الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    درس التفسير تحت عنوان ==== حياة طيبة ==

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2684
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    درس التفسير تحت عنوان ====  حياة طيبة == Empty درس التفسير تحت عنوان ==== حياة طيبة ==

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد السبت أبريل 12, 2014 10:14 pm

    احبتى فى الله ادعوكم غدا 13 4 2014 لسماع درس التفسير بالمسجد الكبير ببهتيم بين صلاة المغرب والعشاء تحت عنوان=============
    حَيَاةً طَيِّبَةً
    قوله تعالى : مَنۡ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَى وَهُوَ مُؤۡمِنٌ فَلَنُحۡيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ ( سورة النحل آية ( 97 ) )، ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أن كل عامل سواء كان ذكرا أو أنثى عمل عملا صالحا فإنه - جل وعلا - يقسم ليحيينه حياة طيبة ، وليجزينه أجره بأحسن ما كان يعمل .

    اعلم أولا : أن القرآن العظيم دل على أن العمل الصالح هو ما استكمل ثلاثة أمور :

    الأول : موافقته لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ; لأن الله يقول : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمۡ عَنۡهُ فَانتَهُوا ( سورة الحشر آية ( 7 ) )[ 59 \ 7 ] .

    الثاني : أن يكون خالصا لله تعالى ; لأن الله - جل وعلا - يقول : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعۡبُدُوا اللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ( سورة البينة آية ( 5 ) ) [ 98 \ 5 ] ، قُلِ اللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصًا لَّهُ دِينِى فَاعۡبُدُوا مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِ ( سورة الزمر آية ( 14 - 15 ) ) [ 39 \ 14 ، 15 ] .

    الثالث‌‌ : أن يكون مبنيا على أساس العقيدة الصحيحة ; لأن الله يقول : مَنۡ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَى وَهُوَ مُؤۡمِنٌ[ 16 \ 97 ] ، فقيد ذلك بالإيمان ، ومفهوم مخالفته أنه لو كان غير مؤمن لما قبل منه ذلك العمل الصالح .

    وقد أوضح - جل وعلا - هذا المفهوم في آيات كثيرة ، كقوله في عمل غير المؤمن : وَقَدِمۡنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنۡ عَمَلٍ فَجَعَلۡنَاهُ هَبَآءً مَّنثُورًا [ 25 \ 23 ] ، وقوله : أُوۡلَٰٓئِكَ الَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِى الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا۟ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ ( سورة هود آية ( 16 ) )[ 11 \ 16 ] ، وقوله :أَعۡمَالُهُمۡ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ( سورة النور آية ( 39 ) )الآية [ 24 \ 39 ] ، وقوله : أَعۡمَالُهُمۡ كَرَمَادٍ اشۡتَدَّتۡ بِهِ الرِّيحُ فِى يَوۡمٍ عَاصِفٍ ( سورة إبراهيم آية ( 18 ) )[ 14 \ 18 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

    واختلف العلماء في المراد بالحياة الطيبة في هذه الآية الكريمة .

    فقال قوم : لا تطيب الحياة إلا في الجنة ، فهذه الحياة الطيبة في الجنة ; لأن الحياة [ ص: 441 ] الدنيا لا تخلو من المصائب والأكدار ، والأمراض والألام والأحزان ، ونحو ذلك . وقد قال تعالى : وَإِنَّ الدَّارَ الۡآخِرَةَ لَهِيَ الۡحَيَوَانُ لَوۡ كَانُوا يَعۡلَمُونَ ( سورة العنكبوت آية ( 64 ) ) [ 29 \ 64 ] ، والمراد بالحيوان : الحياة .

    وقال بعض العلماء : الحياة الطيبة في هذه الآية الكريمة في الدنيا ، وذلك بأن يوفق الله عبده إلى ما يرضيه ، ويرزقه العافية والرزق الحلال ; كما قال تعالى : رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنۡيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( سورة البقرة آية ( 201 ) )[ 2 \ 201 ] .

    قال مقيده - عفا الله عنه - : وفي الآية الكريمة قرينة تدل على أن المراد بالحياة الطيبة في الآية : حياته في الدنيا حياة طيبة ; وتلك القرينة هي أننا لو قدرنا أن المراد بالحياة الطيبة : حياته في الجنة في قوله : فَلَنُحۡيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً[ 16 \ 97 ] ، صار قوله : وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ[ 16 \ 97 ] ، تكرارا معه ; لأن تلك الحياة الطيبة هي أجر عملهم ، بخلاف ما لو قدرنا أنها في الحياة الدنيا ; فإنه يصير المعنى : فلنحيينه في الدنيا حياة طيبة ، ولنجزينه في الآخرة بأحسن ما كان يعمل ، وهو واضح .

    وهذا المعنى الذي دل عليه القرآن تؤيده السنة الثابتة عنه - صلى الله عليه وسلم - .

    قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية الكريمة : والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت . وقد روي عن ابن عباس وجماعة : أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب ، وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : أنه فسرها بالقناعة ، وكذا قال ابن عباس وعكرمة ، ووهب بن منبه - إلى أن قال - وقال الضحاك : هي الرزق الحلال ، والعبادة في الدنيا . وقال الضحاك : هي الرزق الحلال ، والعبادة في الدنيا . وقال الضحاك أيضا هي العمل بالطاعة والانشراح بها .

    والصحيح : أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله ; كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا عبد الله بن يزيد ، ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني شرحبيل بن شريك ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا ، وقنعه الله بما أتاه " ورواه مسلم من حديث عبد الله بن يزيد المقري به . وروى الترمذي والنسائي من حديث أبي هانئ . عن أبي علي الجنبي ، عن فضالة بن عبيد : أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " قد أفلح من هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به " ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح .

    وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا همام ، عن يحيى ، عن قتادة ، عن أنس بن [ ص: 442 ] مالك ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يعطى بها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة . وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا " ، انفرد بإخراجه مسلم . اه من ابن كثير .

    وهذه الأحاديث ظاهرة في ترجيح القول : بأن الحياة الطيبة في الدنيا ; لأن قوله - صلى الله عليه وسلم - : " أفلح " يدل على ذلك ; لأن من نال الفلاح نال حياة طيبة . وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : " يعطى بها في الدنيا " ، يدل على ذلك أيضا . وابن كثير إنما ساق الأحاديث المذكورة لينبه على أنها ترجح القول المذكور . والعلم عند الله تعالى santa  santa  santa  santa 

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 1:09 pm