دروس الإمام لشهر رمضان
6 من شهر رمضان 1445 ه الموافق 16/3/2024م
خاطرة الفجر
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
وفاء المؤمنين
الوفاء من أخلاق السلوك الاجتماعية العظيمة، فهو وصية نبوية، وقيمة قرآنية، حيث أولى القرآن الكريم هذه القيمة عناية فائقة؛ لما لها من عظيم الدلالة في تزكية النفوس، وصفاء الفطرة، وسلامة الإيمان. وقد رغب الله تعالى بالوفاء بالعهود بما أعد الله للمتمسكين بهذا الخلق من الثواب، وبما أثنى به عليهم في محكم الكتاب، قال تعالى: ﴿ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما﴾ [الفتح: 10]. وقد فصل في آيات أخرى عظمة ذلك الأجر فقال: ﴿إنما يتذكر أولو الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق﴾ [الرعد: 19 ـ 20].
قال الله تعالى : ((مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)) ، الأحزاب : 23 .
المشهورُ في سببِ نزولِ هذه الآيةِ الكريمةِ أنها نزلتْ في أنس بن النَّضْرِ ، وغيره من أصحابه – رضي الله عنهم جميعاً - ؛ فقد َرَوَى الْبُخَارِيّ ، وَمُسْلِم ، وَالتِّرْمِذِيّ عَنْ أَنَس قَالَ : " قَالَ عَمِّي أَنَس بْن النَّضْر : سُمِّيت بِهِ . وَلَمْ يَشْهَد بَدْرًا مَعَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَبُرَ عَلَيْهِ فَقَالَ : أَوَّل مَشْهَد شَهِدَهُ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غِبْت عَنْهُ , أَمَا وَاَللَّه لَئِنْ أَرَانِي اللَّه مَشْهَدًا مَعَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا بَعْد لَيَرَيَنَّ اللَّه مَا أَصْنَعُ . قَالَ : فَهَابَ أَنْ يَقُول غَيْرهَا , فَشَهِدَ مَعَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْم أُحُد مِنْ الْعَام الْقَابِل , فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْد بْن مَالِك فَقَالَ : يَا أَبَا عَمْرو أَيْنَ ؟ قَالَ : وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّة ! أَجِدهَا دُون أُحُد , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , فَوُجِدَ فِي جَسَده بِضْع وَثَمَانُونَ مَا بَيْن ضَرْبَة وَطَعْنَة وَرَمْيَة . فَقَالَتْ عَمَّتِي الرُّبَيِّع بِنْت النَّضْر : فَمَا عَرَفْت أَخِي إِلا بِبَنَانِهِ . وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَة " .
ومعنى الآية : أَيْ مِنْهُمْ مَنْ بَذَلَ جُهْده عَلَى الْوَفَاء بِعَهْدِهِ حَتَّى قُتِلَ , مِثْل حَمْزَة ، وَسَعْد بْن مُعَاذ ، وَأَنَس بْن النَّضْر وَغَيْرهمْ – رضي الله عنهم - ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر الشَّهَادَة ، وَمَا بَدَّلُوا عَهْدهمْ وَنَذْرهمْ ، وَمَا غَيَّرُوا عَهْد اللَّه وَلا نَقَضُوهُ وَلا بَدَّلُوهُ . وهذا شأن المؤمنين المخُلّصين في كل مكان وزمان ، يصبرون على الشدائد ، ويثبتون عند الفتن ، جعلنا الله – بفضله وكرمه – منهم ، وحشرنا في زمرتهم
درس العصر
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
طاعة الله
يقول تعالى ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32
ويقول تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].
كيفية طاعة الله
خلق الله -تعالى- الإنسان من أجل طاعته وعباده؛ وطاعة الله -تعالى- تتمثل بالعبودية له وحده، وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه، فالكيفية الصحيحة لطاعة الله -تعالى- تتمثل باتباع أوامر الله -تعالى-، والابتعاد عن المعاصي والآثام، وكثرة التوبة والإنابة لله -تعالى- عند الوقوع ببعض الأخطاء، فالطاعة في اللغة؛ تعني الخضوع والانقياد لله -تعالى
فطاعة الله تعالى الانقياد لأوامره، والموافقة لشرعه، لأنه الأحق بذلك وحده؛ فلا رب غيره ولا معبود بحق سواه،
إن طاعة الله -سبحانه وتعالى- واجبة على كل مسلم، حتى وإن خالفت هواه، أو ما يرغب به، وحتى إن خالفت الواقع وما يتطلبه
كيف أحافظ على الطاعة؟
حافظ على الطاعة عندما تعرف مراد الله منك"،
إن مراد الله من العبد أن يكون طائعًا عفيفًا تاركًا للحرام، فالطاعة جزء من مراد الله للعبد، وطالما كلف من الله تعالى بأن يكون عبدًا ربنيًا يقيم الفرائض، فما عليه إلا أن يقوم بما فرضه الله عليه، فمن حافظ على الطاعة نجا، ووقع في محبة الله،
هذا ما ذكر في الحديث القدسي: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، فيلتزم العبد بالفرائض ثم السعي بعد ذلك في الزيادة،" الطاعة تنقي العبد من كل المعايب وتصفي القلب من كل الشوائب"،
ان الله فرض على عباده الطاعة حتى يطهرهم، وكي يصلح في مجاورة الله سبحانه وتعالى في جنته،
إن أفضل الأعمال ترك الحرام وفعل الطاعات، فمن يفعل ذلك يكون على "باب النجاة" بإذن الله.
الفرق بين العبادة والطاعة؟
فالطَّاعة تكون لله وتكون لغيره وأمَّا العبادة فإنَّها حقٌّ لله وحده لا شريك له؛ ولِذَا قال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَ لِيَعْبُدُون))
طاعة الرسول
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ [الأنفال: 20].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – : “وقد أمر الله بطاعة رسوله في أكثر من ثلاثين موضعاً من القرآن، وقرن طاعته بطاعته، وقرن بين مخالفته ومخالفته؛ كما قرن بين اسمه واسمه، فلا يذكر الله إلا ذكر معه”
ومن هذه المواضع قوله تعالى: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا [النساء:80]، وقوله تعالى: قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [آل عمران: 32]، وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء:59].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى. رواه البخاري.
وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة في الأمور الدينية، أما في الأمور الدنيوية، كوضع الخطط الحربية واتخاذ مواقع للقتال وغير ذلك، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه - كما حدث في غزوة بدر؛ لما أتاه الخبر عن قريش بمسيرهم كما جاء في السيرة النبوية: (فاستشار الناس، وأخبرهم عن قريش؛ فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال يا رسول الله امض لما أمرك الله فنحن معك، ثم استشارهم في موقع نزول الجيش قبل المعركة والنزول عند ماء بدر..) وكان ذلك من حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة ليرشد أمته إلى الاستفادة من خبرات المتخصصين والرجوع إليهم كل فيما يخصه حسب الحاجة والحال والظروف..
كثير من الناس يدَّعون محبَّة الله ورسوله؛ فلئن كانت الطاعة هي البيِّنة الَّتي تشهد بصدق دعوى المحبّة وأصالتها، فإن المعصية تشهد بنقيض ذلك، وعلى الإنسان أن يضع نفسه على هذا المِحَكِّ ليعرف إلى أيِّ الزمرتين ينتمي
درس التراويج
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
أهمية طلب العلم في الإسلام
تشجيع الإسلام للعلم
شجع الإسلام على طلب العلم وهتم به إهتمامًا كثيرًا ، فكانت أول كلمة نزلت في القرآن الكريم كلمة ( إقرأ) وذلك لعظمة العلم وأهميته في حياة الإنسان ، وقد ذكر العلم وطالبي العلم كثيرًا في القرآن الكريم وحدثت أحاديث نبوية عديدة عن العلم وطلب العلم . وقد قال تعالى في القرآن الكريم : ﴿أَمَّن هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيلِ ساجِدًا وَقائِمًا يَحذَرُ الآخِرَةَ وَيَرجو رَحمَةَ رَبِّهِ قُل هَل يَستَوِي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلبابِ﴾ [الزمر: ٩]
أمر المسلمين بطلب العلم
فرض الله سبحان وتعالى على المسلمين طلب العلم فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ، وإنَّ طالبَ العلم يستغفر له كلُّ شيءٍ؛ حتى الحيتان في البحر» .صحيح الجامع للألباني .
ولأهمية العلم أمر الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوه ليزيده علما . قال تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]
فضل طلب العلم
• قرن النبي صلى الله عليه وسلم طلب العلم بالعبادة . فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فضلُ العلم خيرٌ من فضل العبادة، وخيرُ دينِكم الوَرَعُ» . صحيح الجامع، للألباني.
• يرفع الله سبحانه وتعالى درجات طالب العلم فقال عز وجل : ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة ١١]
• اذا مات صاحب العلم فإن أجره لا ينقطع عند الله عز وجل ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له» صحيح مسلم
• يسهِّل الله لطالب العلم طريقًا إلى الجنة ، فعن كثير بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقَ العلمِ، سهَّل اللهُ له طريقًا إلى الجنةِ» .
• قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم بالخروج في سبيل الله ، فمن يخرج لطلب العلم فهو في سبيل الله ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن خرَج في طلب العلم، كان في سبيل الله حتى يَرجِعَ » سنن الترمذي
قصة اسلامية
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الصحابى الجليل جليبيب رضى الله عنه "
هذه القصة التي سنوردها لصحابي جليل اسمه «جليبيب»، في نظر كثير من الناس أنه لا يملك من مقومات السعادة شيئا؛ إذ أنهم يظنون أن السعادة في المال أو المنصب أو الحسب والنسب، أما جليبيب فكان فقير الحال غنيًا بالإيمان ورفع الله نسبه بالإسلام وشرفه الله بالدخول في هذا الدين فإليك قصته :
قال الإمام أحمد : حدثنا عفان حدثنا حماد عن ثابت عن كنانة عن أبي برزة الأسلمي، قال : إن جليبيب كان امرءًا يدخل على النساء يمازحهن ويلاعبهن، فقلت لامرأتي : لا تدخلن عليكن جليبيب؛ فإنه إن دخل عليكن لأفعلن وأفعلن قالت : كانت الأنصار إذا كان لأحدهم أَيم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار : «زوجني ابنتك» قال : نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين، فقال صلى الله عليه وسلم : «إني لست أريدها لنفسي» قال : فلمن ؟ قال صلى الله عليه وسلم : لجليبيب فقال : يا رسول الله، أشاور أمها فأتى أمها فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك فقالت : نعم، ونعمة عين فقال : إنه ليس يخطبها لنفسه؛ إنما يخطبها لجليبيب فقالت : أجليبيب ابنه ؟ أجليبيب ابنه ؟ ألا لعمر الله لا نزوجه فلما أراد أن يقوم ليأتي رسول الله فيخبره بما قالت أمها قالت الجارية : من خطبني إليكم ؟ فأخبرتها أمها؛ قالت : أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ؟ ادفعوني إليه؛ فإنه لن يضيعني فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : شأنك بها فزوجها جليبيبا قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة له، فلما أفاء الله عليه قال لأصحابه رضي الله عنهم : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : نفقد فلانًا ونفقد فلانًا قال صلى الله عليه وسلم : «انظروا هل تفقدون من أحد» قالوا : لا قال صلى الله عليه وسلم : لكنني أفقد جليبيبا قال صلى الله عليه وسلم : «فاطلبوه في القتلى» فطلبوه فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فقالوا : يا رسول الله، ها هو ذا قد قتلهم ثم قتلوه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عليه فقال : «قتل سبعة وقتلوه، هذا مني وأنا منه» مرتين أو ثلاث، ثم وضعه رسول الله على ساعديه وحفر له، ماله سريرٌ إلا ساعد النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم وضعه في قبره ( رواه أحمد تفسير ابن كثير سورة الأحزاب 36 وأصله في صحيح مسلم ج6 ) فانظر يا أخي في الله كيف أن هذا الصحابي باع دنياه واشترى آخرته وقدم نفسه قربانًا إلى الله؛ لأنه يعلم أن السعادة في طاعة الله، وانظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : «هو مني وأنا منه»؛ أي على هديي وسنتي وطريقتي، وهذا إيماءٌ من النبي صلى الله عليه وسلم أن جليبيبا قتل شهيدًا، وهو بإذن الله من أهل الجنة؛ فهذه السعادة الحقيقية .
فتاوي رمضان
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
هل يجب الصوم على الصبي البالغ تسع سنوات؟
لا يجب الصوم على الصبي حتى يبلغ إما بالعلامات المعروفة، وأشهرها الاحتلام للذكر والأنثى والحيض للأنثى، أو ببلوغه خمسة عشر عاماً قمرية، ويجب على الولي أن يأمر أبناءه الصغار بالصوم متى بلغوا سن التمييز، وهو السابعة من العمر إن كانوا قادرين على ذلك.
هل يشترط تبييت النية للصبي المميز إذا أراد الصوم؟
إذا أراد الصبي المميز أن يصوم في رمضان فعليه أن ينوي من الليل؛ لأن هذا شرط أداء هذه الفريضة وإن لم تكن واجبة عليه.
سؤال اليوم
الانفال، كلمه و ردت فالقران الكريم، فماذا تعني؟
· الغنائم
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
01097532293
01147506453
6 من شهر رمضان 1445 ه الموافق 16/3/2024م
خاطرة الفجر
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
وفاء المؤمنين
الوفاء من أخلاق السلوك الاجتماعية العظيمة، فهو وصية نبوية، وقيمة قرآنية، حيث أولى القرآن الكريم هذه القيمة عناية فائقة؛ لما لها من عظيم الدلالة في تزكية النفوس، وصفاء الفطرة، وسلامة الإيمان. وقد رغب الله تعالى بالوفاء بالعهود بما أعد الله للمتمسكين بهذا الخلق من الثواب، وبما أثنى به عليهم في محكم الكتاب، قال تعالى: ﴿ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما﴾ [الفتح: 10]. وقد فصل في آيات أخرى عظمة ذلك الأجر فقال: ﴿إنما يتذكر أولو الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق﴾ [الرعد: 19 ـ 20].
قال الله تعالى : ((مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)) ، الأحزاب : 23 .
المشهورُ في سببِ نزولِ هذه الآيةِ الكريمةِ أنها نزلتْ في أنس بن النَّضْرِ ، وغيره من أصحابه – رضي الله عنهم جميعاً - ؛ فقد َرَوَى الْبُخَارِيّ ، وَمُسْلِم ، وَالتِّرْمِذِيّ عَنْ أَنَس قَالَ : " قَالَ عَمِّي أَنَس بْن النَّضْر : سُمِّيت بِهِ . وَلَمْ يَشْهَد بَدْرًا مَعَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَبُرَ عَلَيْهِ فَقَالَ : أَوَّل مَشْهَد شَهِدَهُ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غِبْت عَنْهُ , أَمَا وَاَللَّه لَئِنْ أَرَانِي اللَّه مَشْهَدًا مَعَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا بَعْد لَيَرَيَنَّ اللَّه مَا أَصْنَعُ . قَالَ : فَهَابَ أَنْ يَقُول غَيْرهَا , فَشَهِدَ مَعَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْم أُحُد مِنْ الْعَام الْقَابِل , فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْد بْن مَالِك فَقَالَ : يَا أَبَا عَمْرو أَيْنَ ؟ قَالَ : وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّة ! أَجِدهَا دُون أُحُد , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , فَوُجِدَ فِي جَسَده بِضْع وَثَمَانُونَ مَا بَيْن ضَرْبَة وَطَعْنَة وَرَمْيَة . فَقَالَتْ عَمَّتِي الرُّبَيِّع بِنْت النَّضْر : فَمَا عَرَفْت أَخِي إِلا بِبَنَانِهِ . وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَة " .
ومعنى الآية : أَيْ مِنْهُمْ مَنْ بَذَلَ جُهْده عَلَى الْوَفَاء بِعَهْدِهِ حَتَّى قُتِلَ , مِثْل حَمْزَة ، وَسَعْد بْن مُعَاذ ، وَأَنَس بْن النَّضْر وَغَيْرهمْ – رضي الله عنهم - ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر الشَّهَادَة ، وَمَا بَدَّلُوا عَهْدهمْ وَنَذْرهمْ ، وَمَا غَيَّرُوا عَهْد اللَّه وَلا نَقَضُوهُ وَلا بَدَّلُوهُ . وهذا شأن المؤمنين المخُلّصين في كل مكان وزمان ، يصبرون على الشدائد ، ويثبتون عند الفتن ، جعلنا الله – بفضله وكرمه – منهم ، وحشرنا في زمرتهم
درس العصر
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
طاعة الله
يقول تعالى ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32
ويقول تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].
كيفية طاعة الله
خلق الله -تعالى- الإنسان من أجل طاعته وعباده؛ وطاعة الله -تعالى- تتمثل بالعبودية له وحده، وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه، فالكيفية الصحيحة لطاعة الله -تعالى- تتمثل باتباع أوامر الله -تعالى-، والابتعاد عن المعاصي والآثام، وكثرة التوبة والإنابة لله -تعالى- عند الوقوع ببعض الأخطاء، فالطاعة في اللغة؛ تعني الخضوع والانقياد لله -تعالى
فطاعة الله تعالى الانقياد لأوامره، والموافقة لشرعه، لأنه الأحق بذلك وحده؛ فلا رب غيره ولا معبود بحق سواه،
إن طاعة الله -سبحانه وتعالى- واجبة على كل مسلم، حتى وإن خالفت هواه، أو ما يرغب به، وحتى إن خالفت الواقع وما يتطلبه
كيف أحافظ على الطاعة؟
حافظ على الطاعة عندما تعرف مراد الله منك"،
إن مراد الله من العبد أن يكون طائعًا عفيفًا تاركًا للحرام، فالطاعة جزء من مراد الله للعبد، وطالما كلف من الله تعالى بأن يكون عبدًا ربنيًا يقيم الفرائض، فما عليه إلا أن يقوم بما فرضه الله عليه، فمن حافظ على الطاعة نجا، ووقع في محبة الله،
هذا ما ذكر في الحديث القدسي: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، فيلتزم العبد بالفرائض ثم السعي بعد ذلك في الزيادة،" الطاعة تنقي العبد من كل المعايب وتصفي القلب من كل الشوائب"،
ان الله فرض على عباده الطاعة حتى يطهرهم، وكي يصلح في مجاورة الله سبحانه وتعالى في جنته،
إن أفضل الأعمال ترك الحرام وفعل الطاعات، فمن يفعل ذلك يكون على "باب النجاة" بإذن الله.
الفرق بين العبادة والطاعة؟
فالطَّاعة تكون لله وتكون لغيره وأمَّا العبادة فإنَّها حقٌّ لله وحده لا شريك له؛ ولِذَا قال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَ لِيَعْبُدُون))
طاعة الرسول
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ [الأنفال: 20].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – : “وقد أمر الله بطاعة رسوله في أكثر من ثلاثين موضعاً من القرآن، وقرن طاعته بطاعته، وقرن بين مخالفته ومخالفته؛ كما قرن بين اسمه واسمه، فلا يذكر الله إلا ذكر معه”
ومن هذه المواضع قوله تعالى: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا [النساء:80]، وقوله تعالى: قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [آل عمران: 32]، وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء:59].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى. رواه البخاري.
وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة في الأمور الدينية، أما في الأمور الدنيوية، كوضع الخطط الحربية واتخاذ مواقع للقتال وغير ذلك، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه - كما حدث في غزوة بدر؛ لما أتاه الخبر عن قريش بمسيرهم كما جاء في السيرة النبوية: (فاستشار الناس، وأخبرهم عن قريش؛ فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال يا رسول الله امض لما أمرك الله فنحن معك، ثم استشارهم في موقع نزول الجيش قبل المعركة والنزول عند ماء بدر..) وكان ذلك من حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة ليرشد أمته إلى الاستفادة من خبرات المتخصصين والرجوع إليهم كل فيما يخصه حسب الحاجة والحال والظروف..
كثير من الناس يدَّعون محبَّة الله ورسوله؛ فلئن كانت الطاعة هي البيِّنة الَّتي تشهد بصدق دعوى المحبّة وأصالتها، فإن المعصية تشهد بنقيض ذلك، وعلى الإنسان أن يضع نفسه على هذا المِحَكِّ ليعرف إلى أيِّ الزمرتين ينتمي
درس التراويج
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
أهمية طلب العلم في الإسلام
تشجيع الإسلام للعلم
شجع الإسلام على طلب العلم وهتم به إهتمامًا كثيرًا ، فكانت أول كلمة نزلت في القرآن الكريم كلمة ( إقرأ) وذلك لعظمة العلم وأهميته في حياة الإنسان ، وقد ذكر العلم وطالبي العلم كثيرًا في القرآن الكريم وحدثت أحاديث نبوية عديدة عن العلم وطلب العلم . وقد قال تعالى في القرآن الكريم : ﴿أَمَّن هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيلِ ساجِدًا وَقائِمًا يَحذَرُ الآخِرَةَ وَيَرجو رَحمَةَ رَبِّهِ قُل هَل يَستَوِي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلبابِ﴾ [الزمر: ٩]
أمر المسلمين بطلب العلم
فرض الله سبحان وتعالى على المسلمين طلب العلم فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ، وإنَّ طالبَ العلم يستغفر له كلُّ شيءٍ؛ حتى الحيتان في البحر» .صحيح الجامع للألباني .
ولأهمية العلم أمر الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوه ليزيده علما . قال تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]
فضل طلب العلم
• قرن النبي صلى الله عليه وسلم طلب العلم بالعبادة . فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فضلُ العلم خيرٌ من فضل العبادة، وخيرُ دينِكم الوَرَعُ» . صحيح الجامع، للألباني.
• يرفع الله سبحانه وتعالى درجات طالب العلم فقال عز وجل : ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة ١١]
• اذا مات صاحب العلم فإن أجره لا ينقطع عند الله عز وجل ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له» صحيح مسلم
• يسهِّل الله لطالب العلم طريقًا إلى الجنة ، فعن كثير بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقَ العلمِ، سهَّل اللهُ له طريقًا إلى الجنةِ» .
• قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم بالخروج في سبيل الله ، فمن يخرج لطلب العلم فهو في سبيل الله ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن خرَج في طلب العلم، كان في سبيل الله حتى يَرجِعَ » سنن الترمذي
قصة اسلامية
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الصحابى الجليل جليبيب رضى الله عنه "
هذه القصة التي سنوردها لصحابي جليل اسمه «جليبيب»، في نظر كثير من الناس أنه لا يملك من مقومات السعادة شيئا؛ إذ أنهم يظنون أن السعادة في المال أو المنصب أو الحسب والنسب، أما جليبيب فكان فقير الحال غنيًا بالإيمان ورفع الله نسبه بالإسلام وشرفه الله بالدخول في هذا الدين فإليك قصته :
قال الإمام أحمد : حدثنا عفان حدثنا حماد عن ثابت عن كنانة عن أبي برزة الأسلمي، قال : إن جليبيب كان امرءًا يدخل على النساء يمازحهن ويلاعبهن، فقلت لامرأتي : لا تدخلن عليكن جليبيب؛ فإنه إن دخل عليكن لأفعلن وأفعلن قالت : كانت الأنصار إذا كان لأحدهم أَيم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار : «زوجني ابنتك» قال : نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين، فقال صلى الله عليه وسلم : «إني لست أريدها لنفسي» قال : فلمن ؟ قال صلى الله عليه وسلم : لجليبيب فقال : يا رسول الله، أشاور أمها فأتى أمها فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك فقالت : نعم، ونعمة عين فقال : إنه ليس يخطبها لنفسه؛ إنما يخطبها لجليبيب فقالت : أجليبيب ابنه ؟ أجليبيب ابنه ؟ ألا لعمر الله لا نزوجه فلما أراد أن يقوم ليأتي رسول الله فيخبره بما قالت أمها قالت الجارية : من خطبني إليكم ؟ فأخبرتها أمها؛ قالت : أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ؟ ادفعوني إليه؛ فإنه لن يضيعني فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : شأنك بها فزوجها جليبيبا قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة له، فلما أفاء الله عليه قال لأصحابه رضي الله عنهم : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : نفقد فلانًا ونفقد فلانًا قال صلى الله عليه وسلم : «انظروا هل تفقدون من أحد» قالوا : لا قال صلى الله عليه وسلم : لكنني أفقد جليبيبا قال صلى الله عليه وسلم : «فاطلبوه في القتلى» فطلبوه فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فقالوا : يا رسول الله، ها هو ذا قد قتلهم ثم قتلوه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عليه فقال : «قتل سبعة وقتلوه، هذا مني وأنا منه» مرتين أو ثلاث، ثم وضعه رسول الله على ساعديه وحفر له، ماله سريرٌ إلا ساعد النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم وضعه في قبره ( رواه أحمد تفسير ابن كثير سورة الأحزاب 36 وأصله في صحيح مسلم ج6 ) فانظر يا أخي في الله كيف أن هذا الصحابي باع دنياه واشترى آخرته وقدم نفسه قربانًا إلى الله؛ لأنه يعلم أن السعادة في طاعة الله، وانظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : «هو مني وأنا منه»؛ أي على هديي وسنتي وطريقتي، وهذا إيماءٌ من النبي صلى الله عليه وسلم أن جليبيبا قتل شهيدًا، وهو بإذن الله من أهل الجنة؛ فهذه السعادة الحقيقية .
فتاوي رمضان
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
هل يجب الصوم على الصبي البالغ تسع سنوات؟
لا يجب الصوم على الصبي حتى يبلغ إما بالعلامات المعروفة، وأشهرها الاحتلام للذكر والأنثى والحيض للأنثى، أو ببلوغه خمسة عشر عاماً قمرية، ويجب على الولي أن يأمر أبناءه الصغار بالصوم متى بلغوا سن التمييز، وهو السابعة من العمر إن كانوا قادرين على ذلك.
هل يشترط تبييت النية للصبي المميز إذا أراد الصوم؟
إذا أراد الصبي المميز أن يصوم في رمضان فعليه أن ينوي من الليل؛ لأن هذا شرط أداء هذه الفريضة وإن لم تكن واجبة عليه.
سؤال اليوم
الانفال، كلمه و ردت فالقران الكريم، فماذا تعني؟
· الغنائم
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
01097532293
01147506453