الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    دروس الإمام لشهر رمضان 8 إبيريل 2024م الموافق 29 رمضان 1445ه خاطرة الفجر/اليمين الغموس درس العصر/ماذا تعلّمنا من رمضان درس التراويج/أيها الشباب حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبو درس التهجد/االجزاء من جنس العمل خاطرة الاثنين/كف الأذى وإزالته من الطريق ز

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    دروس الإمام لشهر رمضان  8 إبيريل 2024م الموافق 29 رمضان 1445ه  خاطرة الفجر/اليمين الغموس   درس العصر/ماذا تعلّمنا من رمضان  درس التراويج/أيها الشباب حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبو   درس التهجد/االجزاء من جنس العمل   خاطرة الاثنين/كف الأذى وإزالته من الطريق  ز Empty دروس الإمام لشهر رمضان 8 إبيريل 2024م الموافق 29 رمضان 1445ه خاطرة الفجر/اليمين الغموس درس العصر/ماذا تعلّمنا من رمضان درس التراويج/أيها الشباب حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبو درس التهجد/االجزاء من جنس العمل خاطرة الاثنين/كف الأذى وإزالته من الطريق ز

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين أبريل 08, 2024 5:01 am

    دروس الإمام لشهر رمضان
    8 إبيريل 2024م الموافق 29 رمضان 1445ه
    خاطرة الفجر/اليمين الغموس 
    درس العصر/ماذا تعلّمنا من رمضان
    درس التراويج/أيها الشباب حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبو 
    درس التهجد/االجزاء من جنس العمل 
    خاطرة الاثنين/كف الأذى وإزالته من الطريق
    زائد قصة اسلاميه فتاوي رمضان سؤال اليوم


    I love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love you
    خاطرة الفجر


    اليمين الغموس 


    إن من الكبائر أن تحلف بالله كذبا في نقل الإعلانات أنك استخدمت منتج كذا، وانتفعت به، بينما أنت لم تستخدمه، لقد جمعت بين عدة كبائر، هي: الكذب، وخداع الناس، واليمين الغموس”. 


    الحذر من أحد أنواع اليمين والذى قديأتي بالفقر ويذهب بالمال  ويغمس صاحبه في الفقر في الدنيا، ويوم القيامة في النار وهو ما يسمى بـ "اليمين الغموس".


    واليمين الغموس يقصد به أن يحلف صاحبه متعمدا وهو يدرك تماماً أنه كذاب و لا كفارة له إلا أن يتوب، فمن تاب؛ تاب الله عليه، 






              من آثار اليمين الغموس المهلكة




    اليَمِينُ الغَمُوسُ سَبَبُ الفَقْر:


    الْيَمِينُ الْغَمُوسُ تُسَبْبُ الفَقْرَ، وتمحق البركة، وَتُذْهِبُ الْمَالَ؛ فَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تُذْهِبُ الْمَالَ أَوْ تَذْهَبُ بِالْمَالِ"[البزار].


     


    الْيَمِينُ الْغَمُوسُ سَبَبُ العُقْمِ:


    الْيَمِينُ الْغَمُوسُ يَمِينٌ فَاجِرَةٌ تُسَبْبُ العُقْمِ وتقطع النسل؛ فَعَنْ أَبِى سُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اليَمِينُ الْفَاجِرَةُ الَّتِي يَقْتَطِعُ بِهَا الرَّجُلُ مَالَ الْمُسْلِمِ تَعْقِمُ الرَّحِمَ"[رواه احمد].


     


    الْيَمِينُ الْغَمُوسُ سَبَبُ ظُلْمَةِ القَلْبِ:


    وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ سَبَبُ ظُلْمَةِ القَلْبِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ وَمَا حَلَفَ حَالِفٌ بِاللَّهِ يَمِينَ صَبْرٍ فَأَدْخَلَ فِيهَا مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ إِلاَّ جُعِلَتْ نُكْتَةً فِي قَلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"[رواه احمد].




     إذا تاب الإنسان وحج واعتمر و لم يكذب نفسه أمام الجميع فلا يقبل الله منه توبة فالنبي  صلى الله عليه وسلم قال في حديث صحيح إن اليمين الغموس تعقم النسل، وتمنع البركة، ولا يجد هذا الشخص بركة لا في خلفة ولا في أي شيء  أن الله تعالى قد أوصانا: "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم"، كذلك أوصانا: "واحفظوا أيمانكم".


    حكم اليمين الغموس 
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وَلِهَذَا إذَا كَانَتْ الْيَمِينُ غَمُوسًا كَانَتْ مِنْ الْكَبَائِرِ الْمُوجِبَةِ لِلنَّارِ, كَمَا قَالَ تَعَالَى:إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَذَكَرَهَا النَّبِيُّ فِي عَدِّ الْكَبَائِرِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إذَا تَعَمَّدَ أَنْ يَعْقِدَ بِاَللَّهِ مَا لَيْسَ مُنْعَقِدًا بِهِ فَقَدْ نَقَصَ الصِّلَةَ الَّتِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، بِمَنْزِلَةِ مَنْ أَخْبَرَ عَنْ اللَّهِ بِمَا هُوَ مُنَزَّهٌ عَنْهُ أَوْ تَبَرَّأَ مِنْ اللَّهِ. انتهـى.


    وهذه اليمين الغموس لا كفارة فيها عند جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة سوى التوبة، وردّ الحقوق والمظالم لأهلها.


    فأما الأحناف فقد قال الكاساني في بدائع الصنائع: فَصْلٌ: وَأَمَّا حُكْمُ الْيَمِينِ بِاَللَّهِ تَعَالَى فَيَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْيَمِينِ، أَمَّا يَمِينُ الْغَمُوسِ فَحُكْمُهَا وُجُوبُ الْكَفَّارَةِ لَكِنْ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ لِأَنَّهَا جُرْأَةٌ عَظِيمَةٌ. انتهى.


    وقال السرخسي في المبسوط: وَاَلَّتِي لَا تُكَفَّرُ الْيَمِينُ الْغَمُوسُ, وَهِيَ الْمَعْقُودَةُ عَلَى أَمْرٍ فِي الْمَاضِي أَوْ الْحَالِ كَاذِبَةً يَتَعَمَّدُ صَاحِبُهَا ذَلِكَ.


     


    وأما المالكية ففي التهذيب في اختصار المدونة لأبي سعيد خلف بن أبي القاسم القيرواني البراذعي قال: قال مالك رحمه الله:  والأيمان بالله أربعة: يمين غموس، ولغو يمين، فلا كفارة في هذين، ويمين الرجل والله لأفعلن، ووالله لا فعلت: ففي هذين كفارة،فإن رأى الحنث أفضل أحنث نفسه. والغموس: الحلف على تعمد الكذب، أو على غير يقين، وهي أعظم من أن تكفّر. انتهـى.


    وقال ابن عبد البر في التمهيد: لا كفارة فيها لعظم إثمها.


     وكذا في الشرح الكبير للدردير: ولهم بعض التفصيل بناء على قول الإمام مالك السابق في تعريف اليمين الغموس. وهو باختصار – كما في شرح مختصر خليل للخرشي: قَوْلُهُ: لَا كَفَّارَةَ فِيهَا  أَيْ إنْ تَعَلَّقَتْ بِالْمَاضِي، فَإِنْ تَعَلَّقَتْ بِالْمُسْتَقْبَلِ أَوْ بِالْحَالِ فَإِنَّهَا تُكَفَّرُ. انتهى.


    وأما الحنابلة ففي المغني لابن قدامة: مسألة : قال : ومن حلف على شيء وهو يعلم أنه كاذب فلا كفارة عليه لأن الذي أتى به أعظم من أن تكون فيه الكفارة.هذا ظاهر المذهب نقله الجماعة عن أحمد وهو قول أكثر أهل العلم منهم ابن مسعود وسعيد بن المسيب والحسن والأوزاعي والثوري والليث وأبو عبيد وأبو ثور وأصحاب الرأي من أهل الكوفة. وهذه اليمين تسمى يمين الغموس لأنها تغمس صاحبها في الإثم. قال ابن مسعود: كنا نعد من اليمين التي لا كفارة لها اليمين الغموس، وعن سعيد بن المسيب قال: هي من الكبائر وهي أعظم من أن تكفر. 


    وذهب الحنابلة في رواية كما في مجموع الفتاوى لابن تيمية والشافعية كما في الحاوي الكبير للماوردي،  وأسنى المطالب، وتحفة المحتاج: إلى وجوب الكفارة فيها .


    و الراجح ما ذهب إليه جمهور العلماء فهي أعظم من أن تكفر؛ وإنما تمحى بالتوبة الصحيحة، وما دمت قد رددت المال لأصحابه كما ذكرت، فعليك أن تستغفر وتتوب إلى الله، وتكثر من العمل الصالح؛ لعل الله أن يتوب عليك، وإن أردت إخراج الكفارة عن يمينك من باب الاحتياط فلا بأس، وهو عمل صالح لن يضيع،


    I love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love you


    درس العصر


    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد 
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة 


    ماذا تعلّمنا من رمضان




    رمضان انتهى لكن دروسه لم تنتهي .
    رمضان انقضى لكن مواعظه وعبره لم تنقضي .
    تعلمنا في مدرسة رمضان أنجح الدروس وابلغ المواعظ .


    فماذا تعلمنا من رمضان؟


    تعلَّمنا من رمضان : أن لكل شدة فرج ومع كل عسرٍ يسرا،بعد الهم فرج وبعد الليل نهار وبعد المرض عافية.
    يمتنع الصائم عن أكله وشربه ،فإذا جاء الليل وارتفع صوت الآذان ذهب الضمأ وابتلت العروق وثبت الأجر انشأ الله.




    تعلَّمنا من رمضان : أهمية الاحتساب: فكما صمنا رمضان إيمانا واحتسابا ، وقمنا لياليه إيمانا واحتسابا ، فهما شرطان في كل عبادة وفي أي لحظة : ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) [البينة : 5] ، فلنجعل صيامنا تطوعا بعد رمضان إيمانا واحتسابا ، وقيامنا بعده إيمانا واحتسابا ، وطلبنا للعلم وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر وصبرنا و وجهادنا، ونفقتنا وكل عملنا وطاعتنا إيمانا واحتسابا ، فالاحتساب هو لب الإخلاص وروح القربات ، فهو فريضة الدهر ، لا مناسبة الشهر.


    تعلَّمنا من رمضان : تحقيق العبودية لله - سبحانه - بفعل ما أمر، فالمسلم يُمسك في وقت محدد، ويأكل في وقت معلوم؛ امتثالاً لأمر الله، مراقبًا مولاه.


    تعلَّمنا من رمضان : أن الوقت أغلى من الذهب ،وأثمن من اللؤلؤ،وأنفس من الماس لان الوقت يأتي بهم جميعا وبغيرهم ،أما هم فلا يأتون حتى بثانية .فالوقت لا يمكن استرجاعه لكن اللؤلؤ والماس يمكن استرجاعه.
    كم يتمنى كثير من الشيوخ وكبار السن أن تعود أيام الشباب وقوة الشباب وفتوة الشباب لتكون عونا على طاعة الله ،لأنهم فرّطوا أيام الشباب ولسان حالهم :




    تعلَّمنا من رمضان : زيادة الارتباط بالقرآن سماعًا وتلاوة، فكم من الأجر في قراءته! وكم من الأثر عند تدبره! فحَرِيٌّ بالمسلم بعد رمضان أنْ يكونَ له ورد منه يقرؤه يوميًّا، وفي "صحيح البخاري" قال صلى الله عليه وسلم - لعبدالله بن عمرو: «اقرأ القرآنَ في شهر» قلت: إنِّي أجد قوة، حتى قال: «فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك»، إنك - رعاك الله - حين تقرأ ورقتين مع كل صلاة مفروضة تَختم القرآن كُلَّ شهر..


    تعلَّمنا من رمضان : أن الصوم جنة .. وحصن حصين من الأعداء ، ولازلنا محاطين بالأعداء من الإنس والجن من كل جانب .
    إبليس والدنيا ونفسي والهوى --- كيف الخلاص وكلهم أعدائي
    فهل نأمن على أنفسنا الأعادي لو غادرنا حصن الصيام بقية


    شهور العام..؟


    تعلَّمنا من رمضان : 
    لا يعرف حال الجياع إلا من حُرم الطعام قال يوسف عليه السلام عندما سئل عن سبب صيامه وقد صار عزيز مصر: «إني أخشى أن اشبع فأنسى الجياع ».


    تعلَّمنا من رمضان : روح الصـــلاة .. حافظنا عليها بخشوعها ، وأتممنا – فيما نظن- ركوعها وخشوعها ، وتلك الصلاة قد شرعت لذكر الله ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) [طه : 14] ، فهلا أبقينا على ذكرنا لله في كل أيام الله ، فإقامة الصلاة وإتمامها ليس موقوتا بالصيام بل الصلاة التامة عمود الإسلام طيلة العام ( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ) [النساء: 103] .




    تعلَّمنا من رمضان : أن لا نعيش لذواتنا بل نعيش للأمة جمعاء نعيش لفكرة وعقيدة وغاية نبيلة .
    من عاش لنفسه ولذاته عاش صغيرا ومات صغيرا ،ومن عاش لدينه وللمحرومين وللمظلومين عاش كبيرا ومات كبيرا .
    علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن من فطَّر صائما كان له مثل أجره .




    تعلَّمنا من رمضان : أن الليل مدرسة تخرَّج منها أرباب التغيير ،وعُشّاق الفردوس ، وأصحاب الدعوات: ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ( قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً ) [المزمل:1-2]
    فإذا أرخى الليل سدوله ، وأغمض النهار جفونه ،ونشر الظلام حجابه صف المحبون أقدامهم بين يدي ربهم خاشعين ساجدين راكعين داعين منكسرين ،فتزكوا النفوس بالأنس بالله وتحيا القلوب بالقرب من الله تعالى .
    أخي الحبيب :حافظ على صلاة القيام ولو ركعتين في السحر فإن لم تستطع فركعتين قبل المنام.فلا تقصِّر في قيام الليل سائر العام ، فإنه شرف المؤمن.


    تعلَّمنا من رمضان : 
    الموفق من وفق لطاعة الله ،الموفق من وفق لصحبة صالحة ،والمحروم من حرم من الخير ،قال تعالى: ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ) [الليل:5-7]


    تعلَّمنا من رمضان : أن الإمساك مِلاك الأخلاق .. تخلَّقنا بأخلاق الإسلام في رمضان ، وكنا نقول لمن سابنا أو شاتمنا« إني امرؤ صائم» فتعلمنا من رمضان أن الإمساك هو مِلاك الأخلاق في سائر الأيام ، وأن حسن الخلق هو أثقل شيء في الموازين ، ودليل الكمال في إيمان المؤمنين؟!




    تعلَّمنا من رمضان : أن قبل التحلية تخلية فلا تملئ الكوب عسلا حتى تفرغه من الخل ،«فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل» ، فيا من تحافظ على الصلاة طهّر لسانك من الفحشاء والمنكر .
    يا من تحافظ على الحج والعمرة طهّر بطنك من المال الحرام .


    تعلَّمنا من رمضان : انه كلما كان الإنسان من الله اقرب كان في البذل أجود من الريح المرسلة ، والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس قريب من النار .كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أكثر ما يجود في رمضان ، قال تعالى : ( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) [الحشر:9]


    تعلَّمنا من رمضان : أن ننبذ الخلاف وأسباب الفُرقة فلقد تراصّت الصفوف في رمضان كالجسد الواحد .
     أن الرب واحد وان الأمة واحدة موحدة في عبادتها متوحدة في شعائرها يفطرون جميعا ويصومون جميعا .قال تعالى: ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) [الأنبياء:92]




    تعلَّمنا من رمضان : أن نفرح بطاعاتنا ،وان نبكي على خطايانا .فإذا فرحت بالطاعة وحزنت للمعصية فأنت مؤمن .«للصائم فرحتان عند فطره وعند لقاء ربه» ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) [يونس:58]


    تعلَّمنا من رمضان : أن الجوع رياضة الإرادة والمعول الذي يكسر صخر الشهوة والقبضة التي تخنق مجرى الشياطين .
    يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء»[ رواه البخاري ومسلم].
    I love youI love youI love youI love youI love you💜💜💜💜💜💜




    درس التراويج




     أيها الشباب حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبو 
    الشباب هم أكثر فئة يمكن أن تتعرض للوقوع في طول الأمل، ومحبة البقاء، وتوقع طول العمر؛ إذ هم ما زالوا في بداية حياتهم، ومقتبل أعمارهم، كما يقال، فيدب إليهم داء طول الأمل، ويسرع فيهم عمله، وتصيبهم آفاته وعلله.


    إن الإنسان إذا طال أمله في هذه الحياة، زاد تعلق قلبه بها، وذهل عقله عن إدراك حقائقها؛ فتشغله الظواهر، وتخدعه المظاهر، وتلهيه السفاسف عن إدراك الحقائق، ويشغله طلب الدنيا والعمل لها والتذذ بمتاعها عن مهمته الأساسية ووظيفته الحقيقية، فيبقى في هذه الغفلة ـ ما لم يتداركه الله برحمته ـ فلا يفيق منها إلا مع فجأة الموت "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا".. فإذا رأى عاقبة طول أمله وتسويف عمله نادى بأعلى صوته: {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} ولكن للأسف الإجابة {كلا}.


    أيها الشباب
    إن طول الأمل داء علاجه في دواءين عظيمين:
    الأول دوام محاسبة النفس. والثاني: لزوم ذكر الموت.


    فأما العلاج الأول "وهو دوام محاسبة النفس" فمعناه:
    أن يتصفح الإنسان عمله، وينظر في أقواله وأفعاله وجميع ما يصدر منه أولا بأول.. فإن وجد خيرا محمودا أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن وجده شرا مذموما استدركه إن أمكن، وتاب منه واستغفر، وانتهى عن مثله في المستقبل.


    والأصل في هذه المحاسبة في كتاب الله في قوله تعالى:
    . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[الحشر:18].
    . وقوله: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[الأنبياء:47].
    . وقوله: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}[الكهف:49].
    . وقوله: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المجادلة:6].
    . وقوله: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}[الزلزلة:6 - 8].
    . وقوله: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَه}[آل عمران:30].
    . وقوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}[البقرة:235].
    . وقوله: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}[البقرة:281].


    فبهذه الآيات وأشباهها استدل أرباب البصائر على أن الله تعالى لعملهم بالمرصاد، قد أحصاه عليهم كله وعده عليهم عدا، وأنهم موقوفون بين يديه يناقشون الحساب، ويطالبون بمثاقيل الذر من الخطرات واللحظات واللفظات، فتحققوا أنه لا ينجيهم من هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة وصدق المراقبة، ومؤاخذة النفس في أنفاسها وحركاتها ومحاسبتها على خطراتها ولحظاتها وخطواتها ولفظاتها وكل أعمالها.


    وهذا فعل الأكياس أهل الفطنة وأصحاب العقول كما أخبر بذلك أفضل رسول عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات: [الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني](رواه الترمذي وحسنه).


    وقد أخبرنا صلوات الله عليه وسلامه أننا محاسبون على كل شيء "كل شيء"، فقال: [لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه].


    فكان لزاما أن يعلم الواحد منا أنه موقوف بين يدي الله ومسؤول، وحق لمن علم أنه موقوف ومسؤول أن يعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا.
    كما قال الفضيل بن عياض لرجل: "كم عمرك؟ فقال الرجل: ستون سنة، قال الفضيل: إذًا أنت منذ ستين سنة تسير إلى الله تُوشِك أن تَصِل، فقال الرجل: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، فقال الفضيل: يا أخي، هل عرفتَ معناه، قال الرجل: نعم، عرفت أني لله عبد، وأني إليه راجع، فقال الفضيل: يا أخي، مَن عرف أنه لله عبد وأنه إليه راجع، عرف أنه موقوف بين يديه، ومَن عرف أنه موقوف عرف أنه مسؤول، ومَن عرف أنه مسؤول فليُعدَّ للسؤال جوابًا،... "(حلية الأولياء).


    ولا يمكن أن يكون هذا إلا بالمحاسبة، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتزينوا للعرض الأكبر {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:18]، وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا".


    وقد أقسم الله بالنفس اللوامة، أي التي تكثر لوم صاحبها على التفريط في فعل الخير، وتعاتبه على الوقوع في الشر.
    قال الحسن: "لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه، لماذا فعلت كذا؟ ماذا تريد من كذا؟"




    I love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love you


    درس التهجد


    االجزاء من جنس العمل 
     عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( إن رجلا كان فيمن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه ، فقيل له : هل عملت من خير ؟ ، قال : ما أعلم ، قيل له : انظر ، فقال : ما أعلم شيئا ، غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم ، فأنظر الموسر ، وأتجاوز عن المعسر ، فأدخله الله الجنة ) رواه البخاري .


    وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( كان تاجر يداين الناس ، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه ، لعل الله أن يتجاوز عنا ، فتجاوز الله عنه ) رواه البخاري .


    معاني المفردات


    فأنظر الموسر : أي أؤجل مطالبته بالدين


    يداين الناس : يقرض الناس


    يتجاوز عن المعسر : أي يسقط عنه بعض الدين أو كله .


    تفاصيل القصّة


    قلوبٌ نديّةٌ ، وأنفسٌ سخيّةٌ ، سخّرها الله تعالى لتكون عوناً للفقراء ، وتزول على يدها ملامح البؤس والشقاء ، فكان أصحابها كالنهر المتدفّق عطاءً ، يواسون الضعيف ، ويهرعون لنجدته ، ويتجاوزون عن المعسر ، ويعينونه على دفع كربته ، أولئك هم خيرة الخلق للخلق ، وأحبّ الناس إلى الخالق :


    وأسعد الناس بين الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات


    قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم بين الناس أموات


    ولم تخلُ البشريّة يوماً من أصحاب الأيادي البيضاء ، ممّن نذروا أنفسهم لقضاء حوائج الخلق وتفريج كرباتهم ، فسيرتهم في الناس محمودة ، وصفاتهم بالخير مسطورة ، هذا حالهم في الأرض ، فكيف بحالهم في السماء ؟ ، قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربة ، أو يقضي عنه دينا ) رواه الطبراني ، وفي حديث آخر : ( إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد ) رواه الطبراني .


    ومن جملة هؤلاء الأخيار ، رجلٌ أراد الله أن يخلّد ذكره في العالمين ، فتمّ له ذلك من خلال ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – لقصّته ، ليكون مثالاً يقتدي به الناس ويتأسون بفعله ذلك .


    لم يكن لذلك الرجل كثير عبادة وصلاح ، ولكنّ الله منّ عليه بالمال الوفير والعطاء الكثير ، فأوسع عليه رزقه حتى غدا من كبار التجّار الذين يُشار إليهم بالبنان ، وكلما زاد رزقه ، زاد لله شكره ، بلسانه حمداً وثناءً ، وبماله منحاً وعطاءً ، ومن كثُرت نعمته انصرفت وجوه الناس إليه ، فكانوا يقصدون بابه يقترضون منه المال ، فإذا جاءه أحدهم نظر في حاله ، إن كان موسراً لم يُعجّل في طلب ماله منه ، وإن كان معسراً تجاوز عنه فأسقط عنه بعض الدين أو كلّه ، واستمرّ على ذلك القانون الفريد الذي وضعه لنفسه طيلة حياته .


    وعندما حانت لحظة الوفاة ، وتلقّفته ملائكة الموت ، سألته عن أرجى عملٍ يراه في حياته ، فلم يستحضر شيئاً يرى أنه مُستحقّاً للذكر ، فكرّر الملائكة عليه السؤال ، فتذكّر صنيعه بالمقترضين ، فأخبرهم بالطريقة التي عاملهم بها ، وهو يرى في قرارة نفسه أن العمل أقلّ من أن يُذكر ، لكنّ الله سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين وأرحمهم ، فقد كافأه على صنيعه فتجاوز عنه وأدخله الجنة ، فيا له من أجر ، ويا له من تكريم .


    وقفات مع القصّة


    تتراءى للناظر في هذه القصّة العديد من الدروس والوقفات التي يمكن أن نستلهمها للعظة والعبرة ، ونبدأ بتناول صفةٍ إلهيّةٍ عظيمة أرشد إليها الحديث ، وهي الرحمة الإلهيّة التي وسعت كلّ شيء ، وما من أحدٍ إلا ويتقلّب في رحمة الله في ليله ونهاره ، وقد تجلّت رحمته سبحانه في آلائه ونعمه ، ورزقه وتدبيره ، وهدايته لمن شاء من خلقه ، وقبوله لتوبة التائبين ، وستره وإمهاله للعصاة والمذنبين ، فسبقت رحمته غضبه ، وجماع ذلك قوله تعالى : { ورحمتي وسعت كل شيء } ( الأعراف : 156 ).


    ومن دلالات القصّة ، الإشارة إلى السنّة الكونيّة التي لا تتغيّر ولا تتبدّل ، وهي أن الجزاء من جنس العمل ، فرأينا أن الله سبحانه وتعالى قد تجاوز عن ذلك التاجر لتجاوزه عن الناس ، وهكذا يجد كل عامل جزاء عمله ، فإن عمل خيراً وجد مثله ، وإن عمل شرّاً وجد عاقبة فعله ، ومن زرع الشوك لن يجتني العنب .


    ووقفة ثالثة مع الرسالة التي تضمّنتها هذه القصّة العظيمة من الدعوة إلى التيسير على الناس وإقرار مبدأ التراحم ، فمشاقّ الحياة كثيرة ينوء عن حملها الكثير من الناس ، لا سيّما الضعفاء والمعسرين ، واليتامى والمساكين ، ومن هنا جاءت تعاليم الإسلام لتحثّ الناس على السماحة في معاملاتهم ، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( رحم الله عبدا سمحاً إذا باع ، سمحاً إذا اشترى ، سمحاً إذا قضى ، سمحا إذا اقتضى ) رواه البخاري ، وكذلك بيّن النبي – صلى الله عليه وسلم – أجر أهل السماحة فقال : ( من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ) رواه مسلم ، وقال أيضاً : ( من نفس عن غريمه أو محا عنه ، كان في ظل العرش يوم القيامة ) رواه أحمد .


    وللأسف الشديد فإن المشاهد من أحوال بعض الناس خلاف ما دعت إليه القصّة ، فهم لا يلتفتون إلى هذه المعاني السامية ، حتى كأنهم وحوش في ثيابٍ آدمية ، فيسحقون الضعفاء ويدخلونهم في دوّامة لا تنتهي من الديون الرّبوية التي يأخذونها من غير حق ، ويدفعهم الجشع والطمع إلى زيادة الدين مقابل التأجيل ، فأين ما يفعلونه من تعاليم الوحي : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون } ( البقرة : 280 ) ؟.


    وآخيراً نقول : أيها المسلم ، لا تحقرنّ من المعروف شيئاً مهما كان صغيراً ، فلعله يكون عند الله كبيراً ، يغفر الله لك به ، ويكون الطوق الذي تنجو به من عذاب السعير






    I love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love you
    خاطرة الاثنين


      
     كف الأذى وإزالته من الطريق


    عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَرَّ رَجُلٌ بغُصْنِ شَجَرَةٍ علَى ظَهْرِ طَرِيقٍ، فقالَ: واللَّهِ لأُنَحِّيَنَّ هذا عَنِ المُسْلِمِينَ لا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الجَنَّةَ). (صحيح مسلم:1914)
    وروى مسلم عن أبي برزة قال: قلت: يا نبي الله، علمني شيئا أنتفع به؟ قال: (اعْزِلِ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ). (صحيح مسلم:2618)
    وإماطة الأذى عن الطريق من الإيمان، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ). (صحيح مسلم:35)
    ومن كف الأذى عدم قضاء الحاجة في طريق الناس، أو ظلهم، وعدم إيذاء الناس في أبدانهم أو أعراضهم، روى أبو داود في سننه بإسناد صحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ). قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: (الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ). (صحيح أبي داود:25)
    في عون المعبود على شرح سنن أبي داود:
    قوله (اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ): قال الخطابي: يريد الأمرين الجالبين للعن الحاملين للناس عليه والداعيين إليه، وذلك أن من فعلهما لعن وشتم، يعني عادة الناس لعنه فلما صارا سببا لذلك أضيف إليهما الفعل فكانا كأنهما اللاعنان، يعني أسند اللعن إليهما على طريق المجاز العقلي، وقد يكون اللاعن أيضا بمعنى الملعون، فاعل بمعنى مفعول كما قالوا سر كاتم أي: مكتوم، فعلى هذا يكون التقدير اتقوا الأمرين الملعون فاعلهما.
    (الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ) أي: يتغوط أو يبول في موضع يمر به الناس، والمراد بالتخلي: التفرد لقضاء الحاجة غائطاً أو بولاً، فإن التنجس والاستقذار موجود فيهما، والمراد بالطريق الطريق المسلوك لا المهجور الذي لا يسلك إلا نادرا.
    (أَوْ ظِلِّهِمْ) أي: مستظل الناس الذي اتخذوه مقيلاً ومنزلاً ينزلونه ويقعدون فيه، وليس كل ظل يحرم القعود للحاجة تحته، فقد قعد النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته تحت حائش من النخل وللحائش لا محالة ظل.
    والحديث يدل على تحريم التخلي في طرق الناس أو ظلهم لما فيه من إيذاء المسلمين بتنجيس من يمر به واستقذاره.
    ومن ترك الأذى عدم السير في المخالف إن كان طريقا أو مكان المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وترك الحركات المرعبة كفرك الكاوتش أو لعبة الحصان أو السرعة الزائدة أو استخدام صافرات الإنذار الغير المأذون فيها.
    ومن حق الطريق إعانة الرجل في حمله على مركوبه، أو رفع متاعه عليها، روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كُلُّ سُلامَى عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ، يُعِينُ الرَّجُلَ في دابَّتِهِ، يُحامِلُهُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، وكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ودَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ). (صحيح البخاري:2891)
    كذلك من حق الطريق ردّ السلام، قال تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) (سورة النساء:86)، وحسن الكلام، قال تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا). (سورة البقرة:83)
    والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ). (سورة آل عمران: 110)
    ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أن يحث المارة على فعل الخير وقوله، وعلى تجنب السمع الحرام “الغناء”، وينهى النساء عن التبرج في الأسواق والطرق واختلاطهن بالرجال، فالمنكرات إذا كثر إنكارها زالت أو تلاشت، وإن سكت عنها فشت وانتشرت.
    وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فوائد عظيمة للأمة، منها: نجاة سفينة المجتمع من الهلاك والغرق، ومنها قمع الباطل وأهله، ومنها كثرة الخيرات والحد من الشرور، ومنها استتباب الأمن، ومنها نشر الفضيلة وقمع الرذيلة… إلخ.


    I love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love you


    قصة اسلامية


    قصةُ مؤمن آل ياسين التي ذكرها الله في سورة يس، وفي هذه القصة من الدروس والعِبَر الكثير 


    الفائدة الأولى: ترْك التعرُّض لما لا فائدة فيه، وعدم الانشغال بما سكت عنه القرآن من أسماء الأماكن والأشخاص، يشير إلى ذلك قوله تعالى: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ ﴾ [يس: 13]، فاسم القرية لا يعنينا في شيء، وإنما يعنينا ما وقع فيها من أحداث؛




    الفائدة الثانية: أخْذ الدعوة إلى الله بجِدٍّ واجتهاد، وهذا ملاحظ في مجيء الرجل من مكان بعيد ليقوم بواجبه في دعوة قومه إلى الحق، وكفِّهم عن البغي، نقرأ هذا في قوله تعالى: ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى ﴾ [يس: 20]،


     وفي هذا الجزء من الآية ثلاثُ لطائف:
    الأولى: أن الله عز وجل يخلق رجالًا يعشقون الحقيقة، ويضحُّون من أجلها ويعانون في سبيلها،


    الثانية: أن القرآن لم يذكر اسم هذا الرجل المنصف، ولعل الحكمة في ذلك ليكون أسوة للرجال الذين إن حضروا لم يُعرفوا، وإن غابوا لم يُفتقدوا .. الرجال الذين يعملون بعيدًا عن الشهرة والظهور.


    والثالثة: وصف هيئة مجيئه بالسعي، وهذا يفيد - كما يقول العلامة الطاهر بن عاشور - أنه جاء مسرعًا، وأنه بلَغَه هَمُّ أهل القرية برَجْم الرسل أو تعذيبهم، فأراد أن ينصحهم خشيةً عليهم وعلى الرسل، وهذا ثناء على هذا الرجل، يفيد أنه ممن يُقتدى به في الإسراع إلى تغيير المنكر؛ التحرير والتنوير (22/ 366).


    الفائدة الثالثة: الترفُّع عن طلب الأجر الدنيوي، وهذا من أسباب قَبول دعوة الداعين إلى الحق؛ ولذا قال هذا المؤمن لقومه: ﴿ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [يس: 21]، 


    الفائدة الرابعة: الحث على استخدام أسلوب الإقناع مع المدعوين:
    فقد كان مِن نُصح هذا الرجل لقومه أنه قال لهم: ﴿ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [يس: 22]؛ حيث أخرج الحجة عليهم في معرِض المخاطبة لنفسه تأليفًا لهم.


    قال العلامة السعدي في تفسير هذه الآية: والمعنى: "وما المانع لي من عبادة مَن هو المستحِقُّ للعبادة؛ لأنه الذي فطرني وخلقني ورزقني، وإليه مآل جميع الخلق، فيجازيهم بأعمالهم .. فجمع في هذا الكلام بين نُصحهم والشهادة للرسل بالرسالة والاهتداء، والإخبار بتعيُّن عبادة الله وحده، وذكر الأدلة عليها، وأن عبادة غيره باطلة، وذكر البراهين عليها، والإخبار بضلال مَن عبدَها"؛ تفسير السعدي (ص: 694).


    الفائدة الخامسة: تمنِّي الخير للمدعوين بدلًا من الشماتة بهم؛ قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ﴿ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴾ [يس: 26، 27]: "نصح قومه حيًّا وميتًا"
    .I love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love you
    سؤال اليوم


    من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين؟جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
    I love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love you
    فتاوي رمضان




    محظورات الصيام، 
    حيث يجب على الصائم أن لا يُعرض صيامه لما يفسده ويُضيع ثوابه؛ فيمسك أعضاءه وجوارحه عن كل ما يغضب الله تعالى ويضيع الصوم كالغيبة والنميمة، والقيل والقال، والنظر إلى ما حرمه الله تعالى، والخصام والشقاق، وقطع صلة الرحم، وغير ذلك من الأمور التي من شأنها ضياع ثواب الصوم؛ عملًا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ» أخرجه النسائي وابن ماجه وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم. أو بعبارة أخرى أن يجتنب كل ما من شأنه أن يُذهب التقوى أو يضعفها؛ لأن الصيام شُرع لتحصيلها؛ قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].




    I love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love youI love you
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد 
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية 
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة 


    01097532293
    01147506453

      مواضيع مماثلة

      -
      » دروس الإمام لشهر رمضان الاثنين 22 رمضان 1445ه الموافق 1/4/2024م خاطرة الفجر/كلام الناس درس العصر/زكـاة الفطر درس التراويج/ مخارج الزكاه خاطرة الاثنين/ الاسلام والحفاظ على البيئة درس التهجد (الابتعاد عن مواطن التُهم والشُبهات، زائد/ قصة اسلاميه/فتا
      » دروس الإمام لشهر رمضان الجمعة 26 من شهر رمضان 1445ه الموافق 5/4/2024م خاطرة الفجر/الوقاية خير من العلاج في الإسلام درس العصر/فضائل ليلة القدر درس التراويج/وجوب العمل الصالح في الإسلام درس التهجد/قضاء سليمان زائد/قصة اسلاميه/, فتاوي رمضان/, سؤال اليوم
      » دروس الإمام لشهر رمضان 2/4/2024م الموافق 23 من شهر رمضان 1445ه خاطرة الفجر/الابتعاد عن مواطن التُهم والشُبهات، درس العصر/الكسب الحلال درس التراويج/ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا خاطرة الثلاثاء /الاعتدال في الإسلام درس التهجد/إظهار نعمة الله والبعد عن ال
      » دروس الإمام لشهر رمضان 6 ابريل 2024م الموافق 27 رمضان 1445ه خاطرة الفجر/ من مداخل الشيطان درس العصر/ تسكين الغضب درس التراويج/ من مداخل الشيطان الشِبع درس التهجد/ تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ زائد/ قصة اسلاميه/ فتاوي رمضان/سؤال اليوم ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
      » دروس الإمام لشهر رمضان 1445ه الاحد 31/3/2024 الموافق 21 من شهر رمضان 1445ه خاطرة الفجر/ أهمية طلب العلم في الإسلام درس العصر/اغتنام العشر الأواخر من رمضان درس التراويج/أثر الدعاء في رفع البلاء ودفع المصائب.. أمثلة قرآنية تطبيقية درس التهجد/ مواقف ت

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 6:57 am