الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    فضل اغتنام الوقت ( وسائل البركةِ في العمر )

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    فضل اغتنام الوقت ( وسائل البركةِ في العمر ) Empty فضل اغتنام الوقت ( وسائل البركةِ في العمر )

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الثلاثاء ديسمبر 31, 2019 9:56 pm

    درس الأربعاء ( درس الراحه ) ١ ١ ٢٠٢٠
    تحت عنوان 👇
    =====================٦٦
    فضل اغتنام الوقت ( وسائل البركةِ في العمر )

    فإن الوقتَ في الإسلام له أهمية عظيمة، واستثمار الوقت يجب أن يكون أهمَّ أولويات المسلم في الحياة اليومية، فلا يضيعه في سبل لا تأتي عليه بالفائدة في الدنيا والآخرة، ولا يكرِّس الوقت فيما يُلهيه عن ذِكر الله تعالى والعبادات والطاعات؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9]، وبيَّن الله العظيمُ في الآية الكريمة عاقبةَ الخسران لمن يغفُلُ عن ذِكر الله تعالى، والتقرب إلى الله الكريم بالخيرات، وفِعل الحسنات، وفي هذا نذير مِن الانشغال بملذات الدنيا والركون إليها، وتوجيه لاستثمار الدنيا وما يملِكه الإنسان من موارد للاستعداد للآخرة.
    وقال الله تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3]، وفي هذه السورة العظيمة منهجٌ كامل للمسلم، وموعظة بليغة للاهتداء بها، وفيها استثنى الله - سبحانه - طائفة من الناس من عاقبة الخسران، وهي الطائفة التي أقامت حياتها على أربعة أسسٍ جليلة، وهذه الأسس: هي الإيمان بالله تعالى، وعمل الصالحات، والتواصي بالحق والتعاون على تحقيقه، والصبر في سبيل ذلك كلِّه على مواجهة الصِّعاب والشهوات والأذى؛ ولذا فتكريس المسلم لوقته أمرٌ حتميٌّ لفعل الطاعات، والتقرب بالحسنات؛ وذلك طلبًا للنجاة برحمة الله الملِك وتوفيقه.

    =============٦٦
    وفي القرآن الكريم بيان حكيم لأهمية الوقت، وتدبُّر قيمته؛ قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8]،
    قال الله تعالى: ﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 17]،
    والآيةُ الكريمة توضِّح المنهجَ الذي يجب أن يسيرَ عليه المسلم، وهو إدراكُ قيمة الآخرة، وتقديرها حقَّ قدرها، وهو الأمرُ الذي يتولد عنه استثمارُ الوقت في البحث عن الآليات التي تعمر دار الخلود.
    /=/===========٦٦
    وأهميةُ الوقت مقترنة بحقيقة لا ينكرها أحدٌ، وهي الموت، فبحلول الموت ينفَدُ الوقت لفعل الطاعات؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 10، 11]، والآيةُ الكريمة تبيِّن خطر تأخير التوبة والتسويف، والاستعداد للرحيل، وتبيِّن فضل الصدقة وعِظَم أثرها، وهذا حث لكل مسلم على المسارعة بالصدقة، والمساهمة في تحقيقها بكل السبل، والتعاون مع المسلمين على ذلك.

    =/============٦٦
    وفي السنَّة النبوية وصايا شريفةٌ مِن سيد المرسلين عليهم الصلاة والسلام لبيان فضل الوقت وأهميته؛ فعن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفراغُ))؛ (البخاري: 6412).
    وعن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اغتنِمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: حَياتَك قبلَ موتِك، وصِحَّتَك قبلَ سَقَمِك، وفراغَك قبلَ شُغلِك، وشبابَك قبلَ هَرَمِك، وغِناك قبلَ فقرِكَ))
    فبالموت تنقطع الحياة، وبانقطاع الحياة تنقطع موارد العمل الصالح، إلا من الحسنات الجارية، والحياة تشمل كل العناصر التي بيَّنها رسولُنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في باقي الحديث العظيم، والصحة مِن أعظم النِّعم التي ينعَمُ بها الإنسان في حياته، وبنعمة الصحة يستطيع المسلم أن يفعل الكثير مِن أعمال الخير، فيساعد الآخرين بقوة بدنه، ويتحرَّك بيُسر وسهولة لتفعيل أعمال الخير، وهو الأمر الذي يوجب المسارعةَ باغتنامها في كل سبيل؛ خوفًا مِن مداهمة المرض، نسأل الله - سبحانه - أن يمتِّعَنا بصحتنا، ويرزقنا البركة فيها.
    =/===================٦٦
    والفراغ ليس فرصة للتنعُّم بنعيم الدنيا، وإنما هو نعمة لنيل نعيم الآخرة، وهو الأمر الذي يُعْلي من قيمة الوقت وشأنه، وفترة الشباب فترة خصبة لغرس أعمال الخير في الدنيا؛ فالشابُّ المسلم يستطيع أن يطيق كثيرًا من الأعمال في شبابه، التي قد لا يقدر عليها في هَرَمه، نسأل الله تعالى أن يبارك في أعمارنا.
    والغنى قبل الفقر، مِن أجمل الوصايا النبوية لتحفيز المؤمنين على الإنفاق في سبيل الله تعالى، فمَن يملِك المال للتصدُّق اليوم قد يُعجِزه سبب عن المشاركةِ في الصدقات عند فقره أو غير ذلك؛ ولذا فعلينا اغتنامُ الوقت بالمسارعة بالصدقات، والبحث عن أوجُهِ المشاركةِ فيها.
    /==//=//===========٦٦
    وسائل البركةِ في العمر:

    إن البركةَ في العمر بطوله وحُسن العمل فيه مِن سعادة المؤمن؛ فعن نُفَيْع بن حارث الثقفي رضي الله تعالى عنه، قال: "إنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الناسِ خيرٌ؟ قال: ((مَن طالَ عمُرهُ، وحسُن عملُه))، قال: فأيُّ الناسِ شر؟ قال: ((مَن طال عمُرهُ، وساء عملُه))؛ (الترمذي: 2330).
    عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن سرَّهُ أن يُبسطَ لَه في رزقِهِ، وأن يُنسَأَ لَه في أثرِهِ، فليَصِلْ رَحِمَهُ))؛ (البخاري: 6817)
    ==================
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد
    مدير عام أوقاف شبرا الخيمة شرق

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 9:33 am