درس الاربعاء 3 10. 2018
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].
الصدق والكذب أصلُهما في القول، ماضيًا كان أو مستقبلاً، وعدًا كان أو غيره، ولا يكونان بالقصد الأوَّل إلا في القول، وقد يُستعمل الصدقُ في كلِّ ما يحق ويحصل في الاعتقاد؛ نحو: صَدَق ظنِّي وكذب، ويُستعملان في أعمال الجوارح؛ فيقال: صدق في القتال إذا وفَّى حقَّه وفعل ما يجب وكما يجب، وكذَب في القتال إذا كان بخلاف ذلك.
قال تعالى: ﴿ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23]؛ أي: حقَّقوا العهد بما أظهروه من أفعالهم، وقوله: ﴿ لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 8]؛ أي: يسأل من صَدَق بلسانه عن صِدق فعلِه؛ تنبيهًا أنه لا يكفي الاعتراف بالحق دون تحرِّيه بالفعل، وقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ﴾ [الفتح: 27] فهذا صدق الفِعل؛ وهو التحقق؛ أي: حقَّق رؤيته، وعلى ذلك قوله: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ﴾ [الزمر: 33]؛ أي: حقق ما أورده قولاً بما تحرَّاه فعلاً.
ويعبر عن كل فعلٍ فاضل ظاهرًا وباطنًا بالصدق، فيضاف إليه ذلك الفعل الذي يوصف به؛ نحو قوله تعالى: ﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 55]، وعلى هذا: ﴿ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [يونس: 2]، وقوله: ﴿ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ﴾ [الإسراء: 80]، ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84]؛ فإن ذلك سؤالٌ أن يجعله الله تعالى صالحًا؛ بحيث إذا أثنى عليه مَن بَعده لم يكن ذلك الثناء كذبًا
إن من أهمِّ وأبرز صفات المؤمن الصدقَ في عقيدته وقوله وفعله؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾، ومن هنا فقد اتَّفق العلماءُ على إطلاق الصدِّيقية على الذي تستوي سريرتُه وعلانيته في صدق العمل، ولا شكَّ أن من اتَّصف بذلك فهو الصِّدِّيق الحقيقي، وأول الصديقين أبو بكر رضي الله عنه، وهو الذي صدَّق رسولَ الله وآزره، والصدِّيقيةُ أيضًا طاعة الله وقولُ الخير والإمساك عن الشر عامة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، وقال في صفة الصدِّيقين: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [الحديد: 19].
ومن تحرَّى الصدقَ في أقواله وأفعاله صار سجيةً له؛ وهو ينتهي بصاحبه إلى الجنة، والصدوقُ مقبول الحديث عند الناس، ومقبولُ الشهادة عند الحكَّام، والكذوب بخلاف هذا كلِّه، مما يدلُّ على عظمة شأن الصدق وأهميته في حياة المسلم، وفي الصحيحين: ((إن الصِّدق يهدي إلى البِرِّ، وإن البرَّ يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذَّابًا)
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].
الصدق والكذب أصلُهما في القول، ماضيًا كان أو مستقبلاً، وعدًا كان أو غيره، ولا يكونان بالقصد الأوَّل إلا في القول، وقد يُستعمل الصدقُ في كلِّ ما يحق ويحصل في الاعتقاد؛ نحو: صَدَق ظنِّي وكذب، ويُستعملان في أعمال الجوارح؛ فيقال: صدق في القتال إذا وفَّى حقَّه وفعل ما يجب وكما يجب، وكذَب في القتال إذا كان بخلاف ذلك.
قال تعالى: ﴿ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23]؛ أي: حقَّقوا العهد بما أظهروه من أفعالهم، وقوله: ﴿ لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 8]؛ أي: يسأل من صَدَق بلسانه عن صِدق فعلِه؛ تنبيهًا أنه لا يكفي الاعتراف بالحق دون تحرِّيه بالفعل، وقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ﴾ [الفتح: 27] فهذا صدق الفِعل؛ وهو التحقق؛ أي: حقَّق رؤيته، وعلى ذلك قوله: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ﴾ [الزمر: 33]؛ أي: حقق ما أورده قولاً بما تحرَّاه فعلاً.
ويعبر عن كل فعلٍ فاضل ظاهرًا وباطنًا بالصدق، فيضاف إليه ذلك الفعل الذي يوصف به؛ نحو قوله تعالى: ﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 55]، وعلى هذا: ﴿ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [يونس: 2]، وقوله: ﴿ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ﴾ [الإسراء: 80]، ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84]؛ فإن ذلك سؤالٌ أن يجعله الله تعالى صالحًا؛ بحيث إذا أثنى عليه مَن بَعده لم يكن ذلك الثناء كذبًا
إن من أهمِّ وأبرز صفات المؤمن الصدقَ في عقيدته وقوله وفعله؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾، ومن هنا فقد اتَّفق العلماءُ على إطلاق الصدِّيقية على الذي تستوي سريرتُه وعلانيته في صدق العمل، ولا شكَّ أن من اتَّصف بذلك فهو الصِّدِّيق الحقيقي، وأول الصديقين أبو بكر رضي الله عنه، وهو الذي صدَّق رسولَ الله وآزره، والصدِّيقيةُ أيضًا طاعة الله وقولُ الخير والإمساك عن الشر عامة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، وقال في صفة الصدِّيقين: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [الحديد: 19].
ومن تحرَّى الصدقَ في أقواله وأفعاله صار سجيةً له؛ وهو ينتهي بصاحبه إلى الجنة، والصدوقُ مقبول الحديث عند الناس، ومقبولُ الشهادة عند الحكَّام، والكذوب بخلاف هذا كلِّه، مما يدلُّ على عظمة شأن الصدق وأهميته في حياة المسلم، وفي الصحيحين: ((إن الصِّدق يهدي إلى البِرِّ، وإن البرَّ يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذَّابًا)