الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    ستر العيوب

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    ستر العيوب  Empty ستر العيوب

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الثلاثاء يناير 21, 2020 10:22 pm

    درس الاربعاء(درس الراحه ) 22 1 2020
    تحتعنوان. 👇
    ///////////////////////٦٦

    ستر العيوب
    أمرنا الله بستر العورات، وتغطية العيوب، وإخفاءالزلات، ويتأكد ذلك مع ذوي الهيئات ونحوهم ممن ليس معروفاً بالأذى والفساد، فمن مقتضى أسمائه الحسنى الستر فهو سـِتِّير، يحب أهل الستر.
    ولقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يغتسل بالبراز(الخلاء) بلا إزار، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ)
     /////////////////////////////////٦٦
    الجزاء من جنس العمل:
    هل جزاء الاحسان الا الاحسان
    فمن كان حريصاً على ستر المسلمين في هذه الدنيا إذا زلوا أو وقعوا في الهفوات، فإن الله - تعالى- يستره في موقف هو أشد ما يكون احتياجاً إلى الستر والعفو حين تجتمع الخلائق للعرض والحساب، ففي الحديث الصحيح: (وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
    وروى مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
     /////////////////////////////٦٦
    الطاعات ستر من النار:
    إن الطاعات والقربات بمثابة ستر لصاحبها من النار ففي الحديث: (مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَتِرَ مِنْ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ)
    وأعظم لباس يستتر به العبد لباس التقوى قال - تعالى-: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (26) سورة الأعراف.
    ولما كان الستر من الصفات المحمودة فقد سعى الشيطان وأولياؤه إلى كشف السَّوْءَات والعورات، ولذلك قال - سبحانه وتعالى - محذراً: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (27) سورة الأعراف.
    إن انتشار دعوات العري والخلاعة والاختلاط دليل فساد العقل والفطرة، وموافقة الشيطان، ومخالفة أوامر الرحمن.
    ///////////////////////////٦٦
    الشريعة تحث على الستر:
    التهمة لا تكون إلا ببينة أوضح من شمس النهار؛ ولذلك شرع إقامة حد القذف على من رمى مؤمناً بغير بينة شرعية، ونهينا عن هتك الستر فقال - تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (19) سورة النــور، وقال في قصة الإفك: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} (12) سورة النــور، وقال: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} (16) سورة النــور.
    ولما أتى هزال بماعز الأسلمي لإقامة الحد عليه قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لَوْ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ)
    ////////////////////////////٦٦
    الحدود كفارات والستر أولى:
     إن الحدود كفارة لأهلها، ومع هذا استحب أهل العلم لمن أتى ما يستوجب الحد أن يستر على نفسه، ويتوب فيما بينه وبين ربه، ويكثر من الحسنات الماحية، فعن عبد الله - رضي الله عنه - قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني عالجت امرأة في أقصى المدينة، وإني أصبت منها ما دون أن أمسها استمتاع محرم بغير جماع فأنا هذا فاقض فيَّ ما شئت، فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك، قال: فلم يرد النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئاً، فقام الرجل فانطلق فأتبعه النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً دعاه، وتلا عليه هذه الآية: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (114) سورة هود، فقال رجل من القوم: يا نبي الله هذا له خاصة؟ قال: (بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً)
    وهنا لم يستفسر منه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسأله عما اقترفه تحديداً.
    وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ
    فمن اقترف ذنباً، وهتك ستراً؛ فليبادر بالتوبة من قريب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وتأخير التوبة ذنب يجب التوبة منه.
     ////////////////////////////////////٦٦
    الستر صفة الأنبياء والصالحين:
    إن الستر صفة يحبها الله - عز وجل -، وهي صفة يتحلى بها الأنبياء والمرسلون ومن تابعهم بإحسان، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ، فَآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالُوا: مَا يَسْتَتِرُ هَذَا التَّسَتُّرَ إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ، إِمَّا بَرَصٌ، وَإِمَّا أُدْرَةٌ، وَإِمَّا آفَةٌ، وإِنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا لِمُوسَى،....)
    وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد حاجة لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض
    وعن أبي السمح - رضي الله عنه - قال:كنت أخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان إذا أراد أن يغتسل قال: (وَلِّنِي قَفَاكَ)، وأنشر الثوب فأستره به

    وعن الضحاك في قوله - تعالى-: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} (20) سورة لقمان، قال: أما الظاهرة فالإسلام والقرآن، وأما الباطنة فما يستر من العيوب
    /////////////////////////////////٦٦
    من آثار السلف عن الستر:
    عن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: خرجت مع عمر - رضي الله عنه - ليلة في المدينة، فبينما نحن نمشي إذ ظهر لنا سراج فانطلقنا نؤمه أي نقصده، فلما دنونا منه إذا باب مغلق على قوم لهم أصوات ولغط، فأخذ عمر بيدي وقال: أتدري من هذا؟ قلت: لا، فقال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف، وهم الآن شرب فما ترى؟ قلت: أرى أنا قد أتينا ما نهانا الله عنه قال الله - تعالى-: {وَلَا تَجَسَّسُوا} (12) سورة الحجرات، فرجع عمر - رضي الله عنه - وتركهم
    وهذا يدل على وجوب الستر، وترك التتبع.

    (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ)
    ///////////////////////////٦٦
    إن الستر يطفئ نار الفساد، ويشيع المحبة في الناس، ويورث الساتر سعادة وستراً في الدنيا والآخرة، كما أنه يثمر حسن الظن بالله - تعالى- وبالناس، وكتم الأسرار نوع من الستر يُحمَدُ عليها صاحبها من الخالق والمخلوق،

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 9:19 am