الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    درس الاحد 29/10/2023 تحت عنوان ???????????? ******************************** احذروا الدنيا

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2687
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    درس الاحد  29/10/2023       تحت عنوان ???????????? ********************************                   احذروا الدنيا Empty درس الاحد 29/10/2023 تحت عنوان ???????????? ******************************** احذروا الدنيا

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد السبت أكتوبر 28, 2023 9:40 pm

    درس الاحد 29/10/2023
    تحت عنوان 👇👇👇
    ********************************
    احذروا الدنيا
    يقول الله تعالى : " وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون " [ العنكبوت 64 ] ،

    وقال تعالى : " إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون " [ يونس 24 ] .

    ولقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بالسوق والناس كنفتيه ( عن جانبيه ) ، فمر بجدي أسك ( صغير الأذن ) ميت ، فتناوله فأخذ بأذنه ، ثم قال أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم ؟ قالوا : ما نحب أنه لنا بشئ وما نصنع به ؟ ثم قال : أتحبون أنه لكم ؟ قالوا : والله لو كان حياً كان عيباً ، إنه أسك فكيف وهو ميت ! فقال : " فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم " [ أخرجه مسلم ] .

    فهاهي الدنيا في كامل زينتها تعرض نفسها لمشتريها وحق لها ذلك ، لكثرة الغافلين
    فكم نشاهد اليوم من تهافت كثير من الناس على هذه الدنيا الفانية ، وزهدهم في الآخرة الباقية ، وما ذاك إلا لبعدهم عن معرفة الحقيقة ، والبعد عن منهج الله تعالى والخوف منه سبحانه .
    تهافتوا وتنافسوا وتصارعوا من أجل الدنيا وبهرجتها ، اشرأبت نفوسهم حب الدنيا والركون إليها ، فاشتاقت لها قلوبهم وهوت إليها أفئدتهم فأصبحت محط أنظارهم على اختلاف أجناسهم وطباعهم ، رضوا بالحياة الدنيا من الآخرة فكانت الويلات والنقمات هنا وهناك .

    أصبح الكثير من الناس لا يحب ولا يكره إلا من أجل الدنيا ، ولا يوالي ولا يعادي إلا من أجلها ، أما الله الواحد القهار فلا يوالون ولا يعادون فيه أبداً وهذا هو الجهل العظيم والخطب الجسيم ، نسوا الله فنسيهم وأنساهم أنفسهم ، تركوا الآخرة والعمل لها وركنوا إلى الدنيا وزخرفها ،

    عندما سل علي رضي الله عنه سيفه لقتل عدوه بصق ذلك العدو في وجه علي رضي الله عنه فما كان منه إلا أن أعاد سيفه ، فلما قيل له في ذلك ، قال : خشيت أن أنتقم لنفسي .
    فلله در أولئك الرجال الذين عرفوا لماذا خلقوا ؟ ومن أجل أي شئ وجدوا ؟

    فأين ذكور اليوم من رجال الأمس ؟ أولئك الرجال الذين رغبوا فيما عند الله والدار الآخرة ، تركوا الدنيا في كامل زينتها وأبهى حلتها تركوا الفاني وأقبلوا على الباقي ، قال تعالى : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً " [ الأحزاب 23 ] ، أولئك الذين اعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله الذين عرفوا الله حق معرفته فلم يخشوا أحداً إلا الله والله أحق أن يخشى ، صدقوا مع الله فصدقهم الله عزوجل ، إذا عملوا فلله ، وإذا أحبوا فلله ، وإذا أبغضوا ففي الله ، أعمالهم وأقوالهم خالصة لله دون سواه .

    أما من ركنوا إلى الدنيا وأحبوا أهلها ، وزهدوا في الآخرة وبقائها فأولئك محبتهم وعداؤهم وولاؤهم فمن أجل الدنيا ، فكانت المفاجآت أن حلت عليهم النكبات ودارت عليهم الدائرات ، وجعل الله بأسهم بينهم شديداً ، فإذا اجتمعوا أظهروا خلاف ما يبطنون ، وإذا تفرقوا أكل بعضهم بعضاً ، قال تعالى : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " [ الزخرف 67 ] ،
    ، كلٌ من أولئك يريد البقاء له وله وحده ، وكأنه لم يخلق إلا للبقاء والخلود في هذه الدنيا وعمارتها ، والله تعالى يقول في محكم التنزيل : " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " [ آل عمران 185 ] ، ويقول تعالى : " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون * كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون " [ الأنبياء 34/35 ] وقال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " [ الذاريات 56 ] ، هذه هي والله الغاية السامية التي من أجلها خلق الله الخلق ، خلقهم من أجل العبادة ، عبادته وحده لاشريك له في ذلك فهو سبحانه المستحق للعبادة دون سواه ، فهل عَقِل ذلك كثير من الناس ؟ وكل ماعدا العبادة فهو وسيلة لا غاية ، وعجباً لمن حول وبدل الغاية إلى وسيلة والوسيلة إلى غاية ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .

    لقد تغيرت المفاهيم عند أولئك الناس فاستحقوا قول الله تعالى : " أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً " [ الفرقان 44 ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً " [ أخرجه الترمذي وهو حديث حسن " ، وقال عليه الصلاة والسلام : " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء " [ أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ] .
    فهذه هي حقيقة الدنيا التي يطلبها كثير من الناس كما وصفها النبي عليه الصلاة والسلام ، فهي لا تساوي ولا تعدل عند الله جناح بعوضة ، وكم يساوي جناح البعوضة في موازين الناس ؟ أم لعله يسمن أويغني من جوع ؟ فكل ما يبعد عن طاعة الله تعالى ملعونٌ مبغوضٌ عنده سبحانه .

    قال تعالى : " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " [ الحديد 20 ] ، يحذر المولى جل وعلا عباده من الانجراف في مزالق الحياة الغادرة وعدم الإخبات إليها أو اتخاذها وطناً وسكناً وأنها غادرة ماكرة ما لجأ إليها أحد أو رجاها من دون الله إلا خذلته وتخلت عنه فهي حقيرة عند الله عزوجل كحقارة الميتة عند الناس ، وإنما جعلها الله فتنة للعباد ليرى الصابر والشاكر والمغتنم لأوقاته لما فيه رضا ربه سبحانه ، ممن عكف عليها وأقام وأناب إليها ومن قضى أيامه ولياليه من أجلها ، فلايستوي الفريقان عند الله أبداً قال تعالى : " فريق في الجنة وفريق في السعير " [ الشورى 7 ] ، وقال تعالى : " وما يستوي الأعمى والبصير * ولا الظلمات ولا النور * ولا الظل ولا الحرور * وما يستوي الأحياء ولا الأموات " [ فاطر 19/20/21/22 ] ، الأعمى هو من ضل عن منهج الله تعالى وركن إلى الدنيا واطمأن إليها فهو وإن كان بصير العين فهو أعمى البصيرة فهو في هذه الدنيا أعمى وفي الآخرة أعمى وأضل سبيلاً ، ولذا قال الله عزوجل : " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " [ الحج 46 ] ، وذاك لإعراضه عن ذكر الله تعالى فالأحياء هم المؤمنون والأموات هم الكفار ، فالحياة حياة إيمان والموت موت كفر والعياذ بالله ، قال تعالى : " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى " [ طه 124/125/126/127 ] ، وأما من باع الدنيا واشترى الآخرة فهو البصير المبصر العارف تمام المعرفة لم خلق ؟ وهذا حق معلوم لا ينكره إلا جاهل أو فاقد عقل . قال صلى الله عليه وسلم : " أبشروا وأملوا ما يسركم ، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها ، فتهلككم كما أهلكتهم " [ متفق عليه ] ، وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء " [ أخرجه مسلم ] ، وهذا تحذير آخر من نبي الرحمة والهدى لأمته من عدم الركون إلى الدنيا أو الاستئناس بها وعدم الانخراط في سلك اللاهين المحبين لها ولزخرفها وزينتها ، والحذر كل الحذر من الانجراف وراء مغريات الحياة الزائفة ، وعدم الاهتمام بها أصلاً إلا لمن ابتغى بها وجه الله تعالى والدار الآخرة .

    قال تعالى : " يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " [ فاطر 5 ] ، لقد أصبحت الدنيا وعمارتها والعيش فيها وجمع الأموال والأولاد والأزواج والكسب الحرام هي الشغل الشاغل الذي ملأ قلوب الكثير من الناس اليوم ،
    فانتشرت بينهم أمراض القلوب وأدوائه فها هو الحسد والحقد والكراهية والبغضاء ، وهاهي الغيبة والنميمة والشحناء ،

    قال تعالى : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم [ الحجرات 13 ] ،
    فلا تفاضل بين العباد إلا بالتقوى التي هي أساس الإيمان بالله ، فلا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أحمر ولا أسود إلا بالتقوى ، أما من أجل القرابة والجماعة والقبيلة فهذه أمور جاهلية أتى الإسلام فقضى عليها فلا تفاخر بالأنساب والأحساب فالناس سواسية عند الله عزوجل ، فكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " [ أخرجه مسلم ] ، فمدار النظر وضابطه القلوب والأعمال ، فإذا صلح القلب صلحت النية وكانت خالصة لله في كل أمورها ، وبذلك سيصلح الجسد كله بإذن مولاه سبحانه ، أما فساد القلب وموته فيتوقف عليه فساد الجسد كله

    فياليت لو أن الناس تركوا الخلق للخالق سبحانه ، واتقوا الله جل وعلا حق التقوى ورضي كل منهم بما قسم الله له في هذه الحياة ولم ينظر بعضهم إلى ما وصل إليه غيره من النعم والخيرات التي امتن الله بها على عباده ،

    الواجب على المؤمن تجاه الدنيا ودناءتها ألا ينظر إلى من هو فوقه بل ينظر إلى من هو دونه حتى لا يزدري نعمة الله عليه فيقع في الإثم والمعصية ، أما في أمور الدين والآخرة ففي ذلك فليتنافس المتنافسون بلا حقد ولا حسد ولا كراهية ولا تقاطع ولا تدابر . فلو ترك الناس بعضهم بعضاً بما أنعم الله على كل منهم لساد الحب والفرح والإخاء ، ولعم الأمن والسلام والرخاء لأن : " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " [ الجمعة 4 ] ،

    فلنتق الله عباد الله ولنعلم أننا ما خلقنا وما وجدنا على هذه البسيطة إلا لعبادة الواحد الديان الذي له ملك السموات والأرض وبيده خزائن كل شئ ، وعلينا أن نتسابق ونسارع إلى جنة الخلد وملك لا يبلى ، جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدها الله للمتقين الذين آمنوا بالله ورسله ، قال صلى الله عليه وسلم : " من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة " [ أخرجه الترمذي وقال حديث حسن ] ،
    فأين المشمرون ؟ وأين المشترون ؟ وأين المتقون ؟
    عن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة " [ متفق عليه ] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " [ أخرجه مسلم ] ،

    فيا بشرى من اشترى الآخرة بالدنيا ، ويا حسرة من اشترى الدنيا بالآخرة .
    قال تعالى : " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب " [ آل عمران 14 ] .
    ////////////////////////////(((////////////////////
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 9:59 pm