دروس الإمام لشهر رمضان 1445ه
السبت 30/3/2024
زائد درس التهجد
خاطرة الفجر
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
مسؤولية الزوجة تجاه الزوج
***********************
الزوجة عليها مسؤوليات ضخمة وهامة تجاه زوجها وبيتها ومال زوجها وبنيها.
إن المرأة لها خصائصها ومميزاتها الجسمية والنفسية التي تنفرد بها عن الرجل، وكذلك الرجل لم يغفله الإسلام، بل وضع لكل منهما منهجا يسير عليه بحيث لا يخرجه عما فطره الله تعالى عليه، وبحيث يؤدي فرائضه وواجباته كاملة كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾[النساء].
ولم يخرج الإسلام المرأة عن مكانها الواجب لها من التكرم، وحفظ الحقوق، بل جعلها مساوية للرجل، الا ما اقتضته الحاجة بالنسبة لنوعها وحفظ لها حقوقها كاملة من غير حيف ولا ظلم عليها والمرأة مساوية للرجل في العبادات والتكاليف الشرعية الا ما رخص لها فيه الشارع الحكيم مراعاة لطبيعتها الخلقية، نجد أن مسؤولياتها في بيتها تدور حول محور هو زوجها.
ومن أهم مسؤولياتها التي يلزمها ما يلي:
1. طاعة زوجها وموافقته وإجابة رغبته في كل ما يجب وما لا معصية فيه.
2. المحافظة على بيتها ومال زوجها
3. مساعدته على البر وإعانته على الخير وعدم الجائه إلى تكلف ما لا يطيق.
4. التهيئة لزوجها بما يعفه ويدعوه إلى محبتها
وأن تقوم بخدمته التي تصلح بها شأنه وتعينه على قيامه بواجبه تجاه نفسه وأهله والجماعة كلها فتكون قد أعانته على أمر الدنيا والآخرة فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أنَّ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( الدُّنْيَا مَتَاعٌ ، وَخَيرُ مَتَاعِهَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ )). ([ صحيح مسلم )
5. أن تحسن من هيئتها ومنظرها لزوجه
فتدخل السرور إلى نفسه وتعصمه من الزلل الذي قد يواجهه خارج البيت.
6. أن تطيعه فيما أمر
حتى في تطوع العبادات ونوافل الخيرات لا يحل لها أن تفعل ذلك إلا بإذن زوجها. ومن اطاعته له في أمره أن تجيبه إذا دعاها إلى الفراش. فعليها الإجابة والطاعة مهما كانت الظروف والمشاغل ما لم يكن لها عذر شرعي.
7. أن تحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله.
هذه هي المسؤولية التي يجب على المرأة المسلمة أن تلتزم بها تجاه زوجها، ورسالة المرأة في الإسلام لا تقتصر على البيت والأسرة، بل تتعدى إلى المجتمع من حولها فهي عضو فيه، فيجب أن تأخذ حظها من المسؤولية فيه، ولكن في نطاق الحشمة والحجاب والاختلاط الذي أباحه الإسلام.
درس التراويج
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
المسؤولية تجاه الأبناء
*******************
لقد مر بنا في العرض السابق بعض جوانب مسؤولية الأسرة التي بدأت خطوتها بفردين هما الزوج والزوجة لا بد أن يكون لتلاقيهما نتيجة وهذه النتيجة طبيعة وحتمية غالبا هي النسل الناشئ من هذا الرباط فلا بد أن تكون هناك أبوة ولا بد أن تكون بنوة ثم لا بد أن تمتد جذور الرباط الى ذوي الأرحام.
هنا نجد أن المسؤولية غير مقصورة على ما سبق ولكنها تمتد بامتداد الأسرة وتنموا بنموها. لذلك عنى الإسلام بالأسرة عناية كبيرة تلك الخلية الأولى التي يولد وينشأ فيها الأبناء. وعناية الإسلام
بالأطفال لا تقل عن عنايته بالأسرة، إن لم تكن الأسرة تابعة لهم في ذلك.
1- اختيار البيئة الصالحة:
فأول ما تتجه المسؤولية نحو الأبناء أن يختار لهم البيئة الصالحة في الأسرة، وذلك باختيار الزوجة الصالحة التقية التي ستكون معدن هؤلاء الأطفال والتي لها الحظ الأكبر في العناية بهم والإشراف على تربيتهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم) السلسلة الصحيحة
2-ملاعبة الأطفال:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، انه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ r يُلاعِبُ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهُوَ يَقُولُ: " يَا زُوَيْنِبُ، يَا زُوَيْنِبُ " مِرَارًا ([. متفق عليه
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، أَبْصَرَ النَّبِيَّ r يُقَبِّلُ الْحَسَنَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي عَشْرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمْ، لَا يُرْحَمْ ( صحيح مسلم ])
3-الدعاء لهم بالصلاح والهداية:
وقال تعالى: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) الفرقان
وقال تعالى: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" الأحقاف 15.
4-عدم الدعاء عليهم:
عن جابر t قال : قال رسول الله r "لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ تبارك وتعالى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ " (صحيح مسلم
5-العدل بينهم:
قال تعالى " قال الله " آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا" النساء
وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ" انْطَلَقَ بِي أَبِي يَحْمِلُنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْهَدْ أَنِّي قَدْ نَحَلْتُ - نحلت أي أعطيت بلا مقابل- النُّعْمَانَ كَذَا وَكَذَا مِنْ مَالِي فَقَالَ أَكُلَّ بَنِيكَ قَدْ نَحَلْتَ مِثْلَ مَا نَحَلْتَ النُّعْمَانَ قَالَ لَا قَالَ فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي فإني لا أشهد على جور ثُمَّ قَالَ أَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا
إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً قَالَ بَلَى قَالَ فَلَا إِذًا " (صحيح مسلم
6-زيادة الإيمان في قلوبهم:
فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ r يَوْمًا فَقَالَ:" يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ(صحيح سنن الترمذي
وقال تعالى (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بها اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) لقمان 16.
7-غرس الوازع الديني فيهم منذ الصغر:
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهلِيكُم نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم 6
قال سفيان الثوري، عن منصور، عن رجل، عن علي t في قوله تعالى: (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) يقول: أدبوهم، علموهم؛ وقال قتادة: يأمرهم بطاعة الله، وينهاهم عن معصية الله، وأن يقوم عليهم بأمر الله، ويأمرهم به ويساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية، زجرتهم عنها (تفسير ابن كثير
وقال تعالى "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"
8- تعويدهم على الصلاة وغيرها من العبادات:
ليكونوا متعلقين بفرائض الله تعالى وحريصين على طهارة القلب والبدن، وفي ذلك يقول الرّسول r: " مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ " صحيح أبي داود
قال تعالى (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) لقمان 17
9-تعليمهم القرآن الكريم والعمل به:
عن أبي أمامة t قال: سمعت رسول الله (r) يقول: (يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا
يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ). وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ (r) ثَلاَثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قَالَ: (كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا) (صحيح مسلم
تعويدهم على تحمل المسؤولية منذ صغرهم حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم عند الكبر فرسول الله صلى الله عليه وسلم يربي أسامة بن زيد على يديه، ثم في سن السابعة عشرة يكلفه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة جيش فيه أبو بكر وعمر، وينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه وينفذ أبو بكر بعث أسامة فيتحمل المسؤولية ويمضي في مهمته ويعود منها محققا الغاية التي من أجلها أرسل الجيش ؛ وتعجب حين تعلم أن الصحابة كانوا يقولون بعد ذلك: ما رأينا أسلم من بعث أسامة؛ ذلك أن الله تعالى قد حفظ أفراد الجيش حتى رجعوا سالمين!!
وهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان عمره إحدى عشرة سنة تقريبًا حين قَدِم النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – المدينة ، وكان يحضر مجالس الكِبار ويحضر مُناسبات المسلمين في المدينة، فلمَّا كبر أصبح علَمًا من أعلام المسلمين.
إذن تبدأ المسؤولية والأهمية من الأسرة، فالأسرة التي تربي أبناءها وتنمي قدراتهم وتغرس في نفوسهم حب الخير وحب الناس وحب العمل وحب الوطن والتمسك بالأخلاق والشمائل الإسلامية، والدفاع عن الوطن من الأعداء والحاسدين، إنما هي تقوم ببناء المجتمع.. أما تلك الأسرة التي لا تهتم بأبنائها ولا تنشئهم تنشئة اجتماعية سليمة، إنما هي تهدم المجتمع!!
قصة اسلاميه
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
دوّامة النّجاة
عندما فتح الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مكّة، عفا عن الجميع ما عدا أربعة، وأصدر أمرًا بقتلهم أينما وجدوا، لأنّهم لم يرتدعوا عن ارتكاب كلّ ما يؤذي الإسلام والمسلمين، فارتكبوا الجرائم والجنايات بحقّ المؤمنين.
من هؤلاء الأربعة رجل يدعى عكرمة بن أبي جهل، فرّ من شدّة خوفه وخرج من مكّة والتجأ إلى ساحل البحر الأحمر، هناك ركب سفينة وأبحر مع جماعة، في وسط البحر غشيهم موج رهيب وحاط بهم الطّوفان من كلّ جانب، فتمايلت السّفينة وبدت على شفير الغرق، هنالك اجتمع القوم على ظهر السّفينة وقرّروا رمي جميع ما يحملون من الأصنام، ثمّ توجّهوا إلى المولى (عزّ وجلّ) طالبين منه النّجاة، فتمسّكوا بأذيال لطفه سبحانه وعلموا أن لا أحد منجيهم اليوم سواه عزَّ وجلّ.
قال عكرمة: إنّ ما لم يستطع أن ينجينا من هذا الطّوفان في البحر، فلن يستطيع أن ينجينا أيضًا في البر، (يعني بذلك الأصنام) ثمّ إنّه عاهد الله (عزّ وجلّ) إذا أنجاه من هذه المهلكة فإنّه سيذهب إلى محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويضع يده بيده ويُسْلِم، لأنّه يعلم أنّ محمّدًا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رجل كريم ورحيم.
بعد مدّة هدأ الطّوفان وانخفض الموج العاتي ونجوا جميعًا من الغرق وذهب عكرمة إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأسلم على يدَيْه
يقول تعالى في هذا الشّأن: ﴿ وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ﴾
فتاوي رمضان
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
زكاة الفِطر..
______________
س/ هل يجوز إعطاء زكاة الفطر لأبي وأمّي؟
ج/ لا، لا يجوز=لأنّك مأمور بالإنفاق عليهما.
________________________________
س/ هل يجوز إعطاء زكاة الفطر لأخي أو أُختي؟
ج/ نعم يجوز=إذا كانوا فقراء معدومين، وأنت غير مأمور بالإنفاق عليهم.
________________________________
س/ هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للأقارب جميعا؟
ج/ نعم يجوز، لو كانوا يستحقون ذلك.
سؤال اليوم
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الدولة الأولى في العالم عرفت الكتابة هي(العراق)
2: الدولة العربية الخاليه من الصحراء هي (لبنان) .
3: الدولة التي تعيش فيها الاسود والنمور هي (الهند) .
4: الدولة التي تقع في قارتي اسيا وافريقيا هي (مصر).
5: الدولة التي تقع في قارتي اسيا واوروبا هي (تركيا).
درس التهجد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
اليد العليا خير من السفلى
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فأعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فأعْطَانِي ثُمَّ قالَ: "يا حَكِيمُ، إنَّ هذا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فمَن أَخَذَهُ بسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ له فِيهِ، ومَن أَخَذَهُ بإشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ له فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ ولَا يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى"، قالَ حَكِيمٌ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ لا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شيئًا حتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا، فَكانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، يَدْعُو حَكِيمًا إلى العَطَاءِ، فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ منه، ثُمَّ إنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فأبَى أَنْ يَقْبَلَ منه شيئًا، فَقالَ عُمَرُ: إنِّي أُشْهِدُكُمْ يا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ علَى حَكِيمٍ، أَنِّي أَعْرِضُ عليه حَقَّهُ مِن هذا الفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ، فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تُوُفِّيَ.(رواه البخاري ومسلم).
وهكذا يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن مَن أَخَذ المال بإلحاحٍ في السُّؤالِ، وتَطلُّعٍ لِمَا في أيدِي غيرِه، وشِدَّةِ حِرْصٍ على تَحصِيلِه، مع إكراهِ المُعطِي وإحراجِه؛ لمْ يَكُنْ له فيه بَرَكةٌ؛ لأنَّه لمْ يَمنَعْ نفْسَه عن المَسألةِ التي هي مَذمومةٌ شَرْعًا، فعُوقِبَ بعَدَمِ البَرَكةِ فيما أَخَذَ، "وكان كالذي يَأكُلُ ولا يَشْبَعُ"، فلا يَقْنَعُ بما يَأْتِيه؛ فكُلَّما ازْدادَ أكْلًا ازْدادَ جُوعًا، وكُلَّما جَمَع مِن المالِ شيئًا ازْدادَ رَغبةً في غَيرِه، وازدادَ شُحًّا وبُخْلًا بِما في يَدِه وحِرصًا عليه. ثمَّ قال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى"، أي: إنَّ الإنسانَ الذي يُعطِي خَيرٌ مِن الإنسانِ الذي يَأخُذُ؛ فاليدُ العُلْيا هي اليدُ المُنفِقةُ المُعطِيةُ، واليدُ السُّفلَى هي اليدُ الآخِذةُ.
قال الله تعالى: { لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } (البقرة: 273).
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: (قوله: { لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا } أي: لا يُلِحُّون في المسألة ويكلفون الناس ما لا يحتاجون إليه، فإن من سأل وله ما يغنيه عن السؤال، فقد ألحف في المسألة).
وهكذا يحثنا الشرع المطهر على ترك السؤال بغير حاجة والاستغناء عن الناس، حتى قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مُزْعة لحم"(متفق عليه). و معناه: يأتي يوم القيامة ذليلًا ساقطًا، لا وجه له عند الله، وقيل: هو على ظاهره، فيُحشَر ووجهه عظم لا لحم عليه؛ عقوبةً له، وعلامةً له بذنبه حين طلب وسأل بوجهه، وهذا فيمن سأل لغير ضرورة سؤالًا منهيًّا عنه وأكثَرَ منه.
والعجيب أن من احترف السؤال يظن أنه بذلك يستغني، والحق أنه كلما ازداد سؤالا وأخذا ازداد فقرا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولا فتَح عبدٌ بابَ مسألة إلا فتح الله عليه بابَ فقر"رواه أحمد. فيفتح الله عليه باب احتياج، أو يسلب عنه ما عنده من نعمة.
وأعظم من ذلك أنه بسؤاله بغير حاجة إنما يأخذ جمرا يُكوى به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن سأل الناسَ أموالهم تكثُّرًا، فإنما يسألُ جمرا، فليستقلَّ أو ليستكثِرْ"رواه مسلم.
السؤال ذل:
ويقول الغزالي رحمه الله: (السؤال فيه إذلالُ السائلِ نفسَه لغير الله سبحانه وتعالى، وليس للمؤمن أن يُذِلَّ نفسَه لغير الله؛ فسائر الخلق عباد أمثاله).
العمل والتكسب خير من سؤال الناس:
يذكر أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رجلًا من الأنصارِ أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسأله فقال: "أما في بيتِك شيءٌ؟" قال: بلى، حِلسٌ نلبَسُ بعضَه ونبسُطُ بعضَه، وقِعبٌ نشربُ فيه الماءَ. قال: "ائْتِني بهما" فأتاه بهما فأخذهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدِه وقال: "من يشتري هذَيْن؟" قال رجلٌ: أنا آخُذُهما بدرهمٍ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "من يزيدُ على درهمٍ؟" مرَّتَيْن أو ثلاثًا، قال رجلٌ: أنا آخُذُهما بدرهمَيْن فأعطاهما إيَّاه فأخذ الدِّرهمَيْن فأعطاهما الأنصاريَّ وقال: "اشتَرِ بأحدِهما طعامًا فانبُذْه إلى أهلِك واشتَرِ بالآخرِ قَدومًا فائْتِني به" فأتاه به فشدَّ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عودًا بيدِه ثمَّ قال: "اذهَبْ فاحتطِبْ وبِعْ ولا أرَيَنَّك خمسةَ عشرَ يومًا" ففعل، فجاءه وقد أصاب عشرَ دراهمَ فاشترَى ببعضِها ثوبًا وببعضِها طعامًا، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "هذا خيرٌ لك من أن تجيءَ المسألةُ نُكتةً في وجهِك يومَ القيامةِ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع"رواه أبو داود.
فهنا نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه القادر على التكسب إلى ترك السؤال وطرق أبواب العمل وإن كان شاقا، ويعينه بتوفير ما يلزمه للعمل والتكسب بدلا من أن يكون عالة على المجتمع وعلى الناس. بل إنه صلى الله عليه وسلم يوجه المسلمين إلى العمل والتكسب ويبين لهم أن أفضل طعام يأكله ما من كسب يده حين يقول: "ما أكَلَ أحدٌ طعامًا قط خيرًا مِن أن يأكلَ مِن عمل يده".
إن الاستغناء عن الناس هو العز وصيانة النفس وحفظ ماء الوجه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريلٌ، فقال : يا محمدٌ ! عشْ ما شئتَ فإنكَ ميتٌ، وأحببْ منْ شئتَ فإنكَ مفارقُهُ، واعملْ ما شئتَ فإنكَ مجزيٌّ بهِ، واعلمْ أنْ شرفَ المؤمنِ قيامُهُ بالليلِ، وعزَّهُ استغناؤهُ عنِ الناسِ".
أنزل حاجتك بالله:
إذا عرضت للإنسان حاجة فحري به أن ينزلها بالله عز وجل وأن يطلب منه سبحانه قضاءها وكفايته وإغناءه فإنه سبحانه الذي يجيب المضطر إذا دعاه: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} (النمل:62). وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَصابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلها باللَّه فَيُوشِكُ اللَّه لَهُ بِرِزقٍ عاجِلٍ أَوْ آجِلٍ".
وإذا افتقرت لبذل وجهك سائلا فابذله للمتكرم المفضال
إن الكريم إذا حباك بنَيلِه ... أعطَاكَهُ سَلِسا بغير مَطَالِ
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع بعض أصحابه على ألا يسألوا الناس شيئا، فكان أحدهم إذا وقع سوطه لم يسأل أحدا أن يناوله إياه.
ومع هذا فلا بأس إذا اشتدت علي العبد الأمور وطرق باب ربه ومولاه ولم تقض حاجته أن يستعين على قضائها بمن يمكنه مساعدته مع تعلق قلبه بربه ومولاه؛ فإنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع.
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
01097532293
01147506453
السبت 30/3/2024
زائد درس التهجد
خاطرة الفجر
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
مسؤولية الزوجة تجاه الزوج
***********************
الزوجة عليها مسؤوليات ضخمة وهامة تجاه زوجها وبيتها ومال زوجها وبنيها.
إن المرأة لها خصائصها ومميزاتها الجسمية والنفسية التي تنفرد بها عن الرجل، وكذلك الرجل لم يغفله الإسلام، بل وضع لكل منهما منهجا يسير عليه بحيث لا يخرجه عما فطره الله تعالى عليه، وبحيث يؤدي فرائضه وواجباته كاملة كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾[النساء].
ولم يخرج الإسلام المرأة عن مكانها الواجب لها من التكرم، وحفظ الحقوق، بل جعلها مساوية للرجل، الا ما اقتضته الحاجة بالنسبة لنوعها وحفظ لها حقوقها كاملة من غير حيف ولا ظلم عليها والمرأة مساوية للرجل في العبادات والتكاليف الشرعية الا ما رخص لها فيه الشارع الحكيم مراعاة لطبيعتها الخلقية، نجد أن مسؤولياتها في بيتها تدور حول محور هو زوجها.
ومن أهم مسؤولياتها التي يلزمها ما يلي:
1. طاعة زوجها وموافقته وإجابة رغبته في كل ما يجب وما لا معصية فيه.
2. المحافظة على بيتها ومال زوجها
3. مساعدته على البر وإعانته على الخير وعدم الجائه إلى تكلف ما لا يطيق.
4. التهيئة لزوجها بما يعفه ويدعوه إلى محبتها
وأن تقوم بخدمته التي تصلح بها شأنه وتعينه على قيامه بواجبه تجاه نفسه وأهله والجماعة كلها فتكون قد أعانته على أمر الدنيا والآخرة فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أنَّ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( الدُّنْيَا مَتَاعٌ ، وَخَيرُ مَتَاعِهَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ )). ([ صحيح مسلم )
5. أن تحسن من هيئتها ومنظرها لزوجه
فتدخل السرور إلى نفسه وتعصمه من الزلل الذي قد يواجهه خارج البيت.
6. أن تطيعه فيما أمر
حتى في تطوع العبادات ونوافل الخيرات لا يحل لها أن تفعل ذلك إلا بإذن زوجها. ومن اطاعته له في أمره أن تجيبه إذا دعاها إلى الفراش. فعليها الإجابة والطاعة مهما كانت الظروف والمشاغل ما لم يكن لها عذر شرعي.
7. أن تحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله.
هذه هي المسؤولية التي يجب على المرأة المسلمة أن تلتزم بها تجاه زوجها، ورسالة المرأة في الإسلام لا تقتصر على البيت والأسرة، بل تتعدى إلى المجتمع من حولها فهي عضو فيه، فيجب أن تأخذ حظها من المسؤولية فيه، ولكن في نطاق الحشمة والحجاب والاختلاط الذي أباحه الإسلام.
درس التراويج
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
المسؤولية تجاه الأبناء
*******************
لقد مر بنا في العرض السابق بعض جوانب مسؤولية الأسرة التي بدأت خطوتها بفردين هما الزوج والزوجة لا بد أن يكون لتلاقيهما نتيجة وهذه النتيجة طبيعة وحتمية غالبا هي النسل الناشئ من هذا الرباط فلا بد أن تكون هناك أبوة ولا بد أن تكون بنوة ثم لا بد أن تمتد جذور الرباط الى ذوي الأرحام.
هنا نجد أن المسؤولية غير مقصورة على ما سبق ولكنها تمتد بامتداد الأسرة وتنموا بنموها. لذلك عنى الإسلام بالأسرة عناية كبيرة تلك الخلية الأولى التي يولد وينشأ فيها الأبناء. وعناية الإسلام
بالأطفال لا تقل عن عنايته بالأسرة، إن لم تكن الأسرة تابعة لهم في ذلك.
1- اختيار البيئة الصالحة:
فأول ما تتجه المسؤولية نحو الأبناء أن يختار لهم البيئة الصالحة في الأسرة، وذلك باختيار الزوجة الصالحة التقية التي ستكون معدن هؤلاء الأطفال والتي لها الحظ الأكبر في العناية بهم والإشراف على تربيتهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم) السلسلة الصحيحة
2-ملاعبة الأطفال:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، انه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ r يُلاعِبُ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهُوَ يَقُولُ: " يَا زُوَيْنِبُ، يَا زُوَيْنِبُ " مِرَارًا ([. متفق عليه
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، أَبْصَرَ النَّبِيَّ r يُقَبِّلُ الْحَسَنَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي عَشْرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمْ، لَا يُرْحَمْ ( صحيح مسلم ])
3-الدعاء لهم بالصلاح والهداية:
وقال تعالى: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) الفرقان
وقال تعالى: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" الأحقاف 15.
4-عدم الدعاء عليهم:
عن جابر t قال : قال رسول الله r "لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ تبارك وتعالى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ " (صحيح مسلم
5-العدل بينهم:
قال تعالى " قال الله " آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا" النساء
وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ" انْطَلَقَ بِي أَبِي يَحْمِلُنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْهَدْ أَنِّي قَدْ نَحَلْتُ - نحلت أي أعطيت بلا مقابل- النُّعْمَانَ كَذَا وَكَذَا مِنْ مَالِي فَقَالَ أَكُلَّ بَنِيكَ قَدْ نَحَلْتَ مِثْلَ مَا نَحَلْتَ النُّعْمَانَ قَالَ لَا قَالَ فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي فإني لا أشهد على جور ثُمَّ قَالَ أَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا
إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً قَالَ بَلَى قَالَ فَلَا إِذًا " (صحيح مسلم
6-زيادة الإيمان في قلوبهم:
فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ r يَوْمًا فَقَالَ:" يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ(صحيح سنن الترمذي
وقال تعالى (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بها اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) لقمان 16.
7-غرس الوازع الديني فيهم منذ الصغر:
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهلِيكُم نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم 6
قال سفيان الثوري، عن منصور، عن رجل، عن علي t في قوله تعالى: (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) يقول: أدبوهم، علموهم؛ وقال قتادة: يأمرهم بطاعة الله، وينهاهم عن معصية الله، وأن يقوم عليهم بأمر الله، ويأمرهم به ويساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية، زجرتهم عنها (تفسير ابن كثير
وقال تعالى "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"
8- تعويدهم على الصلاة وغيرها من العبادات:
ليكونوا متعلقين بفرائض الله تعالى وحريصين على طهارة القلب والبدن، وفي ذلك يقول الرّسول r: " مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ " صحيح أبي داود
قال تعالى (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) لقمان 17
9-تعليمهم القرآن الكريم والعمل به:
عن أبي أمامة t قال: سمعت رسول الله (r) يقول: (يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا
يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ). وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ (r) ثَلاَثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قَالَ: (كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا) (صحيح مسلم
تعويدهم على تحمل المسؤولية منذ صغرهم حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم عند الكبر فرسول الله صلى الله عليه وسلم يربي أسامة بن زيد على يديه، ثم في سن السابعة عشرة يكلفه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة جيش فيه أبو بكر وعمر، وينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه وينفذ أبو بكر بعث أسامة فيتحمل المسؤولية ويمضي في مهمته ويعود منها محققا الغاية التي من أجلها أرسل الجيش ؛ وتعجب حين تعلم أن الصحابة كانوا يقولون بعد ذلك: ما رأينا أسلم من بعث أسامة؛ ذلك أن الله تعالى قد حفظ أفراد الجيش حتى رجعوا سالمين!!
وهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان عمره إحدى عشرة سنة تقريبًا حين قَدِم النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – المدينة ، وكان يحضر مجالس الكِبار ويحضر مُناسبات المسلمين في المدينة، فلمَّا كبر أصبح علَمًا من أعلام المسلمين.
إذن تبدأ المسؤولية والأهمية من الأسرة، فالأسرة التي تربي أبناءها وتنمي قدراتهم وتغرس في نفوسهم حب الخير وحب الناس وحب العمل وحب الوطن والتمسك بالأخلاق والشمائل الإسلامية، والدفاع عن الوطن من الأعداء والحاسدين، إنما هي تقوم ببناء المجتمع.. أما تلك الأسرة التي لا تهتم بأبنائها ولا تنشئهم تنشئة اجتماعية سليمة، إنما هي تهدم المجتمع!!
قصة اسلاميه
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
دوّامة النّجاة
عندما فتح الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مكّة، عفا عن الجميع ما عدا أربعة، وأصدر أمرًا بقتلهم أينما وجدوا، لأنّهم لم يرتدعوا عن ارتكاب كلّ ما يؤذي الإسلام والمسلمين، فارتكبوا الجرائم والجنايات بحقّ المؤمنين.
من هؤلاء الأربعة رجل يدعى عكرمة بن أبي جهل، فرّ من شدّة خوفه وخرج من مكّة والتجأ إلى ساحل البحر الأحمر، هناك ركب سفينة وأبحر مع جماعة، في وسط البحر غشيهم موج رهيب وحاط بهم الطّوفان من كلّ جانب، فتمايلت السّفينة وبدت على شفير الغرق، هنالك اجتمع القوم على ظهر السّفينة وقرّروا رمي جميع ما يحملون من الأصنام، ثمّ توجّهوا إلى المولى (عزّ وجلّ) طالبين منه النّجاة، فتمسّكوا بأذيال لطفه سبحانه وعلموا أن لا أحد منجيهم اليوم سواه عزَّ وجلّ.
قال عكرمة: إنّ ما لم يستطع أن ينجينا من هذا الطّوفان في البحر، فلن يستطيع أن ينجينا أيضًا في البر، (يعني بذلك الأصنام) ثمّ إنّه عاهد الله (عزّ وجلّ) إذا أنجاه من هذه المهلكة فإنّه سيذهب إلى محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويضع يده بيده ويُسْلِم، لأنّه يعلم أنّ محمّدًا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رجل كريم ورحيم.
بعد مدّة هدأ الطّوفان وانخفض الموج العاتي ونجوا جميعًا من الغرق وذهب عكرمة إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأسلم على يدَيْه
يقول تعالى في هذا الشّأن: ﴿ وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ﴾
فتاوي رمضان
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
زكاة الفِطر..
______________
س/ هل يجوز إعطاء زكاة الفطر لأبي وأمّي؟
ج/ لا، لا يجوز=لأنّك مأمور بالإنفاق عليهما.
________________________________
س/ هل يجوز إعطاء زكاة الفطر لأخي أو أُختي؟
ج/ نعم يجوز=إذا كانوا فقراء معدومين، وأنت غير مأمور بالإنفاق عليهم.
________________________________
س/ هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للأقارب جميعا؟
ج/ نعم يجوز، لو كانوا يستحقون ذلك.
سؤال اليوم
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الدولة الأولى في العالم عرفت الكتابة هي(العراق)
2: الدولة العربية الخاليه من الصحراء هي (لبنان) .
3: الدولة التي تعيش فيها الاسود والنمور هي (الهند) .
4: الدولة التي تقع في قارتي اسيا وافريقيا هي (مصر).
5: الدولة التي تقع في قارتي اسيا واوروبا هي (تركيا).
درس التهجد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
اليد العليا خير من السفلى
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فأعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فأعْطَانِي ثُمَّ قالَ: "يا حَكِيمُ، إنَّ هذا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فمَن أَخَذَهُ بسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ له فِيهِ، ومَن أَخَذَهُ بإشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ له فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ ولَا يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى"، قالَ حَكِيمٌ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ لا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شيئًا حتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا، فَكانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، يَدْعُو حَكِيمًا إلى العَطَاءِ، فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ منه، ثُمَّ إنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فأبَى أَنْ يَقْبَلَ منه شيئًا، فَقالَ عُمَرُ: إنِّي أُشْهِدُكُمْ يا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ علَى حَكِيمٍ، أَنِّي أَعْرِضُ عليه حَقَّهُ مِن هذا الفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ، فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تُوُفِّيَ.(رواه البخاري ومسلم).
وهكذا يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن مَن أَخَذ المال بإلحاحٍ في السُّؤالِ، وتَطلُّعٍ لِمَا في أيدِي غيرِه، وشِدَّةِ حِرْصٍ على تَحصِيلِه، مع إكراهِ المُعطِي وإحراجِه؛ لمْ يَكُنْ له فيه بَرَكةٌ؛ لأنَّه لمْ يَمنَعْ نفْسَه عن المَسألةِ التي هي مَذمومةٌ شَرْعًا، فعُوقِبَ بعَدَمِ البَرَكةِ فيما أَخَذَ، "وكان كالذي يَأكُلُ ولا يَشْبَعُ"، فلا يَقْنَعُ بما يَأْتِيه؛ فكُلَّما ازْدادَ أكْلًا ازْدادَ جُوعًا، وكُلَّما جَمَع مِن المالِ شيئًا ازْدادَ رَغبةً في غَيرِه، وازدادَ شُحًّا وبُخْلًا بِما في يَدِه وحِرصًا عليه. ثمَّ قال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى"، أي: إنَّ الإنسانَ الذي يُعطِي خَيرٌ مِن الإنسانِ الذي يَأخُذُ؛ فاليدُ العُلْيا هي اليدُ المُنفِقةُ المُعطِيةُ، واليدُ السُّفلَى هي اليدُ الآخِذةُ.
قال الله تعالى: { لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } (البقرة: 273).
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: (قوله: { لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا } أي: لا يُلِحُّون في المسألة ويكلفون الناس ما لا يحتاجون إليه، فإن من سأل وله ما يغنيه عن السؤال، فقد ألحف في المسألة).
وهكذا يحثنا الشرع المطهر على ترك السؤال بغير حاجة والاستغناء عن الناس، حتى قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مُزْعة لحم"(متفق عليه). و معناه: يأتي يوم القيامة ذليلًا ساقطًا، لا وجه له عند الله، وقيل: هو على ظاهره، فيُحشَر ووجهه عظم لا لحم عليه؛ عقوبةً له، وعلامةً له بذنبه حين طلب وسأل بوجهه، وهذا فيمن سأل لغير ضرورة سؤالًا منهيًّا عنه وأكثَرَ منه.
والعجيب أن من احترف السؤال يظن أنه بذلك يستغني، والحق أنه كلما ازداد سؤالا وأخذا ازداد فقرا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولا فتَح عبدٌ بابَ مسألة إلا فتح الله عليه بابَ فقر"رواه أحمد. فيفتح الله عليه باب احتياج، أو يسلب عنه ما عنده من نعمة.
وأعظم من ذلك أنه بسؤاله بغير حاجة إنما يأخذ جمرا يُكوى به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن سأل الناسَ أموالهم تكثُّرًا، فإنما يسألُ جمرا، فليستقلَّ أو ليستكثِرْ"رواه مسلم.
السؤال ذل:
ويقول الغزالي رحمه الله: (السؤال فيه إذلالُ السائلِ نفسَه لغير الله سبحانه وتعالى، وليس للمؤمن أن يُذِلَّ نفسَه لغير الله؛ فسائر الخلق عباد أمثاله).
العمل والتكسب خير من سؤال الناس:
يذكر أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رجلًا من الأنصارِ أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسأله فقال: "أما في بيتِك شيءٌ؟" قال: بلى، حِلسٌ نلبَسُ بعضَه ونبسُطُ بعضَه، وقِعبٌ نشربُ فيه الماءَ. قال: "ائْتِني بهما" فأتاه بهما فأخذهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدِه وقال: "من يشتري هذَيْن؟" قال رجلٌ: أنا آخُذُهما بدرهمٍ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "من يزيدُ على درهمٍ؟" مرَّتَيْن أو ثلاثًا، قال رجلٌ: أنا آخُذُهما بدرهمَيْن فأعطاهما إيَّاه فأخذ الدِّرهمَيْن فأعطاهما الأنصاريَّ وقال: "اشتَرِ بأحدِهما طعامًا فانبُذْه إلى أهلِك واشتَرِ بالآخرِ قَدومًا فائْتِني به" فأتاه به فشدَّ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عودًا بيدِه ثمَّ قال: "اذهَبْ فاحتطِبْ وبِعْ ولا أرَيَنَّك خمسةَ عشرَ يومًا" ففعل، فجاءه وقد أصاب عشرَ دراهمَ فاشترَى ببعضِها ثوبًا وببعضِها طعامًا، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "هذا خيرٌ لك من أن تجيءَ المسألةُ نُكتةً في وجهِك يومَ القيامةِ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع"رواه أبو داود.
فهنا نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه القادر على التكسب إلى ترك السؤال وطرق أبواب العمل وإن كان شاقا، ويعينه بتوفير ما يلزمه للعمل والتكسب بدلا من أن يكون عالة على المجتمع وعلى الناس. بل إنه صلى الله عليه وسلم يوجه المسلمين إلى العمل والتكسب ويبين لهم أن أفضل طعام يأكله ما من كسب يده حين يقول: "ما أكَلَ أحدٌ طعامًا قط خيرًا مِن أن يأكلَ مِن عمل يده".
إن الاستغناء عن الناس هو العز وصيانة النفس وحفظ ماء الوجه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريلٌ، فقال : يا محمدٌ ! عشْ ما شئتَ فإنكَ ميتٌ، وأحببْ منْ شئتَ فإنكَ مفارقُهُ، واعملْ ما شئتَ فإنكَ مجزيٌّ بهِ، واعلمْ أنْ شرفَ المؤمنِ قيامُهُ بالليلِ، وعزَّهُ استغناؤهُ عنِ الناسِ".
أنزل حاجتك بالله:
إذا عرضت للإنسان حاجة فحري به أن ينزلها بالله عز وجل وأن يطلب منه سبحانه قضاءها وكفايته وإغناءه فإنه سبحانه الذي يجيب المضطر إذا دعاه: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} (النمل:62). وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَصابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلها باللَّه فَيُوشِكُ اللَّه لَهُ بِرِزقٍ عاجِلٍ أَوْ آجِلٍ".
وإذا افتقرت لبذل وجهك سائلا فابذله للمتكرم المفضال
إن الكريم إذا حباك بنَيلِه ... أعطَاكَهُ سَلِسا بغير مَطَالِ
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع بعض أصحابه على ألا يسألوا الناس شيئا، فكان أحدهم إذا وقع سوطه لم يسأل أحدا أن يناوله إياه.
ومع هذا فلا بأس إذا اشتدت علي العبد الأمور وطرق باب ربه ومولاه ولم تقض حاجته أن يستعين على قضائها بمن يمكنه مساعدته مع تعلق قلبه بربه ومولاه؛ فإنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع.
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
01097532293
01147506453