الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    من هي زوجة نبي الله أيوب عليه السلام

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2670
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    من هي زوجة نبي الله أيوب عليه السلام  Empty من هي زوجة نبي الله أيوب عليه السلام

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأربعاء يناير 01, 2020 1:27 am

    هي: ليا أو رحمة يقال أن اسمها ليا ابنة آفرايم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق عليهم السلام، وقد سماها ابن عساكر في تاريخه – رحمة الله تعالى على الأرجح، وكانت ذات جمال وحسب ونسب وعِلم، أهّلَها لأن تكون الزوجة التقية النقية والقادرة على تحمُّل الابتلاء والصبر على مرض الزوج وفقد المال والأولاد، فما شكت وما جزعت - إنها الصابرة العفيفة الخدومة.

    لذلك لا تُذكر قصة "رحمة " إلا وكانت مقترنة بقصة أيوب عليه السلام ولا تُذكر قصة أيوب عليه السلام إلا وذكرت قصة زوجته الصابرة العابدة المخلصة لزوجها ودينها والتي تُعطي لكل زوجة درساً في الإخلاص لزوجها والصبر على تحمُل المحن.

    بداية القصة:

    تزوجت رحمة أيوب عليه السلام وله من المال الوفير والعُمال الكُثر والأراضي الشاسعة، ورزقها الله تعالي من البنين والبنات ما تقر بها عينُها، ولا تحزن فكان أيوب أحد أغنياء الأنبياء، وأوسع الله عليها وعلي زوجها من الرزق شيئاً مباركاً وفضلهما على كثير من خلقه، ولكن هؤلاء جعلوا الدنيا في أيديهم وليس في قلوبهم، وكانت رحمة قد آمنت مع أيوب وبدعوته إلي الله، وقد كان أيوب عليه السلام – براً تقيا ورحيما يُحسن إلي المساكين والأرامل ويكفل الأيتام وقد قيل لا يأكُل الطعام إلا معهم ، فأرد الله تعالي أن يختبر أيوب في إيمانه – قال تعاليSadوَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة 155)، فأنزل الله به البلاء فكان أول ما نزل عليه هو ضياع ماله وجفاف أرضه، حيث احترق الزرع وماتت الأنعام ولم يبق له شيء يلوذ به ويحتمي فيه غير إعانة الله تعالي، فكان صابراً شاكراً محتسباً فخرّ ساجداً لله رب العالمين، ونزل الابتلاء الثاني فمات أولاده كلهم فحمد الله أيضاً وخرّ ساجداً، ثم جاء الابتلاء الثالث بأيوب فأصابه المرض وذهبت عافيته ووهن جسمه، وأنه عليه السلام – ابتلي، ولكن بلاءه لم يصل إلي حد هذه الأكاذيب: من أنه أصيب بالجذام، وأن جسمه أصبح مُقرَّحا، وأنه أُلقي على كناسة بني إسرائيل، يرعي في جسده الدود وتعبث به دواب بني إسرائيل أو أنه أصيب بمرض الجدري

    حاشا لله الحق أن أيوب عليه صلوات الله وسلامه: أكرم من أن يُلقي على مزبلة أو يصاب بمرض يُنفر من دعوته، أو يُقززهم منه، أن ما أُصيب به أيوب من مرض إنما كان من نوع غير منفر، ولا مقزز، ولكنه على الرغم من ذلك ما ازداد إلا إيمانا وكلما اشتد عليه المرض ازداد شكراه لله تعالي، وتمر الأعوام على أيوب عليه السلام ويشتد عليه المرض و يُصبح هزيل الجسم ووهن العظم وشاحب اللون لا يقر على فراشه من الألم، وازداد ألماً وحزناً حينما بعدَ عنه الأصدقاء وفر منه الحبيب ، ولم يقف بجواره إلا زوجته العطوف تلك المرأة الرحيمة مثل اسمُها لم تفارقهُ أو تطلب طلاقها، بل كانت نعم الزوجة الصابرة المُعينة لزوجها، وظلت تعمل في البيوت بعزم وقوة لتطعمه وتقوم على أمره، وقاست من إيذاء الناس ما قاست وظلت رحمة في خدمة زوجها أيام المرض حتى ارتقت زوجة أيوب عليه السلام منزلة عالية مباركة ومكاناً رفيعاً في منازل الأبرار عاشت مع زوجها محنته، ولهذا وصفها بن كثير بقوله الصابرة - والمحتسبة رضي الله عنها على الرغم أن الشيطان كان يوسوس لها دائماً بقوله: لماذا يفعل الله هذا بأيوب، ولم يرتكب ذنباً أو خطيئة فكانت تدفع عنها وساوس الشيطان وتطلب من الله أن يُعينها على ذلك، ولكنها قالت: لأيوب ذات مرة يا أيوب أنت نبي الله ومستجاب الدعوة ألا تدعو الله أن يرفع عنك البلاء، قال أيوب:يا امرأة لقد عشت من عمري سبعين عاماً في نعيم وفضل من الله، ومرضُت ثماني عشرة سنة ولو أني مرضت مثلهم وقتها أسأل الله، وغضب أيوب من زوجته وأقسم لو عوفي من مرضه ليجلدنها مائة جلدة، وكان له أخوان أوفياء يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين: قال له صاحبه وما ذاك قال: مُنذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله تعالي فيكشف ما به، فلما راحا إليه و لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال: أيوب عليه الصلاة والسلام لا أدري ما تقول، غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على رجلين يتنازعان فيذكرانِ الله تعالي فأرجع إلي بيتي فأكفر عنهما- كراهية أن يُذكر الله تعالي إلا في حق، هُنا خاف أيوب على الدين ودعوته إلي الله فدعا الله تعاليSad وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)(الأنبياء)، أي أزلنا ما أصابه من ضر وبلاء، وقال تعالي: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) (سورة ص))

    وهذا من الفرج والمخرج لمن أتقي الله تعالي وأناب إليه ولهذا قال تعالي في وصف أيوب: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)

    دروس من القصة:

    1- الصبر: (أشد الناس بلاء الأنبياء)

    2- أهمية الدعاءSadأَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)

    3- الحث على التداوي: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)

    -4 الرفق بالزوجة (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ)

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 12:44 pm