دروس وخواطر الإمام لشهر شوال
خاطرة الاثنين
22/4/2024م 13شوال1445ه
تحت عنوان
كيفية طعامَ رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم-
العناصر
طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم
ماذا كان يحب رسول الله من الطعام
هيئة الجلوس وآداب الطعام
طعام رسول الله
قال ابن القيم في "زاد المعاد": كان- صلَّى الله عليه وسلَّم- يأكل ما جرت عادة أهل بلده، بأكله من اللحم، والفاكهة، والخبز، والتمر، وغيره، وكان يأكل الرُّطَبَ والبِطِّيخَ، وإذا عافت نفسُه شيئًا لم يأكلْه، ولم يحمِّلْها إياه على كُرْهٍ، وهذا أصلٌ عظيمٌ في حفظ الصحة]،
ماذا كان يحب رسول الله من الطعام
وكان يحب اللحم الحلواء، والعسل، وهذه الثلاثة- أعني: اللحم، والعسل، والحلواء- من أفضل الأغذية، وأنفعها للبدن، والكبد، والأعضاء، وأكلها بها نفعٌ عظيم في حفظ الصحة والقوة
[وكان يأكل الخبز مأدومًا، ما وجد له إدامًا، فتارةً يأكله باللحم، ويقول: ((هو سيد طعام أهل الدنيا والآخرة))[بن ماجة]،
وتارة بالبطيخ، وتارة بالتمر، وتارة بالخل[ راجع زاد المعاد]،
هيئة الجلوس للطعام
مما يساعد، أو يعيق في هضْم الطعام وأكله، وهو أدبٌ من الآداب الإسلامية التي راعاها الإسلام، ونبَّه عليها صفوةُ الخلق رسولُنا محمد- عليه الصلاة والسلام-
صَحَّ عنه- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: ((لا آكل متكئًا))[. أخرجه البخاري
وفيه أيضًا أنه- صلى الله عليه وسلم- أهديت له شاة فجثا على ركبتَيه يأكل، فقال أعرابيٌّ: ما هذه الجلسة؟ فقال: ((إن الله جعلني عبدًا كريمًا، ولم يجعلني جبارًا عنيدًا))، حسَّنه ابنُ حجر إسناده في "الفتح" (9/ 452)، والإمام أحمد (4/ 30 ]،
قال ابن القيم- رحمه الله تعالى-: وقد فُسِّر الاتكاءُ بالتربُّع، وفسر الاتكاءُ على الشيء: وهو الاعتمادُ عليه، وفسر الاتكاء على الجنب، والأنواع الثلاثة من الاتكاء، فنوعٌ منها يضرُّ بالأكل، وهو الاتكاء على الجنب، فإنه يمنع مجرى الطعام الطبيعي عن هيئته، ويعوقه عن سرعة نفوذه إلى المعدة، ويضغط المعدة فلا يستحكم فتحها للغذاء، وأيضًا فإنها تميل، ولا تبقى منتصبةً فلا يصلُ إليها الغذاءُ بسهولةٍ[
وروي عنه- عليه الصلاة والسلام- أنه: "نهى أن يأكل الرجل وهو منبطحٌ على وجهة"[ بن ماجه]،
وقال ابن القيم- رحمه الله تعالى-: ويذكر عنه- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه كان يجلس للأكل متورِّكًا على ركبتَيْهِ، ويضع بطن قدمه اليُسرَى على ظهر قدمه اليمنى؛ تواضعًا لربه- عز وجل- وأدبًا بين يديه؛ لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعي الذي خلقها الله- سبحانه- عليه مع ما فيه من الهيئة الأدبية.
آداب الطعام
* غسل اليدين قبل الطعام لتخليصهما من الغبار والأوساخ المؤذية المسببه للأمراض .
* التسمية قبل الأكل و( من نَسي أنْ يذكرَ اللهَ في أوَّلِ طعامه فليقلْ حينَ يذكرُ : بسم الله في أوله وآخره )
* يجب الأكل باليمين إلا لعذر، ولا بأس باستعمال الملعقة ونحوها، فإن لم يجد جاز الأكل بالأصابع .
* الأكل مما يليه من الطعام، فلا تمتد يده إلى ما يلي الآخرين ولا إلى وسط الطعام، لما روي عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه، قال : ( كنت غلاماً في حجر رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكانتْ يَدي تَطيشُ في الصُّحْفَةِ، فقال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ياغلامُ سَمِّ اللهَ وَكُلْ بيمينكَ وَكُلْ مما يليكَ، قالَ : فما زالتْ تلكَ طعمتي بعدُ )* وإذا ما وقعت منه اللقمةُ فليمط عنها الأذى وليأكلها، لما روي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: ( كانَ إذا طَعِمَ طعاماً لَعَقَ أصابعَه الثَّلاثَ وقالَ: إذا سقطت لقمةُ أحدِكم فَلْيُمِطْ عنها الأَذى وليأكلْها ولا يدعْها للشيطانِ) .
* ويندب الجلوس للأكل ويكره الاتكاء لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم : ( لا آكل متكئاً)
* وينتظر حتى يبرد الطعام قليلاً لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم: ( ولا يـؤكل طعـامٌ حتى يذهــب بخـارُه )
* ويكره الإتيان بحركات منفرة للمشاركين كالجشاء والبصاق والمخاط ونحوه .
* ويستحب عدم الإكثار من الطعام .
* ويستحبُّ للضيف ألا يطيل الجلوس عند المضيف من غير حاجة بعد الفراغ من الأكل بل يستأذن ربَّ المنزل وينصرف، لقولـه تعالى: ((فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا )) [الأحزاب/53]
ويسن بعد الطعام أن يحمد الله ويدعو ، ويغسل يـده ، ويتمضمض .
* ولا يُـذَمُّ الطعـامُ مهما كان نوعه مادام حلالاً وذلك للحديث الذي تقدَّم : ( ما عابَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله ، وإلا تركه ولم يأكل منه)
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
خاطرة الاثنين
22/4/2024م 13شوال1445ه
تحت عنوان
كيفية طعامَ رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم-
العناصر
طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم
ماذا كان يحب رسول الله من الطعام
هيئة الجلوس وآداب الطعام
طعام رسول الله
قال ابن القيم في "زاد المعاد": كان- صلَّى الله عليه وسلَّم- يأكل ما جرت عادة أهل بلده، بأكله من اللحم، والفاكهة، والخبز، والتمر، وغيره، وكان يأكل الرُّطَبَ والبِطِّيخَ، وإذا عافت نفسُه شيئًا لم يأكلْه، ولم يحمِّلْها إياه على كُرْهٍ، وهذا أصلٌ عظيمٌ في حفظ الصحة]،
ماذا كان يحب رسول الله من الطعام
وكان يحب اللحم الحلواء، والعسل، وهذه الثلاثة- أعني: اللحم، والعسل، والحلواء- من أفضل الأغذية، وأنفعها للبدن، والكبد، والأعضاء، وأكلها بها نفعٌ عظيم في حفظ الصحة والقوة
[وكان يأكل الخبز مأدومًا، ما وجد له إدامًا، فتارةً يأكله باللحم، ويقول: ((هو سيد طعام أهل الدنيا والآخرة))[بن ماجة]،
وتارة بالبطيخ، وتارة بالتمر، وتارة بالخل[ راجع زاد المعاد]،
هيئة الجلوس للطعام
مما يساعد، أو يعيق في هضْم الطعام وأكله، وهو أدبٌ من الآداب الإسلامية التي راعاها الإسلام، ونبَّه عليها صفوةُ الخلق رسولُنا محمد- عليه الصلاة والسلام-
صَحَّ عنه- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: ((لا آكل متكئًا))[. أخرجه البخاري
وفيه أيضًا أنه- صلى الله عليه وسلم- أهديت له شاة فجثا على ركبتَيه يأكل، فقال أعرابيٌّ: ما هذه الجلسة؟ فقال: ((إن الله جعلني عبدًا كريمًا، ولم يجعلني جبارًا عنيدًا))، حسَّنه ابنُ حجر إسناده في "الفتح" (9/ 452)، والإمام أحمد (4/ 30 ]،
قال ابن القيم- رحمه الله تعالى-: وقد فُسِّر الاتكاءُ بالتربُّع، وفسر الاتكاءُ على الشيء: وهو الاعتمادُ عليه، وفسر الاتكاء على الجنب، والأنواع الثلاثة من الاتكاء، فنوعٌ منها يضرُّ بالأكل، وهو الاتكاء على الجنب، فإنه يمنع مجرى الطعام الطبيعي عن هيئته، ويعوقه عن سرعة نفوذه إلى المعدة، ويضغط المعدة فلا يستحكم فتحها للغذاء، وأيضًا فإنها تميل، ولا تبقى منتصبةً فلا يصلُ إليها الغذاءُ بسهولةٍ[
وروي عنه- عليه الصلاة والسلام- أنه: "نهى أن يأكل الرجل وهو منبطحٌ على وجهة"[ بن ماجه]،
وقال ابن القيم- رحمه الله تعالى-: ويذكر عنه- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه كان يجلس للأكل متورِّكًا على ركبتَيْهِ، ويضع بطن قدمه اليُسرَى على ظهر قدمه اليمنى؛ تواضعًا لربه- عز وجل- وأدبًا بين يديه؛ لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعي الذي خلقها الله- سبحانه- عليه مع ما فيه من الهيئة الأدبية.
آداب الطعام
* غسل اليدين قبل الطعام لتخليصهما من الغبار والأوساخ المؤذية المسببه للأمراض .
* التسمية قبل الأكل و( من نَسي أنْ يذكرَ اللهَ في أوَّلِ طعامه فليقلْ حينَ يذكرُ : بسم الله في أوله وآخره )
* يجب الأكل باليمين إلا لعذر، ولا بأس باستعمال الملعقة ونحوها، فإن لم يجد جاز الأكل بالأصابع .
* الأكل مما يليه من الطعام، فلا تمتد يده إلى ما يلي الآخرين ولا إلى وسط الطعام، لما روي عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه، قال : ( كنت غلاماً في حجر رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكانتْ يَدي تَطيشُ في الصُّحْفَةِ، فقال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ياغلامُ سَمِّ اللهَ وَكُلْ بيمينكَ وَكُلْ مما يليكَ، قالَ : فما زالتْ تلكَ طعمتي بعدُ )* وإذا ما وقعت منه اللقمةُ فليمط عنها الأذى وليأكلها، لما روي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: ( كانَ إذا طَعِمَ طعاماً لَعَقَ أصابعَه الثَّلاثَ وقالَ: إذا سقطت لقمةُ أحدِكم فَلْيُمِطْ عنها الأَذى وليأكلْها ولا يدعْها للشيطانِ) .
* ويندب الجلوس للأكل ويكره الاتكاء لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم : ( لا آكل متكئاً)
* وينتظر حتى يبرد الطعام قليلاً لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم: ( ولا يـؤكل طعـامٌ حتى يذهــب بخـارُه )
* ويكره الإتيان بحركات منفرة للمشاركين كالجشاء والبصاق والمخاط ونحوه .
* ويستحب عدم الإكثار من الطعام .
* ويستحبُّ للضيف ألا يطيل الجلوس عند المضيف من غير حاجة بعد الفراغ من الأكل بل يستأذن ربَّ المنزل وينصرف، لقولـه تعالى: ((فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا )) [الأحزاب/53]
ويسن بعد الطعام أن يحمد الله ويدعو ، ويغسل يـده ، ويتمضمض .
* ولا يُـذَمُّ الطعـامُ مهما كان نوعه مادام حلالاً وذلك للحديث الذي تقدَّم : ( ما عابَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله ، وإلا تركه ولم يأكل منه)
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة