الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    رمضان شهر الانتصارات. 22/3/2024

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2689
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    رمضان شهر الانتصارات. 22/3/2024 Empty رمضان شهر الانتصارات. 22/3/2024

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد السبت مارس 16, 2024 3:20 pm

    رمضان شهر الانتصارات.
                            
      العناصر
    ١- رمضان هو الوعاء الزمنى الذى تمت فيه انتصارات المسلمين
    ٢- لماذا تميّز رمضان بانتصاراته الباهرة؟
    ٣- معارك رمضان
    ٤- لماذا لا ننتصر؟


                                الموضوع 
     إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ، "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا"، وبعد  


    إن المتأمل في أحداث شهر رمضان عبر التاريخ الإسلامي سيجد أمورًا عجيبة، هذه الأمور ليست مصادفة، وكل شيء عند الله عز وجل بمقدار، سيجد أن المسلمين ينتقلون كثيرًا من مرحلة إلى مرحلة أخرى في شهر رمضان، من ضعف إلى قوة، ومن ذلٍّ إلى عزَّة.
    ففى هذا الشهر الفضيل تمت فيه كبرى انتصارات المسلمين التى فرّقت بين الحق والباطل 


    لقد كان رمضان هو الوعاء الزمنى الذى تمت فيه انتصارات المسلمين على عدوهم تلكم الانتصارات التى غيّرت مجرى التاريخ مؤكدة أن الطاقة الإيمانية فى قلب الصائم هى أقوى أسلحة النصر على الإطلاق، ولما انتصروا على أعدائهم وعلى التحديات أرهبوا بقوة إيمانهم آخرين من دونهم لا تعلمهم الله يعلمهم فحققوا هذا النصر فى كل المعارك التى خاضوها


    ارتبط شهر رمضان بالجهاد بشكل لافت للنظر، حتى آيات الصيام في سورة البقرة بدايةً من قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: ١٨٣]. وبعد هذه الآيات تأتي آيات كثيرة تحضُّ على الجهاد، يقول ربنا عز وجل: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ الله الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [البقرة: ١٩٠]


    آيات تحضُّ على الجهاد والقتال بشدَّة، والعلاقة واضحة بينها وبين آيات الصيام، فالإعداد للجهاد هو إعداد للنفس، إعداد للجسد، إعداد للأمة كلها.. العلاقة بين الصيام والجهاد وثيقة جدًّا، فالتاريخ الإسلامي يؤكد هذا الارتباط، 
    ولما انتصروا على أنفسهم وعلى التحديات التي تواجههم سهُل عليهم الانتصار على عدوهم مهما كانت كثرته فى العدد والعُدّة. "فالنفس لا تنتصر في المعركة الحربية إلا حين تنتصر في المعارك الشعورية والأخلاقية والنظامية ... كما أنه لا قيمة ولا وزن في نظر الإسلام للانتصار العسكري أو السياسي أو الاقتصادي، ما لم يقم هذا كله على أساس المنهج الرباني في الانتصار على النفس، والغَلَبَة على الهوى، والفوز على الشهوة، وتقرير الحق الذي أراده الله في حياة الناس؛ ليكون كلُّ نصر نصرًا لله ولمنهج الله، وليكون كل جهد في سبيل الله ومنهج الله؛ وإلا فهي جاهلية تنتصر على جاهلية" [ د/ عبد الحليم عويس: أوراق زابلة].


    والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تميّز رمضان بقائمة طويلة من المعارك والفتوحات؟ لماذا كانت أغلب معاركه تنتهي بالظفر والانتصار؟.


    في الحقيقة أن لرمضان تأثير عجيب على النفس المؤمنة، وصقلها وإعادة ضبطها وفق ما أراد الباري عز وجل.
    فرمضان هو شهر الانتصار على النفس، قبل أن يكون انتصارًا على العدو،
    * ففيه تتعلم النفس مجاهدة ما تحب وتتعلق به، وهو يعيد تعريف علاقة الإنسان مع المحيط الخاص به. كالعلاقة مع الشهوات والملذات، ومجاهدة الهوى والتعلق بالأشياء،
    * وبيان أهمية الالتزام بأوامر الله وعبادته، وتقديمها على ما سواها من الأمور الدنيوية. فتجد المرء يترك طعامه وشرابه وشهوته امتثالاً لأمر الله عز وجل، رغم شدة الحر، وطول ساعات الصيام، وكثرة الملهيات والمغريات.


    * كما يتعلم فيه الإنسان كيفية ضبط جوارحه في تعامله مع الناس، فيما يعتبر ثورة أخلاقية، تعيد بوصلته نحو ما يريده الشارع ويسعى لتحقيقه في النفوس والمجتمعات. وفي الحديث القدسي عن الله عز وجل: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم" (متفق عليه).
    "إن الصوم كغيره من العبادات، يهدف إلى إجراء تغيير داخل الأمة وأفرادها، بتحقيق العبودية لله، وجعل المجتمع على أتم الجاهزية للثبات على الحق والسير على خطاه نحو النصر والتمكين"


    إن رمضان يعتبر فرقانًا في حياة النفوس والمجتمعات التي تتمتع بالإيمان وتسعى لنيل رضا الرحمن، كيف لا وهو شهر تتجدد فيه الصلة بين المؤمنين والقرآن الكريم، مع ما ينتج عنها من التدبر والتأثر وزيادة الإيمان. وكيف لا يترك في النفس أثراً يدفعها إلى فعل كل ما يأمره الله ويحبه، حتى لو كان بالتضحية والجهاد في سبيله؛ لأن النصر منه عز وجل، ومعية الله وتأييده أقوى من كل شيء. يقول الله تعالى: {وما النصر إلا من عند الله} [الأنفال:١٠] ويقول: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم} [آل عمران: ١٦٠].                                                                                                  
     إن الصوم كغيره من العبادات، يهدف إلى إجراء تغيير جذري داخل الأمة وأفرادها، بتحقيق العبودية لله، وجعل المجتمع على أتم الجاهزية للثبات على الحق والسير على خطاه نحو النصر والتمكين. ولا غرابة أن نجد هذا الأمر جليًا في سورة البقرة. فالآيات الكريمة من ١٨٣-١٨٧ قد تطرقت لموضوع الصيام وما يتعلق به من الأحكام، لكنها بينت أهمية ذلك في صلاح المجتمع وتطهيره، فختمت بكلمات: "يتقون" و"تشكرون" و"يرشدون". ثم تبعها آيتان تتعلقان بالحج، قبل أن يكون الحديث عن الجهاد والقتال. مما يعني أهمية العبادة، وتحقيق غاياتها في الثبات والانتصار على العدو؛ لذا فالأمة الراشدة التي تستغل رمضان خير استغلال، هي أمة تسير بخطى ثابتة نحو ما يريده مولاها عز وجل، وتحقيق ما يطلبه منها، الاستخلاف في الأرض، وحمل لواء الدين وتمكينه في الأرض.


    وقفات
    "إن الله قدّر أن يشهد رمضان أول مواجهة عسكرية ضد الكفر وأهله، في غزوة بدر والتي سميت بالفرقان، للتأكيد على أن لا انفصام بين العبادة والجهاد، وطلب النصر والعزة"
    وفي هذا الصدد لابد أن نشير إلى أن بعض المعارك التي حدثت في رمضان، لم يحدد المسلمون وقتها، وإنما حددتها الظروف والأحداث المتعلقة بها. ولكن لا بد أن ننظر إلى كيفية تعامل المسلمين مع هذه المعارك، وكيف كانت شجاعتهم وبسالتهم. فهم لم يتوانوا ولم يستكينوا أو يضعفوا، بل ثبتوا واستبسلوا، وقدموا للعالم أروع صور التضحية والبطولة، وما هذا إلا نتيجة ما وقر في قلوبهم من الإيمان، وما تركه رمضان والصيام من أثر في نفوسهم.


    معارك رمضان
    لشهر الصوم أفضال كرام بها قد جاءت أخبار كرام     فمنه نصر بدرٍ وفتحٌ به قد أسلم البلد الحرام 


    ● هذا الشهر تتغير فيه أحوال الأمة بشكل رائع، علامات في منتهى الوضوح،
    • في هذا الشهر الكريم الرسول هدم صنم هبل، ومعه أكثر من ٣٦٠ ثلاثمائة وستون صنمًا بداخل الكعبة المشرفة، وهذه الأصنام ظلت داخل الكعبة ٢١ سنة، بداية من نزول البعثة على الرسول ﷺ، وبالتأكيد ظلت هذه الأصنام سنين طويلة قبل البعثة موجودة، في كل هذه الشهور السابقة والسنوات السابقة ربنا سبحانه وتعالى يختار أن هذه الأصنام تُدَمَّر وتكسر وتقع في شهر رمضان.


    • في الشهر نفسه بعث الرسول خالد بن الوليد ليهدم صنم العزى، فهدمها.


    • في الشهر نفسه بعث عمرو بن العاص ليهدم صنم سواع، فهدمه.


    • في الشهر نفسه بعث سعد بن زيد ليهدم صنم مناف، فهدمه.
    ما هذا؟ أمعقول كل هذا في شهر واحد؟ في شهر رمضان تقع كل هذه الأصنام؟ أمعقول أنها صدفة؟!


    موقعة البويب 
    أما في سنة ١٣هـ فحدث في منتهى الأهمية، إذ استطاع المسلمون في موقعة البويب بقيادة البطل الإسلامي الفذ (المثنى بن الحارثة)، وكان عدد المسلمين في هذه الموقعة ٨ آلاف فقط، والفرس مائة ألف بقيادة (مهران) وهو من أعظم قُوَّاد الفرس، وتم اللقاء في الأسبوع الأخير من شهر رمضان سنة ١٣هـ، ودارت موقعة من أشدِّ مواقع المسلمين، 
    فني الجيش الفارسي بكامله في هذه الموقعة، تجاوز القتلى ٩٠ ألف فارسي من أصل مائة ألف، 


    فتح جزيرة رودس
    وتمرُّ الأيام ويأتي رمضان جديد على المسلمين سنة ٥٣هـ، تفتح فيه جزيرة (رودس) في البحر الأبيض المتوسط، لم ينتظروا انتهاء رمضان، بل مَنَّ الله عليهم بفتح الجزيرة في رمضان سنة ٥٣هـ.


    معركة بلاط الشهداء:
    ما زلنا في التاريخ الأندلسي، فبينما فتح المسلمون نصف فرنسا الجنوبي كله، وكانوا على بعد كيلومترات قليلة من باريس، وفي رمضان ١١٤هـ، التقى جيش المسلمين بقيادة عبدالرحمن الغافقي ضد جيوش أوروبا بقيادة شارل مارتل في معركة بلاط الشهداء أو كما تسمى في الغرب بمعركة بواتيه. 


    فتح عمورية:
    في رمضان من العام ٢٢٣ هـ، قاد الخليفة العباسي المعتصم بنفسه جيشًا كبيرًا لفتح عمورية بعد أن استنجدت به امرأة بقولتها المشهورة "وامعتصماه"، وكانت عمورية من أصعب وأمنع المدن الحصينة لدى الروم.


    فتح الأندلس
    ويتسلسل بنا التاريخ لنصل إلى رمضان سنة ٩١هـ، ليفتح المسلمون أولى صفحاتهم في سِفْر الأندلس الضخم. وفي رمضان سنة ٩٢هـ يلتقي المسلمون وهم ١٢ ألف رجل بقيادة طارق بن زياد رحمه الله بمائة ألف إسباني صليبي بقيادة رودريك أو في الروايات العربية يسمونه لوذريق معركة هائلة داخل أرض الإسبان وفي عقر دارهم.


    حطين 
    أما عن جهاد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله فحدث ولا حرج، إذ ما كان يُفَرِّق بين رمضان وبين أي شهر من شهور السنة، كل الشهور عنده جهاد، ليست هناك راحة، فما أن انتهى من حطين وفتح بيت المقدس اتجه مباشرة إلى حصار صور في ٩ رمضان سنة ٥٨٣ هـ.
    إلى أن حرَّر رحمه الله صفد في رمضان سنة ٥٨٤ هـ، بعد سنة من حطين، وعندما كان بعض الوزراء يعرضون عليه تأجيل القتال بعد شهر الصوم، كان رحمه الله يرفض ويصر على الجهاد.


    عين جالوت
    وفي ٢٥ رمضان سنة ٦٥٨هـ حدثت الموقعة التي هزَّت الأرض بكاملها موقعة عين جالوت، وفيها كان الانتصار الإسلامي الباهر بقيادة سيف الدين قطز رحمه الله على جحافل التتار.
    أيها الإخوة المؤمنين: إن الدنيا عرَضٌ حاضر، يأكل منه البر والفاجر، وإن الآخرة لوعد صادقٌ يحكم فيها ملك عادل، فطوبى لعبدٍ عمِل لآخرته وحبله ممدود على غاربه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فتوبوا إلى الله واستغفروه وادعوه وأنتم موقونون بالإجابة.


    الخطبة الثانية
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. قاد سفينة العالم الحائرة في خضم المحيط، ومعترك الأمواج حتى وصل بها إلى شاطئ السلامة، ومرفأ الأمان، فاللهم صل وسلم وزد بارك عليك سيدي يا رسول الله وآلك وصحبك قادة الحق، وسادة الخلق إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين. 
    وبعد
    فمن خلال هذا العرض السريع لهذه الانتصارات الباهرة نلاحظ شيئًا عجيبًا جدًّا بعد هذه الرحلة التاريخية في رمضان!
    فقد انتصر المسلمون تقريبًا على كل الفرق المعادية للإسلام في شهر رمضان، انتصرنا على المشركين في بدر وفتح مكة، انتصرنا على الفرس عُبَّاد النار في البُوَيْب، 
    انتصرنا على الصليبيين في وادي برباط في الأندلس، وأيام صلاح الدين في فتح صفد، وانتصرنا على التتار في عين جالوت،  وعلى اليهود في حرب التحرير العظيمة التي حدثت في العاشر من رمضان سنة ١٣٩٣هـ، التي اشتهرت بحرب السادس من أكتوبر سنة ١٩٧٣م، فتحررت سيناء، وهو انتصار مجيد، فالحواجز التي عبرها الجيش المصري تدخل في عداد المعجزات العسكرية، والروح الإيمانية كانت مرتفعة جدًّا عند الجيش وعند الشعب، فكانت النزعة والتربية الإسلامية في الجيش ملموسة وواضحة، ونداء (الله أكبر) كان يخرج من قلب كل مسلم، والوحدة الإسلامية كانت في أبهى صورها.
    كل هذا دفع إلى النصر، نصر رمضان سنة ١٣٩٣هـ نصرًا باهرًا، كان دفعة قوية ليس لمصر وسوريا فقط، بل لشعوب مسلمة كثيرة على وجه الأرض.


    ● هذا شهر إعزاز الإسلام، وتمكين الدين، ونصر المؤمنين، رمضان شهر الإنقاذ والنجدة والنصر والعزة، فلا يصح ألا يعلم المسلمون هذه المعاني، ويظنون أنه شهر الأعمال الفنية الجديدة، والدورات الرياضية، والخيم الرمضانية، ليس هذا هو رمضان الذي يريده ربنا سبحانه. ويبقى السؤال
    إذا كان رمضان شهر الانتصارات والعزة والتمكين، وقد انتصر فيه المسلمون الأوائل فلماذا نصوم ولا ننتصر؟
    والإجابة واضحة ومعروفة
    * إن صيامنا غير صيامهم واستعدادنا غير استعدادهم
    صيامهم كان يعنى البذل والعطاء وحمل النفس على ما لا تحب والتصدى لشهواتها التى تضعف أمامها وأمام اغرائها فنجحوا فى الانتصار على النفس فسهُل عليهم الانتصار عدوهم مهما كانت كثرته 
    • أما نحن فقد هُزمنا أمام أنفسنا وشهواتنا هذه الهزيمة النكراء أمام بطوننا وأمام نفوسنا وشهواتها وبالتالى فشل الصيام فى أن يُوصلنا للأهداف الكبرى والعظمى التى نرجوها ويرجوها أولوا الألباب فكانت النتيجة أننا نصوم ولا ننتصر 


    * لقد كان الصوم عندهم يعني البذل والعطاء 
    • أما نحن فتصوّرنا شهر رمضان فرصة متاحة لمزيد من اغتنام شهىّ الطعام والشراب، فتحولنا إلى أَكَلَة لا تُبقى ولا تذر واغتنام لذيذ الطعام والشراب فتحول إلى "موسم طعام لا شهر صيام" وما أبعد كل ذلك عن الكرم الذى نصف به رمضان فكيف يأتى النصر؟؟!! 


    * ومما أسهم فى إفساد ومفهوم هذه العبادة أننا تصورناها بلاءً  تفسد معه الأخلاق ومن يُسيئ أو يغضب أو يخرج عن الأخلاق الفاضلة وحدود الأدب يقول: "اعذره إنه صائم" وكأن الصيام هو الشماعة التى تعلق عليها سوء المعاملة أو الأخلاق!! 
    * كما تصورناه عبادة الكسالى والقاعدين، فأصبح هو الآخر شماعة يُعلق عليها الكسل وتضييع حقوق الناس وتعطيل مصالح الجمهور!! كيف ذلك والصيام يتحدى شهوات النفوس ويقف دون رغباتها ومن المتوقع أن يقل فيه الاستهلاك ونتعود فضيلة الإقتصاد ولكن
    ما يحدث هو أننا تحولنا إلى أَكَلَة لا تُبقى ولا تذر! 


    * وليل رمضان وما أدراك ما ليل رمضان الذى تحول على أيدينا وأيدى شياطين الإنس إلى أقرب ما يكون إلى مسخرة لا ترضى الله ولا رسوله، وارتبط ليل رمضان بما هو منه براء من فوازير ومسلسلات وبرامج أقل ما يقال عنه "إنها تحض على الفسق والرزيلة وتشيع الفاحشة فى الذين ءامنوا". "فيتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علِموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون"
    فلا بد أن نعلم للنصر عوامل وأسبابًا لا بد من الأخذ بها حتى يتم النصر. وأخيرًا وليس آخر فإن 
    رمضان شهر الانتصارات الداخلية والخارجية 
    شهر الانتصارات على شهوات النفوس بكبح جماحها وإخلاص العمل لله 
    انتصارٌ على الشهوات بتوظيفها فى طاعة الله
    انتصارٌ على القلب بتطهيره من الحقد والحسد والكراهية 
    انتصارٌ على الأعداء بأروع الأمثلة لفئةٍ قليلةٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه 
    إنه شهر النصر والجد والاجتهاد والمثابرة 
    نتعالوا أيها المسلمون لنطهر صيامنا بالنهار بقراءة القرآن وبالليل بالقيام 
    نتعالوا لنتعلم كيف ننتصر على أنفسنا وشهواتنا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 11:44 am