الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خاطرة الاثنين 6/11/2023 تحت عنوان ???????????? ************************************ التفاؤل وأثره على الفرد والمجتمع"،

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2688
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خاطرة الاثنين 6/11/2023        تحت عنوان ???????????? ************************************ التفاؤل وأثره على الفرد والمجتمع"،  Empty خاطرة الاثنين 6/11/2023 تحت عنوان ???????????? ************************************ التفاؤل وأثره على الفرد والمجتمع"،

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأحد نوفمبر 05, 2023 9:48 pm

    خاطرة الاثنين 6/11/2023
    تحت عنوان 👇👇👇
    ************************************
    التفاؤل وأثره على الفرد والمجتمع"،

    التفاؤل معناه التيمن والاستبشار، وهو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يحب الفأل الحسن، ويكره التشاؤم،

    إن المسلم مهما تكالبت عليه الهموم، عليه أن يكون متفائلا، لأن التفاؤل يجعل الإنسان مقبلا على الحياة ويزرع في نفسه طاقة إيجابية تدفعه إلى النجاح والتقدم والرقي،

    بعكس التشاؤم الذي يدفع إلى الإنسان إلى اليأس والفشل، فقال سبحانه على لسان خليله إبراهيم عليه السلام: «وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ».

    تفاؤل المسلم
    إن التفاؤل خلق عظيم وصفة جليلة، حث عليها الإسلام، وطالب المسلم بأن يتصف بها، كما كانت صفة متأصلة في رسولنا صلى الله عليه وسلم، فهو الذي علمنا كيف نتفائل، وكيف نستبشر بالله تعالى خيرا، فهو الذي يدبر الأمور ويقدر الأقدار،
    إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى قومه وأصحابه عن قول كلمة «لو» على سبيل الحزن والجزع من المقدور، لأنها تفتح على قائلها باب من أبواب الشيطان، بل من أوسع أبواب التشاؤم التي تجعل العبد يسئ الظن بربه تعالى.
    عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ ، وفي كلٍ خيرٌ احرصْ على ما ينفعُك واستعنْ باللهِ ولا تعجِزنَّ ، وإن أصابَك شيءٌ فلا تقلْ : لو أني فعلتُ لكانَ كذا وكذا ، ولكن قلْ قدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعلَ فإن لو تفتحُ عملَ الشيطانِ
    : أخرجه مسلم (2664) باختلاف يسير.

    إن من أعظم الأوقات التي ينبغي على العبد أن يستبشر فيها أوقات الأزمات، فحينما لا يرى إلا الشر، عليه أن يتوقع الخير، وحينما لا يرى إلا المرض عليه أن يتوقع ويؤمل العافية، وهكذا في كل معضلة من المعضلات،
    إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائما ما يبث روح الأمل في أهله ويحث أصحابه وأتباعه على أن يتفائلوا بالخير، حتى في أصعب اللحظات والأوقات، فعندما أحاط به المشركون وهو في الغار مع صاحبه إبي بكر رضي الله عنه وأرضاه، قال لأبي بكر: (ما ظنُّكَ باثْنَيْنِ اللهُ ثالثُهُما)، وقال: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}.

    أحول الأنبياء مع التفاؤل

    الأنبياء والمرسلون من قبل رسولنا الكريم، كانوا دائما يستبشرون بالخير، فأيوب عليه السلام
    وايوب إذ نادي ربه اني مسني الضر وانت ارحم الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ

    لقد حثنا هذا ديننا الحنيف على التفاؤل، وحذرنا من التشاؤم؛ قال سبحانه: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]،

    وفي أمر الزوجات قال سبحانه: ﴿ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل ويحث عليه، وينهى عن التشاؤم ويحذر منه.

    روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا طِيَرَة وخيرها الفأل - وفي رواية: ويعجبني الفأل - قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم))، وفي رواية: ((كلمة طيبة))، والمقصود بالطيرة: التشاؤم،

    وكان من عادات أهل الجاهلية؛ قال النووي رحمه الله في كتاب الديباج: "التطير هو التشاؤم، وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح، فينفرون الظباء والطيور، فإن أخذت ذات اليمين، تبرَّكوا به ومضَوا في سفرهم وحوائجهم، وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم، وتشاءموا بها؛ فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم، فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير، فلا ينفع ولا يضر".

    والسوانح: ما أتاك عن يمينك من ظبي أو طائر أوغير ذلك، والبوارح: ما أتاك من ذلك عن يسارك؛ كما في "لسان العرب".

    للأسف لا زال إلى يومنا هذا مِن المسلمين مَن يتشاءم بيوم من الأيام، أو بشخص أو بشيء من الأشياء، فيعتقد أنه نحس عليه، ويخاف من ذلك، وربما يترك شيئًا كان يريد فعله بسبب التشاؤم، وهذا من ضعف الإيمان وقلة التوكل على الله تعالى؛ لأن ما يصيب الإنسان من خير أو شر إنما يقع بإرادة الله تعالى، ولله حكمة في كل ما يقدره، وكل ما يصيب المؤمن فهو خير له؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له))؛ [رواه مسلم].

    وإذا تأملنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته، وجدناه أكثر الناس تفاؤلًا:

    • فكان يستبشر بالكلمة الطيبة، والاسم الحسن؛ ((كان إذا خرج لحاجته، يعجبه أن يسمع: يا راشد، يا نجيح))؛ [رواه الترمذي، وصححه الألباني].

    • وفي صلح الحديبية لما طلع عليهم سهيل بن عمرو، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا سهيل قد سهُل لكم من أمركم))؛ [رواه البخاري في صحيحه].

    • وإذا أجدبت الأرض تجده متفائلًا؛ ففي الصحيحين وغيرهما: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الاستسقاء، قلب رداءه))، وذلك تفاؤلًا بتغير الحال من الجدب إلى الخصب.

    • وفي أمر الدعاء يذكرنا صلى الله عليه وسلم بالفأل فيقول: ((ادعوا الله، وأنتم موقنون بالإجابة))؛ رواه الترمذي.

    التشاؤم من أعظم وسائل الشيطان لإحباط النفوس، وتحطيم العزائم، وإعاقة الإنسان عن الأهداف النبيلة في أمور الدنيا وأمور الآخرة؛ قال تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268]، والمؤمن يجب أن يكون متوكلًا على الله، مهما تكالبت عليه الهموم، أو اعترضته المشكلات، فالخير ما يختاره الله، فامضِ في طريقك متفائلًا، ولا تقنط من رحمة الله؛ فالله تعالى يقول: ﴿ قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر: 56].

    وكم من المصائب والمحن في طياتها منحٌ وعطايا! وكم من العسر تبِعه يسر وفرج! ولن يغلب عسرٌ يسرين؛ قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6].

    • وتفاؤل المؤمن سعادة وإحسانُ ظنٍّ بالله؛ ففي الحديث القدسي قال الله تعالى: ((أنا عند ظن عبدي بي؛ إن ظن خيرًا فله، وإن ظن شرًّا فله))؛ [رواه البخاري ومسلم].

    والتشاؤم سوء ظن بالله تعالى، وضعف يجلب الشقاء والقلق والحيرة، فترى المتشائم تضيق عليه الأرض بما رحبت، وتظلم الدنيا في وجهه؛ لأنه تعلق بالأسباب التي لا تنفع ولا تضر، وكما قيل: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل؛ وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قال: هلك الناس، فهو أهلكُهم))؛ [رواه مسلم]:

    وفي الدراسات الحديثة ثبت أن التفاؤل يساعد على تحسين الصحة النفسية والبدنية، وفي المقابل فإن التشاؤم يمرض الإنسان، ويؤدي إلى تأخر الشفاء بالنسبة للمريض، لأن التشاؤم يسبب الخوف والقلق، وبذلك تضعُف مناعة
    تفاؤل المؤمن ثقة بالله ويقين بوعد الله، حتى في وقت الأزمات؛ كما ذكر الله تعالى عن حال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في معركة الأحزاب، حين حوصر المؤمنون وتكالب عليهم الأعداء، وأرادوا أن يبيدوهم، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ولكنهم كانوا على ثقة بأنها غمة ستنجلي، وأن النصر قريب؛ قال سبحانه: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22].

    **************************************
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 10:41 pm