دروس وخواطر الإمام لشهر ذو القعده
درس وخاطرة الثلاثاء
21/5/2024,م ، 13 ذو القعده 1445ه
تحت عنوان
الدرس/,كيف تكون من أحب عباد الله إلى الله؟
الخاطرة/أحب الأعمال إلى الله
كيف تكون من أحب عباد الله إلى الله؟
في هذه الحياة الدنيا نجدُ الكثيرَ مِنَّا مَن يتقرَّب إلى مسؤولٍ أ أو وليِّ أمر وإذا رضي به هذا المسؤولُ أو يحبُّه أو يقرِّبُه، يفرحُ الإنسان؛ لأنه سيقضي له حاجاتٍ دنيوية.
ولله المثل الأعلى، ألا نبحث جميعًا نحن المسلمين عمَّا يقرِّبُنا إلى الله، ونعمل أعمالًا تجعلُنا من أحبِّ خلقِ الله إلى الله؟!
أعمالَنا المطلوبةَ منَّا في ديننا،
أعمالٌ تجاه الله عز وجل،
كالتوحيد والإيمان والعبادة؛ من صلاة وصيام وحج، وما شابه ذلك، هذه لله سبحانه وتعالى.
وأعمال تجاهَ خلق الله سبحانه وتعالى،
كالمعاملة الحسنة، والأخلاق والسلوك والآداب الحسنة.
هذان الشيئان تجاه الله وتجاه خلق الله، فمن قصَّر في أحدهما لم يربح الربح الذي جناه أولئك الذين أخذوا بالأمرين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم* بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].
آية جمعت بين الأمرين: اعبدوا الله، أخلصوا في العبادة، ولا تشركوا به شيئًا، قولوا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
ثم ذكر المعاملة مع الناس وأوَّلُهم الوالدان، الإحسان بالمعاملة الحسنة للوالدين، والأخلاق الحسنة للوالدين قبل جميع الناس، ثم ذكر ذي القربى، والأرحام أقاربك؛
وبعدها ﴿ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ﴾ فالإحسان إلى اليتامى والمساكين بعد الأرحامِ،
كيف نريد أن نتقرب إلى الله، وأن يحبَّنا الله، وأن نكون من أحبِّ عبادِ الله إلى الله، ونحن مُقصِّرون في حق اليتامى والمساكين؟
﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ﴾؛ أي: الجار القريب الذي له حقَّان: حقُّ الجوار، وحق القرابة، فله على جاره حق وإحسان راجع إلى العرف،
﴿ وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾؛ أي: الذي ليس له قرابة، وهو الجار الذي له حقٌّ واحدٌ، هو جار ليس من العائلة، لا تربطنا به صلة دم، ليس رحمًا،
، ﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ﴾، من هو الصاحب بالجنب؟ لها معاني يجمعها أيُّ صاحب تصاحبه في سفر، أو تصاحبك على فراش واحد؛ الزوجة، الصاحب بالجنب، أو رفقة في عمل ونحو ذلك، وقيل: الصاحب مطلقًا، ولعله أولى.
﴿ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾، المسافر الذي مَرَّ ببلدنا، وأنت رأيته
لو أعطيته من زكاة مالك، لو أحسنت إليه، لو حسَّنت خلقك معه، وهو غريب،
هذا مما يُقرِّبُك إلى محبة الله سبحانه وتعالى.
﴿ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾؛ أي: من الآدميين؛ سواء كانوا عبيدًا عندك، اشتريهم بمالك كما كانوا يفعلون، أو هم عمَّال يشتغلون عندك، أنت ملكت أيمانهم، أنت مسؤول عنه وعن أُجْرته، مسؤول عنه عامل يعمل عندك، ويدخل فيهم البهائم، وهو ما اقتنيته من دوابَّ، أو طيور أو نحو ذلك، مسؤول عن طعامهم وشرابهم وتهيئة الجو المناسب لهم، الله سبحانه وتعالى لم يَنْسَ أحدًا؛ لأنَّ هؤلاء من خلق الله، فيجب علينا الإحسان إليهم، ﴿ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ نقوم لهؤلاء بكفايتهم، وعدمِ تحميلهم ما يشقُّ عليهم، وإعانتِهم على ما يتحمَّلون، وتأديبِهم لما فيه مصلحتهم، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الخاطرة
دروس وخواطر الإمام لشهر ذو القعده
درس وخاطرة الثلاثاء
21/5/2024,م ، 13 ذو القعده 1445ه
تحت عنوان
أحب الأعمال إلى الله
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رجلًا جاء إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ أيُّ الناسِ أحبُّ إلى اللهِ؟ فقال: أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ تعالى سرورٌ تدخلُه على مسلمٍ: تكشفُ عنه كربةٍ أو تقضي عنه دينًا أو تطردُ عنه جوعًا ولأنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ – أحبُّ إليَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ – يعني: مسجدَ المدينةِ – شهرًا ومن كظم غيظَه ولو شاء أنْ يُمضيَه أمضاه – ملأَ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رضًا ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يقضيَها له – ثبتَ اللهُ قدميه يومَ تزولُ الأقدامُ( الطبراني)
((يَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً))، إنسان واقعٌ في كربة، عنده مشاكل في بيته، مشاكل مع زوجته، مشاكل مع أبنائه، مشاكل مع جيرانه، وكان لك سلطة عليهم، ولك كلمة عندهم، فحللت له هذه المشاكل، فرَّجْتَ عنه هذه الكربة، أنت من أحب عباد الله إلى الله.
توقفت في الطريق مثلًا لأنَّ إنسانًا معه سيارة تعطلت؛ ساعدته ولو بالكلمة الطيبة، على قدر طاقتك واستطاعتك، كشفت عنه كربة، أنواع كشف الكربات كثيرة جدًّا.
(أَوْ يَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا))، علمت أن فلانًا عليه دين، فتذهب إلى صاحب الدين وتقول: الديون التي على فلان عندي، أو تساعده بمبلغ من المال، أو تدلُّه على دعاء يدعوه؛ يفرج الله عنه، ويسد عنه دينه، أنت ساعدت فتكون من أحب عباد الله إلى الله.
((أَوْ يَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا))، كان فقيرًا، وعلمت أنه ليس عنده طعام، ولا عند أولاده، فطردت الجوع بطعام تُقدِّمه له أنت، أو تدله على من يقدم له الطعام.
((وَلَأَنْ أَمْشِي مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ)) أخ يحتاج إلى شيء معين من حكومة، من بلدية، من مؤسسة، فتمشي معه لأنَّ لك وجهًا ومكانة عند هؤلاء الناس، فتأخذ أخاك إليهم، ثم تقضي له حاجته، كم ثوابها عند الله يا عباد الله؟
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
درس وخاطرة الثلاثاء
21/5/2024,م ، 13 ذو القعده 1445ه
تحت عنوان
الدرس/,كيف تكون من أحب عباد الله إلى الله؟
الخاطرة/أحب الأعمال إلى الله
كيف تكون من أحب عباد الله إلى الله؟
في هذه الحياة الدنيا نجدُ الكثيرَ مِنَّا مَن يتقرَّب إلى مسؤولٍ أ أو وليِّ أمر وإذا رضي به هذا المسؤولُ أو يحبُّه أو يقرِّبُه، يفرحُ الإنسان؛ لأنه سيقضي له حاجاتٍ دنيوية.
ولله المثل الأعلى، ألا نبحث جميعًا نحن المسلمين عمَّا يقرِّبُنا إلى الله، ونعمل أعمالًا تجعلُنا من أحبِّ خلقِ الله إلى الله؟!
أعمالَنا المطلوبةَ منَّا في ديننا،
أعمالٌ تجاه الله عز وجل،
كالتوحيد والإيمان والعبادة؛ من صلاة وصيام وحج، وما شابه ذلك، هذه لله سبحانه وتعالى.
وأعمال تجاهَ خلق الله سبحانه وتعالى،
كالمعاملة الحسنة، والأخلاق والسلوك والآداب الحسنة.
هذان الشيئان تجاه الله وتجاه خلق الله، فمن قصَّر في أحدهما لم يربح الربح الذي جناه أولئك الذين أخذوا بالأمرين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم* بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].
آية جمعت بين الأمرين: اعبدوا الله، أخلصوا في العبادة، ولا تشركوا به شيئًا، قولوا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
ثم ذكر المعاملة مع الناس وأوَّلُهم الوالدان، الإحسان بالمعاملة الحسنة للوالدين، والأخلاق الحسنة للوالدين قبل جميع الناس، ثم ذكر ذي القربى، والأرحام أقاربك؛
وبعدها ﴿ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ﴾ فالإحسان إلى اليتامى والمساكين بعد الأرحامِ،
كيف نريد أن نتقرب إلى الله، وأن يحبَّنا الله، وأن نكون من أحبِّ عبادِ الله إلى الله، ونحن مُقصِّرون في حق اليتامى والمساكين؟
﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ﴾؛ أي: الجار القريب الذي له حقَّان: حقُّ الجوار، وحق القرابة، فله على جاره حق وإحسان راجع إلى العرف،
﴿ وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾؛ أي: الذي ليس له قرابة، وهو الجار الذي له حقٌّ واحدٌ، هو جار ليس من العائلة، لا تربطنا به صلة دم، ليس رحمًا،
، ﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ﴾، من هو الصاحب بالجنب؟ لها معاني يجمعها أيُّ صاحب تصاحبه في سفر، أو تصاحبك على فراش واحد؛ الزوجة، الصاحب بالجنب، أو رفقة في عمل ونحو ذلك، وقيل: الصاحب مطلقًا، ولعله أولى.
﴿ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾، المسافر الذي مَرَّ ببلدنا، وأنت رأيته
لو أعطيته من زكاة مالك، لو أحسنت إليه، لو حسَّنت خلقك معه، وهو غريب،
هذا مما يُقرِّبُك إلى محبة الله سبحانه وتعالى.
﴿ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾؛ أي: من الآدميين؛ سواء كانوا عبيدًا عندك، اشتريهم بمالك كما كانوا يفعلون، أو هم عمَّال يشتغلون عندك، أنت ملكت أيمانهم، أنت مسؤول عنه وعن أُجْرته، مسؤول عنه عامل يعمل عندك، ويدخل فيهم البهائم، وهو ما اقتنيته من دوابَّ، أو طيور أو نحو ذلك، مسؤول عن طعامهم وشرابهم وتهيئة الجو المناسب لهم، الله سبحانه وتعالى لم يَنْسَ أحدًا؛ لأنَّ هؤلاء من خلق الله، فيجب علينا الإحسان إليهم، ﴿ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ نقوم لهؤلاء بكفايتهم، وعدمِ تحميلهم ما يشقُّ عليهم، وإعانتِهم على ما يتحمَّلون، وتأديبِهم لما فيه مصلحتهم، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الخاطرة
دروس وخواطر الإمام لشهر ذو القعده
درس وخاطرة الثلاثاء
21/5/2024,م ، 13 ذو القعده 1445ه
تحت عنوان
أحب الأعمال إلى الله
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رجلًا جاء إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ أيُّ الناسِ أحبُّ إلى اللهِ؟ فقال: أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ تعالى سرورٌ تدخلُه على مسلمٍ: تكشفُ عنه كربةٍ أو تقضي عنه دينًا أو تطردُ عنه جوعًا ولأنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ – أحبُّ إليَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ – يعني: مسجدَ المدينةِ – شهرًا ومن كظم غيظَه ولو شاء أنْ يُمضيَه أمضاه – ملأَ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رضًا ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يقضيَها له – ثبتَ اللهُ قدميه يومَ تزولُ الأقدامُ( الطبراني)
((يَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً))، إنسان واقعٌ في كربة، عنده مشاكل في بيته، مشاكل مع زوجته، مشاكل مع أبنائه، مشاكل مع جيرانه، وكان لك سلطة عليهم، ولك كلمة عندهم، فحللت له هذه المشاكل، فرَّجْتَ عنه هذه الكربة، أنت من أحب عباد الله إلى الله.
توقفت في الطريق مثلًا لأنَّ إنسانًا معه سيارة تعطلت؛ ساعدته ولو بالكلمة الطيبة، على قدر طاقتك واستطاعتك، كشفت عنه كربة، أنواع كشف الكربات كثيرة جدًّا.
(أَوْ يَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا))، علمت أن فلانًا عليه دين، فتذهب إلى صاحب الدين وتقول: الديون التي على فلان عندي، أو تساعده بمبلغ من المال، أو تدلُّه على دعاء يدعوه؛ يفرج الله عنه، ويسد عنه دينه، أنت ساعدت فتكون من أحب عباد الله إلى الله.
((أَوْ يَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا))، كان فقيرًا، وعلمت أنه ليس عنده طعام، ولا عند أولاده، فطردت الجوع بطعام تُقدِّمه له أنت، أو تدله على من يقدم له الطعام.
((وَلَأَنْ أَمْشِي مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ)) أخ يحتاج إلى شيء معين من حكومة، من بلدية، من مؤسسة، فتمشي معه لأنَّ لك وجهًا ومكانة عند هؤلاء الناس، فتأخذ أخاك إليهم، ثم تقضي له حاجته، كم ثوابها عند الله يا عباد الله؟
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة