احبتى فى الله ادعوكم غدا 13 4 2014 لسماع درس التفسير بالمسجد الكبير ببهتيم بين صلاة المغرب والعشاء تحت عنوان=============
حَيَاةً طَيِّبَةً
قوله تعالى : مَنۡ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَى وَهُوَ مُؤۡمِنٌ فَلَنُحۡيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ ( سورة النحل آية ( 97 ) )، ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أن كل عامل سواء كان ذكرا أو أنثى عمل عملا صالحا فإنه - جل وعلا - يقسم ليحيينه حياة طيبة ، وليجزينه أجره بأحسن ما كان يعمل .
اعلم أولا : أن القرآن العظيم دل على أن العمل الصالح هو ما استكمل ثلاثة أمور :
الأول : موافقته لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ; لأن الله يقول : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمۡ عَنۡهُ فَانتَهُوا ( سورة الحشر آية ( 7 ) )[ 59 \ 7 ] .
الثاني : أن يكون خالصا لله تعالى ; لأن الله - جل وعلا - يقول : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعۡبُدُوا اللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ( سورة البينة آية ( 5 ) ) [ 98 \ 5 ] ، قُلِ اللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصًا لَّهُ دِينِى فَاعۡبُدُوا مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِ ( سورة الزمر آية ( 14 - 15 ) ) [ 39 \ 14 ، 15 ] .
الثالث : أن يكون مبنيا على أساس العقيدة الصحيحة ; لأن الله يقول : مَنۡ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَى وَهُوَ مُؤۡمِنٌ[ 16 \ 97 ] ، فقيد ذلك بالإيمان ، ومفهوم مخالفته أنه لو كان غير مؤمن لما قبل منه ذلك العمل الصالح .
وقد أوضح - جل وعلا - هذا المفهوم في آيات كثيرة ، كقوله في عمل غير المؤمن : وَقَدِمۡنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنۡ عَمَلٍ فَجَعَلۡنَاهُ هَبَآءً مَّنثُورًا [ 25 \ 23 ] ، وقوله : أُوۡلَٰٓئِكَ الَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِى الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا۟ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ ( سورة هود آية ( 16 ) )[ 11 \ 16 ] ، وقوله :أَعۡمَالُهُمۡ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ( سورة النور آية ( 39 ) )الآية [ 24 \ 39 ] ، وقوله : أَعۡمَالُهُمۡ كَرَمَادٍ اشۡتَدَّتۡ بِهِ الرِّيحُ فِى يَوۡمٍ عَاصِفٍ ( سورة إبراهيم آية ( 18 ) )[ 14 \ 18 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
واختلف العلماء في المراد بالحياة الطيبة في هذه الآية الكريمة .
فقال قوم : لا تطيب الحياة إلا في الجنة ، فهذه الحياة الطيبة في الجنة ; لأن الحياة [ ص: 441 ] الدنيا لا تخلو من المصائب والأكدار ، والأمراض والألام والأحزان ، ونحو ذلك . وقد قال تعالى : وَإِنَّ الدَّارَ الۡآخِرَةَ لَهِيَ الۡحَيَوَانُ لَوۡ كَانُوا يَعۡلَمُونَ ( سورة العنكبوت آية ( 64 ) ) [ 29 \ 64 ] ، والمراد بالحيوان : الحياة .
وقال بعض العلماء : الحياة الطيبة في هذه الآية الكريمة في الدنيا ، وذلك بأن يوفق الله عبده إلى ما يرضيه ، ويرزقه العافية والرزق الحلال ; كما قال تعالى : رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنۡيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( سورة البقرة آية ( 201 ) )[ 2 \ 201 ] .
قال مقيده - عفا الله عنه - : وفي الآية الكريمة قرينة تدل على أن المراد بالحياة الطيبة في الآية : حياته في الدنيا حياة طيبة ; وتلك القرينة هي أننا لو قدرنا أن المراد بالحياة الطيبة : حياته في الجنة في قوله : فَلَنُحۡيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً[ 16 \ 97 ] ، صار قوله : وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ[ 16 \ 97 ] ، تكرارا معه ; لأن تلك الحياة الطيبة هي أجر عملهم ، بخلاف ما لو قدرنا أنها في الحياة الدنيا ; فإنه يصير المعنى : فلنحيينه في الدنيا حياة طيبة ، ولنجزينه في الآخرة بأحسن ما كان يعمل ، وهو واضح .
وهذا المعنى الذي دل عليه القرآن تؤيده السنة الثابتة عنه - صلى الله عليه وسلم - .
قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية الكريمة : والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت . وقد روي عن ابن عباس وجماعة : أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب ، وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : أنه فسرها بالقناعة ، وكذا قال ابن عباس وعكرمة ، ووهب بن منبه - إلى أن قال - وقال الضحاك : هي الرزق الحلال ، والعبادة في الدنيا . وقال الضحاك : هي الرزق الحلال ، والعبادة في الدنيا . وقال الضحاك أيضا هي العمل بالطاعة والانشراح بها .
والصحيح : أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله ; كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا عبد الله بن يزيد ، ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني شرحبيل بن شريك ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا ، وقنعه الله بما أتاه " ورواه مسلم من حديث عبد الله بن يزيد المقري به . وروى الترمذي والنسائي من حديث أبي هانئ . عن أبي علي الجنبي ، عن فضالة بن عبيد : أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " قد أفلح من هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به " ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا همام ، عن يحيى ، عن قتادة ، عن أنس بن [ ص: 442 ] مالك ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يعطى بها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة . وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا " ، انفرد بإخراجه مسلم . اه من ابن كثير .
وهذه الأحاديث ظاهرة في ترجيح القول : بأن الحياة الطيبة في الدنيا ; لأن قوله - صلى الله عليه وسلم - : " أفلح " يدل على ذلك ; لأن من نال الفلاح نال حياة طيبة . وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : " يعطى بها في الدنيا " ، يدل على ذلك أيضا . وابن كثير إنما ساق الأحاديث المذكورة لينبه على أنها ترجح القول المذكور . والعلم عند الله تعالى
حَيَاةً طَيِّبَةً
قوله تعالى : مَنۡ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَى وَهُوَ مُؤۡمِنٌ فَلَنُحۡيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ ( سورة النحل آية ( 97 ) )، ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أن كل عامل سواء كان ذكرا أو أنثى عمل عملا صالحا فإنه - جل وعلا - يقسم ليحيينه حياة طيبة ، وليجزينه أجره بأحسن ما كان يعمل .
اعلم أولا : أن القرآن العظيم دل على أن العمل الصالح هو ما استكمل ثلاثة أمور :
الأول : موافقته لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ; لأن الله يقول : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمۡ عَنۡهُ فَانتَهُوا ( سورة الحشر آية ( 7 ) )[ 59 \ 7 ] .
الثاني : أن يكون خالصا لله تعالى ; لأن الله - جل وعلا - يقول : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعۡبُدُوا اللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ( سورة البينة آية ( 5 ) ) [ 98 \ 5 ] ، قُلِ اللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصًا لَّهُ دِينِى فَاعۡبُدُوا مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِ ( سورة الزمر آية ( 14 - 15 ) ) [ 39 \ 14 ، 15 ] .
الثالث : أن يكون مبنيا على أساس العقيدة الصحيحة ; لأن الله يقول : مَنۡ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَى وَهُوَ مُؤۡمِنٌ[ 16 \ 97 ] ، فقيد ذلك بالإيمان ، ومفهوم مخالفته أنه لو كان غير مؤمن لما قبل منه ذلك العمل الصالح .
وقد أوضح - جل وعلا - هذا المفهوم في آيات كثيرة ، كقوله في عمل غير المؤمن : وَقَدِمۡنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنۡ عَمَلٍ فَجَعَلۡنَاهُ هَبَآءً مَّنثُورًا [ 25 \ 23 ] ، وقوله : أُوۡلَٰٓئِكَ الَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِى الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا۟ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ ( سورة هود آية ( 16 ) )[ 11 \ 16 ] ، وقوله :أَعۡمَالُهُمۡ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ( سورة النور آية ( 39 ) )الآية [ 24 \ 39 ] ، وقوله : أَعۡمَالُهُمۡ كَرَمَادٍ اشۡتَدَّتۡ بِهِ الرِّيحُ فِى يَوۡمٍ عَاصِفٍ ( سورة إبراهيم آية ( 18 ) )[ 14 \ 18 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
واختلف العلماء في المراد بالحياة الطيبة في هذه الآية الكريمة .
فقال قوم : لا تطيب الحياة إلا في الجنة ، فهذه الحياة الطيبة في الجنة ; لأن الحياة [ ص: 441 ] الدنيا لا تخلو من المصائب والأكدار ، والأمراض والألام والأحزان ، ونحو ذلك . وقد قال تعالى : وَإِنَّ الدَّارَ الۡآخِرَةَ لَهِيَ الۡحَيَوَانُ لَوۡ كَانُوا يَعۡلَمُونَ ( سورة العنكبوت آية ( 64 ) ) [ 29 \ 64 ] ، والمراد بالحيوان : الحياة .
وقال بعض العلماء : الحياة الطيبة في هذه الآية الكريمة في الدنيا ، وذلك بأن يوفق الله عبده إلى ما يرضيه ، ويرزقه العافية والرزق الحلال ; كما قال تعالى : رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنۡيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( سورة البقرة آية ( 201 ) )[ 2 \ 201 ] .
قال مقيده - عفا الله عنه - : وفي الآية الكريمة قرينة تدل على أن المراد بالحياة الطيبة في الآية : حياته في الدنيا حياة طيبة ; وتلك القرينة هي أننا لو قدرنا أن المراد بالحياة الطيبة : حياته في الجنة في قوله : فَلَنُحۡيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً[ 16 \ 97 ] ، صار قوله : وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ[ 16 \ 97 ] ، تكرارا معه ; لأن تلك الحياة الطيبة هي أجر عملهم ، بخلاف ما لو قدرنا أنها في الحياة الدنيا ; فإنه يصير المعنى : فلنحيينه في الدنيا حياة طيبة ، ولنجزينه في الآخرة بأحسن ما كان يعمل ، وهو واضح .
وهذا المعنى الذي دل عليه القرآن تؤيده السنة الثابتة عنه - صلى الله عليه وسلم - .
قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية الكريمة : والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت . وقد روي عن ابن عباس وجماعة : أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب ، وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : أنه فسرها بالقناعة ، وكذا قال ابن عباس وعكرمة ، ووهب بن منبه - إلى أن قال - وقال الضحاك : هي الرزق الحلال ، والعبادة في الدنيا . وقال الضحاك : هي الرزق الحلال ، والعبادة في الدنيا . وقال الضحاك أيضا هي العمل بالطاعة والانشراح بها .
والصحيح : أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله ; كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا عبد الله بن يزيد ، ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني شرحبيل بن شريك ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا ، وقنعه الله بما أتاه " ورواه مسلم من حديث عبد الله بن يزيد المقري به . وروى الترمذي والنسائي من حديث أبي هانئ . عن أبي علي الجنبي ، عن فضالة بن عبيد : أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " قد أفلح من هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به " ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا همام ، عن يحيى ، عن قتادة ، عن أنس بن [ ص: 442 ] مالك ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يعطى بها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة . وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا " ، انفرد بإخراجه مسلم . اه من ابن كثير .
وهذه الأحاديث ظاهرة في ترجيح القول : بأن الحياة الطيبة في الدنيا ; لأن قوله - صلى الله عليه وسلم - : " أفلح " يدل على ذلك ; لأن من نال الفلاح نال حياة طيبة . وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : " يعطى بها في الدنيا " ، يدل على ذلك أيضا . وابن كثير إنما ساق الأحاديث المذكورة لينبه على أنها ترجح القول المذكور . والعلم عند الله تعالى