الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    السلوكيات التي يجب علينا أن نلاحظها في أبنائنا السباب، ( الشتائم )

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    السلوكيات التي يجب علينا أن نلاحظها في أبنائنا                  السباب، ( الشتائم ) Empty السلوكيات التي يجب علينا أن نلاحظها في أبنائنا السباب، ( الشتائم )

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الثلاثاء نوفمبر 19, 2019 11:20 pm

    درس الأربعاء ( درس الراحة ) ٢٠ ١١ ٢٠١٩
    تحت عنوان 👇
    ============٦٦
    السلوكيات التي يجب علينا أن نلاحظها في أبنائنا
    السباب، ( الشتائم )
    السباب كثيراً ما نرى بعض الأولاد يطلقون سباباً وشتائم لا حصر لها، تنفر منها النفوس وتشمئز منها العقول، وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى:43
    ============$=======٦٦
    ‏سباب المسلم والرد بالمثل‬
    {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}[الإسراء:53].

    وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «وإن امرُؤٌ شتَمَك وعيَّرَك بما يعلَمُ فيك، فلا تُعيِّره بما تعلَمُ فيه، فإنما وَبالُ ذلك عليه» [أخرجه أبو داود].
    ===========٦٦
    الفرق بين السباب والسب
    السباب‬ هو الشتم أو المشاتمة، وقيل: "السباب أشد من السب"، فالسباب هو: أن يقول الرجل في الرجل ما فيه وما ليس فيه يريد بذلك عيبه، وأما السب فلا يكون إلا بما هو فيه وفي الحديث المتفق عليه: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، ولا يجوز أن يقال للإنسان حيوان أو حمار، أو أي كلمة أخرى يقصد منها الذم مثل غبي أو حقير، إلا أن يكون قال ذلك له على سبيل الرد بالمثل..

    ‫‏يقول النبي صلى اله عليه وسلم: «فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم» (صحيح البخاري:1904)"ديننا لا يأمر بالشتم ولا بالسب، وديننا جميل وهو دين التسامح.
    ‫‏ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».
    =================٦٦
    هل يجوز رد السباب
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (34/ 163): "وكذلك له أن يسبه كما يسبه، مثل أن يلعنه كما يلعنه، أو يقول: قبحك الله، فيقول: قبحك الله، أو أخزاك الله، فيقول له: أخزاك الله، أو يقول: يا كلب يا خنزير، فيقول: يا كلب يا خنزير، فأما إذا كان محرم الجنس مثل تكفيره أو الكذب عليه لم يكن له أن يكفره ولا يكذب عليه، وإذا لعن أباه لم يكن له أن يلعن أباه، لأن أباه لم يظلمه"

    وقال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى:40]، لكن يشترط في القصاص واسترجاع الحق أن يكون مماثلاً وألا يعتدي.

    قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: "الظالمون هم المبتدئون بالمعصية أو المجاوزون الحد في الانتقام، كمن زاد في السب، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتدِ المظلوم» أي أن إثم ما قالاه جميعًا على البادئ، لأنه هو الذي بدأ إلا إذا اعتدى المظلوم، وزاد في السب، فعند ذلك يكون إثمه عليه، وقال ربنا سبحانه: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الشورى من الآية:42].

    والمعنى: أي إنما الحرج والعنت على الذين يبدؤون الناس بالظلم. كما جاء في الحديث الصحيح: «المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم» {أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى من الآية:

    "وقد ذكر أهل العلم أن مجازاة السيئة بأسوأ حرام وظلم، مثل أن يقتل من ضربه أو يضرب من سبه، أو يضرب مرتين من ضربه مرة، وأن مجازاة السيئة بمثلها مباح مثل أن يسب من سبه أو يضرب مرة من ضربه مرة، وأن العفو عن المسيء أفضل وأكمل وله أجره عند الله..

    المباح في رد السباب بمثله فقال: "مثل أن يقول له يا حمار فيقول بل أنت ونحوه.. وكذلك ذكر شيخنا ابن عثيمين رحمه الله ما ملخصه: أنه ليس العفو دائمًا يكون أفضل من مجازاة السيئة بمثلها؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان أحيانًا يعاقب المسيء، فمن كان يرجى أنه إذا عفونا عنه ندم ولم يكرر الإساءة فالعفو أفضل، ومن كان سبق العفو عنه مرارًا وكلما عفونا عنه تمادى في الإساءة، فتكون معاقبته وعدم العفو عنه أفضل إصلاحًا له، وكفًّا لأذاه عن الناس".

    ============٦٦

    ‫‏وأما مقام العفو فهو أفضل بلا شك.‬
    قال تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى:43]، أي: من صبر على الأذى وستر السيئة، فإنه يكون قد فعل أمراً مشكوراً، وفعلاً حميداً، له عليه ثوابٌ جزيل، وثناءٌ جميل من الله تعالى.

    قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "إذا أتاك رجلٌ يشكو إليك رجلًا، فقل: يا أخي! اعفُ عنه؛ فإنَّ العفو أقرب للتقوى، فإن قال: لا يحتمِل قلبي العفوَ، ولكن أنتصر كما أمرَني الله عزَّ وجل فقل له: إن كنتَ تُحسِن أن تنتَصِر، وإلا فارجع إلى باب العفو؛ فإنه باب واسع، فإنَّه مَن عفَا وأصلحَ فأجره على الله، فانتصر؛ وإلا فارجع إلى باب العفو".
    ===================٦٦

    روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم، فلما أكثر رد عليه أبو بكر بعض قوله، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام، فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله! كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت، فقال عليه الصلاة والسلام: «إنه كان معك ملكٌ يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان»" (حديث صحيح بجموع طرقه)

    ==========٦٦
    وترجع هذه الصفات الذميمة إلى ما يلي:
    1- القدوة السيئة: حينما يسمع الأبناء من أبويهم كلمات الفحش والسباب لا شك أنها تتعلق بأذهانهم وترددها ألسنتهم فلا يجدوا من يحاشهم أو يقومهم وأنى لهم ذلك وأبواهم يحتاجان إلى تقويم ومحاسبة، بل إنهم يفرحون عندما يسمعون ابنهم يشتم لأول مرة يطلبون منه ترديدها فرحين ومبتهجين ومفتخرين لأنه كبر ووصل لمرحلة السب، وهذا لا يكون إلا في بيوت انعدمت فيها التقوى والأخلاق الحسنة، أعاذنا الله من ذلك.

    2- رفقاء السوء: كثيراً ما يترك الأهل أبناءهم للعب في الشارع دون قيود ولا حساب ليريحوا أنفسهم من إزعاج الأبناء، فيلتقون بأولاد لا رقيب عليهم ولا مؤدب، وحينها يستمعون منهم ما لا يعد ولا يحصى من الشتائم التي يكرهها الإسلام، فيلتقطونها ويرددونها دون خوف من رقيب أو مؤدب وأنى لهم الرقيب والمؤدب وهم في الشارع، وحينها ينشأون على أسوأ ما يكونون من الأخلاق الفاسدة. فيجب علينا: أن نتخلق بخلق المسلم فلا نتلفظ بالألفاظ البذيئة التي يأباها الشرع لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي)). [رواه الترمذي] قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) [الشيخان وغيرهما] وأن نحد من خروجهم إلى الشارع، ونشغل فراغهم دائماً بالنافع المفيد حتى تنمو عقولهم وتهذب أخلاقهم وينشأوا شباباً وفتيات يمثلون المجتمع الإسلامي في حسن خلق وتربية فاضلة، ويكونوا خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله
    ==========
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد
    مدير عام أوقاف شبرا الخيمة شرق

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 4:23 pm