهو لا يبصر ولا يتحرك؟ ولم ألبث إلا قليلاً حتى أقبل طائر آخر يحمل له العظام في اليوم مرات حتى يكتفي، فقلت: إن الذي رزق هذا الطائر في هذا المكان قادر على أن يرزقني، وعدت من ساعتي، فقال إبراهيم: عجباً لك يا شقيق، ولماذا رضيت لنفسك أن تكون الطائر الأعمى الكسيح الذي يعيش على معونة غيره، ولم ترض أن تكون الطائر الآخر الذي يسعى على نفسه وعلى غيره من العميان والمقعدين؟ أما علمت أن اليد العليا خير من اليد السفلى؟ .
    ومن يتدبر القران يجد دعوة العلم إلى الايمان واضحة جلية في آيات كثيرة، ومن ذلك قول الله جل وعلا (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إلاَّ الصَّابِرُونَ) (القصص80) وقال جل وعلا (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَاب) آل عمران7) وفي التفكر والتدبر والنظر وإعمال العقل والعلم للوصول الى الايمان يقول الله جل وعلا (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) المؤمنون 12- 14) ويقول سبحانه (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) (الأعلى 17-20) والآيات في هذا المقام كثيرة.
    كما يجد دعوة الإيمان الى العلم في آيات كثيرة، فالعلم من الحاجات الضرورية، والمقومات الأساسية، التي عليها تقوم حياة الأمة، وبه يستقيم حالها، ويصلح أمرها، ويقوى شانها، وتبنى حضارتها، وان شئت فقل إن حاجة الأمم إلى العلم لا تقل شأنا عن حاجتها إلى الطعام والشراب والملبس والمسكن، ومن ثم فليس عجبا أن تكون أول آيات نزلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) تدعو إلى العلم والمعرفة، قال تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) القلم1-4) كما سمى المولى (جل وعلا) سورة كاملة باسم القلم، وهو أحد وسائل العلم وأدواته، واستهلها المولى (سبحانه وتعالى) بقوله تعالى (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) القلم1)
    ومن دعوة الإيمان الى العلم أن كان جانبا عظيما من تكريم الله لأنبيائه ورسله، فهذا خليل الرحمن إبراهيم (عليه السلام) يقول لأبيه ( يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا) مريم 43) وهذان نبيا الله داود وسليمان (عليهما السلام)، يقول عنهما ربنا (جل وعلا) (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ)النمل 15) وعن بعثته (صلى الله عليه وسلم) يقول عز وجل (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )الجمعة2) وما زال الإسلام يؤكد على العلم حتى أمر الله (جل وعلا) بالاستزادة منه؛ قال تعالى (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) طه114).
    ومن دعوة الايمان الى العلم أن رفع القران الكريم مكانة من سلكوا طريق العلم واتخذوه سبيلا، فقال الله (سبحانه وتعالى) (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الأَلْبَابِ )الزمر9) كما نزل الله تعالى العلماء بعد ذاته العلية وملائكته في أعظم شهادة وأقدسها، قال سبحانه (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُو العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ )آل عمران 18)، وفي الحديث "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ العِلْمِ، وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي المَاءِ، وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ". وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّهُ مَرَّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ، فَوَقَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: "يَا أَهْلَ السُّوقِ، مَا أَعْجَزَكُمْ، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا: هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: ذَاكَ مِيرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يُقْسَمُ، وَأَنْتُمْ هَا هُنَا لا تَذْهَبُونَ فَتَأَخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ؟ قَالُوا: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْمَسْجِدِ. فَخَرَجُوا سِرَاعًا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَوَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَهُمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَقَالَ لَهُمْ: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَدْ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَدَخَلْنَا، فَلَمْ نَرَ فِيهِ شَيْئًا يُقْسَمُ. فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَمَا رَأَيْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا؟ قَالُوا: بَلَى، رَأَيْنَا قَوْمًا يُصَلُّونَ، وَقَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَقَوْمًا يَتَذَاكَرُونَ الْحَلالَ وَالْحَرَامَ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَيْحَكُمْ، فَذَاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم)" رواه الطبراني في الأوسط)
    إن الناظر في القران الكريم يجد شرف العلم مع الايمان: فتأمَّل معي ما كان للخضر من درجة ومكانة بما علمه الله جل وعلا، اذ يقول سبحانه وتعالى (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) الكهف66). وكذلك ما حصل لسليمان من علم منطق الطير حتى وصل إلى ملك سبأ قال تعالى (وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)النمل16).
    فلكي ترقى الأمم وتتقدم لا بد لها من العلم، فلا يمكن أن تبنى حضارة دون أن يكون أحد أركانها العلم؛ والله جل وعلا يقول ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) سورة الزمر9) ولله در القائل:
    العلم يرفع بيوتا لا عماد لها *** والجعل يهدم بيوت العز والكرم
    فالعلم أحد مقومات الحياة في المجتمع وبه تتطور الأمم والمجتمعات وتنهض وتتقدم؛ وإن الناظر في تاريخ الأمم، قديمها وحديثها، يلاحظ أن تحضرها ورقيها كان مرتبطا بالعلم ارتباطا وثيقا، ومن ثم فليعلم كل منا أن طلب العلم لا يقف في فضله عند العلوم الشرعية فحسب بل يشمل كل علم نافع في جميع المجالات التي فيها مصلحة البشرية، وتيسير أمور حياتها؛ كالطب والهندسة والكيمياء، والرياضيات، والميكانيكا، وعلوم الحاسوب والتكنولوجيا، والبناء، والملاحة ... الخ ؛ فحينما مدح الله تعالي داود وسليمان في القران بالعلم فقال (لَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) النمل10) لم يقتصر هذا على الدين فحسب ,بل كان منه صناعة الحديد ومنه منطق الطير كما قال تعالى (وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ) النمل16) كما أن قوله تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فاطر28) جاء في معرض الحديث عن العلوم الكونية إذ يقول الله (جل وعلا) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )فاطر 27/28) مما يدل على اهتمام الإسلام ودعوته إلى العلم النافع في جميع المجالات.
    أسأل الله أن يزين بالأيمان قلوبنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا
    وأن يحفظ مصر وجيشها وشعبها من كل مكروه
    ======================

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 10:51 pm