دروس وخواطر الإمام لشهر شوال
درس وخاطرة الثلاثاء
30/4/2024م 21 شوال 1445ه
تحت عنوان
الدرس/طاعة النبي صلى الله عليه وسلم
الخاطرة/ بين الأمر والشفاعة:
الدرس
طاعة النبي صلى الله عليه وسلم:
العناصر
1طاعة الرسول في القران
2/طاعة الرسول في السنة
3/الجزاء والثواب: في طاعة الرسول
4/نماذج من إطاعة الصحابة:
والآيات الواردة في القرآن الكريم بشأن الأمر بطاعته صلى الله عليه وسلم، كثيرة جدًا، ومعظمها جاء الأمر به مقترنًا بطاعته سبحانه وتعالى.
طاعة الرسول في القران
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾
سورة الأنفال، الآية (20).
وقال تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ﴾سورة آل عمران، الآية (32)..
وقال: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.
وقال: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾سورة النساء، الآية (80)..
وقال: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾سورة النور، الآية (54)..
وقال: ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾سورة الحشر، الآية (7)..
طاعة الرسول في السنة
عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي فقال: «ألم يقل الله: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾..»[.أخرجه البخاري برقم (4474). . وفي هذا الحديث ما فيه من بيان وإيضاح لما تعنيه هذه الطاعة.
وفي حجة الوداع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ممن ليس معهم هدي أن يحلوا من إحرامهم ويجعلوها عمرة.. فتلكأ بعضهم. قالت عائشة: فدخل عليَّ وهو غضبان، فقلت: من أغضبك يا رسول الله، أدخله الله النار. قال: «أَوَما شعرت أني أمرت الناس بأمر فإذا هو يترددون؟»[. أخرجه مسلم برقم (1211). . كان غضبه صلى الله عليه وسلم لمجرد ترددهم، وذلك خوفًا عليهم من غضب الله عليهم لمعصيتهم رسوله. ودرس غزوة أحد درس لا ينسى.
الجزاء والثواب: في طاعة الرسول
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾
سورة النساء، الآية (69).
وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى» قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى»أخرجه البخاري برقم (7280)..
نماذج من إطاعة الصحابة:
أخرج أبو داود، عن جابر رضي الله عنه قال: لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الجمعة قال: «اجلسوا» فسمع ذلك عبدالله بن مسعود، فجلس على باب المسجد، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «تعال يا عبدالله بن مسعود»[. ابو داود ].
سمع عبدالله قول «اجلسوا» من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فما سمح لنفسه أن يخطو خطوة واحدة فجلس حيث كان، رضي الله عنه.
وهذا أبو عبدالرحمن الفهري رضي الله عنه، يقول: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظل الشجر، فلما زالت الشمس لبست لأمتي، وركبت فرسي، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في فسطاطه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، قد حان الرواح؟ قال: «أجل» ثم قال: «يا بلال قم» فثار من تحت سمرة كأن ظله ظل طائر، فقال: لبيك وسعديك[ابو داود]...
وتستوقفنا هذه الصورة التي ينقلها لنا أبو عبدالرحمن: إن بلالًا ما إن سمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ثار ملبيًا النداء، ظله كأنه ظل طائر، وهذا بيان لسرعته حتى إن قدميه ما تكاد تطأ الأرض، فبدا ظله كظل الطائر.
وعن أسيد بن ظهير قال: جاءنا رافع بن خديج فقال: إن رسول الله ينهاكم عن أمر كان لكم نافعًا، وطاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفع لكم[ ابو داود]..
وهكذا لم يكن هناك تردد عند رافع في تنفيذ الأمر فطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم أنفعورد هذا بشأن مزارعة الأرض على بعض انتاجها....
الخاطرة
دروس وخواطر الإمام لشهر شوال
درس وخاطرة الثلاثاء
30/4/2024م 21 شوال 1445ه
تحت عنوان
بين الأمر والشفاعة:
وينبغي هنا أن نشير إلى الفرق بين أمره صلى الله عليه وسلم وبين شفاعته.
فالأمر واجب التنفيذ، وإطاعته فرض.
أما الشفاعة، فهي رغبته صلى الله عليه وسلم، في الشيء. وهي متروكة للمشفوع عنده. وفي الغالب أن الصحابة رضي الله عنهم، كانوا يقبلون شفاعته صلى الله عليه وسلم ونضرب مثلًا لكل من الحالتين.
كان لكعب بن مالك على ابن أبي حدرد دين، فالتقى به في المسجد، فطالبه به، حتى ارتفعت أصواتهما، فسمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته، فخرج إليهما، فكشف سجف حجرته، فنادى «يا كعب» فقال كعب: لبيك يا رسول الله، قال: «ضع من دينك هذا» وأومأ إليه: أي الشطر، قال: قد فعلت يا رسول الله، فقال لابن أبي حدرد: «قم فاقضه»[متفق عليه].
فقد كان طلبه صلى الله عليه وسلم، من كعب أن يتنازل عن نصف دينه، شفاعة وليس أمرًا، وكان لكعب أن يلبي هذه الرغبة وله أن يرفضها، ولكنه فعل متقبلًا شفاعة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
• وهذه بريرة كانت أمة فتحررت، وكان زوجها عبدًا، فلما تحررت فسخت نكاحها منه بعامل حريتها.
قال ابن عباس: كان زوج بريرة عبدًا يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي دموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، لعباس: «يا عباس، ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثًا».
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «لو راجعته».
قالت: يا رسول الله، تأمرني؟.
قال: «إنما أنا أشفع».
قالت: لا حاجة لي فيه[البخاري]...
ومن هذه الواقعة يتبين لنا كيف استقر الفهم في نفوس الصحابة بشأن التفريق بين الأمر منه صلى الله عليه وسلم، وبين شفاعته، حتى بات ذلك معلومًا للإماء.
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
درس وخاطرة الثلاثاء
30/4/2024م 21 شوال 1445ه
تحت عنوان
الدرس/طاعة النبي صلى الله عليه وسلم
الخاطرة/ بين الأمر والشفاعة:
الدرس
طاعة النبي صلى الله عليه وسلم:
العناصر
1طاعة الرسول في القران
2/طاعة الرسول في السنة
3/الجزاء والثواب: في طاعة الرسول
4/نماذج من إطاعة الصحابة:
والآيات الواردة في القرآن الكريم بشأن الأمر بطاعته صلى الله عليه وسلم، كثيرة جدًا، ومعظمها جاء الأمر به مقترنًا بطاعته سبحانه وتعالى.
طاعة الرسول في القران
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾
سورة الأنفال، الآية (20).
وقال تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ﴾سورة آل عمران، الآية (32)..
وقال: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.
وقال: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾سورة النساء، الآية (80)..
وقال: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾سورة النور، الآية (54)..
وقال: ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾سورة الحشر، الآية (7)..
طاعة الرسول في السنة
عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي فقال: «ألم يقل الله: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾..»[.أخرجه البخاري برقم (4474). . وفي هذا الحديث ما فيه من بيان وإيضاح لما تعنيه هذه الطاعة.
وفي حجة الوداع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ممن ليس معهم هدي أن يحلوا من إحرامهم ويجعلوها عمرة.. فتلكأ بعضهم. قالت عائشة: فدخل عليَّ وهو غضبان، فقلت: من أغضبك يا رسول الله، أدخله الله النار. قال: «أَوَما شعرت أني أمرت الناس بأمر فإذا هو يترددون؟»[. أخرجه مسلم برقم (1211). . كان غضبه صلى الله عليه وسلم لمجرد ترددهم، وذلك خوفًا عليهم من غضب الله عليهم لمعصيتهم رسوله. ودرس غزوة أحد درس لا ينسى.
الجزاء والثواب: في طاعة الرسول
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾
سورة النساء، الآية (69).
وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى» قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى»أخرجه البخاري برقم (7280)..
نماذج من إطاعة الصحابة:
أخرج أبو داود، عن جابر رضي الله عنه قال: لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الجمعة قال: «اجلسوا» فسمع ذلك عبدالله بن مسعود، فجلس على باب المسجد، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «تعال يا عبدالله بن مسعود»[. ابو داود ].
سمع عبدالله قول «اجلسوا» من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فما سمح لنفسه أن يخطو خطوة واحدة فجلس حيث كان، رضي الله عنه.
وهذا أبو عبدالرحمن الفهري رضي الله عنه، يقول: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظل الشجر، فلما زالت الشمس لبست لأمتي، وركبت فرسي، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في فسطاطه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، قد حان الرواح؟ قال: «أجل» ثم قال: «يا بلال قم» فثار من تحت سمرة كأن ظله ظل طائر، فقال: لبيك وسعديك[ابو داود]...
وتستوقفنا هذه الصورة التي ينقلها لنا أبو عبدالرحمن: إن بلالًا ما إن سمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ثار ملبيًا النداء، ظله كأنه ظل طائر، وهذا بيان لسرعته حتى إن قدميه ما تكاد تطأ الأرض، فبدا ظله كظل الطائر.
وعن أسيد بن ظهير قال: جاءنا رافع بن خديج فقال: إن رسول الله ينهاكم عن أمر كان لكم نافعًا، وطاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفع لكم[ ابو داود]..
وهكذا لم يكن هناك تردد عند رافع في تنفيذ الأمر فطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم أنفعورد هذا بشأن مزارعة الأرض على بعض انتاجها....
الخاطرة
دروس وخواطر الإمام لشهر شوال
درس وخاطرة الثلاثاء
30/4/2024م 21 شوال 1445ه
تحت عنوان
بين الأمر والشفاعة:
وينبغي هنا أن نشير إلى الفرق بين أمره صلى الله عليه وسلم وبين شفاعته.
فالأمر واجب التنفيذ، وإطاعته فرض.
أما الشفاعة، فهي رغبته صلى الله عليه وسلم، في الشيء. وهي متروكة للمشفوع عنده. وفي الغالب أن الصحابة رضي الله عنهم، كانوا يقبلون شفاعته صلى الله عليه وسلم ونضرب مثلًا لكل من الحالتين.
كان لكعب بن مالك على ابن أبي حدرد دين، فالتقى به في المسجد، فطالبه به، حتى ارتفعت أصواتهما، فسمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته، فخرج إليهما، فكشف سجف حجرته، فنادى «يا كعب» فقال كعب: لبيك يا رسول الله، قال: «ضع من دينك هذا» وأومأ إليه: أي الشطر، قال: قد فعلت يا رسول الله، فقال لابن أبي حدرد: «قم فاقضه»[متفق عليه].
فقد كان طلبه صلى الله عليه وسلم، من كعب أن يتنازل عن نصف دينه، شفاعة وليس أمرًا، وكان لكعب أن يلبي هذه الرغبة وله أن يرفضها، ولكنه فعل متقبلًا شفاعة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
• وهذه بريرة كانت أمة فتحررت، وكان زوجها عبدًا، فلما تحررت فسخت نكاحها منه بعامل حريتها.
قال ابن عباس: كان زوج بريرة عبدًا يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي دموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، لعباس: «يا عباس، ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثًا».
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «لو راجعته».
قالت: يا رسول الله، تأمرني؟.
قال: «إنما أنا أشفع».
قالت: لا حاجة لي فيه[البخاري]...
ومن هذه الواقعة يتبين لنا كيف استقر الفهم في نفوس الصحابة بشأن التفريق بين الأمر منه صلى الله عليه وسلم، وبين شفاعته، حتى بات ذلك معلومًا للإماء.
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
