الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    الأدب مع رسول الله

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2670
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    الأدب مع رسول الله  Empty الأدب مع رسول الله

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين ديسمبر 02, 2019 10:23 pm

    درس الثلاثاء ( سيره ) ٣ ١٢ ٢٠١٩
    تحت عنوان 👇
    ===================66

    الأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

    والأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو أعلى مراتب الأدب، وأولاها حقا على المسلم بعد الأدب مع الله -تعالى-، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم الخَلق حقًّا على الخَلق، والأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أدب مع الله -تعالى-
    ================66
    أدب قلبي: وهو يتعلق بتصديقه، والإيمان به -صلى الله عليه وسلم-، وحبه، وتعظيمه، وتوقيره
    . وأدب فعلي: وهو يتعلق بحسن اتباعه -صلى الله عليه وسلم- فيما أمر ونهى، مع اتخاذه قدوة وأسوة.
    وأدب قولي: وهو يتعلق بالصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، والعمل بسنته

    ☆=================66

    أما الأدب القلبي فهو رأس الأدب معه -صلى الله عليه وسلم-، وأصله الإيمان به وتصديقه -صلى الله عليه وسلم- في كل ما جاء به عن الله -تعالى-، ومطابقة ذلك باللسان بأن يشهد بأن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ومن الأدب القلبي معه -صلى الله عليه وسلم- اعتقاد تفضيله -صلى الله عليه وسلم- على كل أحد من الخلق، فهو كما وصف نفسه -صلى الله عليه وسلم- متحدثًا بنعمة ربه، قال: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ".
    فالقلب ملِك الأعضاء وهي جند له وتبع، فمتى ما كان تعظيم النبي-صلى الله عليه وسلم- مستقرًا في القلب مسطورًا فيه على تعاقب الأحوال، فإن آثار ذلك ستظهر على الجوارح حتمًا لا محالة، وحينئذ سترى اللسان يجري بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه -صلى الله عليه وسلم-؛ وترى الجوارح ممتثلة لما جاء به ومتبعة لشرعه وأوامره ومؤدية لما له من الحق والتكريم.ومن الأدب القلبي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- محبته التامة، وإنما تظهر آثارها بالطاعة والاتباع، فهذه هي العلامات التي تدل على ما في قلب العبد من محبة.
    ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- من الإيمان، بل لا يتم الإيمان حقيقة إلا إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أحب إلى المرء من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين، روى البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، إِلا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -عليه الصلاة والسلام-: "لا وَالَّذِي نَفْسـِي بِيَدِهِ! حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ"؛ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -?-: "الآنَ يَا عُمَرُ".
    وفي الصحيحين عَنْ أَنَسِ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -?-: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".
    فلا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يقدم محبة الرسول على محبة جميع الخلق، ومحبة الرسول تابعة لمحبة مرسله، والمحبة الصحيحة تقتضي المتابعة والموافقة في حب المحبوبات وبغض المكروهات، قال -تعالى-: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة:24]، وقال -تعالى-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران:31].
    وفي الصحيحين عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- "قَالَ: ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ
    يُقْذَفَ فِي النَّارِ".

    ==============66
    وأما الأدب العملي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فأن تنطلق الجوارح تبعًا لما جاء به، فلا يتصور ممن يدعي حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أن تنبعث جوارحه بطاعته واتباعِه واتخاذِه قدوة وأسوة، وإلا؛ فما الدليل على هذه المحبة؟
    إن من هداية الله لخلقه أن جعل طاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- واجبة، فقال -سبحانه- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [النساء:59].
    فبطاعته تحصل الهداية، تحُل الرحمة، قال ربنا -جل جلاله-: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) [النور:54]، وقال: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [النور:56].
    ، قال الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا) [الأحزاب:36].

    ===================66
    وأما الأدب القولي مع النبي
    فأن يتأدب المؤمن في أقواله معه، فلا يتقدم بين يديه بأمر ولا نهي ولا إذن ولا تصرف، حتى يأمر هو وينهى ويأذن؛ كما قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [الحجرات:1]، وهذا باق إلى يوم القيامة ولم ينسخ، فالتقدم بين يدي سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه في حياته، ولا فرق بينهما عند ذي إيمان صحيح وعقل سليم.
    ومن الأدب معه -صلى الله عليه وسلم- أن لا ترفع الأصوات فوق صوته، فإنه سبب لحبوط الأعمال، فما الظن برفع الآراء والأفكار على سنته وما جاء به؟ أيكون ذلك موجبًا لقبول الأعمال، ورفع الصوت فوق صوته موجًبا لحبوطها؟!.
    ومن الأدب معه -صلى الله عليه وسلم-أن لا يجعل نداءه كنداء غيره، قال ربنا -تعالى-: (لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) [النور:63]، فلا يدعى باسمه كما يدعى غيره، بل يقال: رسول الله، نبي الله.
    وقد روى أحمد وأهل السنن -إلا النسائي- عن أَبِي رَافِعٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ: لا نَدْرِي! مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ"
    وروى أحمد والترمذي وابن ماجة عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَلا هَلْ عَسـَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلالا اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ؛ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ".
    ومن الأدب القولي مع النبي -صلى الله عليه-: الصلاة والسلام عليه، والإكثار منها، لا سيما يوم الجمعة وليلتها. قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
    ========================66
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد
    مدير عام أوقاف شبرا الخيمة شرق

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 6:13 pm