الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    قيمة النظافة

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2670
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    قيمة النظافة  Empty قيمة النظافة

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأحد أكتوبر 27, 2019 9:49 pm

    درس الإثنين ( درس القافلة ) ٢٨ ١٠ ٢٠١٩
    نحت عنوان 👇
    ====================٦٦
    قيمة النظافة
    هي من أهم القيم الإسلامية، والإسلام ينظر إليها على أنها جزء لا يتجزأ من الإيمان، الأمر الذي جعلها تحظى باهتمام بالغ في الشريعة الإسلامية، اهتمام لا يدانيه اهتمام من الشرائع الأخرى، فلم يعد ينظر إليها على أنها مجرد سلوك مرغوب فيه أو متعارف عليه اجتماعياً يحظى صاحبه بالقبول الاجتماعي فقط؛ بل جعلها الإسلام قضية إيمانية تتصل بالعقيدة، يُثاب فاعلها ويأثم تاركها في بعض مظاهرها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ: بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» (رواه البخاري: [9]، ومسلم: [35]).

    ومن مظاهر اهتمام الإسلام بها؛ جعلها سمة من سمات الرجال، وهذه السِّمة جعلتهم ينالون شرف محبة الله تعالى لهم، قال تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبه:108]،

    كما جعلها سبحانه وتعالى شرطاً لإقامة عمود الدين -الصلاة-، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرضى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:6].

    وجعل سبحانه وتعالى التيمم بالصعيد الطيب عوضاً في حالة عدم القدرة على الماء، وذلك من أسمى مظاهر الاهتمام بالطهارة والنظافة في الإسلام والتيمم يعكس أيضاً مدى حرص الإسلام على الطهارة، قال تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} [المائدة من الآية:6]، كما أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل هذا التكلف من قبيل الحرج والعناء على المؤمنين، ولكن تشريفاً وتكريماً لهم، قال تعالى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:6]، أي أن هذه

    ==================٦٦

    الطهارة التي نأمركم بها ليس المقصود منها إرهاقكم بها ولكنها نعمة من نعمنا التي لا تُحصى عليكم والتي تستحق الشكر. وهذه الطهارة -التي يريدها الله من عباده- ليست مقصورة على الجوانب المادية فقط، من طهارة البدن والثوب، قال تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر:4]، وغير ذلك من المظاهر المادية؛ وإنما هي عامة تشمل المظاهر المعنوية أيضاً، فالإنسان الذي لا يكذب يُوصَف بأنه نظيف اللسان، والذي لا تمتد يده إلى حق غيره يُوصَف بأنه نظيف اليد. والمتأمِّل حال الطهارة والنظافة في القرآن الكريم يجد أن الله سبحانه وتعالى يُعاقِب على عدم الالتزام بها أشد وأبلغ عقاب، وقد أهلك الله سبحانه وتعالى أُمَّة كاملة لنجاستهم وعدم طهارتهم وهم قوم لوط عليه السلام، قال تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ . فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [الحجر:73-74]. وقد جعلها الله تعالى شرط لصحة الصلاة وجعل التيمم بديلاً عن الماء، ومن ثم لا تصح الصلاة بدون الطهارة بالماء أوالتراب، وأول ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر العمل وإن فسدت فسد سائر العمل
    ==============٦٦
    . وقد حرّم الله إتيان المرأة حال حيضها لأنه أذى، وبعد انتهاء الحيض شريطة الطهارة قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222]، وتأمَّل نظرة الإسلام إلى من يأتي امرأته حال حيضها وقبل طهورها وهي زوجته، فذلك الشخص لم يجعل الله له حد جلد ولا رجم مثل الزنا وشرب الخمر؛ بل عقوبته أشد من ذلك وهي الطرد من رحمة الله، نسأل الله العفو والعافية، وكذا الحال مع من يأتي المرأة في دبرها. ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم النظافة نصف الإيمان، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن -أو: تملأ- ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حُجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها» (رواه مسلم: [223]، والترمذي، وابن ماجة)

    . يرد هذا الحديث على من يعتقدون أن النظافة والطهارة إنما هي من ابتكار الغرب، وأن أُمَّة الإسلام ليس لها علاقة بها بسبب تصرُّفات بعض المنتسبين إلى الإسلام، فإن كانت بعض الأديان أولت النظافة جزء من اهتمامها فقد جعلها الإسلام نصف الإيمان، كما جعلها شرط لبعض العبادات، ويكفي هذا الحديث في الكلام عن اهتمام الإسلام بالنظافة. ومن خلال ما سبق يتبين لنا مدى تقدير الإسلام للنظافة، لأنها من العوامل الأساسية في الحفاظ على الصحة، والوقاية مما قد يضرُ البدن. مجالات النظافة في الإسلام:
    =///==/=========٦٦

    الوضوء: شرع الوضوء للصلوات الخمس في اليوم والليلة، بما فيها من تعهَّد للأعضاء الظاهرة من الإنسان الأكثر تعرُّضاً للتلوث، وجعلها شرطاً لقبول الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: «ولا تُقبلُ صلاةٌ بغيرِ طهورٍ، ولا صدقةٌ من غُلولٍ» (رواه مسلم: [224]، وسنن الترمذي: [1]، وابن ماجة). كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على إسباغ الوضوء، قال صلى الله عليه وسلم: «من توضَّأَ للصَّلاةِ فأسبغَ الوضوءَ ثمَّ مشى إلى الصَّلاةِ المَكتوبةِ فصلَّاها معَ النَّاسِ أو معَ الجماعةِ أو في المسجدِ غفرَ اللَّهُ لَهُ ذنوبَهُ» (رواه مسلم: [232])

    . الغسل: أوجب الشارع غسل جميع البدن، بعد الجماع وبعد الحيض والنفاس وغير ذلك من المواطن التي يلزم معها الغسل، وحث عليه وندب إليه في مناسبات عدة وخاصة مواطن الاجتماع والازدحام كالجمع والعيدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء أحدُكم الجمعةَ فليغتسلْ» (رواه البخاري: [877]، ومسلم: [845]). كما أن الإسلام وضع حد أقصى لمدة الغسل، وذلك إذا لم يوجد ما يوجب الغسل، فالسُنة ألا يمرّ أكثر من سبعة أيام على آخر غسل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حقٌّ للهِ على كلِّ مسلمٍ، أن يغتسلَ في كلِّ سبعةِ أيَّامٍ، يغسِلُ رأسَه وجسدَه» (رواه البخاري: [898]، ومسلم: [849]).
    =================٦٦

    شرع غسل اليدين قبل الأكل وبعده، وقد سبقت الإشارة إليه. غسل اليدين بعد الاستيقاظ من النوم قبل غمسها في الماء: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «إذا استيقظ أحدُكم من نومِهِ، فلا يَغْمِسْ يدَه في الإناءِ حتى يغسلَها ثلاثًا، فإنه لا يَدْرِي أين باتت يدُه» (رواه البخاري: [162]، ومسلم: [278]). لِعِلة عدم تلوث مياه الشرب، لعدم تأكد نقاء اليد.

    النهي عن التبوُّل أو التبرُّز أو إلقاء القازورات في الطرق أو في الأماكن التي يركن إليها الناس للاستراحة مثل الظلال وغيرها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا اللَّعَّانين»، قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: «الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظِلِّهمّ» (رواه مسلم: [269]، وأبو داود). خصال الفطرة: ومن مظاهر النظافة في الشريعة الإسلامية سنن الفطرة، وهي عبارة عن بعض السلوكيات التي تعتني بنظافة الإنسان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الفطرة خمس -أو: خمس من الفطرة- الختان، والاستحداد، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقص الشارب» (رواه البخاري: [5889]، ومسلم: [257]). وعن عائشة رضي الله عنها، قال صلى الله عليه وسلم: «عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء»، قال زكريا: "قال مصعب: ونسيت العاشرة: إلا أن تكون «المضمضة»، زاد قتيبة؛ قال وكيع: انتقاص الماء يعني: الاستنجاء" (رواه مسلم: [261]،
    ================٦٦
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد
    مدير عام أوقاف شبرا الخيمة شرق

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 7:40 pm