دروس الإمام لشهر رمضان
5 من شهر رمضان 1445ه الموافق 15/3/2024م
جمع وإعداد فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
خاطرة الفجر
القَوْلُ على اللهِ بِغير عِلْم
قال الله تعالى : ((وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ)) ، الحج : 8 .
المشهورُ في سببِ نزولِ هذه الآيةِ الكريمةِ أنها نزلتْ في النَّضْر بْن الْحَارِثِ من بَني عَبْدِ الدَّار ، وعليه أغلبُ المفسرين ، وَقَدْ قِيلَ : نَزَلَتْ فِيهِ بِضْع عَشْرَةَ آيَة ؛ وذلك أنه أنكرَ البعثَ ، والنُّبوّة ، وكان من قولهِ : " الملائكةُ بَناتُ الله تعالى اللهُ عمّا يقولُ الكافرون عُلوّاً كبيراً ، فهو – أي النَّضْرُ قد زَعَمَ ما قاله َبِغَيْرِ بَيَان مَعَهُ لِمَا يَقُول وَلا بُرْهَان ، وَبِغَيْرِ كِتَاب مِنَ اللَّه أَتَاهُ لِصِحَّةِ مَا يَقُول ، وَإِنَّمَا يَقُول مَا يَقُول مِنَ الْجَهْل ظَنًّاً مِنْهُ وَحِسْبَانًا ، بِِلا عَقْل صَحِيح ، وَلا نَقْل صَرِيح بَلْ بِمُجَرَّدِ الرَّأْي وَالْهَوَى ، وهذا حالُ الضُّلاّل الجُهَّال المُقَلِّدين في كل زمانٍ ومكانٍ ، فتراهم يَهْرِفون بما لا يَعْرفون ، ويقولون ما لا يَفْقَهون ، فَسَاءَ ما يَصنعونَ .
وَحَريٌ بالمسلمِ أن يَنْأى بنفسه عن القولِ على الله بلا عِلْم يُرشده ويَهديه ؛ فذاك من أعظم المُحَرَّمات ، ولهذا حَذّرنا ربنا – تَقَدَّستْ أسماؤه – بقوله : ((وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) ، النَّحل : 116-117 .
اللهمَّ عَلّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا .
درس العصر
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الرجاء في الاسلام
أن الرجاء عبادة للقلب لا تصلح إلا لله ، فهي كالذل والإنابة والتوكل والمحبة والخوف وغيرها من عبادة القلب لله تعالى،
هذه العبادة قد جاء في بيان عظمتها مواضع عديدة في القرآن والسنة النبوية؛
مفهوم الرجاء
قال الراغب الأصفهاني: «والرَّجَاءُ ظنّ يقتضي حصول ما فيه مسرّة».
الرجاء في القرآن
ذكر القرآن معنى الرجاء في العديد من الآيات، منها قول الله تعالي
سورة النساء: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ١٠٤﴾ [النساء:104].
سورة التوبة: ﴿وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ١٠٦﴾ [التوبة:106].
سورة الكهف: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ١١٠﴾ [الكهف:110].(3)
سورة فاطر: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ٢٩﴾ [فاطر:29].
سورة نوح: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ١٣﴾ [نوح:13].
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: "إن أكبر آية في القرآن فرجًا آية في سورة الغرف (الزمر): (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53].
الرجاء في الحديث النبوي
1- عن أنس، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دخل على شابّ وهو في الموت، فقال: (كيف تجدك؟) قال: واللّه يا رسول اللّه: إنّي أرجو اللّه، وإنّي أخاف ذنوبي، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلّا أعطاه اللّه ما يرجو، وآمنه ممّا يخاف).[3][4]
2- عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «قال اللّه: يا ابن آدم إنّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السّماء ثمّ استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنّك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثمّ لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة).
أنواع الرجاء
الرجاء الأول؛ هو رجاء رجل مسلم أو مسلمة يعمل الصالحات ويبتعد عن المعاصي، فيرجو رحمة الله وعفوه، بمحاولة التقرّب إلى الله بالطاعات، فهذا من الرجاء المحمود.
الرجاء الثاني؛ رجاء رجل مسلم لكنه مُذنب يتوب ويعود للذنب مرة أخرى؛ فإنه أوّاب كثير التوبة لله -تعالى-، وهذا أيضاً من الرجاء المحمود.
وكل مسلم محتاج إلى الرجاء: لأن المسلم يدور بين ذنب يرجو غفرانه، وعيبٍ يرجو إصلاحه، وعملٍ صالح يرجو قبوله، واستقامةٍ يرجو حصولها وثباتها، وقربٍ من الله يرجو الوصول إليه.
لذلك كان الرجاء من أهم الأسباب التي تعين المرء على السير إلى ربه، والثبات على دينه.
درس التراويج
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الرجاء يدفع إلى العمل:
يقول تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
كثيرا من المفرطين في الطاعات المجترئين على فعل المعاصي والسيئات يزعمون ثقتهم برحمة الله وعفوه، وهذا ولا شك فهم قاصر لمعنى الرجاء يصدق على أصحابه ذم الإمام الحسن البصري رحمه الله حين قال:إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، يقولون: نحسن الظن بالله ،وكذبوا فلو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.
إن الله عز وجل هو الغفور الرحيم، لكن أرجو أن تنتبه معي أيها الحبيب إلى المعنى اللطيف الذي تضمنته هذه الآية التي يقول الله عز وجل فيها: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ) (البقرة:218).
فانظر كيف أنهم يرجون رحمة الله وهم يعملون هذه الأعمال الصالحة العظيمة.فهيا أيها الحبيب لعمل الصالحات والتوبة مما سلف من المعاصي والسيئات
المواظبة على العمل الصالح والطاعات إن الرجاء يورث العبد المؤمن فعل الأعمال الصالحة والإكثار من الطاعات والخيرات، والدوام في المحافظة عليها، وطول المجاهدة، في سائر الأحوال والتقلبات، بل يولّد عنده التلذذ بفعل الطاعة وإن كانت شاقة وصعبة عليه، وهذا مما يؤدي إلى زيادة الفضل والثواب من الله تعالى.
قصة اسلامية
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة
جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم يقول: إن نفسي تراودني المعصية ولا أستطيع كبح جماحها، فماذا أفعل؟ قال: إذا وفيت بخمس فاعص الله ما شئت، قال: وما هي؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، ولا تنم في أرضه، ولا تعصه أمام عينيه قال: وكيف يكون هذا؟ وكل ما في الأرض لله والأرض ملكه، والسماء سماؤه، وفي أي ركن أكون منها، فالله تعالى يعلم السر وأخفى! قال: أما تستحي أن تأكل من رزقه وتنام على أرضه وتعصه أمام عينيه؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله وجاءك ملك الموت فلا تذهب معه أو جاءتك زبانية العذاب فلا تذهب معهم، قال: وكيف يكون هذا؟: إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، قال: فإذا علمت قدر نفسك، لا تستطيع أن ترد ملك الموت، أو زبانية العذاب فلم تعصه؟ فكانت توبة بعد ذلك نصوحا.
فتاوي رمضان
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
سؤال: ما هي مراحل فرض الصيام؟
الأولى صيام عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر،
الثانية صيام رمضان أو دفع الفدية بدلاً من ذلك،
الثالثة أصبح الصيام فرض عين ولا يجوز إفطاره.
سؤال اليوم
من هو الصحابى الذي ذكر اسمة فالقران صريحا؟
زيد بن حارثة
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
01097532293
01147506453
5 من شهر رمضان 1445ه الموافق 15/3/2024م
جمع وإعداد فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
خاطرة الفجر
القَوْلُ على اللهِ بِغير عِلْم
قال الله تعالى : ((وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ)) ، الحج : 8 .
المشهورُ في سببِ نزولِ هذه الآيةِ الكريمةِ أنها نزلتْ في النَّضْر بْن الْحَارِثِ من بَني عَبْدِ الدَّار ، وعليه أغلبُ المفسرين ، وَقَدْ قِيلَ : نَزَلَتْ فِيهِ بِضْع عَشْرَةَ آيَة ؛ وذلك أنه أنكرَ البعثَ ، والنُّبوّة ، وكان من قولهِ : " الملائكةُ بَناتُ الله تعالى اللهُ عمّا يقولُ الكافرون عُلوّاً كبيراً ، فهو – أي النَّضْرُ قد زَعَمَ ما قاله َبِغَيْرِ بَيَان مَعَهُ لِمَا يَقُول وَلا بُرْهَان ، وَبِغَيْرِ كِتَاب مِنَ اللَّه أَتَاهُ لِصِحَّةِ مَا يَقُول ، وَإِنَّمَا يَقُول مَا يَقُول مِنَ الْجَهْل ظَنًّاً مِنْهُ وَحِسْبَانًا ، بِِلا عَقْل صَحِيح ، وَلا نَقْل صَرِيح بَلْ بِمُجَرَّدِ الرَّأْي وَالْهَوَى ، وهذا حالُ الضُّلاّل الجُهَّال المُقَلِّدين في كل زمانٍ ومكانٍ ، فتراهم يَهْرِفون بما لا يَعْرفون ، ويقولون ما لا يَفْقَهون ، فَسَاءَ ما يَصنعونَ .
وَحَريٌ بالمسلمِ أن يَنْأى بنفسه عن القولِ على الله بلا عِلْم يُرشده ويَهديه ؛ فذاك من أعظم المُحَرَّمات ، ولهذا حَذّرنا ربنا – تَقَدَّستْ أسماؤه – بقوله : ((وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) ، النَّحل : 116-117 .
اللهمَّ عَلّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا .
درس العصر
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الرجاء في الاسلام
أن الرجاء عبادة للقلب لا تصلح إلا لله ، فهي كالذل والإنابة والتوكل والمحبة والخوف وغيرها من عبادة القلب لله تعالى،
هذه العبادة قد جاء في بيان عظمتها مواضع عديدة في القرآن والسنة النبوية؛
مفهوم الرجاء
قال الراغب الأصفهاني: «والرَّجَاءُ ظنّ يقتضي حصول ما فيه مسرّة».
الرجاء في القرآن
ذكر القرآن معنى الرجاء في العديد من الآيات، منها قول الله تعالي
سورة النساء: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ١٠٤﴾ [النساء:104].
سورة التوبة: ﴿وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ١٠٦﴾ [التوبة:106].
سورة الكهف: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ١١٠﴾ [الكهف:110].(3)
سورة فاطر: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ٢٩﴾ [فاطر:29].
سورة نوح: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ١٣﴾ [نوح:13].
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: "إن أكبر آية في القرآن فرجًا آية في سورة الغرف (الزمر): (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53].
الرجاء في الحديث النبوي
1- عن أنس، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دخل على شابّ وهو في الموت، فقال: (كيف تجدك؟) قال: واللّه يا رسول اللّه: إنّي أرجو اللّه، وإنّي أخاف ذنوبي، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلّا أعطاه اللّه ما يرجو، وآمنه ممّا يخاف).[3][4]
2- عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «قال اللّه: يا ابن آدم إنّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السّماء ثمّ استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنّك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثمّ لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة).
أنواع الرجاء
الرجاء الأول؛ هو رجاء رجل مسلم أو مسلمة يعمل الصالحات ويبتعد عن المعاصي، فيرجو رحمة الله وعفوه، بمحاولة التقرّب إلى الله بالطاعات، فهذا من الرجاء المحمود.
الرجاء الثاني؛ رجاء رجل مسلم لكنه مُذنب يتوب ويعود للذنب مرة أخرى؛ فإنه أوّاب كثير التوبة لله -تعالى-، وهذا أيضاً من الرجاء المحمود.
وكل مسلم محتاج إلى الرجاء: لأن المسلم يدور بين ذنب يرجو غفرانه، وعيبٍ يرجو إصلاحه، وعملٍ صالح يرجو قبوله، واستقامةٍ يرجو حصولها وثباتها، وقربٍ من الله يرجو الوصول إليه.
لذلك كان الرجاء من أهم الأسباب التي تعين المرء على السير إلى ربه، والثبات على دينه.
درس التراويج
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الرجاء يدفع إلى العمل:
يقول تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
كثيرا من المفرطين في الطاعات المجترئين على فعل المعاصي والسيئات يزعمون ثقتهم برحمة الله وعفوه، وهذا ولا شك فهم قاصر لمعنى الرجاء يصدق على أصحابه ذم الإمام الحسن البصري رحمه الله حين قال:إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، يقولون: نحسن الظن بالله ،وكذبوا فلو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.
إن الله عز وجل هو الغفور الرحيم، لكن أرجو أن تنتبه معي أيها الحبيب إلى المعنى اللطيف الذي تضمنته هذه الآية التي يقول الله عز وجل فيها: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ) (البقرة:218).
فانظر كيف أنهم يرجون رحمة الله وهم يعملون هذه الأعمال الصالحة العظيمة.فهيا أيها الحبيب لعمل الصالحات والتوبة مما سلف من المعاصي والسيئات
المواظبة على العمل الصالح والطاعات إن الرجاء يورث العبد المؤمن فعل الأعمال الصالحة والإكثار من الطاعات والخيرات، والدوام في المحافظة عليها، وطول المجاهدة، في سائر الأحوال والتقلبات، بل يولّد عنده التلذذ بفعل الطاعة وإن كانت شاقة وصعبة عليه، وهذا مما يؤدي إلى زيادة الفضل والثواب من الله تعالى.
قصة اسلامية
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة
جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم يقول: إن نفسي تراودني المعصية ولا أستطيع كبح جماحها، فماذا أفعل؟ قال: إذا وفيت بخمس فاعص الله ما شئت، قال: وما هي؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، ولا تنم في أرضه، ولا تعصه أمام عينيه قال: وكيف يكون هذا؟ وكل ما في الأرض لله والأرض ملكه، والسماء سماؤه، وفي أي ركن أكون منها، فالله تعالى يعلم السر وأخفى! قال: أما تستحي أن تأكل من رزقه وتنام على أرضه وتعصه أمام عينيه؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله وجاءك ملك الموت فلا تذهب معه أو جاءتك زبانية العذاب فلا تذهب معهم، قال: وكيف يكون هذا؟: إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، قال: فإذا علمت قدر نفسك، لا تستطيع أن ترد ملك الموت، أو زبانية العذاب فلم تعصه؟ فكانت توبة بعد ذلك نصوحا.
فتاوي رمضان
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
سؤال: ما هي مراحل فرض الصيام؟
الأولى صيام عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر،
الثانية صيام رمضان أو دفع الفدية بدلاً من ذلك،
الثالثة أصبح الصيام فرض عين ولا يجوز إفطاره.
سؤال اليوم
من هو الصحابى الذي ذكر اسمة فالقران صريحا؟
زيد بن حارثة
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
01097532293
01147506453