الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    أسباب ظاهرة التسول

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2684
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    أسباب ظاهرة التسول  Empty أسباب ظاهرة التسول

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الجمعة يناير 11, 2019 9:47 pm

    أسباب ظاهرة التَّسوُّل:
    يمكن أن نوجز أسباب انتشار ظاهرة التَّسوُّل في الأمور التالية:
    (1) ضعف الثقة برزق الله تعالى، الذي ضمن الرزق لجميع مخلوقاته.
    قال الله تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].

    وقال سبحانه: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ [الذاريات: 22، 23].

    (2) انتشار آفة الفقر الشديد في المجتمـع.

    (3) انتشـار البطالـة التـي يعاني منهـا المجتمع.

    (4) غياب التكافـل الاجتماعي بيـن أفـراد المجتمـع، وكذلك غيـاب العدالـة الاجتماعية.

    (5) بعض الناس يفضِّلون الراحة على العمل، ويعتبرون التَّسوُّل حرفةً مربحة، تجلب عليهم مالًا كثيرًا بسهولة.

    (6) كثيرٌ من الناس تغلِبُ عليهم العاطفة، فيجُودون بالمال على المتسوِّلين؛ اعتقادًا منهم أن هذا امتثالٌ لقول الله تعالى: ﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴾ [الضحى: 10].

    (7) كثير من الناس لا يسعَوْن لإيجاد فرص عمل حقيقية للمتسولين؛ (العمل - لأحمد البقري - صـ 72).

    وسائل التَّسوُّل:
    سوف نذكر بعض وسائل وصور التَّسوُّل التي يحتال بها المتسوِّلون على الناس:
    (1) يقوم بعض المتسوِّلين بإيقاف الناس في الطريق، ويطلبون منهم بعض المال ليركبوا وسيلة مواصلات إلى بلدهم، بحجة أن حافظة نقودهم قد سُرقت أو ضاعت.

    (2) تقوم بعض المتسوِّلات بوضع طفلها الرضيع في حجرها والجلوس أمام المساجد أو في الميادين العامة؛ استجلابًا لعطف الناس وترقيقًا لقلوبهم، وتطلب منهم مساعدتها لإطعام الأيتام، أو لشراء دواء.

    (3) يقوم بعض المتسوِّلين بإظهار شهادات مرَضِيَّة مزيفة، ويطلبون من الناس مساعدتهم لإجراء عملية جراحية، أو شراء دواء.

    (4) يقوم بعض المتسوِّلين المحترفين باستخدام الأطفال الصغار كوسيلة للتسوُّل؛ وذلك بجعل هؤلاء الأطفال يرتدون ثيابًا ممزقةً، والسير بلا أحذية؛ استجلابًا لعطف الناس، مع إرسالهم إلى المنازل، أو أبواب المساجد، أو الأماكن العامة.

    (5) يقوم بعض المتسوِّلين بإظهار العجز، إما بالحقيقة؛ كبعض العُمْيان؛ ليعذِرَهم الناس بالعمى، فيُعطوهم، وإما بادعاء المرض وإظهار ذلك بأنواع من الحيل.

    (6) يلجأ بعض المتسوِّلين إلى أقوال وأفعال يتعجب الناس منها حتى تنبسط قلوبهم عند مشاهدتها، فيعطوهم بعضًا من أموالهم.

    (7) يتحايل بعض المتسوِّلين بالأشعار والكلام المنثور، مع حسن الصوت، ومن المعلوم أن الشِّعر الموزون أشدُّ تأثيرًا في النفس؛ (إحياء علوم الدين للغزالي جـ 3 صـ 228).

    نصيحة للمتصدِّقين:
    يجب على المسلم الذي يتصدق على الفقراء أن يبذل جهده ويتثبت، ولا يبذل زكاته إلى كل من مد يده، بل يسأله بدقة، ويتحقق من الأوراق التي تُعرَض عليه، وربما حصل المتسوِّل على أضعاف ما فيها، ولو أن هؤلاء المتسوِّلين استعملوا في طريقٍ منتجٍ - مِن تجارةٍ أو غيرِها - ما يصل إلى أيديهم من الصدقات، لَمَا بقي في الأمة منهم متسول، ولكن هؤلاء قوم أَلِفوا هذا العيش، وركنوا إليه، لا يدفعهم إليه فقر، ولا يردهم عنه غنًى، وقد ظهر أن بعض المتسوِّلين عندهم ثروة كبيرة قد جمعوها من التَّسوُّل، وهذا سببه عدم التثبت؛ (موارد الظمآن لدروس الزمان - عبدالعزيز السلمان - جـ 3 صـ 546).

    علاج ظاهرة التَّسوُّل:
    يمكن أن نوجز وسائل القضاء على ظاهرة التَّسوُّل فيما يلي:
    أولًا: ترغيب الناس في العمل:
    الدعوة إلى العمل وصية ربِّ العالمين:
    (1) قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 9، 10].

    قال الإمام ابن كثير (رحمه الله): قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ ﴾ [الجمعة: 10]؛ أي: فُرغ منها، ﴿ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 10] لَمَّا حجَر عليهم في التصرف بعد النداء وأمرهم بالاجتماع، أذن لهم بعد الفراغ في الانتشار في الأرض، والابتغاء من فضل الله؛ (تفسير ابن كثير جـ 13 صـ 563).

    قال ابن أبي حاتم (رحمه الله): كان عراك بن مالك رضي الله عنه إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال: اللهم أجبتُ دعوتَك، وصليتُ فريضتك، وانتشرت كما أمرتَني، فارزقني من فضلك، وأنت خيرُ الرازقين)؛ (تفسير ابن أبي حاتم جـ 10 صـ 3356 رقم: 18897).

    (2) قال سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15].
    قال الإمام ابن كثير (رحمه الله): ذكر سبحانه نعمته على خَلْقه في تسخيره لهم الأرض، وتذليله إياها لهم، بأن جعلها قارَّةً ساكنةً لا تمتدُّ ولا تضطرب، بما جعل فيها من الجبال، وأنبع فيها من العيون، وسلَك فيها من السُّبل، وهيَّأ فيها من المنافع ومواضع الزروع والثمار، فقال: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ﴾ [الملك: 15]؛ أي: فسافروا حيث شئتم مِن أقطارها، وتردَّدوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات، واعلموا أن سعيَكم لا يُجدي عليكم شيئًا، إلا أن ييسرَه الله لكم؛ ولهذا قال: ﴿ وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ﴾ [الملك: 15]؛ فالسعيُ في السبب لا ينافي التوكلَ؛ (تفسير ابن كثير جـ 14 صـ 75).

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 11:24 am